As Long As you Are Happy - 33
“تصادف أن مقعدًا واحدًا كان شاغرًا.”
بدا لوغان هادئًا وهو يلتقط كأسه، كما لو لم يكن قد عانى من فرط التنفس قبل قليل.
“لقد كنتَ ترسل اليّ رسائلاً باستمرارٍ مؤخرًا. سأستمع إلى محتواها هنا.”
“بالطبع.”
أومأ ديور بخفة وجلس في المقعد المتبقي.
“السبب في رغبتي المستمرة في اللقاء ليس أمرًا كبيرًا.”
قال ديور فلورانس بوضوح، رافضًا بيده الكأس الذي قدمه له الخادم الواقف بجانب الحائط.
“سمعت أنك تتولى حماية الآنسة ليونيد ابنة الكونت ليونيد.”
كان الحديث عن إيرينا مرة أخرى.
توقف لوغان، الذي كان على وشك أن يرفع الكأس إلى فمه.
ثم وجه نظره نحو ديور فلورانس بنظرة ثاقبة.
“هل هناك مشكلة في ذلك؟”
“بالطبع لا. أليست رعايتك للآنسة بدلاً من الكونت ليونيد وزوجته الراحلين عملاً يستحق الثناء؟”
“……؟”
“أنا فقط قلق من أن تكون هناك نظرات غير لائقة موجهة نحو الآنسة ليونيد مقارنة بحسن نيتك، يا صاحب السمو الدوق.”
“ماذا تعني بذلك؟”
“للأسف، يبدو أن قلة من الأشخاص في دوقية وينفريد يشاركون في المجتمع النبيل، لذا قد تكون الشائعات بطيئة في الانتشار.”
ثم تابع ديور فلورانس كلامه وهو يحدق في عيني لوغان.
“أليس صحيحًا أنه من الغريب أن رجلاً وامرأة غير متزوجين يعيشان في نفس المنزل دون وجود وصي؟”
هز ديور فلورانس رأسه وهو ينقر الطاولة بخفة بيده التي كانت ترتدي قفازًا.
“هل تعلم أن هناك شائعات تدور حول الآنسة ليونيد بسبب هذا الوضع؟”
“ليست بالأمور الكبيرة كما يبدو.”
ابتسم لوغان بخفة.
“هل أرسلت الرسائل يوميًا من أجل بعض الكلمات الصغيرة؟”
“بعض الكلمات الصغيرة؟ يا سيدي الدوق، الكلمات مثل كرة الثلج. إذا بدأت في التدحرج، فإنها تستمر في الزيادة بلا نهاية.”
“ما الذي تود قوله تحديدًا؟”
“لا شيء كبير.”
وضع ديور فلورانس يديه على ركبتيه.
“نحن سنأخذ الآنسة ابنة الكونت ليونيد تحت رعايتنا.”
“……ماذا؟”
“والدتي أبدت استعدادها لتكون وصية الآنسة ابنة الكونت ليونيد.”
“هاه.”
أطلق كارل تنهيدة إعجاب صغيرة.
من الواضح أن هذا الأخ المتفاني جاء إلى لوغان بطلبٍ من سناير.
بدلاً من التحدث عن سناير، كان يحاول إبعاد الآنسة ليونيد عن جانب لوغان بطريقة أخرى.
“كما تعلم يا سيدي الدوق، وكذلك سيادتك يا أدميرال، كانت والدتي دائمًا ما تتولى وصاية الشابات اللواتي فقدن أمهاتهن أو مربياتهن في الحرب، مثل الآنسة ليونيد.”
كانت هذه الكلمات صحيحة.
كانت كونتيسة عائلة فلورنس تساعد ضحايا الحرب بطرق مختلفة.
مثل الفيكونت بيرسي، كانوا يقيمون فعاليات لجمع التبرعات، كما أنشأوا دورًا للأيتام للأطفال الذين فقدوا آباءهم في الحرب.
لكن أكثر ما نال إعجاب الناس هو توليهم دور الوصاية على الشابات الصغيرات.
“مراسم تقديم الفتاة إلى المجتمع ليست أمرًا سهلاً. تحتاج إلى سيدة لديها خبرة، ولكن للأسف، لا توجد سيدة ذات خبرة في الدوقية حاليًا.”
“الفيكونتيسة هيلبريترن ستقدم الدعم الكافي.”
“آه، الفيكونتيسة هيلبريترن، نعم، إنها سيدة رائعة، ذكية وحكيمة. ولكنها لم يسبق لها أن قامت بدور وصية، أليس كذلك؟ بل حتى لم تظهر في المجتمع في العاصمة.”
نظر ديور فلورانس اليه بنظرةٍ لاذعة.
“إذا كانت ذاكرتي صحيحة، فقد ظهرت لأول مرة في المجتمع في الشمال، وليس في المجتمع في العاصمة.”
لم يتوقع لوغان أن ديور فلورنس يعرف حتى أين ظهرت الفيكونتيسة هيلبريترن لأول مرة.
يبدو أنه قد أجرى بحثًا دقيقًا قبل قدومه.
ارتشف لوغان من كأسه بابتسامة صغيرة.
“كما أن لدينا في منزلنا سناير، التي هي في نفس عمر الآنسة ليونيد تقريبًا، مما سيجعلها تشعر براحة أكبر.”
نهض ديور فلورانس واقفًا، مشيرًا إلى أن حديثه قد انتهى.
“إذاً، أتمنى أن تفكر في الأمر.”
ألقى التحية بلطف ثم استدار ليغادر.
انتهت مهمته هنا، وكان عليه الآن العودة إلى المنزل والاستعداد لاستقبال الشابة الجديدة.
ولكن فجأة، سمع صوت لوغان من خلفه.
“لا حاجة لأن تنتظر ردًا، سيد ديور فلورانس.”
توقف ديور فلورانس في منتصف خطوته، واستدار ليجد لوغان ينظر إليه بدون أن يدير جسده بالكامل.
“أنا لا أنوي إرسال السيدة ليونيد إلى مكانٍ آخر.”
“……هل تنوي حرمانها من فرصتها في تقديمها إلى المجتمع بصورةٍ رائعة؟”
“بالطبع لا.”
قال لوغان بخفه وهو يتكئ على ظهر الكرسي.
“ستحظى السيدة ليونيد بحفل تقديم مثالي، لا يقل عن أي شخص آخر.”
“……”
“وسيكون ذلك في منزلي.”
أغلق الكونت فلورنس فمه للحظة ثم فتحه ببطء.
“لكن بدون وصية……”
“هناك وصية.”
قاطع وينفريد حديثه بحزم.
“لكن نوع الوصية يمكن أن يؤثر……”
“ديور فلورانس.”
نظر لوغان إليه بنظرة حادة دون أن يحرك رأسه.
“منذ متى أصبح لعائلة الكونت فلورانس الحق في توجيه النصائح لدوقية وينفريد؟”
“……لدينا صداقة طويلة الأمد، أليس كذلك؟”
“هه.”
ضحك لوغان ببطء.
“الصداقة.”
“……”
“ديور فلورنس.”
نهض لوغان من مكانه ولمس بلطف الجزء العلوي من ربطة عنق ديور، وتحديداً عنقه.
“يبدو أن هذا هو الحد الذي يمكن أن تحميه صداقة الطفولة.”
تحرك حلق ديور فلورانس، في إشارة إلى أنه فهم التحذير جيدًا.
“……لنلتقي لاحقًا.”
ارتعش جسد ديور فلورانس قليلاً، ثم غادر المكان مسرعاً كما لو كان يهرب.
“الأجواء متوترة.”
أطلق كارل صفيرًا بينما جلس لوغان في مقعده.
“لكن هل هناك حقًا من يمكنه أن يكون وصية للآنسة ليونيد؟”
“نعم، هناك.”
“لا يخطر ببالي الكثير من الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا وصاةً للآنسة التي ترعاها.”
لم يكن أي شخص يمكنه أن يصبح وصيًا لمرافقة فتاة في حفل تقديمها للمجتمع. كان يجب أن يكون الشخص ذا خبرة ومكانة، وأن يؤخذ في الاعتبار موقع الفتاة وثروتها وشرفها.
لم يكن من الملائم أن يكون الشخص من طبقة أقل ليصبح وصيًا لمن هم أعلى منه.
“بالطبع، الكونتيسة فلورانس مؤهلة لذلك. هي كبيرة في السن، وعائلة الكونت لها شرف وتاريخ طويل في المجتمع.”
تابع كارل كلامه، وهو يسند رأسه على يده.
“أما الآخرون، فلا أظن أنهم يمكن أن يكونوا وصاة للآنسة ليونيد.”
وفجأة، اتسعت عينا كارل الذهبيتان وكأنه تذكر شيئًا.
“لا تقل لي……هل تفكر في والدتي؟”
“لا.”
أجاب لوغان بشكل قاطع.
“هناك شخص آخر. شخص مثالي كوصية بحيث لا يمكن تجاهلها.”
“ومن يكون هذا الشخص؟”
أراد كارل أن يعرف، لكن لم يكن يبدو أن لوغان يعتزم الإفصاح عن اجابته.
وكان الوقت قد تأخر قليلاً لاستكمال الحديث عن مسألة الشائعات.
في النهاية، قرر الاثنان أن ينهضا.
“لوغان.”
“ماذا؟”
“أنا أؤيد إرسال الآنسة ليونيد لأسباب أخرى، ليس فقط لعائلة الكونت فلورنس.”
قال كارل بهدوء وهو يتلقى معطفه من الخادم.
“ليس فقط بسبب مسألة الوصاية أو تقديمها للمجتمع، بل بسببكَ أنت.”
قام كارل بتعديل ياقة قميصه بعدما ارتدى معطفه.
“لا أعرف ما المشكلة، لكن صديقي أكثر قيمة بالنسبة لي من الآنسة.”
دفع كارل بلطف كتف لوغان.
“إذا لم يكن بالإمكان، سأطلب من والدتي المساعدة. عائلتنا الأرستقراطية يمكن الاعتماد عليها، أليس كذلك؟ كما أن والدي يعرف الكونت ليونيد، وسيرحب بها بكل سرور. والدتي دائمًا ما قالت إنها تريد ابنة منذ صغرها، لذا ستعتني بالتأكيد بالآنسة.”
“……”
“فكر في الأمر.”
ترك كارل خلفه تحية خفيفة وغادر نادي النخبة أولاً.
ظل لوغان واقفًا عند المدخل، عابسًا.
جاء ليصفّي ذهنه، لكنه وجد نفسه أكثر ارتباكًا.
“……هاه.”
فك ربطة عنقه وجلس على ظهر حصانه مباشرة.
***
“لقد وصلنا إلى ضفاف البحيرة.”
أخيرًا وصلوا.
تألقت عيون إيرينا وهي تجلس في العربة.
ظنت أن موعد الذهاب إلى البحيرة سيتأخر بسبب ذلك الرجل المشبوه الذي جاء بالأمس، بالإضافة إلى تأخر الدوق في العودة إلى القصر بسبب العمل.
لكن الأمور سارت كما هو مخطط لها.
كانت متحمسة جدًا للرحلة الأولى، لذا ابتسمت وهي تنظر من نافذة العربة.
لم يكن من الممكن رؤية البحيرة جيدًا من النافذة الصغيرة، فبدأت تدق قدميها كالأطفال، حماسًا للنزول.
“يا سيدي الدوق.”
عندما استدارت، التقت عيناها بوجه الدوق وينفريد الذي بدا غارقًا في التفكير.
“آه، هل وصلنا؟”
بدا أن الدوق لم يدرك أن العربة قد توقفت حتى التقى بنظره ايرينا.
نهض من مكانه وخرج من العربة أولاً.
ثم،
“امسكِ بيدي وانزلي بحذر.”
ابتسمت دلفيا ومدت يدها.
“حذاري، فدرجات العربة مرتفعة.”
……ما الأمر؟
رمشت إيرينا بعينيها وهي تنظر إلى يد دلفيا.
عندما رفعت رأسها، رأت الدوق وينفريد يتحدث مع ريو على بُعد.
هناك شيء غريب.
“إيرينا؟”
عندما وقفت إيرينا مرتبكة على درجات العربة، نظرت دلفيا إليها بفضول.
آه، أقدمت إيرينا بخطوات سريعة، وأمسكت بيد دلفيا لتنزل ببطء على الدرج.
“دلفيا.”
خفضت إيرينا صوتها ليكون بالكاد مسموعًا لدلفيا التي كانت بجوارها، ثم تابعت حديثها.
“هل حدث شيءٌ لدوق؟”
“للدوق؟”
“نعم، منذ صباح اليوم يبدو أن هناك شيئًا غير طبيعي. لكن من الصعب علي أن أعرف ما هو بالضبط.”
“همم.”
عبست عينا دلفيا، وكأنها تحاول تذكر شيء ما.
“حسنًا……لا أعتقد أنه كان هناك أي شيء غير عادي.”
خدشت دلفيا رأسها.
“لم أشعر بشيء غريب في ساحة التدريب هذا الصباح. آه!”
أدارت دلفيا رأسها نحو إيرينا.
“لكن كان هناك رائحة كحولٍ خفيفة.”
“رائحة كحول؟”
“نعم، لأن الدوق عادةً لا يشرب. فأنا لم اشم رائحة الكحول من حوله على الإطلاق.”
اوأت إيرينا برأسها بينما كانت تستمع إلى كلام دلفيا.
سمعت إيرينا أن الدوق لا يشرب الكحول،
لكنها لم تتمكن من فهم سبب شعورها بأن هنالك شيئٌ غير طبيعي.
‘هل أنا فقط من أشعر بهذا؟’
_____________________
لوغان السكران يتبوسم واجد عسا ماشر 😂
اخو سناير نشبه بس زين لوغان عطاه تهديد صغنون 🙂↕️
واخيراااا طلعوا للبحيرة مابغوا 😭😭😭
للتذكير : كارل اطلق خوي
Dana