As Long As you Are Happy - 44
كان البارون وشك الانهيار.
“لقد قررتُ التوقف عن الاستثمار.”
“ما الذي تعنيه بذلك؟”
توسل فينترين بتذلل للطرف الآخر.
“مهما تغير الاسم، فإن العمل لا يتغير. مناجم الفضة لن تهرب إلى مكان ما، أليس كذلك؟”
“لكن السمعة تتغير.”
كان الطرف الآخر يحدق في فينترين ببرود.
“هل تعلم لماذا لا يسهل على الجميع دخول مجال التعدين؟ انه بسبب المخاطر الكبيرة.”
وكان يقصد ذلك بكامل المعنى.
فالتعدين يعد من أكثر المشاريع التي تتطلب تكاليف ضخمة في البداية.
البحث عن مناجم المعادن، شراء الجبال، جمع العمال للحفر، وكل هذا يستغرق شهورًا أو حتى سنوات من الحفر.
والمشكلة أن بعد كل هذا، قد لا يتم العثور على الفضة.
وفي تلك الحالة، بدلاً من الذهب والفضة التي كانوا يأملون في العثور عليها، كل ما سيحصلون عليه هو الطين وجبلٌ مدمر.
وبالتالي، سواء من بدأ العمل أو من استثمر فيه، كان لا بد أن يواجه الفشل.
“هذه المرة معدن الفضة حقيقي. ألم ترَ ما أحضرته؟”
“كان هناك الكثير ممن خدعوا الناس بهذه الطريقة. حتى لو كان حقيقيًا، قد يكون مجرد حظ أن تجد بعض قطع خام الفضة.”
“ولكن!”
“وبالمناسبة يا بارون فينترين……”
ضغطت يد ممتلئة على كتف فينترين بشدة.
“في الأساس، هل يمكنك جمع مستثمرين بعد ان فقدت اسم عائلة الكونت ليونيد؟”
“…….”
“من الذي سيرغب في الاستثمار في بارون يمتلك قطعة أرض بحجم ظفر؟”
بدأ رأس فينترين ينخفض شيئًا فشيئًا، وسُمع صوت صرير أسنانه.
“لا تأخذ الأمر بشكل سيء للغاية. أليس هذا هو قانون النبلاء؟”
استدار الشخص الآخر بعد أن همّ بالخروج.
“آه، وبالمناسبة، دخولك للقصر الملكي اليوم هو الأخير.”
“……!”
“لن تتمكن من استخدام اسم عائلة الكونت ليونيد بعد الآن، ولن أكون المستثمر الذي تعتمد عليه.”
“ماذا؟ كيف……”
“ليس لديّ سبب بعد الآن لضمان مكانتكَ، أليس كذلك؟”
وكان هذا كل شيء.
خرج الشخص الآخر دون أي تردد، وبقي البارون جاثيًا على ركبتيه فوق السجادة الباردة لفترة طويلة.
“…….”
ترنح البارون وهو ينهض وخرج من الغرفة.
كانت خطته للحصول على لقب الكونت ليونيد تسوء أكثر فأكثر، واستثماره قد انهار للتو.
لقد مُنع من الدخول إلى القصر الإمبراطوري.
و لم يُسمح له بالدخول إلا عندما يأتي برفقة شخص يحمل اسم ليونيد.
ورغم أن هناك العديد من الشروط، إلا أن القدرة على دخول القصر الإمبراطوري كانت شرفًا يُفتخر به.
و في الواقع، استغل البارون ذلك في جذب المستثمرين بالقول إنه يستطيع الدخول إلى القصر الامبراطوري.
ولكن، اليوم، في زيارته الثانية فقط، مُنع من دخول القصر.
“…….”
أكبر مستثمرٍ انسحب، فقد خسر اسم ليونيد بشكلٍ مؤكد.
إذا علم المستثمرون الآخرون، الذين استثمروا مبالغ أقل، بهذا، سينسحبون تباعًا.
أعمال المناجم قد بدأت بالفعل، وتكلفتها الشهرية كانت فلكية. و البارون كان قادرًا على تحمل ذلك بفضل هذا المستثمر فقط.
“ماذا علي أن أفعل الآن……؟”
كل ما جمعه على مدار العشرين عامًا كان ينهار في غضون بضعة أشهر.
البارون فنترين كان يعرف سبب هذه المصيبة.
“إيرينا ليونيد……!”
كل هذه الفوضى كانت بسبب تلك الحقيرة!
صحيح أن الدوق وينفريد هو من قام بكل هذه الأمور، ولكن لو لم تكن إيرينا موجودةً منذ البداية، لما حدث أي من هذا.
الدوق كان سيعامله كأخٍ لأجين فقط، وهو بدوره كان سيتصرف بشكلٍ ملائم، ويحصل على لقب الكونت كما هو مخطط.
لقد كان الطريق سلسًا، حتى ظهرت تلك الفتاة فجأة ودمرت حياته!
‘أجين و ابنته كلاهما نفس الشيء. سواء الأب أو الابنة، هما فقط بارعان في تقييد حركتي.’
“يجب أن أتصرف.”
لم يكن بإمكانه السماح لنفسه بالسقوط تحت رحمة رجلٍ ميت وفتاةٍ شابة.
“سأفعل أي شيء، مهما كانت عواقبه.”
رغم أنه كان يستعد بطريقته الخاصة، إلا أن كسب ولاء الناس لم يكن بالأمر السهل.
لذا، كان عليه أن يترك ذلك كخطةٍ طويلة الأمد ويفعل شيئًا ذا تأثير فوري.
لكن، ما الذي يمكن أن يفعله؟
تجهم وجه البارون فينترين.
الخصم كان في مكانة عالية جدًا، لدرجة أنه لا يمكنه قهره بالسلطة أو بالمال.
حتى لو حاول جاهداً، فلن يصل أبدًا إلى ذلك الشخص.
وهذا الشخص هو بالتحديد الدوق وينفريد.
“القوة؟”
لم يكن هذا خيارًا على الإطلاق.
لم يكن البارون فينترين يعرف حتى كيفية استخدام السيف بشكل صحيح، كما أن عائلته لا تمتلك فرسانًا.
كان لديه بعض الفرسان المستأجرين، لكنهم مجرد مرتزقة ولا يمكنه الاعتماد على ولائهم.
لو اندلع صراع مع عائلة الدوق وينفريد، فسوف ينقلب هؤلاء الفرسان عليه ويوجهون السيوف نحوه.
“إذاً…..”
بينما كان البارون فينترين يغادر القصر، لفتت انتباهه عربةٌ قادمة.
كانت عربةً تابعة لعائلة الدوق وينفريد، وعليها نقش طائر بأجنحةٍ زرقاء.
كان السائق يتحدث مع نفسه وهو يقود العربة إلى وجهة ما.
“إذاً، بعد أن أوصل السيدة إلى القصر، سأتوجه مباشرةً إلى السوق.”
‘السيدة؟’
لم يكن في عائلة الدوق وينفريد أي شخص يمكن أن يُدعى “السيدة”، فقد ماتت جميع سيدات المنزل.
لذا، الشخص الوحيد الذي يمكن أن يشير إليه السائق هي…
إنها فرصة!
ابتسم البارون فينترين وأظهر أسنانه، ثم اندفع سريعاً وأوقف العربة بلهفة.
“ماذا……ماذا هناك؟”
“هل هذه العربة مخصصة لنقل الآنسة إيرينا ليونيد إلى القصر؟”
“نعم، هذا صحيح……”
عندما ذكر البارون فينترين اسم إيرينا فجأة، أومأ السائق برأسه.
“إنها ليست هنا.”
“ماذا؟”
“الدوق قد غيّر مكانه برفقة الآنسة مؤخرًا. إنها ليست هنا الآن.”
“ولكن عندما جاء الخادم قبل قليل، لم يذكر شيئًا من هذا……”
“لقد انتقلوا للتو، و الآن!”
شعر فينترين بالغضب من السائق الذي كان يدقق في كل شيء بدلًا من تمرير الأمر ببساطة، وتقطب وجهه.
“عليك أن تذهب بسرعة! الدوق والآنسة ينتظران ولا يمكنهم الانتظار طويلاً.”
“آه، نعم، نعم!”
“إنهم في اتكاه ذلك القصر هناك!”
أشار فينترين بعشوائية إلى أحد القصور القريبة وهو يدفع السائق للإسراع.
“إذا تأخرت أكثر، سيغضب الدوق! انطلق!”
“نعم، نعم…….”
على الرغم من شعور السائق أن هناك خطأ ما، إلا أنه أدار الحصان وتوجه إلى المكان الذي أشار إليه البارون.
‘تم الأمر.’
بهذا، كسب فينترين بعض الوقت.
ركض بسرعة نحو القصر الذي كانت العربة متجهةً إليه في الأصل.
وكما توقع، كانت إيرينا تقف بالخارج مع أحد فرسان وينفريد.
و بعد لحظاتٍ من الانتظار، بدت وكأنها تتحدث مع الفارس، ثم غادر الفارس المكان.
استُبدل الفارس بفارسٍ انبراطوري، لكن بالنسبة لفينترين، لم يكن هذا عقبة تُذكر.
دون تردد، اقتحم فينترين حديثهما.
“أنا كوبين فينترين ليونيد.”
التفتت إيرينا لتنظر إليه، وسرعان ما ارتسمت على وجهها الجميل علامةٌ نفورٍ عميقة.
“لقد مضى وقتٌ طويل، يا ابنة أخي.”
شعر فينترين بسعادة خفية وهو يبتسم لها بخبث.
“دعينا نتحدث لبعض الوقت.”
“من أنت؟”
تقدم الفارس الامبراطوري على الفور ليعترض طريق البارون فينترين، الذي بدا و كأنه كان هناك للزينة فقط.
“عرّف عن هويتك.”
“ألم أخبرك للتو؟ أنا كوبين فينترين ليونيد، عمّ هذه الفتاة.”
قال فينترين ذلك وهو يُخرج بطاقة الدخول إلى القصر الإمبراطوري من جيبه ويلقيها نحو الفارس.
رغم أن صلاحية البطاقة انتهت للتو وكان يجب عليه إعادتها، إلا أن الفارس لن يعرف ذلك الآن.
“أظن أن هذا كافٍ لتأكيد هويتي.”
لقد تأكد الفارس الملكي بالفعل أن فينترين هو عم ايرينا، لكنه بدا مترددًا بينما ألقى نظرةً سريعة عليه.
اقترب فينترين من الفارس وخفض صوته.
“أعتذر، لقد أصبحت ابنة أخي متوترةً بعض الشيء بسبب مسألة الزواج.”
“آه……”
“لهذا السبب تتصرف بهذه الطريقة.”
هز فينترين رأسه بأسف، وظهرت عليه علامات التعب التي كانت واضحة على وجهه بعد انشغاله مؤخرًا بمسألة الاستثمار.
“أعتقد أنه يجب عليّ التحدث أكثر مع ابنة أخي، ما رأيك في أن تترك لنا بعض الخصوصية؟”
“لكنني تلقيت أوامر بالبقاء، ولا أستطيع فعل ذلك.”
“وأنا أطلب منك أيضًا، أو يمكنك الوقوف هناك بعيدًا قليلًا.”
قال فينترين ذلك مشيرًا إلى مكان بعيد نسبيًا، حيث يمكن للفارس أن يرى الموقف بوضوح لكنه لن يكون قادرًا على سماع المحادثة.
“إنه أمر عائلي، مجرد مسألةٍ عائلية.”
وضع فينترين يده على كتف الفارس وهمس له.
“إذا حصل شيء لعائلة الكونت ليونيد بسبب تدخلٍ كهذا، هل ستتحمل أنت المسؤولية؟”
“……”
شعر الفارس بحرج عندما أدرك أن الأمر يتعلق بمسألةٍ عائلية، فخطا بضع خطوات إلى الخلف.
“سأبقى هنا.”
كان المكان الذي اختاره أقرب قليلًا مما أشار إليه فينترين في البداية.
“شكرًا لك.”
ابتسم فينترين برضا، لكن إيرينا لم تكن كذلك.
ظلت تحدق فيه بوجهٍ يملؤه النفور والكراهية.
‘تشه.’
كما في المرة السابقة، والآن أيضًا، كان واضحًا أنها لم تتعلم قواعد الآداب بشكل صحيح.
‘حتى عائلة الدوق وينفريد، التي تقبل فرسانًا من النساء، يبدو أن تعليمهم سيئ للغاية.’
‘النساء يجب أن يكن جميلات، و يهتممن بمظهرهن ويمتِّعن الرجال بابتسامةٍ مشرقة. فكيف تجرؤ على رفع يدها في وجهي وتحدي نظراتي هكذا؟’
كان يرغب في تلقين ابنة أخيه الوحيدة درسًا صحيحًا في الأدب الآن.
“…….”
لكن…
هذا المكان لم يكن مناسبًا، كما أن وجود الفارس الملكي لم يكن ليساعده.
بالإضافة إلى أنه لو ظهر الدوق هنا، سيكون الوضع كارثيًا.
رغم أنه كان مستاءً، الا انه قرر التركيز على هدفه الأساسي في الوقت الحالي.
“لا تُظهري كراهيتكِ لي بهذه الوضوح، إيرينا.”
همس فينترين بصوت منخفض حتى لا يسمعه الفارس.
“أنا هنا فقط لأخبركِ بالحقيقة.”
رغم أن فينترين كان يحاول التحدث بلطف، إلا أن إيرينا لم تكن تنظر إليه على الإطلاق، وكأنها قررت تجاهله تمامًا.
‘لنرَ إلى أي مدى تستطيعين تجاهلي……’
ابتسم فينترين بابتسامة خبيثة، وأظهر أسنانه.
“اتريدين ان أخبركِ كيف مات والداك؟”
وأخيرًا، لفتت كلمات فينترين انتباه إيرينا، فتوجهت عيناها نحوه.
________________________________
لحظه لا لاتقول انت اكيد بيحط بهارات ويخلي الدوق هو الغلطان ياحمار اطبق فمك وانقلع
الله ياخذ ذا العم
بالله فيه احد يفكر في بنت اخوه انها لازم تمتع ناظريه؟!
وجع بعد يقول الخبيثه ما الخبيث الا انت يالكريه✨
Dana