As Long As you Are Happy - 32
“دوق.”
بدأت العيون الزرقاء التي تنظر إلى لوغان ترتجف هنا وهناك.
“أنا، لقد ضربت شخصاً…….”
كانت تتلقى الضرب كل يوم، لكنها لأول مرة ضربت شخصاً.
كانت عينا إيرينا تهتزان بسبب هذه الحقيقة.
“أحسنتِ.”
“هل فعلتُ شيئاً جيداً حقاً؟ ماذا لو عاد لينتقم لاحقاً؟”
‘لقد ضربتهُ بعدما أفرغت كل الغضب الذي تراكم بداخلي، لكن ما إن ضربته حتى بدأتُ بالقلق مما فعلته.’
نظر لوغان إلى العيون الزرقاء المرتجفة وابتسم.
“لا تقلقِ. لقد خنقتهُ بدوري.”
“……!”
شهقت إيرينا وابتلعت ريقها بصعوبة.
آه، لهذا كان ملقى على الأرض قبل قليل……؟
“وبالإضافة إلى ذلك، مثلما قلتِ، لن يجرؤ على الإفصاح بأنه تعرض للضرب في الخارج. بل على الأرجح سيحاول إخفاء الأمر.”
“حقاً، هل تعتقد ذلك؟”
سألت إيرينا بخجل.
لم يكن الأمر أنها ضربته دون أن تفكر في العواقب.
بصراحة، كانت قد فكرت أنه إن تفاقمت الأمور، فإن الدوق سيساعدها بالتأكيد.
لكن بعدما فعلت ذلك، شعرت بالخوف الشديد.
“أنا واثق. حتى لو لم يحاول إخفاء الأمر وواجهني، سأنتصر. لذا، استرخِ، وحاولِ أن تُهدئي من قبضتك.”
إيرينا التي كانت تهز رأسها استرخت أخيرًا. كان واضحًا مدى قوة قبضتها حيث تركت أظافرها علامات حمراء على كفها.
وعندما رأى لوغان ذلك، مد يده نحوها بشكل طبيعي.
كان ينوي التحقق من الجرح، ثم استدعاء الطبيب لوضع الدواء.
“……”
لكن يده توقفت قبل أن تصل إليها. بقيت متوقفة في الهواء للحظة ثم ابعدها بهدوء.
“ومع ذلك، دوق، شعرت بالراحة بعد أن ضربته.”
إيرينا لم تلاحظ ذلك، وظلت تفتح وتغلق كفها عدة مرات، ثم ابتسمت برقة.
“أعتقد أنه كان ينبغي علي أن أضربه أكثر.”
“قد يكون ذلك جيدًا أيضًا.”
أخفى لوغان قبضته المشدودة خلف ظهره، وابتسم بتوتر.
***
“واو.”
دخل كارل مخترقًا سحب دخان السجائر الكثيفة. لم يكن يتوقع أبدًا أن يرى شخصًا كهذا يحتل مكانًا في هذا النوع من الأماكن.
“من هذا؟ اليس هو الدوق وينفريد المحترم الذي أكمل جميع تبرعاته لهذا العام؟”
ضيق لوغان عيناه عندما سمع كلمات كارل.
“ألم تعلم؟ الفارس بيرسي لا يتحدث إلا عنك، يبدو أنك ستحصل على لقب الدوق الأكثر رحمة بعد بطل الحرب.”
“……كارل.”
“ماذا؟”
ضحك كارل بابتسامة ساخرة بينما جلس بجرأة أمام لوغان وأخذ يشرب من شراب لوغان الذي كان قد تبقى نصفه.
عبس لوغان، لكن كارل اكتفى بإظهار أسنانه البيضاء وهو يضحك بمزاح.
“إذن……”
بينما كان يدير الكأس الكريستالي الفارغ ببطء، سألهُ كارل،
“ما الذي أتى بك إلى هنا؟”
كان المكان الذي يتواجد فيه لوغان و كارل نادٍ اجتماعي.
“هذا ليس مكانًا يعنيك، أليس كذلك؟”
“لماذا تظن ذلك؟”
“لأن الهدف من القدوم إلى هنا واضح.”
نظر كارل إلى جهة معينة، حيث كان الرجال يشربون باستمرار وبصحبتهم النساء، بينما آخرون كانوا منشغلين بلعب الورق والمراهنات على المال عبر ألعاب النرد.
الدخان الكثيف حلوهم الناتج عن السيجار كان مثيرًا للاشمئزاز.
“إما للمتعة……”
تحركت عيناه مرة أخرى، هذه المرة نحو الرجال الذين كانوا يلقون نظرات خاطفة على لوغان منذ فترة.
كان من السهل قراءة وجوههم، فهم يتوقون لمشاركة كلمة معه.
رفع كارل زاوية فمه بابتسامة.
“العلاقات.”
“……؟”
“أنت لست هنا لأي منهما، أليس كذلك؟”
لم يكن يعتقد أن لوغان قد جاء إلى هذا المكان لمقابلة شخص ما.
بل كان هو في موقع يجعل الآخرين يتهافتون للاقتراب منه وبناء العلاقات.
كما أن قدومه للاستمتاع لم يكن منطقيًا أيضًا، حيث لم يكن على طاولته سوى كأس واحد من الشراب.
و لا يوجد أثر لسيجار أو مقامرة أو حتى وجود امرأة بجواره.
“حقًا، لماذا جئت الى هنا؟”
سأله كارل بصدق.
“وأنت، لماذا جئت الى هنا؟”
“أنا؟ في الواقع …”
“النساء.”
“كيف عرفت؟”
لم يرد لوغان، بل اكتفى بلمس طوق قميصه برفق.
“ماذا؟”
نظر كارل بسرعة إلى طوق قميصه، حيث كانت هناك علامات حمراء واضحة، بدت وكأنها أثر قبلة بارزة.
ابتسم كارل وهو يرى العلامات بوضوح.
“أوه، لم الاحظ…….”
“افعل ما تراه مناسبًا.”
حرك لوغان نظره نحو الرجل الذي كان واقفًا على الجدار. عندما لاحظ الرجل نظراته، اقترب على الفور وملأ كأس الشراب.
امتلأ الكأس الكريستالي بالمشروب العنابي.
“يجب أن تحافظ على شرف السيدات، وكذلك على شرف عائلة ماركيز فريدريك.”
رفع لوغان كأسه واحتساه دفعة واحدة، بينما تابعت عيون كارل الكأس بتركيز.
“وماذا عن شرفي؟”
“ألم يكن قد سقط بالفعل إلى القاع؟”
“هذا قاسٍ منك، لوغان.”
عندما قال كارل ذلك بعبوس، ضاقت عيونه.
“تبدو كأنك تواجه مشكلة.”
“كنت أظن أنك فقط شربت كأسًا واحدًا، لكن يبدو أنني كنت مخطئًا.”
عبس كارل وهو يرى لوغان وهو يطلب المشروبات مجددًا.
هذه المرة، جاء زجاجات كاملة من المشروب ووضعت على الطاولة.
“إذا كنت ستتزوج، فمن الافضل أن تتوقف عن السهر ليلًا. أليس كذلك يا كارل؟ فأنت لن ترغب في أن تكون شخصًا غير نزيه.”
“إنه شيء بديهي.”
ابتسم لوغان وهو يرفع الكأس الممتلئ مجددًا.
“لو كنتَ من هذا النوع، لكنت قطعت العلاقة معك بالفعل.”
“لوغان.”
أمسك كارل بمعصم لوغان ومنع الكأس من الاقتراب من فمه.
“ما الأمر؟”
وجه كارل الذي كان مليئًا بالمرح في اللحظة السابقة أصبح جديًا الآن.
“لقد مضى وقت طويل منذ أن شربت ولم تثمل حتى. هل نسيت؟”
كان كلام كارل صحيحًا.
حتى عندما لم يكن بحاجة إلى تأثير الكحول، أو عندما كان في أمس الحاجة إليه، لم يتمكن لوغان من الحصول على تأثير الكحول كما يريد.
على الرغم من أنه حاول شرب كمية كبيرة لدرجة أن الآخرين يسقطون، لم يحصل على الشعور الذي كان يتوق إليه، سواء كان التخدير أو النعاس.
بل على العكس، أصبح أكثر يقظة، وأعصابه مشدودة، وكان يشعر بالصداع.
“لم يمض وقت طويل.”
أزال لوغان معصمه من قبضة كارل وأكمل حديثه.
“شربت مرة أخرى بعد أن وصلت إلى العاصمة. كنت أعتقد أن الشرب في مكان هادئ بعد انتهاء الحرب قد يكون مختلفًا.”
“……هل ثملت؟”
“لا، كنتُ لا أزال يقظاً.”
“إذاً، لماذا تشرب بهذه الكمية؟”
“يقولون إن الناس يشربون عندما يكون لديهم مشاكل.”
ملأ لوغان كأسه مجددًا بنظرة خالية من أي تأثير للكحول.
“كنت أريد أن أجرب ذلك، لكن يبدو أن الأمر ليس كما توقعت.”
“مهلاً، مهلاً.”
قبل أن يرفع الكأس إلى شفتيه، انتزع كارل الكأس منه.
“إذا كان لديك مشكلة، هناك طرق أخرى لحلها، طرق أخرى افضل.”
وضع كارل الكأس الذي انتزعه أمامه وابتسم بخفة.
“لحسن الحظ، صديقك الوحيد هنا، أليس كذلك؟”
رغم أنه حاول أن يكون فكاهيًا، إلا أن لوغان رد عليه بنظرة هادئة فقط.
‘هذا……هذا خطر.’
توتر كارل في نفسه.
على الرغم من أن لوغان بدا وكأنه كما هو دائمًا في نظر الآخرين، إلا أن كارل، الذي عرفه منذ الطفولة، لاحظ شيئًا مختلفًا.
“إذا استمررت بفعل هذا، سيحدث ماحدث من قبل مرة أخرى.”
“لن أتعرض لنوبة.”
وضع لوغان يديه الملتفتين على ركبتيه وهمس،
“هذه مشكلة مختلفة.”
“……مشكلة مختلفة؟”
أصبح كارل جادًا أيضًا.
“هل تعني أن هناك مشكلة أخرى بخلاف تلك المشكلة؟”
أومأ لوغان برأسه وهو يضغط على زاويتي عينيه.
تنهد كارل بمرارة.
‘كان يوشك على ان يصبح مجنوناً بسبب تلك المشكلة وحدها، والآن هناك مشكلة أخرى؟’
“ما هي المشكلة اذاً؟”
غَير كارل نبرته، وأصبح جادًا، عازمًا على معرفة ما يجري.
‘يجب أن أسمع عن هذه المشكلة.’
كان والد لوغان، الدوق وينفريد السابق، وزوجته قد لقوا حتفهم في ساحة المعركة.
وأيضًا، كان أنصار الدوق وينفريد، الذين دعموه، قد لقوا حتفهم واحدًا تلو الآخر في الحروب الطويلة.
أولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة هم بعض الشيوخ الذين أصبحوا غير قادرين على حمل السيوف، وأولئك الشباب الذين يفتقرون إلى الخبرة.
لذا، إذا كانت هناك مشكلة، كان من المحتمل أن يحتفظ بها لنفسه دون أن يتحدث عنها، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالته.
نظر لوغان إلى صديقه الذي بدا جادًا بشكل غير معتاد، ثم تنهد بعمق وأخرج همومه.
“الأمر يتعلق بالسيدة إيرينا.”
“……إيرينا ليونيد؟”
ظهر اسم غير متوقع في سياق غير متوقع.
في الواقع، كان من المتوقع أن يذكر لوغان هذا الاسم في يوم من الأيام، لكن ليس في هذه الأجواء.
“هل هناك مشكلة مع السيدة ليونيد؟”
“كارل، هل تتذكر أنني ذكرت أن الكونت والكونتيسة ليونيد توفيا؟”
أومأ كارل برأسه، ثم ضيق عينيه وهو يواصل الاستماع.
“لوغان، هل تعتقد حقًا أن موت الكونت ليونيد وزوجته كان بسببك؟”
تجعد وجه كارل بوضوح.
“قلت لك، حتى أفضل القادة لا يمكنهم إنقاذ كل من يموت واحدًا تلو الآخر.”
“هجوم مفاجئ! ارفعوا جميعًا السيوف!”
“الكل يتمنى أن يعود الجميع سالمين دون أن يموت أحد، لكن حتى الآلهة لا يمكنها فعل ذلك.”
“أبلغكم، يا سيدي. فرقة الفرسان التي ذهبت إلى الشرق تعرضت للهجوم من العدو وتم القضاء عليها بالكامل.”
“لذا، حاول أن تتعامل مع الأمور بشكل مناسب. فمهما حاولت، لم تكن لتستطيع انقاذ الجميع.”
“سيدي، يبدو أن هذه ستكون آخر مهمة أؤديها قبل بدء المهمة.”
“سيدي، أنا، أنا……”
“لوغان، ما أعنيه هو……”
“هذا ليس ما أقصده!.”
اشتعل الغضب في داخله، وأصبح تنفسه مضطربًا.
“ليس……هذا الامر.”
“……لوغان؟”
هل بدأ نوبة أخرى؟
حاول كارل النهوض بسرعة، لكن شخصًا ما اقترب من الطاولة التي يجلسان عليها.
“لم أكن أتوقع رؤيتكما هنا، سيدي الدوق وينفريد والأدميرال فريدريك.”
كان ديور فلورانس، شقيق سناير ووريث عائلة فلورانس، يحييهم بلطف.
بتسريحة شعر بني داكن مصفف إلى الوراء، نظر إلى الكرسي المتبقي.
“من المؤسف أن نلتقي بعد فترة طويلة ولا نتبادل الحديث. هل يمكنني الجلوس والتحدث قليلاً؟”
“هاه.”
مرر كارل يده على عنقه.
كانت المحادثة مهمة، وكانت هناك احتمالية أن يظهر ضعف لوغان.
ومع ذلك، لم يكن بالإمكان تجاهل السيد فلورانس الصغير.
عائلة فلورانس تربطها علاقات وثيقة مع عائلتي وينفريد وفريدريك.
كان من الضروري التعامل معه بلباقة.
حتى أن لوغان و كارل كانا في الماضي على علاقة جيدة مع ديور، الا ان مساراتهم قد تباعدت بعد الحرب والأكاديمية، وأصبحوا أقل ألفة.
‘لكن في هذا التوقيت، لا بد من الرفض.’
كيف يمكنني رفضه بادب؟
‘لابأس إذا لزم الأمر، سأضطر إلى سحب لوغان وجعله يهدأ.’
لكن قبل أن ينتهي كارل من التفكير، تكلم لوغان أولاً.
“تفضل بالجلوس، سيدي الصغير فلورانس.”
___________________________
يجنن لوغان وهو يأيد ايرينا في الضرب 😭😭
طيب لوغان وكارل جالسين يتكلمون بالغموض ليه؟ يعني وش الي ذا وهذا وتلك الحادثه عطوني العلمم ابي اعرف وش صار
المهم شفتوا ولدي تجيه نوبة فزع من طاري موت اهل البطلة😔💔
Dana