As Long As you Are Happy - 41
“لقد وصلنا.”
أخرجت إيرينا رأسها من نافذة العربة. وظهر أمامها القصر الإمبراطوري الضخم الذي كان من الصعب استيعابه بنظرةٍ واحدة بسبب ضخامته.
‘إنه حقاً كبير.’
كنتُ أعلم أن العائلة الإمبراطورية تعيش في قصرٍ كبير. فقد كان القصر يُرى حتى من الأحياء الفقيرة التي تقع في أقصى أطراف العاصمة.
ولكنني لم أكن أتوقع أن يكون بهذا الحجم.
“…….”
في ذلك الوقت، شعرت ايرينا بالرهبة. وغمرها شعورٌ بأنها لا ينبغي لها أن تقترب حتى من هذا المكان.
حتى لو كنتُ من النبلاء، لا يمكن لأي شخص الدخول والخروج من القصر بسهولة،
أليس كذلك؟
فقط عدد قليل من الأشخاص الذين حصلوا على إذن يمكنهم الدخول إلى القصر.
لذلك، كانت القدرة على الدخول إلى القصر الإمبراطوري بمثابة شرف وفخر بين النبلاء.
هل من الممكن حقًا أن أدخل إلى مثل هذا المكان؟
شعرت بجسدي ينكمش تلقائيًا.
‘هل سأدخل ثم يُطردوني؟’
كنتُ أعلم في عقلي أن هذا لن يحدث.
لكن كل الاحتقار، و التجاهل، و الإهانات، وأحيانًا العنف الذي تعرضتُ له منذ ولادتي، ظل يرافقني حتى بعد خروجي من الحي الفقير، مما جعلني أشعر بالخوف.
‘لا، ستكون الأمور على ما يرام.’
شددت إيرينا قبضتها على الوثائق التي كانت تحملها بين ذراعيها، وهزت رأسها.
الآن هي في مهمة لتسليم وثائقٍ مهمةٌ جداً.
ولديها تصريح دخولٍ إلى القصر الإمبراطوري، لذا لن تكون هناك مشكلة.
عندما بدأت تفكر في الأمور بشكل هادئ ومنظم، بدأ القلق يتلاشى تدريجياً.
وفوق كل ذلك……
‘الدوق موجود هناك في الداخل.’
ظهرت ابتسامةٌ خفيفة على وجه إيرينا عندما فكرت في الدوق.
و شعرت بشيء من الشجاعة يتسلل إليها.
“السيدة إيرينا.”
تحدث إليها ريو، الذي كان يرافقها كحارس.
“قريبًا سيقوم أحد فرسان القصر بإيقاف العربة للتفتيش.”
“نعم.”
“في ذلك الوقت، عليكِ أن تقدمِ تصريح الدخول إلى القصر الإمبراطوري الذي تلقيته من الأدميرال، وتجيبي على بعض الأسئلة.”
“……هل يجب أن يسألونني حقاً؟”
أومأ السيد ريو برأسه ردًا على سؤالها.
“ذلك بسبب الحرب التي كانت مستمرةً مؤخرًا، لكن لا تقلقي. لديكِ تصريح دخول، والعربة تابعةٌ لعائلة الدوق وينفريد، لذلك لن يكونوا متشددين.”
أومأت إيرينا برأسها مجددًا، وهي ما زالت تعانق الوثائق بإحكام.
“معذرةً يا سيدة.”
كما قال السيد ريو، لم يمض وقت طويل حتى توقفت العربة.
بدأت أصوات الحديث تتردد، وظهر فارسٌ من القصر الامبراطوري يرتدي درعًا مزينًا بنقش الشمس والسيف من نافذة العربة.
“هل يمكنكِ إخباري بالغرض من زيارتكِ للقصر الامبراطوري؟”
“جئتُ لتسليم وثائقَ مهمة للدوق وينفريد. هل تود رؤيتها؟”
حاولت إيرينا أن تفتح القماش الذي يغلف الوثائق التي كانت تحتضنها لتريه إياها.
“لا، لا بأس.”
لكن الفارس الملكي ابتسم وأوقفها قبل أن تفعل ذلك.
و تلى ذلك بضعة الأسئلة، وأجابت إيرينا عليها بترتيبٍ و وبهدوء.
“أخيرًا، هل يمكنكِ أن تذكري اسمكِ واسم عائلتكِ؟”
“أنا إيرينا ليونيد من عائلة الكونت ليونيد.”
“……ليونيد؟”
جعّد الفارس الامبراطوري جبينه قليلاً عندما سمع اسم عائلتها.
“ليونيد؟”
أعاد الفارس تكرار لقب العائلة بصوت خافت وهو يميل برأسه قليلاً.
كانت إيرينا تراقب المشهد، فبادرت للسؤال بخوف.
“أعذرني، هل هناك خطأٌ ما؟”
“لا، لا يوجد شيء.”
هز الفارس الامبراطوري رأسه وهو يعيد لها تصريح الدخول.
“لا توجد أي مشكلة، يمكنكِ المرور يا سيدة. أعتذر إن أزعجتكِ، وشكرًا لتفهمك.”
ابتسم الفارس بلطف، محاولًا طمأنة إيرينا التي كانت تبدو قلقة.
تحركت العربة مرة أخرى، وعبرت البوابة الرئيسية للقصر الملكي.
و أخيرًا، تنهدت إيرينا بارتياح.
“لقد أحسنتِ.”
مدحها السيد ريو بابتسامة، فردت إيرينا بابتسامةٍ صغيرة.
“لحسن الحظ أنني لم أتلعثم كثيرًا. لكن، سيد ريو……”
التقت عيناهما كما لو أنه كان ينتظر سؤالها.
“لماذا كان تعبير الفارس يبدو غريبًا عندما سمع لقبي؟ لقد بدت عليه الدهشة.”
“لا أعرف.”
حتى ريو بدا محتاراً من الأمر، وعبس قليلاً.
“اسم عائلةِ ليونيد ليس معروفًا جدًا في العاصمة.”
“هل تعتقد أنه ربما يعرف والديّ؟”
“هذا ممكن.”
أومأ ريو برأسه بخفة.
“السيدة لارا فارسةٌ نادرة، لذا ربما يعرفها الفارس الامبراطوري. على أي حال، هل ستعطينني الوثائق الآن؟”
كان هذا هو طلبهُ الثاني منها من قبل وصولهم ، لكن إيرينا هزت رأسها.
كان لديها إصرار على حمل هذه الوثائق بنفسها وتسليمها شخصيًا إلى الدوق.
“لا بأس، سأحملها بنفسي. لكن هل الفارسات نادراتٌ حقًا؟”
“نعم.”
أجاب ريو وهو يرافق إيرينا خارج العربة.
“لقد بدأ منح النساء لقب الفارسةِ منذ فترةٍ ليست بطويلة. السيدة لارا و دلفيا تُعتبران من الجيل الثاني للفارساتِ تقريبًا.”
بينما كانت إيرينا تتبع الخادم الذي جاء ليرشدهم، كانت عيناها متسعتين من الدهشة.
“لم أكن أعلم.”
اندهشت إيرينا بصدق.
“هذا طبيعي. أول فارسةٍ قابلتها كانت دلفيا، أليس كذلك؟”
أومأت إيرينا برأسها.
كانت أول فارسةٍ تعرفها هي دلفيا، كما أن والدتها كانت أيضًا فارسة. لذلك كانت تظن أن الأمر شائع، لكنها اكتشفت الآن أنه ليس كذلك.
“مع امتداد الحرب، بدأت النساء في الحصول على لقب الفارسة. من قبل، لم يكن هناك أي امرأة تحصل على اللقب بمفردها. لكن الآن اصبح هناك نساءٌ حصلن على لقب الكونتيسة.”
“أعرف! أعرف!”
ارتفعت نبرة صوت إيرينا بحماس عندما سمعت معلومةً تعرفها، فانتشرت كلماتها السعيدة في الممر.
“أنت تقصد الكونتيسة فرانسيس، أليس كذلك؟”
أومأ ريو برأسه موافقًا.
كانت الكونتيسة فرانسيس ابنة البارون فرانسيس الوحيدة، معروفةً بجمالها وروحها الطيبة.
ولكن بما أن لقب والدها، البارون، لم يكن وراثيًا، فقد كان من المقرر أن يُسترجع اللقب بعد وفاته.
كان الجميع يستمتعون بالحديث عن حياتها، لأنها اختارت أن تسلك طريقها الخاص دون أن تتزوج.
لكنها لم تهتم بتلك الأحاديث، بل استمرت في استخدام كل ثروتها لإنشاء مراكز علاج لضحايا الحرب، وكانت تعمل بنفسها في تلك المراكز لمساعدة الناس.
انتشرت قصتها الطيبة على نطاق واسع، حتى وصلت إلى أذني الإمبراطور.
“ولهذا السبب تأثر جلالة الإمبراطور ومنح عائلة البارون فرانسيس لقب الكونت، وأعطى السيدة لقب الكونتيسة فرانسيس.”
“صحيح.”
ابتسم ريو بفخر، مما جعل إيرينا تبتسم بدورها بشعورٍ من الرضا.
“هل أخبرتكِ السيدة هيلبريتورن بهذه القصة؟”
“نعم، رغم شهرتها الكبيرة، إلا أنها نادرًا ما تظهر في المجتمع الأرستقراطي، لذلك كان الجميع دائمًا فضوليين بشأنها.”
“صحيح. من النادر جدًا أن يمنح الإمبراطور شخصًا لقبًا مباشرًا، بل تكادُ تكون تلك المرةُ الأولى لمثل هذا الشرف.”
أومأ ريو برأسه موافقًا.
“لو ظهرت في المجتمع الأرستقراطي، لكانت ستحظى باهتمامٍ كبير……”
توقف حديث ريو فجأة، وبدا أن نظره اتجه نحو شيءٍ ما كما لو اكتشف أمرًا.
إيرينا، بدورها، اتبعت نظر ريو بسرعة.
في نهاية الممر، كان الدوق وينفريد واقفًا هناك.
“دوق وينفريد!”
آه!
كدتُ أتقدم نحوه كما كنتُ أفعل في قصر الدوق دون أن أدرك.
لكن لا يمكنني التصرف بهذه الطريقة هنا، خاصةً بوجود الآخرين.
تقدمتُ قليلاً، واقتربتُ بهدوءٍ وأدب.
“دوق وينفريد.”
انحنت إيرينا وفقًا لما تعلمته بجدٍ طوال هذه الفترة.
كان من المؤسف أنها لم تتمكن من الإمساك بطرف فستانها بسبب الوثائق التي كانت تحملها، لكنها لم تهتم كثيرًا.
الآن، عندما يرد عليها، ستتمكن من رفع رأسها.
لكن……
لماذا لم يتحدث؟
رفعت إيرينا رأسها بحذر، متسائلةً عما يحدث.
عندما رفعت إيرينا رأسها، رأت أن تعبير الدوق كان غير راضٍ، حيث ضيق عينيه كما لو كان غير مرتاحٍ بشأنِ شيءٍ ما.
“……؟”
عندما أمالت إيرينا رأسها باستغراب، أجاب لوغان أخيرًا.
“سيدة ليونيد.”
كانت مجرد إيماءةٍ خفيفة، لكنها كانت كافية. فازدهر الابتسامة على وجه إيرينا.
“انتِ ترهقين نفسكِ.”
تحدث الدوق وينفريد إلى الخادم الذي كان واقفًا خلفه ليأخذَ الوثائق التي كانت في يد إيرينا.
“……!”
‘لا، لا تأخذ وثائقي!’
في الواقع، كانت إيرينا تخطط لشيءٍ ما. بالأصح، فقد كانت تلك رغبةً منها، بل شغفًا.
‘كنتُ أريد أن ألمس يده قليلاً أثناء تسليم الوثائق!’
لكن نظرًا لأنها لم تتمكن من رؤيتهِ جيداً، كان من الطبيعي ألا تتمكن من لمسه.
بعد ان انتهت من مهمتها الآن، من يدري متى ستراه مرة أخرى؟
لذا، كانت إيرينا تأمل في تحقيق رغباتها الخاصة، حتى لو كان ذلك يعني عدم رؤيتهِ لبضعة أيامٍ أخرى. وقد كانت هناك أشياء أرادت التأكد منها أيضًا.
لكن أن تُنتزع منها خطتها بهذه الطريقة، كانت ذا خيبة أملٍ كبيرة.
حدقت إيرينا بحزن في مجموعة الوثائق التي كانت الآن في يد الدوق.
وبينما كانت تفكر في ذلك، كان الدوق وينفريد يتحدث مع أحد الخدم.
لم يكن يعرف ما كانت تشعر به، ولكن بعد انتهاء المحادثة، أومأ الخادم برأسه.
“نعم، سأقوم بما طلبته.”
ثم انحنى الخادم قليلاً قبل أن يذهب في الاتجاه الآخر.
“ريو آرت،”
وعندما اختفى الخادم تمامًا، التفت الدوق وينفريد نحو ريو، محدقًا به.
“نعم، سيدي”
فجأة، أصبح ريو متوترًا، وهو ينظر إلى الدوق بعينين متجمدتين، متسائلًا عن سبب استدعائه.
“سيد ريو، كيف يمكنكَ ترك السيدة تتحمل مثل هذا الحمل الثقيل؟”
……حملٍ ثقيل؟
تقلصت عينا إيرينا وريو معًا، حيث كان كل منهما يتأكد مما سمعه.
في يد الدوق كانت هناك مجموعةٌ من الوثائق، ومن المؤكد أن تلك الوثائق كانت التي أحضرتها إيرينا.
ومع ذلك، كانت تلك المجموعة من الوثائق خفيفة، فقد كان وزنها لا يتجاوز وزن كتابٍ واحدٍ تقريبًا.
لكن، لماذا يعتبرها ثقيلة؟
“وذلك الوغد كـا-“
“دوق!”
لم يعد بإمكانها الاستماع لأكثر من ذلك. فتقدمت إيرينا للأمام متجاوزةً ريو الذي بدا عابسًا.
“أنا، من طلبتُ ذلك!”
“سيدة إيرينا؟”
“أردتُ أن أسلمها لكَ بنفسي.”
كادت أن تضيف أنها ارادت رؤيته أيضاً، لكنها كتمت تلك الكلمة.
ربما كان سيبدو ذلك مُزعجاً لهُ بعض الشيء.
“حقًا؟”
بعد لحظة من الصمت، بدأ الدوق يتحدث.
“لم يكن من السهل الوصول إلى هنا، لذا أشكركِ كثيرًا على قدومك.”
آه.
شعرت ايرينا كما لو أنها يمكن أن تعود الآن فقد رأتهُ وتحدثت معه، رغم ان وجههُ المُتعب لم يسعدها.
كان الدوق مشغولاً حقاً، لدرجة أن القصر قدم له واحدًا من القصور ليقيم فيه. وقد سمعت ايرينا من الأدميرال كارل ان الدوق كان يعمل كثيراً لدرجة أنه لم ينم جيداً لمدة خمسة عشر يومًا.
ومع ذلك، لم تكن إيرينا تخطط للانسحاب بسهولة.
“دوق!”
“اذاً….”
تلاقت كلماتهم.
وبينما كانت عيون إيرينا تتسع من الدهشة، بدأ لوغان في الحديث أولًا.
“هل تودين أن تشربِ فنجانًا من الشاي قبل أن تذهبِ؟ سيكون من الرائع أن تشاركيه معي.”
بدأت عيناها المتسعتان تنحنيان مع ابتسامة.
ابتسامتُها التي انتشرت على وجهها كانت تعكس سعادتها.
تحول تعبيرها فوراً من الدهشة إلى الفرح الأقصى.
“نعم!”
نظر اليها لوغان بابتسامةٍ خفيفة، ولاحظ كيف تغير تعبير إيرينا بسبب كلمةٍ واحدة.
________________________
يسسسس اخيرا شافت الدوق حسبت الفصل بيضيع وهي ماشافته😭
ريو يوم لوغان عطاه ذيك النظرة:
أنا شكوووووو
كارل بعد ماكان في القائمة السودا شكل لوغان حطه في القائمة تحت تحت السودا😭😭
ودي اهرج كثير بس بخليه لباقي الفصول
Dana