As Long As you Are Happy - 45
هذا ما كنتُ أظنه.
ظننت أن كل ما تبقى لي هو أن أحتضن السعادة وأخلد للنوم.
لكنني قابلت شخصًا لم أكن أريد رؤيته، ولا حتى مواجهته.
‘سأتجاهله.’
هو من اقتحم قصر الدوق وينفريد دون أي موعد مسبق.
لذا، كنت أعلم أن الرد عليه سيجعله أكثر إصرارًا على الوقاحة.
عندما يأتي السيد ريو، سيتكفل بطرده.
و لأن هناك فارساً ملكي هنا، فلن يجرؤ حتى على رفع يده.
لذلك، مهما قال، لن أرد عليه ولا لمرة.
“هل تريدين أن اخبركِ كيف مات والداكِ؟”
لم أستطع تجاهل هذه الكلمات.
“إن أردتِ، يمكنني أن أخبرك من قتل والديك أيضًا.”
نظرت إيرينا إليه، فضحك البارون فينتيرين بخبث.
“والداي توفيا في ساحة المعركة.”
لا أريد أن أنجرّ معه.
ركزت إيرينا نظرتها نحو البارون فنتيرين.
“لذلك، من قتل والديّ هم الأعداء لوبرك بلا شك.”
“أحسنتِ، إيرينا.”
لكن فينتيرين لم يظهر نيّة للتراجع.
“صحيح أن من قتل اجين ولارا كان الأعداء!”
بل اقترب منها ضاحكًا أكثر.
“لكن الأهم من ذلك، أليس من الأهم معرفة من دفعهما نحو سيوف الأعداء؟”
“……؟”
“هل تعلمين، إيرينا؟ كان بإمكان اجين و لارا أن يعودا إليكِ.”
تألقت عينا البارون فينتيرين بوميضٍ شرير.
“كلاهما انضم للحرب طوعًا، وقد حققا ما يكفي من الإنجازات ليتمكنا من مغادرة ساحة المعركة في أي وقت.”
كانت الحرب توشك على نهايتها، ووعدت دوقية وينفريد بدعمهما لقاء ما قدماه.
“وقد قرر الاثنان أخيرًا أن يعودا إليكِ. فإنهاء الحرب كان مهمًا، لكن ما كان أكثر أهمية بالنسبة لهما هو شوقهما لطفلتهما التي احتضناها مرة واحدة فقط.”
“…….”
“ولكنهما لم يتمكنا من العودة. لأنهما ماتا.”
همس بالقرب من أذنها.
وبينما تراجعت إيرينا وقد وضعت يديها على أذنيها من الذعر، اتسعت ابتسامة فينتيرين.
“لقد كان مصيرهما بائسًا. أتدرين لماذا؟ لأن معركة فايدان كانت معركةً ضارية.”
خصوصًا بالنسبة أولئك الذين كانوا في المقدمة، و الذين لم يتم دفنهم بشكل لائق.
لقد كانت قوات لوبرك غاضبة جدًا في ذلك الوقت. وقيل إن بعضهم تم أسره حيًا وسُحب إلى لوبرك.
“هل تعلمين؟ تقنيات التعذيب لدى لوبرك متطورةٌ للغاية.”
مع كل كلمة كان يقولها، كان نفس إيرينا يزداد اضطرابًا.
والداها، اللذان كان بإمكانهما العودة إليها، ولكنهما واجها في النهاية موتًا مروعًا.
شعرت وكأن كل شيء أمام عينيها أصبح مغطىً بالدماء.
“ههاهاهاها.”
كلما ازداد شحوب وجه إيرينا، كان صوت ضحك البارون فينتيرين يزداد عمقًا.
“ما أردت قوله هو……”
اقترب فينتيرين بخطوة أخرى وضحك بخبث.
“من الذي أبقى والديك في ساحة المعركة؟ و من الذي منع والدكِ ووالدتكِ من العودة إليكِ؟”
وفي تلك اللحظة، كان البارون فينتيرين يحدق مباشرة في عيني إيرينا.
“من يا ترى يكون؟”
“……!”
“تراجع الآن!”
على الرغم من أن صوت إيرينا لم يخرج، إلا أن لون وجهها ازداد سوءًا، مما دفع الفارس الامبراطوري للتدخل.
“هذا يكفي، تراجع الآن يا بارون. إذا رفضت، سنضطر لتطبيق القوانين الإمبراطورية!”
“حسنًا، حسنًا، سأتراجع.”
رفع البارون فينتيرين يديه وتراجع خطوتين إلى الخلف.
“إذًا، إيرينا.”
ابتسم فينتيرين هذه المرة ابتسامة عادية، و هو ينظر إلى إيرينا الشاحبة.
“فكري جيدًا، جيدًا.”
‘هي ليست غبية، ربما قد وجدت الإجابة بالفعل.’
أنهى فينتيرين كلماته ثم اختفى.
وقف الفارس الملكي متأهبًا حتى اختفى فينتيرين تمامًا، وعندها فقط استدار.
“هل أنتِ بخير يا سيدة؟ وجهكِ شاحبٌ للغاية.”
“أنا ب-, بخير.”
كانت كلماتها متقطعة.
شعرت إيرينا فجأة ببرودة وارتعاشٍ في يديها، فقبضت يديها بإحكام.
“هل تودين الدخول إلى الداخل؟ يمكنني أن أخبر الدوق وينفريد بما حدث.”
“لا!”
انطلقت كلماتها فجأة بصوت مرتفع، مما أثار دهشة الفارس وكذلك إيرينا نفسها.
“فقط……لقد فُزعتُ قليلاً. أنا بخير.”
حاولت إيرينا أن تبتسم.
“أعتقد أنني سأكون بخير بعد أن أدخل وأستريح قليلاً.”
***
“ما الذي يحدث؟”
نظرت السيدة هيلبريتون إلى إيرينا، التي كانت مستلقيةً على السرير، ببؤس وهي تحمل شمعة.
“نزلة برد في الصيف، حقًا؟”
في الليلة التي عادت فيها من القصر إلى قصر وينفريد، بدأت الحرارة ترتفع بشكل ملحوظ.
كانت نزلة البرد في أواخر الصيف شديدة.
كانت الحمى ترتفع، وكان جسدها يؤلمها كما لو أنه تم دسه تحت الأقدام. و لم تستطع حتى وضع قدميها خارج السرير.
دفنت إيرينا وجهها في الوسادة وراقبت السيدة هيلبريتون.
“مُعلمة.”
على الرغم من أنها نطقت بالكلمة بصعوبة، إلا أن السعال الذي تبعها جعلها تشعر وكأن حلقها يتمزق.
“لا تقولِ شيئًا، سيدة إيرينا. على الرغم من مرور الوقت، إلا أن هناك بقايا من الحمى.”
“وقت؟”
“نعم، لقد عدتِ من القصر بالأمس. سيكون ذلك قريباً قبل يومين.”
لم تستطع أن تصدق أنها كانت مريضة لمدة يومين كاملين.
أحضرت السيدة هيلبريتون كوبًا من الماء في تلك الأثناء.
“وأنتِ تعلمين ما أعنيه، أليس كذلك؟ يجب ان ترتاحي اكثر.”
ترددت إيرينا في شرب جرعة أو اثنتين من الماء وأومأت برأسها.
“الوقت متأخر، لذا يجب أن تذهبِ وتستريحي……”
كانت نجوم الليل تظهر في السماء. و لم يتبق سوى القليل قبل أن يشرق الصباح.
“لا بأس، سيدة إيرينا.”
أومأت السيدة هيلبريتون برأسها بعد رؤية تعبير ايرينا، وكأنها رتفهم مشاعرها.
“سأذهب الآن. لقد أحضرت لكِ الدواء الذي أعده السيد بارن، وقد ملأت لكِ الماء أيضاً.”
أومأت إيرينا برأسها.
“عندما تشرق الشمس، سأعود مع السيد بارن. وحتى ذلك الحين، يجب عليكِ أن تنامي جيدًا.”
“شكرًا……وأيضًا، سيدة….”
سعلت إيرينا قليلاً ثم أمسكت بالسيدة هيلبريتون للحظة.
“السيد ريو……”
لأنه هو من ذهب إلى القصر معها، أظهر ريو مشاعر معقدة.
كان من المؤكد أنه فقد مكانها بسبب حيلة البارون فينتيرين، لكن ما كان يهم أكثر هو أن إيرينا بدأت تشعر بالمرض بعد ذلك.
“إنه بسببي.”
عندما كان السيد بارن والسيدة هيلبريتون يفحصان إيرينا، خفض ريو رأسه.
“لم يكن يجب أن أغادر هكذا بلا تفكير.”
بدت ملامح الذنب على وجهه، بينما كانت إيرينا تتنفس بصعوبة وتهز رأسها.
“لا، ليس، ذنبك……”
“……سيدة إيرينا.”
“كان هناك، البارون، كُح!”
رغبت في قول المزيد، لكن ذلك كان صعبًا. فهزت إيرينا رأسها مرة أخرى كعلامة على أنه ليس السبب.
“ذلك البارون، هل هو محقٌ ام كاذب؟”
كانت هذه آخر كلمات إيرينا التي قالتها لريو.
استفاقت وكأنها قد أغشي عليها، في هذا الوقت الحالي.
ومع ذلك، شعرت أن جسدها أخف مقارنة بما كانت عليه قبل النوم.
رغم أنها لم تتمكن بعد من مغادرة السرير، إلا أنها كانت أفضل مما كانت عليه عندما بدأت الحمى.
“…….”
نقلت إيرينا نظرها نحو ضوء القمر المتسرب من بين ستائر غير المشدودة جيدًا.
بينما كانت آلامها تنحسر قليلاً وتمنحها بعض الراحة، عادت إليها كلمات البارون فينتيرين.
“……هل يمكن أن يكون الدوق؟”
على الرغم من أنه لم يذكر اسم أحد، إلا أن السبب الوحيد الذي جعل البارون فينتيرين يقول ذلك لي هو الدوق وينفريد.
“هل حقًا كان الدوق هو من منع والدي من العودة؟”
هل كان حقًا هو من احتجز والدَيّ بوحشية عندما قررا مغادرة ساحة المعركة والعودة إليّ؟
كانت أفكاري مشوشة.
نهضت إيرينا من سريرها. و كان كل ما تريده هو الجلوس على الأريكة، لكن جسدها لم يكن يتعاون معها على الإطلاق.
لذا، جلست مستندة إلى ظهر السرير.
“…..”
استمرت كلمات البارون فينتيرين تتردد في رأسها.
وفي النهاية، تذكرت تلك الكلمات أيضًا.
“هل تعلمين أن تقنيات التعذيب لدى لوبرك متطورةً للغاية؟”
“……آه!”
أطلقت إيرينا تنفسًا عميقًا. لقد غادروا بعد تركها، وحققوا إنجازات كبيرة!
عندما تفكر في أنهم لم يتركوهم حتى يموتوا مرتاحين، ينتابها شعور من الغضب والبؤس.
كانت ترغب في سماع كلماتٍ تنفي ذلك،
أن البارون فينتيرين قال ذلك فقط ليقلب مشاعرها.
أرادت أن تصدق أن كل ذلك كذب.
“……”
لكن لم يكن بإمكانها أن تسأل.
إذا سألت، وإذا كان ذلك صحيحًا، وإذا كان حقيقيًا،
إن كان الدوق وينفريد هو من احتجز والديها، وبالتالي توفيا.
“اهناك حقيقة أكثر رعبًا من تلك……؟”
كان الأمر المخيف أكثر هو أن دوقية وينفريد بأكملها قد تكون على علم بذلك، لكنهم لم يخبروها.
حتى ديلفيا، التي كانت دائمًا تبتسم لها، وريو، الذي كان يساندها، وبقية الأشخاص أيضًا.
إذا كان الجميع يعلم وأنا فقط من لم تكن تعرف،
فهذا الأمر مخيف للغاية، لدرجة أنني لن استطع فتح فمي.
“…….”
هل كان هذا هو ما يقصده؟
تذكرت بشكل طبيعي الكلمات التي قالها الدوق وينفريد عندما التقيا لأول مرة.
لقد قال إنه مدين لهم بجميل.
هل كان الجميل يعني هذه الحقيقة؟، وأنه كان عليه أن يرد ذلك الجميل بسبب ذلك؟
كانت تظن ذلك.
كانت تظن ان الحرب مستمرة، ومع ذلك، لم ينسَ الدوق الجميل وجاء لمساعدتها.
لكن التفكير في كلام البارون بشكل غير محدد جعل الأمر مختلفٌ تمامًا.
وعندها بدأت تفكر في أن تلك العناية، و ذلك اللطف المقدم كانا بسبب الحقيقة أيضاً.
“آه.”
سقطت دمعتُها على الفور. ثم مسحتها إيرينا بيدها.
لكن سرعان ما سقطت دموعٌ اكثر حتى أنها لم تستطع مسحها، مما بلل البطانية.
“هُيهك.”
لا تبكي.
سواء كنتُ أعلم السبب أم لا، فلن يتغير شيء.
‘والداي قد توفيا ولن يعودا.’
الدوق والآخرون سيظلون لطيفين معي.
لذا، البكاء سيكون تصرفًا غبيًا.
“أوه، أمي……أبي……”
استمرت الدموع في الانهمار. و كانت إيرينا تُمسك بالبطانية بإحكام وهي تبكي بحرقة.
لم تكن تعرف كم من الوقت قد مر وهي تبكي، عندها سمعت طرقًا على الباب.
طق-طق!
“إيرينا! إنها أنا!”
كانت ديلفيا.
________________________________
دمعت تكفين تكلمي على الاقل ينحل سوء الفهم اي شي بس مابي اعيش فصول مع ذا الفكره في راسس 😭
طيب طلع اسم الامبراطورية الي كانت ضد امبراطورية الابطال هي لوبرك
يعني كانوا هم الاعداء
ديلفيا كودها تنقذ الموقف تكفيييييين
Dana