As Long As you Are Happy - 43
“هل تعمل هنا؟”
دخلت إيرينا المكتب وهي تحرك رأسها بسرعة مستكشفة المكان.
كان المكتب، الذي زُيّن بألوان البني الداكن والأحمر والبني الفاتح، يشبه إلى حد كبير ذاك الموجود في قصر وينفريد.
“نعم، إنه فوضوي لدرجة أنني أشعر بالإحراج.”
قال الدوق ذلك وهو يعبس ويمرر يده عبر شعره بعصبية.
“هل نذهب إلى مكانٍ آخر الآن؟”
بالفعل، كان المكان غير مرتب لاستقبال الضيوف.
كانت الأوراق مبعثرة بشكل فوضوي على كل مكتب، وحتى تحت المكتب لم تكن الأمور أفضل.
ومع ذلك، هزت إيرينا رأسها.
“لا بأس.”
“ألا ترغبين في استكشاف القصر الإمبراطوري؟”
هزت إيرينا رأسها وجلست بسرعة على الأريكة.
لم يكن الأمر أنها لا ترغب تمامًا في رؤية القصر الإمبراطوري عن كثب، لكنها كانت تفضل البقاء هنا الآن.
‘إذاً، هو تعمل هنا.’
من المؤكد أن هناك آخرين يعملون هنا أيضاً، لكن المكان بدا وكأنه مساحةٌ شخصية تخص لوغان.
كان الأمر يروق لها بطريقةٍ ما.
‘……يبدو أنني أزداد هوساً.’
كانت تشعر بالحرج من نفسها، سواء بسبب محاولاتها للمس يده عند تقديم الأشياء له، أو لأنها شعرت بالسعادة لدخول هذه الغرفة.
‘لكن، هذا ممتع. ربما علي أن أكون أكثر طمعاً……فقط قليلاً.’
بينما كانت إيرينا تجلس على الأريكة، تفكر بطريقة لا تخلو من التوبيخ الذاتي، أحضر الخادم عربة تحتوي على الشاي والحلوى.
بدأ بوضع الشاي والفناجين والحلويات على الطاولة واحدة تلو الأخرى. و كانت كل قطعة جميلة ولذيذة المظهر للغاية.
رغم أنها كانت قد اعتادت على تناول الحلويات اللذيذة في قصر وينفريد، إلا أن ما تراه الآن بدا مميزًا بطريقة ما.
“هذه الأشياء لا يمكنكِ تذوقها إلا في القصر الإمبراطوري.”
تحدثدلوغان الذي جلس مقابلها، فأومأت إيرينا برأسها وهي تحدق في الحلويات.
‘أتمنى ألا يكون حماسي واضحاً.’
مسحت زاوية فمها ونظرت حولها.
“دوق، أين ذهب ريو؟”
ظنت أنه سيدخل مع الخادم.
فأطلّت برأسها لتنظر عبر الباب المفتوح، لكن كل ما رأت كان ممرًا فارغًا.
“لقد كلفتهُ بمهمةٍ ما، سيأتي لاحقًا.”
“هكذا اذاً.”
‘سيكون من الرائع لو أكلنا معًا.’
تأملت إيرينا الحلوى الموضوعة أمامها بتفكير.
‘ريو يحب الحلويات لكنهُ لا يظهرُ حبهُ لها، أليس كذلك؟ أما ديلفيا فهي تعبر عن حبها لها بوضوح.’
‘في الواقع، ديلفيا تحب كل ما يتعلق بالطعام.’
رغم شعورها بالأسف، وضعت قطعةً من الكعك في فمها و لمعت عيناها فورًا.
“……!”
“يبدو أن طعمها قد راق لك.”
قال الدوق ذلك بابتسامة وهو يحتسي رشفةً من الشاي.
ظنت إيرينا أن شعورها بالدهشة عندما تناولت الحساء باللحم لأول مرة لن يتكرر، لكنها كانت مخطئة.
هنالك عالم جديد وراء كل مكانٍ مختلف.
“إنه لذيذٌ جدًا.”
قالت إيرينا ذلك وهي تحدق في الحلوى التي تناولتها، وعيناها تلمعان.
“كيف يمكن أن يكون طعمها بهذه الروعة؟”
“جلالة الإمبراطورة من مملكة رينوس.”
“مملكة رينوس؟”
تساءلت إيرينا وهي تأكل قطعةً صغيرة من الكعك المغطى بكريمة صفراء، مائلة برأسها قليلاً.
بدا وكأنها سمعت عن هذه المملكة في درس التاريخ، لكن ذاكرتها كانت ضبابية.
“إنها مملكةٌ صغيرة عبر البحر، لكنها قوية ومستقرة من الداخل. و تشتهر بأنها بلد فنون الطهي.”
“بلد فنون الطهي؟”
أومأ الدوق برأسه وأخذ رشفةً أخرى من الشاي قبل أن يكمل.
“بفضل الطقس المعتدل طوال العام، تنمو المحاصيل جيدًا، وتُصاد أنواع كثيرة من الأسماك في البحر، ما أدى إلى تطور فنون الطهي بشكل طبيعي.”
أكمل بابتسامة.
“هل تعلمين؟ بايدن أيضًا خريجٌ من أكاديمية الطهي في مملكة رينوس. رغم أنه ليس متخصصًا في الحلويات.”
“حقًا؟”
حدّقت بهِ إيرينا بعينيها الواسعتين، بينما لا تزال تمسك بالشوكة.
بلد الطهي الفاخر، أكاديمية الطهي، البحر المليء بأنواع مختلفة من الأسماك، كان كل ذلك مدهشًا بالنسبة لها.
لكن ما أثار فضولها أكثر من كل شيء كان،
“دوق، هل تعني بأن الطقس يكون معتدلًا طوال العام أي أنه لا يوجد صيف أو شتاء؟”
“صحيح. بدقةٍ أكثر، يبقى الطقس مثل أواخر الربيع وأوائل الصيف على الدوام.”
“أواخر الربيع وأوائل الصيف……”
ذلك الوقت الذي يكون فيه الطقس مثاليًا، لا شديد الحرارة ولا شديد البرودة.
‘في مثل هذا الطقس، لن يكون هناك ما يقلقني أثناء النوم.’
تخيلت إيرينا نفسها في غرفتها، حيث لن تكون مضطرةً لتحمل الحر في الصيف أو القلق من التجمد في الشتاء.
“هل مملكة رينوس بعيدةٌ جدًا؟”
سألتهُ بفضولٍ متزايد.
بلدٌ لا يوجد فيه حر شديد أو برد قارس، ويتميز بالطعام اللذيذ.
“ليست بعيدةً جدًا. إذا أبحرتِ من ميناء هارون، ستصلين خلال ثلاثة أيام تقريبًا. وإذا كانت الرياح مواتية، يمكنك الوصول في غضون يومين.”
كانت قد سمعت أن الوصول من العاصمة إلى ميناء هارون يستغرق حوالي يومين.
إذاً، المدة الإجمالية ستكون حوالي خمسة أيام؟
“المناظر الطبيعية هناك جميلةٌ جدًا، لذا يقضي النبلاء عطلاتهم هناك عادة. هل تثير المملكة اهتمامكِ؟”
أومأت إيرينا برأسها.
لو سنحت لها الفرصة، لكانت تود زيارة المملكة مرة واحدة على الأقل.
نظر لوغان إليها وهو يطرق بإصبعه على الطاولة بخفة.
“حسناً.”
ثم تحدث وكأنه اتخذ قرارًا.
“إذا أتممتِ المنهج الذي وضعتهُ السيدة هيلبريتون قبل منتصف الشتاء، سأهديكِ تذكرةً للسفر.”
“حقًا؟”
“بالطبع. سيكون الأمر صعبًا، لذا من الطبيعي أن يكون هناك مكافأةٌ تستحق.”
تألقت عينا إيرينا.
رحلة، وهي أول رحلة لها برفقة الدوق.
“س……سأبذل جهدي!.”
ارتفع صوت إيرينا بحماس.
“حقًا سأعمل بجد. سأتعلم كل شيء، وأتم كل شيء بشكلٍ مثالي!”
“جيد.”
ابتسم لوغان وهو يتكئ على يده، و ينظر إلى إيرينا.
“أنا أتطلع لذلك، سيدة إيرينا.”
أومأت إيرينا برأسها بابتسامة.
قبل بضعة أشهر فقط، كان المكان الوحيد الذي تستطيع الذهاب إليه هو شارع واحد في حي الفقراء. لكن الآن، لم يعد الأمر كذلك.
من ذلك الشارع إلى العاصمة، ومن العاصمة إلى بلدٍ بعيد عبر البحر.
كان عالمها يتسع شيئًا فشيئًا.
‘أنا سعيدة.’
هذا الأمر كان يسعدها لدرجة أنها شعرت برغبة في البكاء من الفرح.
‘أتمنى أن يكون الدوق سعيدًا كسعادتي هذه.’
الشخص الذي عرفَّها على طعم السعادة لأول مرة، كانت تتمنى أن يكون أسعد منها.
‘ديلفيا قال انني لستُ جشعة.’
عندما ذهبت إيرينا مع السيدة هيلبريتون إلى السوق، قالت ديلفيا تلك الكلمات.
قالت أن إيرينا تفتقر إلى الجشع، وانهُ سيكون من الجيد لو تعلمت كيف ترغبُ بالمزيد.
‘لا.’
هذه المرة، كانت ديلفيا مخطئة.
كانت ايرينا جشعة، أكثر مما كانت تعتقد.
كانت ترغب بشدة في شيء لا يمكن شراؤه بالمال أو الحصول عليه بسهولة وهي سعادة شخصٍ آخر.
وأيضًا،
‘إذا كان ذلك ممكنًا،’
تمنت أن تكون هي أحد أسباب سعادته.
كتمت إيرينا هذا الطمع بداخلها وابتسمت برقةٍ بوجهٍ بريء.
***
“أوه لا…!”
“سيدة إيرينا؟”
عندما أدركت، كان الوقت قد فات.
بعد ان خرجت من القصر وانتظرت العربة، تذكرت إيرينا عدة أشياء كانت تنوي القيام بها.
كانت هناك أشياءٌ تحتاج إلى تأكيدها، وأسئلة كانت ترغب في طرحها.
كان ينبغي عليها أن تخبره أن الشجرة التي تحدثوا عنها في المرة السابقة تبدو أنها ستصمد حتى يأتي الدواء لها.
كما كان يجب عليها أن تسأل عن المشكلة التي تواجههم لتعجيل ظهورها الأول.
وقبل كل شيء،
‘كان يجب أن أتحقق مما إذا كان شعوري بأن الأمر مأولفٌ حقيقة.’
أخرجت إيرينا زفرة طويلة.
كان لديها الكثير من الأمور المهمة.
لكنها انشغلت بالحلويات اللذيذة، والشاي، وابتسامة الدوق، وانتهى بها الأمر الى الضحك بغباء.
‘ومع ذلك، كان الأهم هو أنني رأيت الدوق، وهذا يكفي.’
يمكنها أن تسأل الدوق عن الأمور الأخرى عندما يعود إلى القصر.
ألم يقل إنه سيعود إلى قصر وينفريد بعد حوالي أسبوع ونصف؟
على الرغم من أن الأمور المتعلقة بالتفاوض مع لوبرك لن تنتهي بالكامل، إلا أنه سيكون قادرًا على إخماد بعض المشاكل الملحة.
لذلك، يمكن أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويستطيع العمل في القصر بينما يزور القصر الإمبراطوري بين الحين والآخر.
“سيدة إيرينا؟”
نعم، سيكون من المؤسف عدم طرح الأسئلة الآن، و الفرص لن تكون متاحة في هذا الوقت فقط.
“سيدة إيرينا.”
يمكنها دائمًا الانتظار للحصول على فرصةٍ أفضل في المستقبل.
‘لكن، بما أن الدوق يرتدي ملابس غير رسمية في المنزل، عندها هل يمكنني أن-.’
“سيدة إيرينا!”
“……!”
شعرت إيرينا بالذعر وارتجفت قبضتيها بقوة.
عندما استطاعت إيرينا أخيرًا أن تدير رأسها المتصلب، وجدت ريو يحدق بها مع تقطيب حاجبيه.
“هل أنتِ مريضة؟”
“لا.”
لم تستطع إيرينا أن تخبره بأنها كانت تفكر في الاقتراب من الدوق وهو يرتدي ملابس غير رسمية، لذا اكتفت بهز رأسها.
“همم؟.”
استمر ريو في النظر إليها بصمت. و شعرت ايرينا بشيء ما في قلبها كأن أحدًا يقرعهُ بقوة، فحولت نظرها بعيدًا.
“لا أعلم ما الذي يدور في ذهنكِ، لكن لنعد إلى القصر.”
“حقًا لم أفكر في أي شيء.”
“ألم أقل إنني لا أعرف ما تفكرين فيه؟، سيدة إيرينا.”
“……!”
“لا تنظرِ إلي بتلك الطريقة وكأنكِ خُدعت. أنتِ من أخبرتني بذلك.”
عبست ايرينا بشفتيها من الحرج. لكن ريو لم يهتم كثيرًا، و استمرت ايرينا في العبوس حتى كانت شفتيها تؤلمانها.
“على أي حال، يبدو أن راندي متأخر.”
عبس وجه رير.
لقد خرج في الوقت المناسب ليحسب الوقت لوصول العربة أمام القصر، لكن لم يظهر أي أثر لها.
“لقد أبلغت الخدم بذلك أيضًا……هل حدث شيء ما؟”
قالت إيرينا بصوت مليء بالقلق.
“راندي ليس من النوع الذي يتأخر.”
كان راندي، خادم الدوق وينفريد، فخورًا بدقته في المواعيد، حيث كان دائمًا يصل في الوقت المحددِ دائماً.
بدت تعبيرات ريو متفقة مع كلام إيرينا، فعبس مرة أخرى.
“يبدو أنه يجب أن أتحقق بنفسي.”
ومع عدم ظهور العربة رغم الانتظار، قرر ريو أخيرًا التقدم.
“قد تضلين الطريق إذا تجولتِ، لذا عليكِ الانتظار هنا.”
“حسناً.”
أومأت إيرينا برأسها بحزم، ولكن ريو بدا غير راضٍ.
“عذرًا……”
في النهاية، أمسك بأحد الفرسان الامبراطوريين الذين كانوا يمرون وأجلسه بجوار إيرينا قبل أن يغادر.
“هاها.”
ابتسم الفارس الامبراطوري بإحراجٍ لإيرينا، وابتسمت إيرينا بدورها له بإحراجٍ أيضًا.
ثم ساد الصمت.
كلما طال الصمت، كانت إيرينا تشعر برأسها ينخفض بشكل طبيعي.
“مرحبًا، سيدة. أ، أنا ألبير. ألبير فايدلر من عائلة الكونت فايدلر.”
في النهاية، قرر الفارس كسر الإحراج وبدأ المحادثة.
“آه، مرحباً. أنا إيرينا ليونيد. من عائلة الكونت ليونيد.”
“ليونيد؟”
عقد الفارس حاجبيه قليلاً. كان رد فعله مشابهًا لذلك الذي أظهره فارسٌ ملكي آخر قبل أن تدخل الى هنا.
“هل هناك شيء يتعلق بالاسم؟”
“آه، لا، ليس كذلك.”
ابتسم الفارس ذو الملامح اللطيفة وهو يهز يده.
“فقط تذكرت أن شخصًا يحمل اسم عائلة ليونيد قد زار القصر في الصباح.”
“….باسم عائلتنا؟”
“نعم، بالتأكيد كان هناك شخص من عائلة الكونت ليونيد يُدعى كوف…. “
“كوفين فنتيرين ليونيد.”
تداخل صوتٌ مزعج في المحادثة. و عندما دارت إيرينا برأسها، وجدت الكونت فينتيرين، الذي يتكئ على عصاه، ينظر إليها مبتسمًا.
“مرحبًا، يا ابنة أخي.”
ابتسم وهو يظهر أسنانه ببغض.
“دعينا نتحدث قليلاً.”
___________________________
الله ياخذه ذاه وش جابه
ايرينا يوم قالت ذلك الشعور المألوف ما ادري وش كانت تقصد بس هذا ماسنعرفه في الفصول الجايه
الي ابيه بس ان لوغان يجي ويكفخ ذا العم التبن 🥰
Dana