As Long As you Are Happy - 39
“يا سيدة ليونيد؟”
تصفيق-!
إيرينا التي كانت تحدق في الخارج على نحو شارد، انتفضت بدهشة من التصفيق واستدارت فجأة.
أغلقت السيدة هيلبريتون الكتاب الخاص بالآداب الذي كانت تمسكه.
“يبدو أنكِ لا تستطيعين التركيز في الدروس هذه الأيام، أليس كذلك؟”
“آه، أعتذر……”
“ما الذي يجذب انتباهك إلى الخارج بهذا الشكل يا سيدة؟”
اقتربت السيدة هيلبريتون من النافذة ونظرت إلى الخارج وهي تحرك رأسها متسائلة.
“همم؟ لا يوجد شيء.”
كان ما قالته السيدة صحيحًا.
لم يكن هناك سوى منظر الحديقة المعتاد خارج النافذة. ولكن إيرينا كانت تنظر باتجاه بوابة قصر وينفريد، وليس إلى الحديقة.
‘لم أتمكن من رؤيتهِ منذ أيام.’
ما أن أدركت مشاعرها حتى أصبح الدوق مشغولاً مرة أخرى كما لو كان وجوده حلماً، بل لقاؤه اصعب من ذي قبل.
‘انه لا يبقى في القصر على الإطلاق.’
في السابق، كان يعمل في مكتبه داخل القصر، أما الآن فهو يقضي كل وقته في القصر الإمبراطوري.
‘حتى في الليل، هو لا يعود.’
كان يقضي أيامًا في القصر الإمبراطوري، وعندما يعود إلى قصره، كان يجمع الأوراق الضرورية فقط ثم يعود إلى القصر الإمبراطوري مرة أخرى.
كبير الخدم إرن، و دلفيا، و السيد ريو، والسيدة هيلبريتون، لم يكن أي منهم يعرف متى سيعود الدوق.
حتى انه كان هناك بعض الفرسان يقولون انهم لم يروا الدوق منذ أكثر من شهر.
لو لم تصادف إيرينا الدوق وهو يدخل القصر بالصدفة في المرة السابقة، لكانت واحدة من هؤلاء الذين لم يروه.
“هاه.”
بدت السيدة غير مرتاحة قليلاً لعدم تركيز إيرينا المستمر، فأطلقت تنهيدةً قصيرة.
“هل لأن كمية الدروس زادت هذه الأيام؟ إذا كان الأمر صعباً عليكِ حقاً، يمكننا تعديل جدول الدروس.”
“لا، ليس لهذا السبب.”
هزت إيرينا رأسها فوراً.
“صحيح أن الدروس أصبحت أكثر قليلاً، لكنها ليست متعبة إلى هذه الدرجة.”
“يسعدني سماع ذلك، لكن إن شعرتِ بالتعب، لا تترددي في إخباري. فالراحة مهمةٌ جداً.”
تابعت السيدة هيلبريتون حديثها بنبرةٍ هادئة.
“إذا دفعتِ نفسكِ بدون راحة، فلن تحققي ما تُريدين وقد ينتهي بكِ الأمر بالمرض فقط.”
“نعم.”
أومأت إيرينا برأسها موافقة.
“إن شعرت حقاً أنني لا أستطيع التحمل، سأخبركِ بالتأكيد.”
عندها فقط، بدت السيدة هيلبريتون مرتاحة، وابتسمت بخفة وهي تهز رأسها وتلتقط كتاب الآداب، و يبدو أنها كانت تستعد لاستكمال الدرس.
“سيدة هيلبريتون.”
كان من المحرج بعض الشيء تغيير الموضوع، لكن بما أن الحديث قد بدأ بالفعل، قررت إيرينا أن تطرح سؤالاً كان يشغل بالها منذ أيام.
“بما أننا نتحدث عن هذا الأمر، هل لي أن أسأل لماذا زادت الدروس فجأة؟”
لم تكن السيدة هيلبريتون لتقترح تعديل جدول الدروس دون سبب.
فمنذ فترة، لاحظت أن ساعات الدروس تضاعفت تقريباً الى الثلث.
الدروس المضافة كانت غالباً تتعلق بالآداب، والإتيكيت، وتلاوة الشعر، والعزف على البيانو.
حتى أنها كانت تختار لها ملابس المأدبة مؤخراً، بحجة أنه يجب أن تتعود على المشي بخطواتٍ رشيقة وارتداء الملابس الطويلة.
اليوم أيضاً كانت ترتدي ثوباً طويلاً لدرجة أن طرفه كان يكاد يلامس الأرض، وكادت ان تتعثر عدة مرات.
بالإضافة إلى ذلك، أخبرت السيدة هيلبريتون إيرينا بالأمس أنها ستبدأ في تعلم الرقص وركوب الخيل قريباً.
أما ركوب الخيل، فلم يكن مفاجئاً لأنهم كانوا يخططون لبدء التدريبات بعد انتهاء الصيف وبداية الطقس البارد قليلاً. لكن الرقص كان شيئاً مختلفاً.
“ألم تقولِ اننا سنتعلم الرقص بعد انتهاء الخريف؟”
“نعم، هذا ما قلتُه.”
ابتسمت السيدة هيلبريتون ابتسامةً خفيفة، بدت وكأنها في موقفٍ محرج.
بعد ترددٍ بسيط، تحدثت بصوت هادئ.
“في الحقيقة هذا كان طلبٌ من الدوق، بسبب حفلة الظهور الأول الخاصة بكِ.”
“الظهور الأول؟”
رمشت إيرينا بعينيها بدهشة.
سمعت بهذا المصطلح من قبل، لكنها لم تفكر في أنه يخصها أو سيكون لهُ علاقةٌ بحياتها الحالية. كان هناك الكثير من الأمور الأخرى التي كان عليها تعلمها في عالم النبلاء، ولم يكن لديها الوقت أو القدرة للاستماع بتمعن لكل شيء.
“نعم، في الحقيقة، كان الدوق يخطط لإقامة حفلة الظهور الأول الخاصة بكِ في العام القادم، لكن يبدو أن هناك أمرًا طارئًا قد حدث.”
هل يمكن أن يحدث أمرٌ طارئ للظهور الأول؟
امالت إيرينا رأسها قليلاً إلى الجانب.
ربما اعتقدت السيدة هيلبريتون أن إيرينا كانت تشعر بالقلق بشأن حفل الظهور الأول الخاص بها، فابتسمت لها ابتسامةً دافئة.
“لا تقلقِ، الأمر ليس سيئًا. لكن هذا كل ما يمكنني قوله، لأنني لا أعرف الكثير من التفاصيل. إن كنتِ تريدين معرفة المزيد، قد يكون عليكِ مقابلة الدوق بنفسك.”
“فهمت.”
أومأت إيرينا برأسها.
في الواقع، كانت تشعر ببعض الفضول، لكنها شعرت بأنه من الأفضل تأجيل تساؤلاتها.
بالنسبة لإيرينا التي عاشت كعامية لفترةٍ طويلة، لم يكن حفل الظهور الأول من الأمور ذات الأهمية الكبيرة.
وفوق كل ذلك، كيف يمكنها أن تسألهُ عن الأمر وهي لم ترَ الدوق منذ مدة؟ بما أنه ليس أمرًا مقلقاً حقاً، فلا حاجة للاستعجال.
“شكرًا لتفهمكِ، سيدة ليونيد.”
وضعت السيدة هيلبريتون يديها على خصرها وأطلقت تنهيدة عميقة.
عندما نظرت إيرينا إلى السيدة هيلبريتون، لاحظت الهالات الخفيفة تحت عينيها، مما دل على أنها كانت تبذل جهدًا كبيرًا في تحضير إيرينا لحفل الظهور الأول وتدريبها على الكثير من الأمور قبل الحفل.
“آه، بالمناسبة يا سيدة، كيف تجدين شرب الشاي هذه الأيام؟”
“لقد بدأتُ أعتاد عليه.”
عندما شربت الشاي لأول مرة، ظنت أنه مجرد ماء مر، ولكن مع مرور الوقت وبتكرار الشرب، أصبح بإمكانها تحمله.
ومع إضافة السكر جعله ألذ، ولكنها كانت ترتجف قليلاً في كل مرة تضيف فيها السكر.
“أوراق الشاي التي قدمها لي الخادم إرن كانت لذيذة حتى من دون سكر.”
قبل فترة، قدم لها الخادم إرن أوراق شايٍ كهدية بعد أن عاد من السوق. و قال إنه خلط ثلاثةَ أنواعٍ من الأوراق، وهذا ما جعل الرائحة والنكهة غنية. حتى إيرينا التي لم تكن تجيد شرب الشاي، وجدت هذا الشاي لذيذًا وسهل الشرب.
لكن ما حيرها هو سبب إهداء الخادم لها أوراق الشاي فجأة.
بينما كانت غارقة في التفكير، قطعت السيدة أفكارها.
“أوه، هناك عربةٌ قادمة.”
بوابة قصر وينفريد كانت تُفتح، ومع فتحها ظهرت عربةٌ مألوفة.
العربة التي تحمل شعار الطائر الأزرق بجناحيه المفتوحين،
كانت عربة الدوق.
“سي، سيدة!”
أشارت إيرينا بسرعة نحو النافذة، واقتربت السيدة هيلبريتون من النافذة لترى العربة.
كانت إيرينا تقفز من مكانها بلا وعي في مكانها.
نظرت السيدة مرة إلى إيرينا ومرة أخرى إلى العربة.
“لننهي الدرس هنا لهذا اليوم.”
أخيراً، سمحت لها السيدة بالذهاب لمقابلة الدوق.
“شكرًا جزيلاً!”
نهضت إيرينا بسرعة وبدأت في جمع كتبها بعجلة.
كانت تشعر بالحاجة الملحة للذهاب على الفور، لكنها قَلِقت من أن الدوق قد يأخذ الأوراق ويغادر مجددًا بسرعة.
“سيدة ليونيد، سأقوم بترتيب الكتب.”
“لا، لقد انتهيتُ بالفعل!”
كانت قد تعلمت دائمًا أن الترتيب يجب أن يكون دائمًا دقيقًا ومنظمًا.
بسرعة فائقة، انتهت إيرينا من ترتيب مكتبها وخرجت بخطواتٍ متحمسة من مكتبتها.
وهي تنزل من الدرج، سمعت أصواتًا منخفضة تتردد من الطابق السفلي، حيث بدا أن بعض الأشخاص ما زالوا يتحدثون في الردهة.
لم يكن بإمكانها ترك الدوق يذهب إلى مكتبه دون التحدث معه، لذا أسرعت في خطواتها.
أخيرًا، وصلت تقريبًا. و رأت الخادم إرن يقف بجوار شخصٍ ضخم البنية أسفل الدرج مباشرة.
ومع ازدياد خفقان قلبها، تعثرت قدمها بطرف ثوبها الطويل.
“أوه.”
نعم، اليوم أيضًا كانت ترتدي ثوبًا طويلًا. لقد كادت أن تتعثر به في وقت سابق عند ذهابها إلى المكتبة، لكنها نسيتهُ تمامًا.
كان عليها أن تكون أكثر حذرًا.
ولكن، كما هو الحال دائمًا، الندم يأتي متأخرًا.
جسدها مال للأمام بسرعة، والدرج أصبح أقرب وأقرب.
‘آمل فقط أن يكون الألم خفيفًا.’
أغمضت إيرينا عينيها بإحكام استعدادًا للألم الوشيك.
لكن، ما الذي حدث؟
انتظرت طويلاً، لكن لم يصدر أي صوتِ ارتطام، ولم تشعُر بأي ألم.
كان الجُزء الذي اصطدمت به صلباً، لكن……
“واو.”
سمعت صوتًا واضحًا ومشرقًا فوق رأسها.
“لم أكن أتوقع أن تستقبليني بحماسٍ هكذا.”
كان الصوت خفيفًا ومشرقًا.
فتحت إيرينا عينيها فجأة.
“يبدو أنني سأحتاج إلى الحضور هنا بشكلٍ أكثر انتظامًا.”
عندما رفعت نظرها، رأت كارل، الذي قابلته في الاجتماع الخيري، مبتسمًا بأسنانه البيضاء بإشراق.
“من الجيد رؤيتكِ مرة أخرى، يا آنس-اعني سيدة ليونيد.”
احتاجت إيرينا إلى لحظة لفهمِ الموقف.وكان كارل قادرًا على التفوه بعدة كلمات خلال تلك اللحظة القصيرة.
“لم أكن أتوقع أنكِ ستشتاقين إليّ لهذه الدرجة. لقد قفزتِ إلى أحضاني مباشرةً فور أن التقينا.”
……ماذا فعلت؟
“بالطبع، كنتُ سعيدًا. لقد كانت رؤيتكِ كأنك طائرٌ صغيرٌ أبيض يرفرف نحوي رائعاً.”
“…….”
“لكن انتبهي، فقد تتعرضِ لإصابةٍ في جناحيكِ، لذا يجب أن تعتني بنفسك……سيدة؟ الى أين تذهبين، سيدة ليونيد!”
بينما كانت إيرينا تتراجع ببطء مبتعدةً عنه، ابتسم كارل مرة أخرى بابتسامة مشرقة.
امتلأ قصر وينفريد بضحكاته العذبة.
‘يبدو أنه يسخر مني.’
تقلصت عينا إيرينا قليلاً.
“عذرًا، سيدة ليونيد، لكن تعبير وجهكِ كان مضحكًا للغاية.”
مسح كارل الدموع التي تجمعت عند زوايا عينيه وهو يقدم اعتذاره. وعندها فقط، بدأت إيرينا تهدأُ وتبتسم.
“لا، شكرًا لك على الإمساك بي. بفضل ذلك، لم أتعرض لأي إصابة.”
“…….”
“وعلى أي حال، أرجو أن تتفضل.”
“شكرًا على الترحيب بي، سيدة.”
غمز كارل بعينه لها.
“وبما أنكِ استقبلتني بحرارة، هل يمكنني الطلب منكِ أن تأخذيني إلى مكتب الدوق؟ لقد تلقيتُ طلبًا من لوغان.”
“سأكون سعيداً بإرشادك.”
تقدم إرن بسرعة للأمام، بعد أن تجمد للحظة بسبب إيرينا وكارل.
“تفضل من هنا.”
“كبير الخدم!”
أمسكت إيرينا بيد إرن.
“هل يمكنني أن أكون مرشدته؟”
ابتسمت إيرينا بابتسامةٍ مشرقة، بينما كانت تخفي نواياها الحقيقية.
____________________
🔴🔴🔴كحم معليش نسيت اقول بس ترا ريو كان اسمه ليو في بداية الفصول بس غيرته لأن ريو هو الاصح 😃
يضحك كارل استغل الفرصه وضمها 😭😭😭 مجنون
ايرينا صارت العاشق الولهان يختي بليز لاتعترفين بالغلط وبعدها الدوق يختفي نهائي😭
الا ان كان اعترافها بيخليه يستوعب انه يحبها موافقه
Dana