As Long As you Are Happy - 31
“ما لون شعرها…؟”
في تلك اللحظة، شعر البارون فينترين بالارتباك.
اليس أشقرًا……؟
‘لماذا يسأل عن شيء بهذا الوضوح؟ أليس من المفترض أن يكون ذلك بديهيًا؟’
كان يعرف اسمها وعمرها، فكيف يمكن أن يختلط عليه الأمر؟
‘انتظر لحظة.’
لأن السؤال بدا بسيطًا وواضحًا للغاية، بدأ يشعر بالارتباك حقًا.
‘هل من الممكن بأنني مخطئ……؟’
هل كان شعرها أحمرًا؟ ربما كان شعرها مماثلا لشعر لارا، أحمرًا كاللهب.
كانت لديه لوحةٌ صغيرة لها، لكنها كانت مدفونة في مكان ما، ولم يخرجها منذ أكثر من عشر سنوات. لذل لم يستطع أن يجزم بإجابته.
‘لا، هذا ليس صحيحًا.’
ربما لم يكن لون شعرها مشابهاً لآجن او لارا!
لا يمكن أن يسأله الدوق عن شيء بهذه السهولة.
كان هناك بعض الحالات التي يرث فيها الأطفال لون شعر أجدادهم.
كأحد أبنائه، على سبيل المثال، لم يرث لون شعره أو لون شعر زوجته، بل ورث لون شعر والدته، وكان بنيًا فاتحًا.
‘إذن……كم لونًا يمكن أن يكون؟’
أشقر، أحمر، أسود، بني.
وعند العودة إلى أسلافه، ظهرت ألوان أخرى.
زهري، أخضر غامق، فضي، بالإضافة إلى ألوان أخرى……
بدأ رأسه بدأ يدور بشدة.
“ايها البارون، السيدة إيرينا……”
بعد فترة من الصمت، ضحك وينفريد بهدوء بالقرب منه.
“ورثت شعرها الذهبي اللامع من الكونت آجين.”
“……!”
“تتألق خصلات شعرها تحت أشعة الشمس بجمال ساحر.”
ارتجفت شفاه البارون فينترين بينما كان يحدق في الدوق.
“كيف لك أن تنسى حتى لون شعر الطفلة التي ربيتها لأكثر من عامين؟”
رفع وينفريد رأسه مبتسمًا.
“ألا ترى أن هناك شيئًا خاطئًا في ترددك هذا، ايها بارون فينترين؟”
حينها فقط أدرك البارون.
هذا الدوق الصغير كان يختبره.
هذا الشقي، الذي لم يكن له فضل سوى ولادته في عائلة دوقية مثل عائلة وينفريد، قد تجرأت على اختباره!
“هاه.”
تجعدت عروق رقبته، وفي نفس الوقت، كانت الأوردة تحت عينيه واضحة.
“لقد ارتكبت خطأ.”
كانت نبرة صوته حادة، وكأنها تسربت من بين أسنانه المكسورة.
“لكن هل تعرف، يا دوق، ما يعني ذلك؟”
ابتسم فينترين بسخرية.
“أنا من لديه حق الحماية على تلك الفتاة.”
“…….”
“طلب مني آجين هذا، وليس أي شخص آخر، بل مني أنا شخصيًا! أنا الوصي عليها. هل تعرف ماذا يعني ذلك؟”
استمر فينترين في الحديث بينما ضرب كتف وينفريد بعصاه التي التقطها بطريقة ما.
“ما لم يعود آجين أو لارا إلى الحياة، فإن حياة تلك الفتاة، واختيار زوجها، كلها تحت مسؤوليتي.”
تجمد وجه لوغان وينفريد، بينما ضحك فينترين برضا.
‘بالطبع، حتى وإن ماتت، فإن حقوق التصرف في الجثة تعود إليّ أيضًا.’
“وأيضًا، هل تريد أن أخبرك بحقيقةٍ مذهلة؟ أنا أعلم كيف مات آجين ولارا.”
في تلك اللحظة، تجمد جسم الدوق وينفريد.
كان البارون يعرف أن هذه هي نقطة ضعفه. كان يعرف أن هذا هو ما يخفيه!
ابتسم فينترين بشكل مرضٍ وهو يكشف عن أسنانه.
‘أخي الغبي كان يثق بي. لذلك، كان يرسل لي رسائل في كل مرة يخرج فيها لمهمته.’
كان يعتزم حرق الرسائل، وترك الخدم يكتبون الردود بشكل عشوائي.
لكن بعد آخر رسالة، قرر أن يقرأها بنفسه.
ابتسم فينترين بسخرية.
“أخبرني، هل تعرف ابنة أخي عن ذلك؟”
استعاد فينترين برود أعصابه بسرعة، وضرب يد لوغان بعصاه.
تقلصت اليد الجريحة بفزع.
“هي لا تعلم؟.”
ضحك فينترين بسخرية، غير قادر على كبح ضحكاته بعد الآن.
“إذا كانت تعرف، لما بقيت هنا. فالحقيقة مقرفة ومروعة! لكان من الأفضل لو صرخت وهربت إليّ بدلاً من أن تظل هنا، أليس كذلك……؟”
انقطع تنفس البارون فجأة. و ارتفعت قدماه الأرض.
كانت يد الدوق وينفريد تمسك عنقه.
“كوبين فينترين.”
جاء الصوت الخافت من الشخص الذي امسكه.
“لماذا تحاول تجاوز الحدود؟”
“كاا!”
“اتعلم؟ يمكن أن يموت شخص واحدٌ في كل دقيقه.”
ازدادت قوة اليد الخانقة حول عنقه.
على الرغم من أنه كان يحاول قتل شخص ما، إلا أن صوته كان هادئًا كما كان من قبل.
كما لو كان يعرف تمامًا ما سيفعله دون أن يشعر بأي ذنب.
“اليس ذلك صحيحاً؟”
‘هل من الممكن أن يكون عدم الشعور بالذنب نتيجة لإصابةٍ في رأس هذا البارون؟’
“وأيضًا، فينترين، يبدو أنك لم تكن مبتدئًا في الأعمال القذرة.”
هز دوق وينفريد الأوراق التي كان يراجعها قبل قليل.
“رشاوي، تهريب، وأيضًا تجارة في الحبوب. في وسط الحرب، تصدير القمح هذا أيضاً يجب أن يكون غير قانوني.”
“هاه……”
“حتى إذا تم الكشف عن واحدة فقط من هذه الجرائم، فإنك لن تتمكن من الحفاظ على لقبك كـ ‘بارون’.”
كان فينترين يتخبط، غير قادر على فهم كيف حصل الدوق على تلك الوثائق.
“حسنًا، لا حاجة لتلك الأوراق.”
سقطت الأوراق من يد الدوق إلى الأرض.
“يمكننا التعامل مع الأمور هنا.”
“……!”
سُمع صوت اختناق يخرج من فم فينترين.
كان يرفس بقدميه، ويخدش اليد التي تخنق عنقه، ولكن دون جدوى.
“إذا كنتَ فقط غير موجود.”
كانت الرؤية تتلاشى تدريجيًا.
“سيظل هذا سرًا أبديًا.”
كانت الهمسات في أذنه تشعره بالرهبة.
كان التفكير في الموت يملأ عقله.
“كه، عه”
مد فينترين يده، وعندما لامست يده بصعوبة عنق وينفريد.
‘ماذا؟’
اتسعت عيون فينترين اكثر.
الآن، هل كان الدوق وينفريد يبتسم؟
ثم، صرخ بصوت قوي.
و فجأة، انفتح باب غرفة الاستقبال بقوة، مما أحدث صوتًا عاليًا.
توجهت نظرة الدوق نحو الباب.
“إيرينا!”
سُمع صوت دلفيا الخشن من خلفها.
توجهت نظرة لوغان تلقائيًا نحو الباب.
“دوق، سمعت أن ضيفًا مرتبطًا بي قد وصل.”
ابتسمت إيرينا وهي تنظر إلى الدوق.
“أود أن ألتقي به أيضًا، هل يمكنني ذلك؟”
“……”
انتقلت نظرة لوغان من إيرينا إلى فينترين، الذي كان ممددًا على الأرض.
يبدو أن لوغان افلت قبضته عن فينترين عندما فتح الباب فجأه.
“بالطبع.”
تراجع لوغان خطوة جانبية، كاشفاً عن فينترين، الذي كان يتنفس بصعوبة على الأرض.
“تفضل، ايها البارون فينترين.”
“كُحك، كُح!”
“هذه هي ابنة أخيك إيرينا ليونيد.”
رغم أن فينترين كان يعاني من السعال والاختناق، كان لوغان يغرفهما على بعضهما بصوتٍ هادئ.
“إيرينا، هذا هو كوبين فينترين، عمك.”
على الرغم من الصوت الهادئ الذي لا يتناسب مع الوضع، نظرت إيرينا إلى لوغان لفترة قصيرة.
“نعم، عمي، أليس كذلك؟”
بغض النظر عن توقيت حدوث ذلك، كان فينترين يمسك الآن بمعصم إيرينا.
“انا سعيد بلقائك.”
كانت عينيه الحمراء، نتيجة لتفجر الشعيرات الدموية من الاختناق، مخيفة.
بعد عدة تنفسات متقطعة، خرج صوته بشكل صحيح.
“إيرينا، أنا البارون كوبين فينترين. عمك ووصيك.”
“لا داعي للتمثيل.”
دفعت إيرينا يد فينترين، الذي كان يحاول لمس خدها.
“أعرف أنك تركتني في الأحياء الفقيرة.”
فأجاب بينترين مبتسمًا بابتسامةٍ مزيفة.
“إذاً، يبدو أن هذا هو السبب وراء نظراتك تلك. لا تقلقِ، إيرينا.”
“……..”
“أن تكونِ غير متعلمة ليس عيبًا، لكنك تحملين دماء النبلاء. عندما تأتي إلى منزلنا، سأقوم بتعليمك بنفسي.”
رفعت إيرينا زاوية فمها بتعبير مريب.
“أي نوع من التعليم؟”
“آه.”
توجهت نظرة فينترين من وجه إيرينا نحو الأسفل، حيث تعمقت الابتسامة على شفتَيه.
“التعليم الم-،”
لم تستطع الكلمات أن تستمر هذه المرة أيضًا.
صفع-!
كف إيرينا صفعت وجه فينترين بقوة.
و دار رأس فينترين بسبب الصفعة المفاجئة.
“……!”
تجمدا دلفيا و ليو، اللذان كانا يقفان خلف إيرينا، وهما يحدقان في فينترين بغضب شديد.
الدوق لوغان أيضًا وقف مدهوشًا وعيونه مفتوحة على مصراعيها.
فينترين، الذي تلقى الضربة بقوة، وقف مذهولاً ورأسه مائلًا.
“هل تفاجأت؟ هل هذا مؤلم؟”
سألت إيرينا بينما كانت تحدق في فينترين.
“لقد عانيتُ أكثر من ذلك ياعمي.”
كان كل يوم تعيشه كالصراع من أجل البقاء، وكانت الحياة صعبةً للغاية.
كم كانت ستصبح سعيدة لو كان بإمكانها أن تغلق عينيها إلى الأبد، وتنعم بالراحة.
كم كان عدد الليالي التي نامت فيها وهي أفكر بهذه الطريقة.
“من الأفضل أن تستعد، أيها العم.”
نظرت إيرينا إلى البارون فينتيرن ببرود شديد.
“سأذهب لاستعادة ما فقدته.”
كانت تعتزم استعادة كل ما تُرك وأخذ ما سلبه من والديها بعد خداعهم.
“ها، هاها!”
ضحك البارون وهو يدير رأسه، ثم نظر إلى إيرينا بعينين حاقدتين مليئتين بالدم.
“أنتِ……أتجرؤين على فعل هذا لعمكِ ووصيكِ؟……”
“وهل يُعَد مافعلته مسموحًا لأنك عمّي؟”
صمت البارون فينتيرن وشدّ على أسنانه بقوة.
“إذا كنت تشعر بالظلم، يمكنك أن تصرخ بصوت عالٍ.”
نظرت إليه إيرينا بحدة وهي تضع شعرها خلف أذنيها.
“فقط تأكد من قول إن ابنة أخيك التي تخليتَ عنها قد عادت لتصفعك.”
“…….”
“إذاً، من تعتقد أن الناس سينظرون إليه باحتقار؟ أنا أم أنت؟”
أكملت إيرينا كلامها دون أن ترمش.
“أنا متأكدة أنه سيكون أنت، عمي البارون.”
بدا أن البارون فينتيرن قد فقد الكلمات.
كان كلام إيرينا صحيحًا.
حتى وإن لم يستطع الاعتراف بأنه تخلى عنها، لم يكن بإمكانه أن يتباهى بأنه تعرض للضرب من امرأة.
حتى لو حاول نشر ذلك، فسيغطي الجميع على الأمر بمعلومة أنه اقتحم قصر دوقية وينفريد دون موعد مسبق وأثار الفوضى.
“رئيس الخدم إرن.”
استغلت دلفيا الفرصة ونخست الخادم إرن الذي كان واقفًا مذهولًا.
استفاق إرن سريعًا وسحب البارون فينتيرن من بين إيرينا ولوغان.
“سنرى ما سيحدث لاحقًا، دوق وينفريد.”
غادر البارون فينتيرن مستندًا على إرن.
“اذاً، سنتأكد من أن البارون فينتيرن قد غادر تمامًا.”
“لا يمكننا السماح له بالعودة وإثارة الفوضى مرة أخرى.”
غادرا دلفيا وليو بسرعة خلف البارون والخادم إرن للتعامل مع الأمر.
ثم تُركت إيرينا وحدها مع لوغان.
“…….”
كانت متجمدةً في مكانها، و قبضت يديها بإحكام.
______________________
انا ليه سمعت “يعور صح؟” بعد ماصفقته ايرينا😭😭😭😭😭
المهم شفتوا بنتي القويه؟ تجنننننناااااااان ماتوقعت تصفقه مره وحده😭
لوغان: that’s my girl!
Dana