As Long As you Are Happy - 35
“اليوم، صادفت الآنسة إيرينا شخصًا تعرفه في السوق. كان رجلًا من الأحياء الفقيرة.”
“وماذا في ذلك؟”
أجاب لوغان بلا مبالاة وهو يقلب في الأوراق أمامه.
“أليس الأمر بسيطًا ويمكن التعامل معه؟”
هناك العديد من الطرق لإسكات الأشخاص، وهناك أيضًا العديد من الطرق لسحق الخطر تمامًا.
ودلفيا لم تكن أبدًا شخصًا يرحم في مثل هذه الأمور.
“المشكلة ليست في الرجل من الأحياء الفقيرة……”
ترددت ديلفيا في حديثها، مما جعل لوغان أخيرًا يرفع رأسه وينظر إليها، متخليًا عن الأوراق التي كان يقرأها.
“كانت الآنسة فلورانس موجودةً في ذلك المكان.”
“سناير فلورانس؟”
“نعم، وهي تتمتع بسرعة بديهه، لذا هناك احتمال كبير أنها لاحظت شيئًا.”
احنت دلفيا رأسها قليلًا وهي تتحدث.
“أعتذر، سيدي. كان هذا بسبب تقصيري.”
“……لا بأس. في كل الأحوال، كان هذا سيحدث عاجلًا أم آجلًا.”
لقد أبدت سناير فلورانس اهتمامًا بالفعل بإيرينا.
من الطبيعي أن تبدأ في التحري عن خلفيتها.
كنتُ أتوقع هذا، وحاولت منع لقائهما، لكن الأمور لم تسر كما خططت.
ما إن أخبرتُ إرن أن يتخذ الاحتياطات حتى نزلت إيرينا فجأة، وبنفس اللحظة قررت سناير أن تستدعي الخادم فجأة وخرجت مسرعة، مما أدى إلى لقائهما.
‘رغم أنني اتخذت التدابير حتى لا يجدوا دليلًا مباشرًا، لا يمكنني ببساطة إحراق حي الفقراء بالكامل.’
لهذا السبب، كنت قد أعددتُ خطة بديلة.
“مع ذلك، إذا حاولت عائلة فلورانس اكتشاف أي شيء، تعاملِ معهم. وأيضًا، تخلصِ من ذلك الرجل.”
“نعم، سيدي.”
وكأن الحديث انتهى، التقط لوغان الأوراق مرة أخرى. و بينما كانت دلفيا تستعد لمغادرة المكتب بعدما انحنت بخفة لتقديم التحية، أوقفها لوغان.
“انتظرِ، دلفيا.”
“نعم، سيدي. ما الذي تود قوله؟”
“إذا عرف الآخرون عن هذا الأمر……”
وضع لوغان الأوراق جانبًا مجددًا ليكمل سؤاله.
“هل ستتأذى السيدة إيرينا؟”
“هممم.”
ترددت دلفيا للحظة وكأنها تفكر، ثم هزت رأسها بالنفي.
“لا أعتقد أنها ستتأذى. لأنها حتى الآن، كانت أكثر إشراقًا من أي شخص آخر.”
“…….”
“حتى إذا شعرت بالألم، فهي قادرة على التغلب عليه بسرعة.”
كانت كلمات دلفيا صحيحة.
فقد كانت إيرينا، كما رآها لوغان، فتاةٌ ذات مظهرٍ ضعيف للغاية، لكن بداخلها كانت أقوى مما يتخيل المرء، وكانت مشرقة وصافية بشكلٍ لا يوصف.
أحيانًا، كان ينظر إلى عينيها الزرقاوين ويشعر بالألم.
‘هل تعلمين؟’
كم من الذنوب ارتكبت، وكيف تمكنت من البقاء على قيد الحياة.
في بعض الأحيان، كان يشعر برغبة في أن يتخلص من هذا الشعور بالذنب الذي لا يعرفه أحد ويجد الراحة، وفي أحيان أخرى، كان يخشى أن تعرف ذنبه.
‘يا لي من شخصٍ تافه.’
ابتسم لوغان بسخرية.
وفي تلك الأثناء، وصلت المجموعة المكونة من أربعة أشخاص إلى ضفة البحيرة.
“أوه، تبدو أفضل بكثير مما توقعت!”
قال ريو الذي كان في المقدمة، مما جعل دلفيا تومئ برأسها موافقة.
“واو.”
بدأت عينا إيرينا تتلألأ وهي تنظر الى جمال المنظر الذي أمامها.
“رائع!”
كان المكان يتطلب السير لفترة طويلة دون عربة أو حصان، لكن المناظر الطبيعية كانت مذهلةً حقًا.
في سهل شاسع خالٍ من البشر، كانت هناك خيمة مظللة مصنوعة من قماش أزرق فاتح وقماش أزرق سماوي.
تحتها، كانت هناك مجموعة متنوعة من الأطعمة مرصوصة على قماش أبيض، بالإضافة إلى وسائد مريحة.
كان الماء في البحيرة شفافًا لدرجة أنه يمكن رؤية القاع، وتماوجت الأمواج بفعل النسيم.
بينما كان هناك قاربٌ صغير أبيض، يكفي لشخصين، على ضفة البحيرة.
“أوه……”
أصدرت إيرينا صوتًا صغيراً وكأنها تحاول كتم شيء ما. وعندما أومأ لوغان برأسه، بدا وكأنها بدأت في مراقبته من بعيد قليلاً.
“واو، إنه جميل حقًا!”
هرعت إيرينا إلى ضفة البحيرة.
“سيدة إيرينا، انتبهي حتى لا تسقطِ!”
تبعتها دلفيا، لكنها كانت تنظر إلى كل شيء حولها وتبتسم بسعادة، غير مبالية بالخطر.
“من الذي أخبركم عن هذا المكان؟”
رد ريو من الخلف بسرعة.
“يبدو أن الخادمة ديلا التي تم توظيفها مؤخرًا هي من أخبرتنا.”
“أخبر إرن أن يعطي تلك الخادمة مكافأة.”
“نعم، سيدي.”
“واو، لم أرَ قاربًا بهذا الجمال من قبل، هناك زهور وكل شيء هنا يبدو رائعًا……”
“اجعل المكافأة سخية.”
“……نعم.”
أمسك لوغان بيد دلفيا التي كانت تحاول توجيه إيرينا وبدأ في استكشاف المكان مع إيرينا التي كانت مبهورة.
كان من المبهج رؤية إيرينا تضحك بهذا الإشراق، حتى أنه كان يشعر بالسعادة لمجرد النظر إليها.
لم تكن دلفيا وحدها من كانت تبتسم، بل حتى ريو كان يضحك وهو ينظر إلى إيرينا.
‘إنها تضحك بطريقة جميلةٍ حقًا.’
راقب لوغان ابتسامة إيرينا، وكان فستانها الصيفي الخفيف يتراقص بفعل نسيم البحيرة.
عندما أزالت غطاء الرأس، بدا أن رباط الشعر الذي كان متراخيًا قليلاً أزعجها، فقامت بسحب رباط الشعر الذي كانت قد ربطت به شعرها.
تساقط شعرها الذهبي تحت أشعة الشمس كالشلال.
كانت عيناها الزرقاوان، اللتان كانت تحت رموشها الطويلة، تتلألأ وتختفي خلف ابتسامتها.
وبينما كان ينظر إليها، لفت انتباهه خديها اللذين أحمرّا من الجري، وشفتيها اللتين كانتا أكثر احمرارًا.
كانت الشفاه ممتلئة وذات منحنى جميل، مما جعله يشعر بشيء يتفتت داخله.
‘ماذا لو لم أكن هنا؟’
اصبح حلقه جافاً.
‘ماذا لو كانت عائلة الكونت ليونيد لا تزال على قيد الحياة؟’
يبدو أنها كانت ستضحك كل يومٍ هكذا.
“سيدي الدوق!”
عندما سمع صوتًا يناديه، نظر الى لأسفل ليجد إيرينا واقفةً أمامه،
لم يكن يعرف متى جاءت.
تساقطت خصلات شعرها غير المرتبة على رقبتها البيضاء.
“هل سمعت حديثي؟”
“آه، أم…”
أومأ برأسه ببطء.
“الم تقولِ ان القارب الأبيض جميل؟”
“لا.”
ابتسمت إيرينا وكأنها كانت تتوقع ذلك.
“تعال معي لنستكشف مايوجد هناك.”
قبل أن يتمكن لوغان من سحب يده للخلف، أمسكت إيرينا بيديه بقوة بكلتا يديها.
“هيا، أسرع!”
لم تكن القوة التي تضغطُ بها عليه قوية، لكن جسده استجاب لها تلقائيًا وتبعها.
بينما كان لوغان يعبر عبر المروج، نظر حوله.
“أين ذهب ريو و دلفيا؟”
“قالوا إنهم سيستكشفون المنطقة مرة أخرى، الم تسمعهم؟ لقد أومأت برأسك عندما أخبروك بذلك.”
هل فعلت ذلك؟
كان لوغان يفكر في الأمر، فمسح زوايا فمه.
لم يستطع تذكر أن الاثنين قد حصلوا على إذنه لذلك.
‘اكنتُ متعمقا في التفكير الى هذا الحد؟’
بينما كان يفكر في ذلك، وصلت إيرينا إلى الظل وضحكت.
“ألا يبدو جميلاً؟”
ربما.
على الرغم من أن لوغان لم يرَ ذلك من قبل، إلا أنه لم يكن أكثر من مجرد خيمة ظل بسيطة للنزهات.
حتى الأشخاص الذين رآهم عند ضفة البحيرة كانوا يستخدمونها كثيرًا.
“انظر إلى هذا.”
قفزت إيرينا بحماس، ومدت يديها نحو حواف القماش الأزرق والسماوي المستخدم كظل.
“الوانها جميلةٌ جدًا!”
كانت إيرينا تحدق بالخيمة بعيونٍ مندهشة.
“في الحقيقة، اكتشفتُ ذلك منذ فترة قصيرة، أنا أحب اللون الأزرق.”
“حقًا؟”
“نعم، أدركتُ ذلك عندما ذهبت إلى السوق في المرة الماضية.”
بدأت إيرينا تلعب بحذر بأطراف القماش المعلقة.
“لقد اشتريت الكثير من الأشياء أثناء تجوالي.”
كان لوغان يعرف ذلك بالفعل.
في ذلك الوقت، حاولت إيرينا شراء كتابٍ في السوق لكنها لم تجده، ثم اشترت قلمًا وزجاجة حبر ووعاء مليئٍ بحلوى النجوم.
وقيل انها ترددت في شراء القبعة المزينة بالريش الأزرق والأبيض، لكنها لم تشترها في النهاية.
لقد ابلغاه الفيكونتيسة هيلبرتون و دلفيا بذلك.
“لكن عندما نظرت إلى الأشياء التي اشتريتها، وجدت أن كلها زرقاء. حقًا، لقد صدمتُ من ذلك.”
ضحكت إيرينا بسعادة، وكانت ضحكتها النقية تلامس أذنهُ كنسيمٍ لطيف.
كان لوغان يعرف كل ذلك بالفعل.
كيف يمكن أن ينسى ذلك؟
في المرة الأولى التي ذهبوا فيها معًا إلى جمعية التبرعات، كانت كل اللوحات التي لفتت انتباهها من درجات اللون الأزرق، وحتى اللوحات التي حولت نظرها كانت تصور البحر.
“ألم تكن تعلم بذلك، سيدي الدوق؟”
“نعم.”
أغمض عينيه ثم فتحهما مبتسمًا.
“لم أكن أعلم بذلك.”
ما الذي يمكن أن يجعلها سعيدةً بهذا الشكل؟
ضحكت إيرينا مرة أخرى بصوت مرتفع.
“وأيضًا، سيدي الدوق……”
كانت إيرينا تتحدث عن شيء آخر بصوت منخفض. فأراد أن يستمع لها.
لكن في تلك اللحظة. صدرت أصوات خشخشة.
جذب صوت الحركة كل حواسه نحو مصدر الصوت.
خشخشة-!
كان هناك أشخاص.
ليس واحدًا، بل اثنان.
كانا يخطوّان نحوهم، يدفعان الأعشاب والأشجار.
كان صوت خطواتهما خفيفًا.
لا، كان ذلك بالتأكيد صوت خطوات شخص يرتدي درعاً. صوتٌ اعتاد عليه منذ الطفولة وحتى وقت قريب،
كان صوتًا مملاً.
اقتربت خطوات لتقتله هو ورفاقه.
ضيق لوغان مجال رؤيته.
لم يعد يرى سوى الاتجاه الذي يأتي منه الصوت.
تُركّز سمعه فقط على خطواتهم المتزايدة.
تعالوا.
‘تعالوا بسرعة إلى المكان الذي يمكن أن اصل إليكم فيه.’
أمسك لوغان بسيفه الذي كان معلقًا على خصره.
أحكم قبضته عليه، مستعدًا لسحبه في أي لحظة.
لكن فجأة، أمسك به شخص من خلفه.
“آه!”
وبمجرد أن دفعه بقوة، سمع صوتًا لا ينبغي أن يسمعه في ساحة المعركة.
عندها فقط عادت رؤيته إلى طبيعتها.
“……إيرينا!”
‘آه.’
كانت إيرينا تنفخ على ظهر يدها الذي احمر من الضرب.
خشخشة!
“……!”
كانت الهوية الحقيقية للخطوات التي تقترب هي طفلين صغيرين.
“أوه؟”
خرج الطفلان من بين الأغصان نحو ضفاف البحيرة، وعندما رأوا الدوق و إيرينا، اتسعت عيونهما بشكل كبير.
“يبدو أننا لسنا في المكان الصحيح……”
“أنت غبي!”
طفل ذو ملامح حادة صرخ بصوت عالٍ.
“لقد قلتُ في وقت سابق ان ذلك هو الاتجاه الصحيح!”
أمسك أحد الأطفال بيد الآخر واختفيا مرة أخرى في الغابة.
لم يكونا أعداءً. بل كانا طفلين ضائعين.
تنفس لوغان ببطء. عندها فقط اتضحت رؤيته وبدأ يلاحظ ما حوله.
كانت يد إيرينا قد احمرت، وسلاحه قد خرج نصفه.
كان النصل الفضي يتلألأ تحت أشعة الشمس.
“يبدو أنهما كانا ضائعين.”
ابتسمت إيرينا وكأنها لا تهتم بيدها المتورمة.
“لحسن الحظ، لم يكونا وحوشاً، أليس كذلك؟”
“نعم.”
أومأ لوغان برأسه وأعاد سيفه إلى غمده.
تدفق العرق البارد على ظهره.
“دوق، هل يمكننا ركوب ذلك القارب هناك؟”
أرادت إيرينا ركوب القارب، فسألته وهي تنظر إليه بنظرة سريعة.
“يمكنكِ ركوبه.”
هل أنا أتحدث بشكل صحيح؟
هل تبدو ملامحي جيدة؟
“اذاً اتريدين ان نركبها الآن؟”
ابتسم لوغان بصعوبة.
______________________
شكل ايرينا كان بتقول اكتشفت اني احبك بس البزران ذولا بواعيص ✨
ايرينا مره رقيقه بريئة وي اسمع ضحكتها حتى لوغان ماقاومها😭
طيب ولدي مسكين😔 من متى والحرب خلصت بس هو للحين يعاني😔
Dana