As Long As you Are Happy - 48
“ما الذي تقولينه؟ سيدة ايرينا؟”
تحدثت الآنسة ويلر وهي تمسك بسكين الكعكة.
“نحن نستطيع فعل هذا.”
كانت ملامح وجهها مصممة لدرجة أن إيرينا رفعت شوكة الكعكة وهزت رأسها دون وعي.
حتى الضباط الجالسين في الخلف طلبوا نفس الشيء، فأحضروا لهم صينية كعك بثلاث طبقات مرة أخرى، وساد الصمت على الفور.
فالكل لديه فمٌ واحد فقط.
“لكن يا سيدة ايرينا…..”
بينما اخذت الآنسة ويلر قضمةً من شطيرة السلمون المدخن، سألت ايرينا.
“ما الذي عنيته بقولكِ بأنكِ تريدين استشارتي بشكل خاص؟”
“آه، هذا……”
ابتلعت إيرينا بسرعة قطعةً من كعكة الليمون التي كانت تمضغها.
“الأمر هو……”
على الرغم من أنها كانت تتدرب منذ البارحة على الحديث، الا انها وجدت نفسها عاجزة عن التعبير عندما حان وقت الاستشارة.
“الأمر……أنني، أُعجبتُ بشخصٍ ما.”
“يا إلهي!”
“ولا أعلم ماذا أفعل……”
شعرت إيرينا بالسعادة لهذه التجربة الجديدة، لكنها كانت مشوشةً بعض الشيء، إذ كانت هذه أول مرة تُعجب فيها بأحدهم.
كانت تريد رؤيته باستمرار، و سماع صوته، و البقاء بجانبه.
لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذا الشوق المتزايد في قلبها.
“لقد كتبتِ لي في الرسالة السابقة، أليس كذلك؟ أنكِ مخطوبة.”
احمر وجه إيرينا بشدة، ولم يقتصر ذلك على عنقها الأبيض، بل حتى أذنيها التي ظهرت من بين خصلات شعرها تلونت بالحُمرة.
كانت تبدو ساحرةً للغاية لدرجة أن الآنسة ويلر ظلت تحدق بها مندهشة، غير منتبةٍ إلى سقوط قطعةٍ من السلمون من شطيرتها.
“لهذا السبب طلبت مقابلتكِ……”
“أفهم ذلك.”
شربت الآنسة ويلر الشاي محاولةً لاستعادة رباطة جأشها، وخفضت صوتها.
“همم، بالتأكيد أنا أكثر خبرةً في هذا المجال.”
كانت نبرتها تحمل شيئًا من الفخر.
“يا سيدة ليونيد!”
فجأة، رفعت الآنسة ويلر يدها لتراها ايرينا بوضوح.
“إذاً، ما الذي تريدين سؤالي عنه باعتباري أكثر خبرةٍ منك؟”
كان خاتم من الزمرد يزين إصبعها الرابع من يدها اليسرى، بدا بأنه خاتم خطبتها.
“يا إلهي……”
شعرت إيرينا بالرهبة وهي ترى ويلر تتجاوز مرحلتها من التردد والتلعثم بكل سلاسة.
“من اعترف أولًا بمشاعره؟”
“أشعر بالحرج، لكن……”
احمر وجه الآنسة ويلر قليلًا وأخذت تتمايل بخفة.
“خطيبي هو من اعترف لي أولاً.”
خطيبها!
هكذا ينادي الأحباء بعضهم!
اكتسبت ايرينا معرفةً جديدة، وتخيلت تلقائيًا الدوق يناديها بخطيبتي.
“…….”
كانت إيرينا تريد الصراخ، لكن وجودها في مقهى مكتظ جعلها تكتفي بقبض يديها والتربيت على قدميها بمرح.
“إذاً……”
“نعم، اسأليني ما تشائين.”
و لا تزال الآنسة ويلر ترفع يدها اليسرى حتى ترى إيرينا خاتم خطبتها بوضوح.
“متى تلقيتِ الاعتراف بمشاعره؟”
“آه……في يوم حفل ظهوري الأول.”
“في يوم الظهور الأول مباشرة؟”
أومأت الآنسة ويلر ببطء.
“في الواقع، كنتُ قلقةً للغاية. و كنت أفكر، ماذا لو لم أتلق عرض زواج خلال الموسم الاجتماعي؟ تعلمين جيدًا يا سيدة، كيف يُعامل من لا يتلقى عرضًا للزواج ويتقدم به العمر.”
خيم الحزن على وجه الآنسة ويلر، فقد سمعت بتلك الآنسة التي من لم تتلق عرضًا بعد ثلاثة مواسم اجتماعية و كانت تتعرض للنبذ.
“رغم أن العالم اليوم يتيح للنساء أن يصبحن فارسات، إلا أنني لم أتعلم فنون السيف، كما أن عائلتي ليست غنية.”
ابتسمت الآنسة ويلر بمرارة.
“لهذا كنتُ أشعر بضغطٍ كبير كلما اقترب موعد الظهور الأول. فالأداء الجيد في الظهور الأول كان ضروريًا.”
فالظهور غير الموفق يعني انخفاض فرص تلقي عروض الزواج، وحتى لو جاء العرض، فإنه سيكون غالبًا من عائلاتٍ بسيطة.
مع اقتراب يوم الظهور الأول، كانت مشاعرها تتأرجح بين الحماس والرغبة في الهروب.
“شعرتُ وكأن قيمة كل ما عشته ستتحدد في ذلك اليوم الواحد. و كنت أشعر بالغثيان. لذا، أخبرت خطيبي الحالي عن تلك المخاوف.”
“كان شخصًا تعرفينه إذاً؟”
“نعم، كان صديق طفولتي. في البداية، كنا نزعج بعضنا بعضًا لأننا لم نرغب في اللعب معًا، لكننا تعلّقنا ببعضنا بمرور الوقت.”
كان الأمر شائعًا، كانت منازلهم قريبة، و أهلهم يتمتعون بعلاقةٍ متينة. فتكررت اللقاءات بينهما، ومع تقارب أعمارهما، نشأت بينهما صداقة.
“كنا نتشارك ركوب الخيل وكان شريك رقصي أيضًا. لكن في أحد الأيام، لم أتمالك نفسي وبدأتُ بالبكاء.”
أخذت الآنسة ويلر تلمس الشريط المربوط حول معصمها.
“في ذلك اليوم، شعرت بخوفٍ شديد.”
وأثناء تمرينهما على الرقص، توقفت فجأة وانفجرت بالبكاء.
“كنت خائفة من ألا أتلقى عرض زواج، أو أن أتلقاه من شخصٍ بعيد و أضطر معه للابتعاد عن عائلتي.”
“……كنتِ خائفة من كل شيء.”
كانت ترقص بجد، ثم جلست على الأرض وانهارت باكية.
بقي صديق طفولتها بجانبها حتى هدأت قليلاً. وعندما توقفت عن البكاء قليلاً، همس لها وهو يعانقها.
“لا بأس، كل شيء سيكون على ما يرام.”
“لم أفهم حينها ما كان يقصده، لكن في يوم ظهوري الأول تقدم لي بعرض زواج، حاملًا باقةً من زهور التوليب*.”
*آخر الفصل
“التوليب؟”
“نعم، فأنا أحب التوليب أكثر من الورود، إذ له معنى جميل، خاصةً الصفراء.”
بحث في كل متاجر الزهور في العاصمة، ثم اتجه للمزارعين حتى وجد أجمل زهور التوليب ليصنع منها باقة ويقدمها لها كعرض زواج.
“قال لي: ‘لن أدعك تشعرين بالخوف مجددًا’.”
“رائع……”
تمكنت إيرينا من رسم مشهد عرضه للزواج في مخيلتها.
وبقلبٍ ينبض، تابعت الاستماع إلى القصة.
“إذًا قبلتِ عرضه في تلك اللحظة!”
“لا.”
رمشت إيرينا بعينيها بدهشة. ماذا؟ ماذا حدث؟
“رفضته في البداية. شعرتُ وكأنه كان يشفق عليّ.”
سألته إن كان يتعاطفُ معي بسبب مخاوفي التي شاركتها معه، فهزّ رأسه نافيًا.
“أخبرني أنه أحبني منذ كنا أطفالًا. وبدأ يذكر لي الأشياء التي أحبها وأكرهها، ويتذكر كل التفاصيل الصغيرة التي مرت بيننا……”
احمر وجه الآنسة ويلر بشدة.
“لم أستطع الرفض.و ، في الحقيقة……”
نظرت الآنسة ويلر خلسة نحو إيرينا، فمالت إيرينا نحوها دون وعي.
“عندما عانقني وقال لي إن كل شيء سيكون بخير، وقعتُ في حبه.”
“……!”
كانت القصة مثالية، وكأنها مشهدٌ من رواية.
فقد أحب كل منهما الآخر، و وعيا بمشاعرهما، وتوحدت قلوبهما.
الآن لم يتبق سوى أن يعيشا بسعادة.
‘لو أستطيع أن أكون مع الدوق هكذا…..’
“آنسة ويلر!”
أمسكت إيرينا بيد ويلر بقوة.
“ماذا علي أن أفعل حتى أستطيع أن أكون مثلكما؟”
تحركت شفتا إيرينا وهي تتحدث.
“أريد أن أعبر عن مشاعري، لكنني لا أعرف كيف أفعل ذلك……”
قبضت الآنسة ويلر على يدها بشدة عند سماعها تنهدات ايرينا المفعمة بالشغف.
“ما تحتاجينه هو الشجاعة!”
ركزت إيرينا على كلام الآنسة ويلر وكأنها تخشى أن تفوت كلمة واحدة.
“الاعتراف بمشاعركِ يتطلب الشجاعة، والتعبير عنها يتطلب شجاعةً أيضًا.”
نعم، هذا صحيح. كانت كلماتها دقيقةً تمامًا.
“بصراحة، أنا واثقة بأن أي شخص لن يستطيع رفض السيدة إيرينا.”
“هل تعتقدين ذلك؟”
“بالطبع!”
ضربت الآنسة ويلر الطاولة بكفها بحماس، فقامت إيرينا بتهدئتها قبل أن تنفعل أكثر.
“لذا، عليكِ فقط انتظار اللحظة المناسبة، سيدة إيرينا.”
تألقت عينا ويلر بلمعانٍ خاص.
“يوم حفل ظهوركِ الأول!”
“هل عليّ الانتظار حتى يوم الظهور الأول؟”
بصراحة، كانت إيرينا ترغب في الاعتراف بمشاعرها الآن. فقد كان قلبها يغلي بهذه المشاعر في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة.
‘لو لم تكن منشغلةً لدرجة عدم التمكن من رؤيته، لكنت قد ذهبت إلى القصر عدة مرات، وربما كنت ستعيش هناك بالفعل.’
وبعد أن رأت هذا الحب السعيد أمامها، اشتعلت مشاعرها أكثر.
شعرت برغبةٍ ملحة في الاعتراف بمشاعرها على الفور.
“لا، عليكِ الانتظار.”
هزت الآنسة ويلر رأسها بحزم.
“الاعتراف الآن قد لا يكون ثابتًا، وحتى الخطبة ستكون شكلية.”
أدركت إيرينا أنها تعلمت شيئًا جديدًا، فأومأت برأسها مرارًا.
“لذا، بعد حفل ظهوركِ الأول، اعترفِ بمشاعركِ وابدآ الخطبة فورًا، كما فعلتُ أنا!”
وأشارت الآنسة ويلر بفخر إلى خاتم خطبتها مجددًا، منهيةً الحديث بهذه اللمحة.
إذًا، الآن لم يبقَ في ذهن إيرينا سوى ثلاث كلمات، حفل الظهور الأول، و الاعتراف، و الخطبة.
“لكن، سيدة ايرينا…..”
دون وعي، انتقلت الآنسة ويلر من الجلوس أمام إيرينا إلى الجلوس بجانبها.
“من هو الشخص الذي تحبينه؟”
“آه…..إنه…..”
بدأت حمرة خفيفة تعلو عنقها، وامتدت إلى وجنتيها وأذنيها.
“……إنه شخص طيب، و لطيف، وجذابٌ أيضًا….”
“رائع!”
ابتسمت الآنسة ويلر بلطف.
“هل هو حنون؟”
“نعم، و يهتم بي دائمًا. مثل قوله، ‘لقد جهزتُ لكِ مكتبةً خاصة’.”
“ويخصص لي الوقت أيضاً. بقوله،’أنا دائما أملك الوقت لكِ.'”
“ويبتسم لي كثيرا…..”
بشكل طبيعي، تذكرت إيرينا آخر مرة رأتهُ فيها يبتسم.
كان قد جهز لها شايًا من النوع المفضل لها و معجناتٍ لذيذة، وابتسم لها بابتسامةٍ دافئة.
“وقبل كل شيء، هو الشخص الأول الذي مدّ لي يده.”
كان أول من حماني، والشخص الذي وسّع عالمي.
‘حقًا، من المستحيل ألا أقع في حبه بعد كل هذا.’
“واو.”
نظرت إليها الآنسة ويلر بنفس النظرة التي كانت إيرينا تنظر إليها بها، وكأنها تقرأ رواية رومانسية حالمة.
“يبدو أنكِ حقًا تحبينه يا سيدة ايرينا.”
هزّت إيرينا رأسها موافقةً وابتسمت بمرح.
“نعم، انا أحبه حقًا.”
بادلتها الآنسة ويلر الإيماءة وكأنها متأثرة بعمق بسعادتها.
“يا سيدتي، في رأيي، يبدو أنه هو أيضًا يحبكِ.”
“حقًا؟”
“بالتأكيد! من يهتم بكل هذه التفاصيل لشخص لا يهتم لأمره؟”
أحقًا كذلك؟
“ربما.”
أومأت إيرينا بجدية.
“لذا، يبدو أن كل ما عليكِ فعله هو التحلي بالشجاعة. أو ربما دفعه للاعتراف بمشاعره.”
“هل يمكنني فعل ذلك؟”
أن أتركه يعترف بدلًا من أن أفعل ذلك بنفسي؟
بدأت تتراكم لديها معرفةٌ جديدة. فنظرت إيرينا إلى الآنسة ويلر بإعجاب، مما جعل الآنسة ويلر تشعر بالفخر.
“بالطبع! هناك طرق عديدة……آه!”
نقرت ويلر بإصبعها وكأن فكرة رائعة خطرت على بالها.
“سيدة ايرينا، هل ترغبين في حضور حلقة القراءة الخاصة بنا؟”
حلقة القراءة؟
ترددت إيرينا قليلًا. لم تكن مرتاحةً بعد للقاء عدد كبير من الأشخاص الغرباء.
ألم تشعر بالتوتر في فعالية الجمعية الخيرية حتى كادت ترتكب بعض الاخطاء رغم وجود الدوق معها؟
قررت الاعتذار بلطف، وفتحت فمها لتقول إنها لن تتمكن من الحضور، إلا أن الآنسة ويلر واصلت.
“نعم، صحيح أن معظم القراءات تدور حول الشِعر، لكن……”
خفضت الآنسة ويلر صوتها لتكون نبرتها مسموعةً لإيرينا وحدها.
“في الحقيقة، حلقة القراءة هي مجرد تغطيةٍ لمناسبةٍ اجتماعية. نحن ندعو أحيانًا مغنين أو ممثلين للاستمتاع بعروض مسرحية.”
أومأت إيرينا برأسها، و فهمت الأمر الآن.
باختصار، إنها مناسبة للتسلية تحت غطاء قراءة الشعر.
“لكن هذه المرة، قررنا دعوة عرّافة. إنها شخصٌ مشهور جدًا.”
“……عرّافة؟”
“نعم، هذه العرّافة بالتحديد.”
خفضت ويلر صوتها أكثر.
“هي التي اخبرتني بأن خطيبي سيعترف لي.”
“……!”
“بل انها ايضاً علمت باعترافات الجميع بدقة!”
“أريد أن أذهب!”
أمسكت إيرينا بيدي الآنسة ويلر بقوة وصرخت بحماسة.
‘أريد حقًا الذهاب!’
كان لابد لها من حضور هذه المناسبة.
____________________________
معنى التوليب الاصفر في لغة الزهور:
اللون الأصفر من التوليب يعنى الحب الذي لا يُطلب مقابله شيء، ولذلك إذا أرسلها شخص ما يعني أنه يحبك دون مقابل.
قصة الآنسة ويلر حلوه و رخيصه😂🤏🏻
عندي شك في ذا العرافه لأن ايرينا بنتي المسكينه واضح بتصدق اي شي😭
المهم اشوى عندها خويه حليله🤏🏻
يعني الحين صديقاتها دلفا و ويلر ذي
الدوق انا متأكده انه يحبها بس هو خل يوخر شعوره بالذنب عشان يستوعب 😔
Dana