As Long As you Are Happy - 34
‘غريب… الآن وأنا أنظر،’
كان كل من دلفيا، و السيد ريو، والخدم الذين تبعوهما، سواء كانوا خدمًا أو خادمات، يتصرفون كالمعتاد.
لو كان هناك شيء غريب، لكان الجميع قد تغير رد فعلهم.
أم أنني أصبحت حساسة بسبب ما حدث بالأمس؟
لم أتمكن من تهدئة نفسي بسهولة حتى بعد أن غادر القمامة الذي يُدعى عمي قصر الدوق.
‘اهذا حقاً السبب؟’
“سيدة إيرينا.”
نادتها دلفيا، التي كانت واقفةً بجانبها، بينما كانت تسحب شريط الرباط.
“انظري هناك، البحيرة جميلةٌ حقًا!”
التفتت إيرينا برأسها قليلاً وهي متجهّمة بعض الشيء بسبب تعبير دلفيا.
ثم اندهشت.
“واااو.”
اتسعت عينا إيرينا الزرقاوان عندما التقطت مشهد البحيرة.
“حقًا.”
كان من المحرج أن تتذكر الجداول الصغيرة التي كانت تتدفق خلف الأحياء الفقيرة أو البركة الصغيرة في أحد جوانب الحديقة، مقارنة بجمال هذه البحيرة.
كانت البحيرة كبيرة لدرجة أن الضفة المقابلة لم تكن مرئية، وكانت تتلألأ كما لو أن مسحوقًا لامعًا قد نُثر على سطحها.
كانت الحقول الخضراء والأشجار تتباهى بالحياة في أواخر فصل الصيف.
وكان الممر الذي يقع بالقرب من الغابة، والمنسجم مع البحيرة، يبدو أكثر جمالاً.
ثم، المزيد والمزيد…
“هناك الكثير من الناس، أليس كذلك؟”
كانت الحشود ضخمةً للغاية.
لدرجة أن إيرينا شعرت كما لو أن الناس جاؤوا لمشاهدة الناس بدلاً من البحيرة، التي بدت وكأنها مجرد وهم.
“ذلك لأننا في موسم المناسبات الاجتماعية.”
جاء الدوق وينفريد الذي قد أنهى حديثه مع ريو، ووقف بجانب إيرينا بشكل طبيعي.
“ففي موسم المناسبات، لا يقتصر اللقاء على قاعات الرقص فقط، بل أيضًا في أماكن مثل هذه.”
“موسم المناسبات الاجتماعية؟”
أمالت إيرينا رأسها جانبًا.
“أليس موسم المناسبات ينتهي مع بداية الصيف؟”
موسم المناسبات الاجتماعية.
يبدأ من أوائل الربيع ويستمر حتى أوائل الصيف.
خلال هذه الفترة التي لا يكون فيها الطقس حارًا، يلتقي الشباب والشابات الذين بلغوا سن الزواج، و يرقصون ويتحدثون لمعرفة ما إذا كانوا مناسبين كرفقاء زواج.
“……هذا ما قالته لي دلفيا.”
كانت السيدة هيلفريتن التي سمعت هذا الشرح معهما قد فوجئت وصححت الأمر.
لكن في النهاية لم يكن هناك فرق كبير.
الاختلاف الوحيد كان ما إذا كنت تستخدم لغة أكثر تهذيبًا في الشرح أم لا.
‘هل من المستحيل أن يلتقوا في أي وقت؟’
ربما السبب هو أنني قضيت معظم حياتي كعامية أكثر من أنني عشت كنبيلة.
على الرغم من أنني أتعلم بجد، إلا أن هناك العديد من جوانب الثقافة النبيلة التي ما زالت تجعلني أشعر بالحيرة.
‘هذا العام مختلف قليلاً.’
قال دوق وينفريد وهو يرتدي قفازاته البيضاء.
“بسبب انتهاء الحرب، قاموا بتمديد موسم المناسبات الصيفية بدلاً من موسم الخريف.”
“آه، يا سيدي الدوق.”
ضحكت دلفيا التي كانت تقف بجانب إيرينا وهي تنظر إلى الحشود، وعبست بوجهها بطريقةٍ مرحة.
“هل يمكنك حقًا المرور من بين هذه الحشود؟ سيمسكون بك جميعًا بشكل عشوائي، أنت تعرف ذلك، أليس كذلك؟”
أضافت دلفيا.
“كم تصبح الأمهات اللاتي لديهن بنات في سن الزواج قويات خلال موسم المناسبات.”
“……”
“كان هناك العديد من الأشخاص الذين قالوا إنهم سيخترقون ساحة المعركة حتى أثناء الحرب. والآن أصبحتَ بطلًا. حتى الآن، تصل الكثير من الدعوات إلى القصر.”
إيرينا، التي كانت تستمع إلى دلفيا، رمشت بعينيها.
لقد كانت ترى الخادم إرن يحمل كل صباح صينية مليئة بالرسائل، ويبدو أن جميعها كانت دعوات.
عند سماع كلام دلفيا، تنهد لوغان وينفريد بصوتٍ خافت.
“أتمنى ألا يتفاعلوا بلا لباقة.”
“سيفعلون ذلك بلا شك.”
أجابت دلفيا بحدة.
“إنها فرصة ذهبية لهم. لن يكفيهم أن يتعرضوا للإحراج مرة إذا حاولوا في الإمساك بالدوق وينفريد، بطل الحرب. وإن لم يكن الأمر كذلك، فسيحاولون على الأقل بناء علاقة.”
“صاحب السمو، هل ينبغي أن نبحث عن طريقٍ بديل للعودة؟”
يبدو أن ريو كان لديه نفس الفكرة.
“قد يكون المرور من هناك مزعجًا بعض الشيء.”
وكانت كلمات ريو صحيحة.
حتى الآن، كان الناس الذين جلسوا بجانب البحيرة ينظرون نحو الدوق بين الحين والآخر.
وكأن إيرينا كانت غير مرئية بالنسبة لهم.
“…….”
فجأة، تذكرت إيرينا بعض الذكريات القديمة.
الأشخاص الذين كانوا يخافون من الدوق ولكن في الوقت نفسه كانوا يحاولون بهدوء دفع بناتهم أو أخواتهم ليكونوا بجانبه.
سناير فلورنس، التي كانت تؤمن بلا شك أنها ستكون دوقة وينفريد المستقبلية.
وحتى الأشخاص الذين كانوا ينتظرون فرصة للاقتراب والتحدث مع الدوق.
بدأت إيرينا تتأمل الناس الجالسين حول البحيرة ببطء.
كان الجميع جميلين بشكل لا يصدق.
‘هل سيتزوج الدوق من إحداهن؟’
حتى الأشخاص العاديين، عندما يبلغون سنًا معينة، يشكلون أسرة لاستمرار النسل.
‘إذاً، الدوق سيفعل ذلك أيضًا.’
سيتزوج امرأة في غاية الجمال، والأناقة، وستساهم في تعزيز مكانة العائلة.
‘……هل سيمسك بيدها؟’
سيمسك بيد شريكته في الزواج، سيتبادل النظرات معها، ويبتسم لها بلطف، ويتعامل معها بحنان.
وعندما تتضايق من الفواق، سيعلمها كيف توقفه. سيمسح زاوية عينها إذا شعرت بالتعب، ويقلق بشأن حالتها الصحية. وربما يأخذها إلى الظل عندما تشتد حرارة الشمس.
وسيقول لها انه سيحميها، كما قال لإيرينا من قبل.
“……”
ضيقت ايرينا عينيها بشدة.
مجرد تخيل شريكة الدوق – شخص لا تعرف اسمه أو وجهه أو حتى إن كانت موجودة – جعلها تشعر بالضيق.
‘لماذا يخالجني هذا الشعور؟’
هذا ليس جيداً……
إيرينا كانت تعلم أنها مجرد ضيفة في هذا القصر، موجودة فقط بسبب شفقة الدوق.
لماذا اشعر بمشاعر كهذه؟
شعرت بضيق شديد، وكأن حجرًا محمى بالنار وُضع على صدرها، فدفعت يدها بلا وعي نحو قلبها محاولة تخفيف الضغط.
‘إذا كان الدوق يجب أن يتزوج حقًا……’
تمنت أن يحدث ذلك في وقت لاحق، بعد مدة طويلة، حتى عندما ترى الدوق يتزوج شخصًا آخر، لن تشعر بهذا الشعور القبيح.
تمنت أن يحدث ذلك عندما تكون قادرة على الابتسام وكأنها لا تبالي.
لا،
……اتمنى ألا يتزوج أبدًا.
لو بقي بجانبها كما هو الآن، فلن تطلب شيئًا أكثر من ذلك.
كل ما تريده هو أن يبقى بجانبها فقط.
“أوه؟”
اتسعت عينا إيرينا فجأة.
آه، ما، ماهذا؟
أول ما شعرت به عندما اجتاحتها هذه الفكرة المفاجئة كان الارتباك.
ما الذي كنت أفكر فيه للتو؟
كيف يمكنني أن أفكر أنني أريد أن يبقى الدوق بجانبي دائمًا؟
‘هل تمنيتُ حقًا ألا يتزوج؟’
كيف يمكن أن أكون بهذا القدر من الأنانية؟
لا، قبل كل شيء، لماذا خطرت لي هذه الفكرة؟
انتظري لحظة، هل يمكن أن……
‘هل أنا أحب الدوق؟’
رمشت إيرينا ببطء.
بمجرد أن أدركت هذا الشعور، بدأت كل الأشياء التي كانت تبدو غريبة في السابق تتداخل وتتساقط في مكانها.
هل كان هذا هو السبب؟
أن شعوري بالكآبة لمجرد أن الدوق بدا مناسباً مع سناير فلورانس.
أو أنني أصبحت أشعر بالخجل بشكل غير معتاد أمامه. أو أنني كنت أرغب في الضحك وفي نفس الوقت الهروب من أمامه.
هل كان كل ذلك بسبب هذا الشعور؟
رفعت إيرينا رأسها لتحدق في الدوق وينفريد الذي كان واقفًا بجانبها.
“ما هذا الهراء؟”
ضحك الدوق بصوت منخفض وكأنه لم يصدق ما سمعه عند حديثه مع دلفيا.
آه، كان هذا هو السبب.
مع تلك الابتسامة الصغيرة، أصبح شعورها الغامض واضحًا.
لقد توصلت إلى الإجابة.
هي تحب الدوق.
‘حقاً؟’
انفجرت إيرينا ضاحكة.
كيف لم أكن أعرف شيئًا مؤكدًا كهذا حتى الآن؟
عندما أدركت ذلك، شعرت بالدهشة من أنني لم أدركه في وقت سابق.
“آه؟ ما الأمر؟”
ابتسمت دلفيا عندما سمعت ضحكة إيرينا.
“سيدة إيرينا، هل توافقين على ما أعتقده؟”
“حقًا؟”
نظر لوغان إليها، ونقلت عينيه نظرهُ نحو إيرينا.
“هل حقًا تدعمين دلفيا؟”
“نعم.”
أومأت إيرينا برأسها وهي تضحك.
“أنا مع دلفيا.”
“آه، لم أكن أظن أن سيدتي إيرينا ستكون في صفّي!.”
بدت نبرة صوتها مرحةً قليلاً، كما لو أنها محرجة، مما جعل قلب إيرينا ينبض بسرعة لا إرادية.
“إذن، هل أبدوا خائفًا كما تقول دلفيا، سيدة إيرينا؟”
ضحك لوغان ومدّ ذراعه، وأمسكت إيرينا برفقٍ بذراعه.
“علينا السير لفترة طويلة، لذا إذا شعرتِ بألمٍ في قدميكِ، لا تترددِ في إخباري.”
كان يتحدث عن مسار مشي طويل، إما أن نختار الطريق الذي يمر عبر الغابة أو نقطع طريق البحيرة.
وبما أن إيرينا دعمت دلفيا، فقد تم اتخاذ قرار السير في طريق الغابة.
“لا تقلق، دوق.”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً عريضة.
“رغم أني قد أبدو هكذا، إلا أنني جيدة في المشي. ربما أنت من سيشعر بالتعب أولاً!”
خلال فترة عملها في النزل، كانت هناك أيام لم تتوقف عن الوقوف فيها طوال اليوم.
لذا كانت واثقة من قدرتها على المشي.
“همم.”
أصدر لوغان صوتًا خفيفًا و أومأ برأسه.
“حسنًا، لنذهب إذاً.”
“هذا هو الطريق، سيدي.”
بدا أن ريو قد حفظ الطريق مسبقًا، فتقدم أمام الجميع.
بعد فترة قصيرة من السير، ظهر ممر ضيق يكفي لشخصين يسيرون بين الأشجار.
تقدما ريو وديلفيا، بينما تبعاهما إيرينا ولوغان.
“هل هو حقًا جيد لهذه الدرجة؟”
نظر لوغان إلى إيرينا، التي كانت ممسكة بذراعه بإحكام.
منذ أن وصلوا إلى البحيرة، كانت ابتسامةٌ عريضة مرسومة على وجهها، مما جعله يتساءل عما إذا كانت بحيرة واحدة قادرة على جعلها سعيدة بهذا القدر.
لو علم أنها ستسعد لهذا الحد بسبب بحيرة، لكان قد أحضرها في وقتٍ سابق.
كان الصيف يقترب من نهايته.
وكان يعني أن إيرينا قد قضت موسمها الثاني في القصر.
لكن خلال تلك الفترة الطويلة، لم تكن قد خرجت إلا في مناسبتين: مرة للجمعية الخيرية، ومرة في منطقة التسوق، والآن هذه الرحلة إلى البحيرة.
هل كنتُ مهملًا للغاية؟
لكن الأمور المحيطة بإيرينا لم تُحل بعد.
كانت هناك قضية الكونت فينتريل، وقضية عائلة الكونت ليونيد، بالإضافة إلى مساعدة الزوجين بارون كيريك.
حتى أنه مؤخرًا، دخلت قضية جديدة تخصها.
“سيدي الدوق، لدي شيء لأبلغك به.”
في تلك الليلة بعد أن عادت إيرينا من زيارتها الأولى إلى منطقة التسوق، طرقت دلفيا باب المكتب واحنت رأسها.
____________________
ماتوقعت ايرينا تستوعب كذا بسرعه انها تحبه وااااااااو
لوغان يحسب ايرينا مستانسه عشانه بس لا يالخوي بنتي مستانسه عشانها معك وعشانها استوعبت 😭😭😭🤏🏻
Dana