As Long As you Are Happy - 38
“فشلتِ؟”
توقفت اليد التي كانت تطرز.
ارتعشت الخادمة التي كانت قد جمعت شعرها في عُقدة، وخفضت نظرها.
“الأمر هو……آنستي….”
“هذا غريب جداً.”
تابعت سناير حديثها دون أن تنظر نحو الخادمة.
“ألم تقولي أنكِ تستطيعين التعامل مع الأمر؟ ألم تقولي أن الأمر سينتهي بسهولة إذا طلبتِ المساعدة من شخص تعرفينه؟”
“نعم، صحيح……”
“لكن، هل فشلت مرتين؟”
سمعت صوت انقطاع الخيط.
كان الصوت يشبه صوت انقطاع حياتها، فانحنت الخادمة بسرعة على الأرض.
“أول مرة، قلتِ إنك فشلتِ بسبب الحريق الذي التهم عدة مبانٍ في حي الفقراء.”
سمعت أن النيران التي أشعلها سكان الحي للتدفئة امتدت إلى نزلٍ في الحي.
“بسبب الحريق وتوافد الحراس، كانت العيون كثيرة جداً، وفشلتِ في التحقيق.ولكن مرة أخرى؟”
“أرجوكِ، استمعي لي لمرة واحدة فقط، آنستي!”
صرخت الخادمة وكأنها تحاول إنقاذ حياتها.
“قال ان هناك أشخاصاً غريبين تدخلوا!”
“……أشخاصٌ غريبين؟”
“نعم، نعم!”
‘انها تستمع الي!’
رفعت الخادمة رأسها بسرعة.
أومأت ساينر برأسها كما لو أنها تقول لها أن تواصل الكلام.
“الأشخاص الذين استأجرتُهم ذهبوا إلى حي الفقراء ثلاث مرات.”
ابتلعت الخادمة ريقها.
“هذه المرة، عندما دخل هؤلاء الرجال إلى حي الفقراء….وجدوا جثة رجل.”
“جثة؟”
“نعم، قالوا ان الرجل الذي اختفى كان ميتاً في وسط حي الفقراء….”
عندما هدأت سناير، سارعت الخادمة في استكمال حديثها.
“لقد بدا وكأن الجثة كانت بمثابة تحذير! لذلك تراجعوا….”
الخادمة تابعت الحديث بعد ذلك، لكن سناير لم تكن تسمعها.
‘ميت؟ الرجل الذي كنتُ أبحث عنه؟’
عبست سناير بحاجبيها بشدة.
لم يكن أي شخص آخر، بل الرجل الذي كانت تبحث عنه هو الذي قُتل وكأنه معروض للجميع.
كان بإمكانها أن تعرف فوراً من فعل ذلك.
“دلفيا باراتون……”
عندما فكرت في الأمر، تذكرت أنها كانت الفارسة الوحيدة لعائلة الدوق وينفريد.
وهذا يعني أنه كان من الممكن أن تكون ضمن الحراس المرافقين لابنة ليونيد.
“إذاً، لقد رأتني عندما رأيتُ ايرينا مع الرجل من حي الفقراء.”
أو ربما أخبرتها ايرينا لاحقًا.
“المشكلة ليست في دلفيا.”
عضت سناير على أصابعها بإحكام.
بغض النظر عن مدى قوة دلفيا، فهي فارسة تنتمي إلى عائلة الدوق وينفريد.
وهذا يعني أن لوغان هو من سمح لها بالتحرك بهذه الطريقة.
من المؤكد أن إيرينا ليونيد لها علاقة بحي الفقراء.
لكن كيف ترتبط به؟
استمرت سناير في عض أصابعها.
بغض النظر عن مدى تفكيرها، لم تستطع فهم العلاقة بين إيرينا ليونيد وحي الفقراء.
‘ألم يقل لوغان اوبا انها نشأت في مقاطعة مورين؟ فكيف لها أن تكون مرتبطةً بحي الفقراء في العاصمة؟ هل كانت تعمل هناك؟ أم أن……’
هل يمكن أنها ليست إيرينا ليونيد الحقيقية؟
مستحيل، هل من الممكن أن يكون لوغان اوبا قد خُدع؟
لا، هذا غير منطقي. لو كان الأمر كذلك، لما تعامل مع رجل حي الفقراء.
أخذت أفكارها تتفرع لتفتح المزيد من الاحتمالات.
“آه!”
بالخطأ. عضت سناير أصبعها بقوة شديدة لدرجة أنها شعرت بطعم الدم في فمها.
“منديل!”
“نعم، آنستي!”
نهضت الخادمة بسرعة من وضعية الانحناء وأحضرت منديلًا أبيض، ولفته حول إصبع سناير.
انتشرت بقع الدم الحمراء على القماش الأبيض.
و بينما كانت سناير تنظر إلى ذلك، عبست وركزت نظرها على الخادمة التي كانت توقف نزيف إصبعها.
“ما اسمكِ؟ أخبرتني من قبل، لكنني لا أتذكر.”
في الحقيقة، لم تكن تستحق التذكر.
عند سؤال سناير، انحنت الخادمة فورًا.
“اسمي كارولينا، آنستي.”
“كارولينا؟ يبدو وكأنه اسم نبيلة.”
نظرت سناير إليها بسخرية.
“الاسم طويل، سأسميكِ كانا.”
“….نعم.”
أومأت الخادمة برأسها رغم شعورها بالمرارة بعد أن قامت سناير بأخذ اسمها منها.
كانت تعلم أنه من الآن فصاعدًا لن تُدعى باسم كارولينا داخل القصر.
لكن كان هذا الشعور مؤقتًا.
“أنتِ، إذا منحتكِ فرصة أخرى، هل ستتمكنين من إنجازها بشكل جيد؟”
عند سماع كلمات سناير، أضاءت عينا كارولينا، أو بالأحرى كانا.
“بالطبع، آنستي!”
“حقًا؟”
“نعم! أستطيع أن أنجز المهمة بشكل ممتاز! وإذا لزم الأمر، يمكنني أن أتنكر كواحدة من سكان حي الفقراء وأذهب!”
كانت صادقةً تمامًا.
مهما كانت المخاطر، كانت واثقة بأنها قادرة على إنجاز المهمة.
‘عليّ أن أنجح.’
كانت كانا من عامة الشعب، لكن حياتها لم تكن تختلف كثيرًا عن حياة سكان حي الفقراء.
والداها، اللذان أنجبا العديد من الأطفال، كانا يعتقدان أنهم سيعيشون معتمدين على أنفسهم.
بين إخوتها الصغار، الذين كانوا دائمًا يبكون من الجوع أو يتسببون في المشاكل.كانت هي الوحيدة التي نجحت في الحصول على وظيفة كخادمة في بيت الكونت فلورانس.
كان هذا يزعجها.
كانت تحتقر المنزل القديم الذي حتى عند إصلاحه، لا يبدو أنه تم إصلاحه. الغرفة التي تتشاركها مع شقيقيها الصغيرين، والراتب الذي يختفي فورًا في سداد ديون والدها.
“هذا؟ اشتريته بالدين. غالٍ، لكنه جميل، أليس كذلك؟ على أي حال، ابنتنا الجميلة ستحل كل شيء، أليس كذلك؟”
“خسرتُ القليل. لا تقلقِ كثيراً! والدكِ سيفوز غداً بالتأكيد، وسأطعم الأطفال لحمًا حتى يشبعوا.”
“أختي، كسرتُ هذا. هل يمكنكِ دفع المال بدلاً عني؟”
حتى عائلتها التي تعتمد عليها وتعيش براحة كانت تزيد من إحباطها.
لم يكن هناك شيء لا يثير غضبها.
لكن، لم تستطع قطع علاقتها بالعائلة بسهولة.
بصراحة، كانت كانا ترغب في قطع تلك العلاقة، لكن عائلتها لم تسمح لها بذلك.
إذا لم ترد على رسائلهم أو لم تذهب إلى البيت في إجازتها، كانوا يأتون إلى بيت الكونت فلورانس للبحث عنها.
وكانوا يحاولون الدخول بمجرد ذكر اسمها لأي شخص يجدونه.
لحسن الحظ، كانت رئيسة الخدم تشعر بالشفقة تجاهها، فتعاملت مع الأمر بشكل جيد.
لو كانت موظفةً عادية، لكانت قد طُردت منذ فترة طويلة.
‘عليّ أن أنجح أكثر.’
كان عليها أن تنجح وتنجح أكثر، حتى تصل إلى مكان لا تستطيع عائلتها الوصول إليه.
هذا هو السبيل الوحيد الذي سيُمكِّنها من التنفس بحرية، والسبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة.
ولتحقيق ذلك، كان من الضروري لفت انتباه أحد أفراد عائلة الكونت فلورانس.
فقد فشلت في لفت انتباه الكونت، والكونتيسة، وحتى السيد الصغير……
لكن ربما كانت الفرصة مع هذه الآنسة الشابة.
خاصة في الوقت الحالي، عندما كانت تسعى لتحقيق أمور خفية بعيدًا عن أعين الآخرين.
‘الآنسة ستكون الدوقة في المستقبل.’
لقد سمعت أن عائلة الدوق وينفريد غنية لدرجة أنهم يمنحون خدمهم رواتب بالذهب والفضة.
لو تمكنت من الذهاب إلى مكان مثل هذا……
لو استطاعت أن تصبح اليد اليمنى لدوقة المستقبل ستصبح رئيسة الخدم.
‘يمكنني فعل أي شيء!’
ابتلعت كانا ريقها.
“ربما تفاجأتِ بفشلي، لكنني أستطيع حقًا القيام بذلك بشكل جيد. آنستي، فقط امنحيني تلك الفرصة.”
“همم، يبدو أنكِ لن تستسلمِ بسبب فشلكِ لمرةٍ واحدة.”
سواء كانت ساينر تعرف مشاعر الخادمة أم لا، كانت تلعب بشعرها وتتجاهل الأمر.
“هذا صحيح، آنستي.”
“حقًا؟ إذاً….”
نظرت ساينر إلى مكان ما وأمسكت بإبريق الشاي.
كانت تفضل الأشياء الدافئة، لذا كانت قد غلته وأحاطته بقماش يحتوي على قطن.
وكان لا يزال ساخنًا جدًا.
تغير وجه الخادمة فجأة إلى شاحب عندما شعرت بحدسها حول مستقبلها.
في المقابل، كانت ابتسامة سناير ترتسم على شفتيها.
“لا تزيحي يديك عنه.”
أومأت الخادمة برأسها ووضعت يديها أمامها بأدب.
“……!”
شعرت بالحرارة في يديها، مما جعل دموعها تنهمر قليلاً. لكنها تمكنت من التحمل.
نعم كان بإمكانها التحمل.
“همم.”
ابتسمت سناير بعد أن أفرغت كل الشاي من إبريق الشاي.
“يبدو أنه بإمكاني الوثوق بكِ.”
“ش—شكرًا، آنستي….”
ابتسمت الخادمة بابتسامة متذللة.
“سأخدمكِ جيدًا من الآن فصاعدًا.”
ظنت أن هذه كانت الطريقة الصحيحة للتعامل مع السيدة النبيلة، وكانت محقة.
فقد ظهرت على شفتي سناير ابتسامةٌ مرضية حقًا.
بينما كانت الخادمة تنفخ على راحة يدها لتهدئتها، نهضت سناير واقتربت من خزانة بجانب السرير.
عندما فتحت الخزانة بمفتاح صغير كانت قد أخفته، وجدت فيها كيسًا جلديًا.
كان يحتوي على الأموال المتبقية من التسوق في منطقة السوق قبل عدة أيام.
“ها هو.”
كلغ-!
ألقت سناير الكيس أمام الخادمة.
“تحققي من ذلك، وإذا رغبتِ بالمزيد، سأعطيكِ اياه.”
أصبح وجه كانا مشرقًا عندما تأكدت من الذهب الموجود في الكيس.
“هل استخدم هذا لتوكيل شخصٍ آخر على المهمة؟”
“لا.”
ابتسمت سناير وهي ترفع شفتيها.
“هذا المال لكِ.”
“هل تقصدين كل هذا؟”
“سأعطيكِ مالًا منفصلًا لتوكيل شخص.”
تغير وجه الخادمة، الذي كان مشوهًا بالألم، فجأة إلى الفرح.
“وإذا نجحتِ، سأجعلكِ خادمتي الشخصية.”
“……!”
“عندما أصبح دوقة وينفريد، سآخذكِ معي. هل تفهمين ما أعنيه؟”
كانت تلك الكلمات كأنها ضمانٌ للنجاح.
“شكرًا، شكرًا جزيلًا!”
أومأت كانا برأسها عدة مرات، وكانت الدموع تتجمع في زوايا عينيها.
“حسنًا، هناك شيء واحد عليك القيام به، كانا.”
عادت ساينر إلى مكانها وجلست مع تحريك قدميها.
“عليك أن تعرفِ كيف يرتبط حي الفقراء بإيرينا ليونيد.”
توجهت عيونها الخضراء الفاتحة نحو الخادمة التي كانت تمسك الكيس بإحكام، متناسيةً كل الألم.
“لن تخيبي ظني مجددًا، صحيح؟.”
“بالطبع، بالتأكيد…..!”
“لكن إذا خيبتِ ظني مرة أخرى، كانا.”
تساقطت العملات الذهبية من الكيس عندما ضغطت سناير على وجه كانا، التي كانت تنحني اليها.
كان الكيس يتدحرج، وضربت سناير جبين كانا، مما جعلها ترتعش.
“أستطيع أن أرسل عائلتك إلى مناجم الشمال.”
“……!”
“هناك، ستُؤدون أنتِ وعائلتكِ بأصعب الأعمال.”
‘هي تعلم، أليس كذلك؟’
حاليًا، كانت سناير تتحدث عن أكثر الأشياء التي تكرهها، الفشل في العمل والعائلة.
“آمل أن تكونِ قد فهمت ما أقوله.”
سقطت اليد التي كانت تضغط على رأسها.
“حتى لو كنتِ غبية، يجب أن تفهمِ هذا القدر.”
رغم الضمان الذي قدمته لها سناير، الا ان الوضع النفسي الذي كانت تعيشه لم يتحسن على الإطلاق.
“نعم، نعم.”
يمكنني فعل ذلك.
رفعت جسدها ونظرت إلى سناير بعينين مليئتين بالعزم.
“لن أُخيب ظنكً أبدًا، آنستي…!”
بينما كانت تنظر إلى الخادمة التي تبدو وكأنها ستقفز إلى النيران من أجلها، ابتسمت سناير بابتسامة عريضة.
_________________________
فصلين بدون ايرينا! فصل بدون لوغان! المؤلفه تتنفس تمطيط؟ 😭
سناير مجنونه وكانا مجنونه بعد ياويلي
قالت ايش؟ قالت بصير الدوقة وينفريد هاهاهاهاهاهاهاااااا نكتة حلوه
Dana