As Long As you Are Happy - 46
“دلفيا؟”
“نعم، إنها أنا!”
كانت دلفيا، التي تلقت أوامر من الدوق قبل أسبوع وتركت العاصمة لفترة قصيرة. بالمصادفة قد عادت في هذا الوقت بالذات.
“لقد كنتِ مستيقظة.”
جاء صوت دلفيا النشيط من خلف الباب.
“أعتذر عن القدوم فجراً بهذه الطريقة، ولكن السيد بارن أرسل برقيةً عاجلة.”
توقفت كلماتها و سُمع صوت احتكاك وكأنها تبحث عن شيء في حقيبتها.
“أحضرتُ أعشابًا طبية ممتازة في طريقي الى هنا. قال السيد بارن بأنه من الأفضل أن تتناوليها بسرعة!”
“آه……”
“هل يمكنكِ فتح الباب للحظة؟”
“حسناً، انتظرِ قليلاً.”
مع أنه لن يفيد، بللت إيرينا يديها بالماء من الكوب وفركت عينيها بقوة.
إن سألتها ما ان كانت قد بكت، ستقول بأنها كانت تغسل وجهها، صحيح؟
“سأفتح لكِ الآن.”
تعثرت وهي تفتح الباب، ورأت ديلفيا، مرتديةً زيها الرسمي لوينفريد،
تحمل شمعة واقفةً عند الباب، وكأنها قد جاءت مباشرة إلى هنا بمجرد وصولها إلى القصر.
“هل يمكنني الدخول؟”
“بالطبع.”
خوفًا من أن ترى وجهها على ضوء الشمعة، أدارت إيرينا رأسها وصعدت إلى السرير.
“عذرًا، أشعر بالتعب، سأستلقي قليلًا.”
ثم رفعت الغطاء حتى غطت أنفها.
“نعم، بالتأكيد. استريحي سيدتي.”
وضعت دلفيا الشمعة والحقيبة على الطاولة، وبدأت بإحداث بعض الضجة.
سُمع صوت تقطيع شيء ما.
“سأستعير القليل من الماء!”
أخذت دلفيا الإبريق وبدأت تتحرك بشكل مضطرب.
‘ما الذي تفعله؟’
فتحت إيرينا عينيها قليلًا لتنظر، ولكن لم يكن بإمكانها الرؤية بوضوح بسبب ضوء الشمعة الواحدة.
“انتهيت!”
جاء الرد سريعًا، حيث ابتسمت دلفيا بفرح وقدمت لها وعاءً.
“……؟”
في البداية اعتقدت أنه وعاءٌ للغسيل، لكنها فركت عينيها لتدرك أنه لم يكن كذلك.
كان وعاءً كبيرًا بحجم وعاء الغسيل تقريبًا.
ويبدو أن دلفيا استهلكت كل ماء الإبريق، حيث كان الوعاء ممتلئًا بالماء، و تطفو على سطحه بعض الأعشاب التي تشبه أوراق الشجر.
“هل عليّ أن أشرب هذا……كما هو؟”
كانت كلماتها متقطعة بمعنى مختلف هذه المرة.
كانت قد سمعت صوت التقطيع والتجهيز قبل قليل، لكن الأعشاب الطافية في الماء بدت كما هي، بلا أي تعديل أو تجهيز.
“هل اشربه؟”
“نعم.”
سألت مجددًا، لكن الإجابة كانت نفسها.
“يجب أن تشربيه دفعةً واحدة، بالكامل.”
بل، في الواقع، اصبحت الإجابة أسوأ.
حدقت إيرينا في الوعاء بعينين مرتجفتين.
“يمكنكِ أن تثقي بي.”
ضحكت دلفيا بخفة وجلست على طرف السرير، وكأنها تجد ارتباك إيرينا أمرًا ظريفًا.
“لقد أنهيت تجهيزها، انها أعشاب فعّالة جدًا.”
“……حقًا؟”
“بالطبع! لقد عملتُ كمساعدةٍ للسيد بارن من قبل!”
قالت دلفيا ذلك بثقة.
‘مساعدة طبيب شخصية؟.’
اتسعت عينا إيرينا بدهشة.
“حقًا؟”
“نعم، لحوالي عشرةِ أيام فقط.”
غمزت دلفيا بعين واحدة، مما جعل إيرينا تضحك تلقائيًا.
قبل لحظات فقط كانت تبكي بشدة، لكنها وجدت نفسها تضحك الآن بسبب أمر بسيطٍ كهذا.
“…….”
نظرت إيرينا للحظة إلى الماء الذي يطفو فوقه الأعشاب، ثم أخذت رشفة ببطء.
“آه.”
كان الطعم أفضل مما توقعت.
وبعد شربه، شعرت وكأن ضيقها الداخلي قد زال.
“أحسنتِ.”
وحتى حلقها، الذي كان يؤلمها بشدة، هدأ كثيرًا.
“شكرًا لكِ، دلفيا.”
“هذا لا شيء.”
ضحكت دلفيا وهي تبعد الوعاء الفارغ جانبًا وسألت،
“إذاً، لماذا كنتِ تبكين، سيدة إيرينا؟”
“هاه!……”
لم يفلح الأمر، على ما يبدو.
ضغطت إيرينا على عينيها.
“لم يكن أمرًا مهمًا، فقط حلمٌ بسيط لكن مخيفٌ قليلاً……”
“لم يكن أمرًا بسيطاً كما تقولين.”
نظرت دلفيا إلى إيرينا.
“لستِ ممن تبكي بهذه المرارة على شيءٍ بسيط، أليس كذلك؟”
ربما ذلك بسبب ضوء الشمعة، لكن عيني دلفيا بدتا دافئتين بشكل لا يوصف.
“…..”
فتحت إيرينا شفتيها لتقول شيئًا لكنها أغلقت فمها مجددًا، وترددت.
كانت الحقيقة شيئًا تود ابتلاعه وكأنها لا تعرف عنه شيئًا.
لكن هذا النوع من الأمور لا يزول بمجرد تجاهله.
“الأمر هو……”
في نهاية المطاف، لابد أن تتفاقم الأمور يومًا ما.
“هو…..”
ربما من الأفضل أن تخرج الحقيقة الآن بدلاً من أن تتفجر فجأة فيما بعد.
ثم، ربما إذا أصبحت مخاوفها هذه أكثر وضوحًا……
‘……فسيكون هناك إجابة ما في النهاية، سواء كانت جيدة أو سيئة.’
اتخذت إيرينا قرارها بصعوبة وبدأت تتحدث.
“لقد ذهبت لمقابلة الدوق في النهار، والتقيت بالبارون فينترين……”
لكن ترددها لم يزل، و كانت كلماتها تتقطع.
“ولكن……الفيكونت فينترين قال لي……بأن والديّ كانا يحاولان العودة إليّ، لكن الدوق منع ذلك……”
“الدوق؟”
“نعم.”
عندما أنهت إيرينا حديثها بصعوبة، نظرت إلى دلفيا بقلق.
ماذا لو أبدت تعبيرًا محرجًا؟
وماذا لو أظهرت أنها لا تريد معرفة الحقيقة التي لا جدوى منها؟
“همم… “
حنت دلفيا رأسها وبدأت تحك شعرها.
وعندما ظهر وجه دلفيا مرة أخرى في ضوء الشمعة،
“……؟”
كانت غاضبة.
لا، كلمة “غاضبة” لا تكفي لوصف ما كانت تشعر به دلفيا في تلك اللحظة.
كانت ببساطة غاضبةً جداً، جداً.
“أوه، حقًا……هذا الوغد….”
كانت عيناها، اللتان كانت دافئتين قبل لحظات، تلمعان الآن بشدة، وكان هناك تورمٌ في يديها المشدودتين.
“دلفيا؟”
“أوه.”
عندما رأت دلفيا إيرينا، ضغطت على وجهها بكف يدها بقوة.
“لقد تفاجأتِ، أليس كذلك؟”
عندما أزالت يدها، كانت دلفيا مبتسمة كما هو الحال دائمًا.
رغم أن هناك اوعيةً منتفخة من الأوردة على جانب جبينها.
“أعتذر، كنتُ غاضبة جدًا، لا، في الحقيقة، انا غاضبةٌ للغاية.”
“لا بأس.”
هزت إيرينا رأسها.
أخذت دلفيا نفسًا عميقًا ثم نظرت إلى إيرينا بجدية مرة أخرى.
“ما قاله الفيكونت فينترين صحيح.”
“صحيح؟”
“نعم، لكنه صحيحٌ جزئيًا فقط.”
“……؟”
لم يكن لدى إيرينا فكرة عن معنى أن يكون الأمر صحيحًا جزئيًا، لذا انتظرت بإصغاء لكلمات دلفيا.
“صحيح أن الكونت ليونيد و زوجته كانا يحاولان العودة خلال الحرب، وصحيح أيضًا أن الدوق وينفريد هو من منع ذلك.”
ومع ذلك، واصلت دلفيا حديثها.
“لأكون دقيقة، فإن من منعهم هو الدوق وينفريد السابق.”
“الدوق وينفريد السابق؟”
“نعم، في الحقيقة، كان هناك وقت قبل أكثر من عشر سنوات عندما كادت أن تنتهي الحرب.”
كما هو الحال في جميع الحروب، كانت هناك معارك شديدة، وفي الوقت نفسه كانت هناك محادثات مستمرة للبحث عن طريقةٍ لإنهاء الحرب.
لكن هذه الحرب استمرت لأكثر من مئة عام.
إذا كان من الممكن إنهاؤها عبر المفاوضات، لكانت قد انتهت بالفعل. علاوة على ذلك، فقد انقطعت المفاوضات منذ فترة طويلة.
لذلك، عندما استؤنفت المحادثات بعد حوالي عشرين عامًا، لم يكن لدى الجميع توقعات كبيرة.
“لكن، لقد حدث أمرٌ غير متوقع.”
استمرت دلفيا وهي تعبث بشعرها.
“بفضل قبول الجانب الآخر لمطالبنا، ظهرت آمالٌ جديدة. وكان هناك الكثير من الحديث عن أن الحرب ستنتهي فعلاً في ذلك الوقت.”
توجهت عيون دلفيا مرة أخرى نحو إيرينا.
“و في ذلك الوقت، أراد الكونت ليونيد وزوجته العودة.”
كانوا يعتقدون أنه مع اقتراب نهاية الحرب، أصبح بإمكانهم العودة.
كانت عائلة الكونت قد انقطعت أخبارهم تقريبًا، وكانوا قلقين بشأنهم، والأهم من ذلك، كانوا يتوقون لرؤية ابنتهم التي تركوها مع أخ الكونت.
لذا، بدأوا في الاستعداد للعودة، لكن……
“هاجمنا رجال لوبرك.”
ما ابدوهُ من توافقهم مع المطالب، و كأن المفاوضات كانت تسير بشكل جيد كان مجرد فخ.
و عندما استرخى الجميع بسبب الأمل في العودة، وقع الهجوم.
“اقتلوا الجميع!”
هاجمتهم القوات المعادية.
“أصبحت الأوضاع أكثر خطورة وحرجًا مما كانت عليه من قبل. لقد كانت ضربةً من الخلف في لحظة استرخاء.”
“…….”
“لذلك، طلب الدوق وينفريد السابق من الذين كانوا ينوون العودة أن يبقوا.”
“……ومن بينهم كان والديّ.”
هزت دلفيا رأسها بجدية، وكانت تعبر عن مشاعرها بصمت.
“نعم، هكذا حدث. وبعد وفاة الدوق وينفريد السابق، ظل والدَيكِ معًا. ثم……حدثت معركة فيداند، وهي المعركة التي أودت بحياتهما.”
بدت نبرة دلفيا حزينةً بشكل ما.
“في الحقيقة، لم أفكر في ذلك من قبل. لكن لو انهما، الكونت و زوجته لارا، قد عادا في ذلك الوقت، هل كنتِ ستكونين بأفضل حالٍ من الآن؟”
لم تتمكن دلفيا من إنهاء جملتها، و اكتفت بمسح وجهها وكأنها تزيل أثار الدموع.
“……”
لم تستطع إيرينا أن تقول إنها بخير هذه المرة.
كان الأمر يتعلق بوالديها.
كان فقدانهم يعني اختفاء المستقبل الدافئ والسعيد الذي كان يمكن أن تحظى به.
لكن.
“لا بأس.”
وبذلك، استطاعت أن تستمر في الحديث.
“أعتقد أن والديّ كانوا مستعدين للكثير عندما غادروا، وكذلك عندما بقوا هناك.”
علاوة على ذلك، كانت هذه تجربة قد مرت بها من قبل.
انه مشابه لما عاشته في اليوم الذي استيقظت فيه في عائلة وينفريد، حيث قررت بعد استعداها البقاء هنا.
لذلك، استطاعت التحمل.
“سيدة إيرينا……”
“أنا هنا بالفعل.”
أغلقت إيرينا قبضة يدها ثم أطلقتها مبتسمة.
“ما حدث في الماضي لا يمكن تغييره.”
لكن ابتسامتها جعلت عيني دلفيا تملأهما الدموع هذه المرة.
“آسفة! لم أخبركِ بذلك في وقتٍ مبكر!”
ركضت نحو إيرينا وكادت أن تبكي، وعانقتها بشدة.
“كنت أعتقد أنه يجب أن أخبركِ بذلك يومًا ما، لكن الأمر كان عالقًا في حلقي……”
كانت صوتها مليئًا بالعواطف، ويبدو أن هذا الأمر كان يؤثر عليها كثيرًا.
شعرت إيرينا برجفةٍ في ظهرها.
“لا بأس.”
طبطبت إيرينا على ظهر دلفيا.
“أنا حقًا بخير.”
أمسكت إيرينا بيد دلفيا التي كانت ترفع رأسها.
“بفضل عنايتكِ لي، أشعر بأنني بخير حقًا.”
“سيدة إيرينا! لا تبكي!”
بسبب كلمات إيرينا انفجرت دلفيا بالبكاء.
بدأت تبكي بصوت عالٍ كما فعلت إيرينا من قبل.
‘هذا يبعث على الارتياح.’
أحاطت إيرينا بذراعها حول ظهر دلفيا، وشعرت بالراحة.
من الجيد أن كلمات الفيكونت فينترين كانت كاذبة.
من الجيد أن دلفيا، و كل من عرفتهم، لم يخفوا عني الحقيقة الرهيبة.
وقبل كل شيء…..
‘من الجيد أن الدوق ليس له أي علاقة بوفاة والديّ.’
ابتسمت إيرينا بخجل لادراكها هذه الحقيقة.
_____________________________
الحمد لله عرفنا القصل بدري احسب بننتظر آلاف السنونو باقي نعرف ليه لوغان يحس بالذنب 😔
لا اشوف احد يقول ان بنتي بارده ترا بكت وخانقتها العبره من يومها صغيره على اهلها الي ماقد شافتهم 😔
فطبيعي انها تزعل وبنفس الوقت تبتسم عشان الدوق لأن بنتي ماقد جربت حنية الاهل 😔
ياعمري على دلفيا😔🫂
طيب خل نقول ان ايرينا قريبة من عمر العشرين، واذا كان اهلها ماتوا قبل اكثر من عشر سنوات يعني خل نقول ايرينا تقريبا كان عمرها من سبعه لخمس سنوات
بس عمها قال انه رماها في الحي الفقير وهي نونو
يعني الحمار راميها واخوه توه حي؟!
مجنوووون
اهم شي ايرينا مستانسه عشانه مب الدوق الحين تقدر تكمل حبها😂
عندي سؤال
فيه احد يقرا هرجي ذاه كله؟
Dana