As Long As you Are Happy - 40
“لكن، سيدة، أليس من المفترض أن يكون لديكِ درسٌ الآن؟”
نظر إرن إلى إيرينا بقلق.
“لقد انتهيتُ للتو.”
بالأحرى، كانت السيدة هيلبريتون قد أعفتها عن الدرس، لكنها لم تخبرهُ بذلك.
ابتسمت إيرينا ووقفت بين كارل وإرن.
“هل يمكنكَ إعداد كوبٍ من الشاي؟ لا يمكننا استضافةُ ضيفٍ دون تقديم الشاي له.”
“ماذا؟ نعم صحيح، لكنكِ أيضًا ضيفةٌ في قصر الدوق وينفريد.”
“بالضبط، لكنكَ لا تستطيع أن تترك الضيف بدون ضيافة، أليس كذلك؟”
كان إرن يبدو محتارًا، لكن إيرينا كانت مصممة على موقفها.
“أنا أفضِّلُ أن ترشدني السيدة ليونيد.”
تجاهل إرن كلام كارل بشكل واضح، وحاول أن يرفض بشكل حازم.
لم يكن من المناسب أن يطلب من ضيفةٍ تقديم الضيافة.
ومع ذلك…
“أرجوك.”
كانت إيرينا تضغط بجديّة على يديها المضمومتين.
أمام نظرتها التي لا يمكن رفضها، استسلم إرن في النهاية.
“حسناً، هل يمكنني أن أطلب منكِ إرشاده؟ سأقوم بتحضير الشاي للسيد الأدميرال. و ها هي مفاتيح المكتب.”
“نعم!”
أجابت إيرينا بنشاط، ثم دارت حول نفسها نحو كارل.
“فلنذهب، سيدي الأدميرال. المكتب الخاص بالدوق من هذا الاتجاه.”
“بكل سرور، سيدة ليونيد.”
بدآ إيرينا و كارل بالسير نحو المكتب. و بينما كانا يمشيان في الرواق، كان كارل يتفقد المكان هنا وهناك.
“أخيرًا، أتيتُ إلى هنا.”
أطلق كارل تنهيدةً مبالغٌ فيها.
“في الحقيقة، لقد كنت أطلب من لوغان دعوتي طوال الوقت، لكنهُ كان يتجاهلني تمامًا.”
“أوه، حقاً؟”
“نعم. أليس من قاسٍ تجاه صديقهِ الوحيد، سيدة؟”
“هاها.”
“…..يبدو أنكِ لا تعتقدين ذلك.”
“لقد وصلنا! ها هو المكتب.”
فتحت إيرينا الباب باستخدام مفتاح المكتب الذي حصلت عليه من كبير الخدم.
“لكن، سيدي الأدميرال، ما الذي جئت لأخذه؟”
“جئت لأخذ الوثائق اللازمة للتفاوض مع لوبرك.”
رد كارل بشكل غير مكترث وهو يتقدم داخل المكتب.
“إنهم دائمًا ما يغيرون أقوالهم. يقولون إنه لم يكن هناك هجوم من قِبلهم، ويدّعون أنهم عانوا أكثر.”
عبس كارل قليلاً وهو يتحدث بغيظ.
“لذا جئتُ للبحث عن السجلات التي لدينا.”
“أها.”
أومأت إيرينا برأسها.
كما توقعت، هو هنا بسبب المفاوضات مع لوبرك.
كان من المحبط ألا يخبرها أحدٌ بذلك، ولكنها كانت سعيدة لأنها استطاعت أن تسمع الأخبار بهذه الطريقة.
‘كان من الجيد أنني طلبتُ من إرن أن ارشد الادميرال.’
“إذن، هل الدوق مشغولٌ كثيرًا؟”
طرحت إيرينا السؤال بقلب متوتر وهي تحاول معرفة متى سيصل الدوق.
كان من الجيد أن تعرف متى ستنتهي الأمور لتستطيع رؤيته.
“نعم، هو مشغولٌ للغاية.”
لكن الجواب جاء مخالفًا لتوقعاتها.
بينما كان كارل يتحقق من المكتب، نظر إلى رفوف الكتب وأجاب.
“تم إعادة تشكيل طاولة المفاوضات من البداية.”
“من البداية؟”
كان الأمر غريبًا.
سمعت أنه كان هناك مفاوضات مع لوبرك قبل أن تأتي إلى هذا القصر.
لماذا عادت الأمور فجأة إلى البداية؟
“لماذا حدث ذلك؟”
“دخل شخص جديد في المنتصف. لهذا السبب، كان علينا إعادة كل شيء من البداية، اوه. وجدتُها.”
رفع كارل قدميه قليلاً وسحب مجموعة من الوثائق من الرف العلوي.
“هم، هم. هذا هو بالتأكيد.”
ظهر على وجه كارل تعبيرٌ من الرضا بعد أن تحقق من الوثائق.
“حسنًا، يجب أن أذهب الآن.”
“الآن؟”
لم يكن يجب أن يحدث ذلك. لم تُتَح لها الفرصة لسؤاله عن كل شيء بعد.
“لقد قال كبير الخدم انه سيحضر الشاي، لذا يرجى تناول بعض من الشاي قبل المغادرة، سيد.”
“للأسف، يجب أن أذهب، لنتناول الشاي في وقت لاحق.”
هز كارل رأسه.
“إذا لم أذهب بسرعة، سيتعذب لوغان أكثر. هو الآن يعاني بين اولئك الشيوخ المتجهمين.”
“هذا……”
مع تلك الكلمات، لم تستطع إيرينا أن تتمسك به أكثر. فانحن، كتفاها.
“همم؟”
رأى كارل إيرينا تتراجع وأمال رأسه قليلاً.
ظن أنها كانت تنزل من الدرج باندفاع لأنها كانت فضولية بشأن الزائر الذي جاء. لكن عند رؤية كيف بدت محبطةً مع كلمة واحدة عن مغادرته، أدرك أنها كانت تنتظر لوغان.
“هممم،”
فكّر كارل بينما كان يدحرج مجموعة الوثائق ويدفعها برفق على كتفه.
في الأصل، من الأفضل عدم التدخل في شؤون الآخرين الرومانسية.
حتى لو تدخل، إن نجح فلن يجني شيئًا، وإن فشل فسيتلقى صفعة، أليس كذلك؟
لكن كان هناك الكثير مما يمنعه من تجاهل الأمر والمضي قدمًا.
على سبيل المثال، شخص كذاك الذي لا يعرف حتى كيف يبتسم.
أو الشخص الذي يشعر بالإحباط الشديد لمجرد أن الحديث قد انتهى، مثل الأطفال الصغار.
‘هممم.’
‘حسنًا، لقد سئمت من البقاء في القصر الإمبراطوري لأكثر من نصف شهر. لذلك، دفع الأمور بهذا الشكل قد لا يكون سيئًا.’
“اوه!”
ضرب كارل جبهته بطريقةٍ مبالغٍ فيها. و إيرينا، التي كانت منكمشة طوال الوقت، فزعت وفتحت عينيها على مصراعيها.
“كان لدي أمرٌ مهم، أمر مهمٌ حقًا، لكنني نسيته. ماذا سأفعل الآن؟”
أخذ كارل يهز مجموعة من الأوراق ببطء وهو يقوم بتمثيلٍ غريب وغير مقنع.
على الرغم من أنه كان يعطي إيرينا تلميحًا واضحًا، إلا أنها اكتفت برمش عينيها دون أن تفهم.
لم يكن هناك مفر من ذلك يجب عليه التوضيح.
بما أنني قد بدأت بالفعل، فلا خيار سوى دفع الأمور أكثر قليلاً.
“سيدة ليونيد.”
“نعم؟”
“أعتذر، ولكن هل يمكن أن تتفضلي بمساعدتي وتلبي لي طلباً واحداً بدافع الشفقة على حماقتي؟”
رسم كارل على وجهه أتعس تعبير يمكنه صنعه وأخذ يمسح دموعه المزيفة.
“بالطبع، ما الذي يمكنني أن أفعله لأساعدك؟”
‘رائع.’
لقد وافقت فوراً على المساعدة دون أن تعرف حتى ما هو الطلب.
‘كان هناك سبب واضح لمدى حماية لوغان لها طوال هذا الوقت.’
“ليس بالأمر الكبير. لقد نسيت شيئاً مهماً جداً، وأظن أن عليّ العودة إلى قصري فوراً.”
ابتسم كارل بخبث وهو يسلم رزمة الأوراق إلى إيرينا.
“هل يمكنكِ إيصال هذه إلى لوغان بدلاً مني؟”
بمجرد أن نطق بهذه الكلمات، بدأت ملامح وجه إيرينا تعود إلى الحياة.
عاد الضوء إلى العينين الزرقاوتين اللتين كانتا قد بهتتا بخيبة الأمل، وابتسمت شفتيها الممتلئتين بسعادةٍ كبيرة.
في تلك اللحظة، سقط ضوء الشمس من خلال النافذة ليضيء شعرها بشكل براق.
نظر اليها كارل لفترة دون أن يرمش.
“نعم!”
أخذت إيرينا رزمة الأوراق بكل حرص، وكأنها تحمل كنزاً وطنياً ثميناً.
كانت لمساتها رقيقة وحذرة للغاية، وكأن الأوراق كانت قطعةً من الجواهر.
“أستطيع مساعدتك!”
“اوه……حسناً. إذاً أعتمد عليكِ، سيدة.”
ابتسم كارل بهدوء.
“هذه وثائقٌ مهمة، لذا يجب أن تسلميها إلى لوغان فوراً.”
أومأت إيرينا له بثقة، وعيناها تلمعان بالحماس وكأنها تقول “اترك الأمر لي”.
“يمكنكِ استخدامُ العربة التي جئتُ بها. أما تصريح دخول القصر……يمكنني إعارتكِ تصريحي.”
أخرج كارل من جيبه تصريحاً ذهبياً لدخول القصر الإمبراطوري ووضعه في يد إيرينا.
نظرت إيرينا إلى تصريح الدخول إلى القصر الإمبراطوري وفتحت شفتيها بتردد.
“هل يمكنني استخدامهُ حقًا؟ إنه ملكك يا سيد أدميرال……”
بالنظرة السريعة، قد تبدو جميع تصاريح الدخول إلى القصر الامبراطوري متشابهة، ولكن الحقيقة لم تكن كذلك.
فكل تصريح كان مسجلًا بعناية لبيان لمن تم إصداره.
كان الغرض من ذلك هو تسجيل أي شخص من أي عائلة يدخل ويخرج من القصر.
بمعنى آخر، إعارة تصريح دخول القصر كانت بمثابة إعارتها بطاقة الهوية الخاصة به.
‘لا ينبغي إعطاء شيءُ بهذه الأهمية بسهولة.’
ربما لأنها شاهدت الكثير من الأشخاص في الأحياء الفقيرة يتم خداعهم بسهولة، كانت إيرينا قلقةً وتنظر إلى كارل بعيونٍ مملوءة بالحذر.
لكن كارل لم يكن يبدو مهتمًا كثيرًا.
“بالطبع، إذا كانت السيدة ليونيد، فلا مانع من إعارتكِ إياه.”
“وماذا لو فعلتُ شيئًا سيئًا بهذا التصريح؟”
“أمم، لو أن السيدة ليونيد قامت بشيءٍ سيئ……”
توقف كارل، كما لو أنه لم يفكر في الأمر بتلك الطريقة، و تجمدت ملامحه فجأة بصرامة.
“سأبكي بالطبع.”
ثم أخذ يمسح دموعه الوهمية بتكلف ورفع كتفيه وكأنه يبكي بصدق.
إيرينا، التي كانت متوترة، انفجرت بضحكةٍ صغيرة بسبب مظهره الطريف، بينما رسم كارل ابتسامةً خفيفة على شفتيه.
“هيا، عليكِ أن تُجهزي نفسكِ وتذهبِ الآن.”
دفع كارل بلطف ظهر إيرينا بذراعه.
“اذهبِ بسرعة وحررِ صديقي الذي يعاني بين كبار السن، يا سيدة ليونيد.”
نظرت إليه إيرينا وأومأت برأسها موافقة.
“أراك لاحقاً، أيها الأدميرال.”
ألقت إيرينا تحية الوداع وخرجت بخطىً خفيفة لدرجة أنها لم تُحدث صوتًا وهي تسير في الممر.
“…….”
ظل كارل يراقبها حتى اختفت خلف الزاوية.
“لماذا ماتزال وقفاً هنا، أيها الأدميرال؟”
بعد قليل، دخل إرن وهو يدفع عربة الشاي التي كانت تحمل أكوابًا وإبريقًا.
“أين ذهبت السيدة؟”
“إلى القصر الإمبراطوري.”
“ماذا؟ لماذا ذهبت السيدة فجأة إلى القصر الإمبراطوري؟”
فتح إرن عينيه بدهشة.
“لا اعلم، الأمر مفاجئٌ لي أيضًا.”
حكّ كارل عنقه قبل أن يضع ذراعه على كتف إرن.
“على أي حال، بما أن الأمور جرت هكذا، اجلس واشرب الشاي معي. فلدي وقت لأضيعه.”
“لدي الكثير من العمل لأقوم به، أيها الأدميرال.”
“هل ستكون بهذه البرودة تجاه شخص تعرفه منذ طفولته؟ ستجرحني هكذا.”
“أعلم أنك لن تُجرح.”
على الرغم من كلامه، قاد إرن كارل إلى غرفة الاستقبال القريبة.
“تفضل من هنا. سأقودكَ إلى مكانٍ يطل على الحديقة بشكل جيد.”
وبينما كان كارل يتبع إرن، ألقى نظرةً سريعة نحو الجهة التي اختفت فيها إيرينا.
“…….”
حركَّ كارل نظره للحظة كما لو كان يفكر في شيء ما، ثم استدار.
“أشعر برغبةٍ في تناول كعكة البرتقال التي يصنعها السيد بايدن. لم أتناولها منذ فترة.”
“نعم، سأخبره فورًا.”
“وبعض الشطائر أيضاً، لكن لا تضف الخيار.”
“ها هي الشطائر وقد أزلتُ الخيار بالفعل. يبدو أنك ما زلتَ لم تتخلص من عادتكَ في انتقاء الطعام.”
“الانتقاء في الطعام ليس عادةً سيئة، إنه مسألة ذوقٍ خاص.”
ضحك كارل بخفة، و هو يتبع إرن بعيدًا عن الاتجاه الذي اختفت فيه إيرينا.
________________________
ضحكني كارل وهو يقول سأبكي 😭😭 تذكرت ذا الرياكشن
ايرينا نمنمممممممم ماصدقت انها بتشوف لوغان راحت تطير🤏🏻😭
Dana