As Long As you Are Happy - 29
“إذًا.”
قال ريو وهو يفتح غطاء زجاجة الماء.
“لقد قررتِ أن تذهبِ غدًا إلى ضفاف البحيرة مع سيدي الدوق، صحيح؟”
“نعم.”
“وهل أتيت لتفخرِ بذلك أمامي؟”
“نعم!”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً مشرقة وأجابت بحماس، بينما ضاقت عينا ريو بنظرةٍ حادة.
ضحكت إيرينا بهدوء لأنها وجدت الموقف ممتعًا.
“حسنًا، وأيضًا أشعر بشيء من الانتعاش عندما أرى الفرسان يلوحون بسيوفهم.”
“حقًا؟”
أومأت إيرينا برأسها وعادت إلى الموضوع الأصلي للمحادثة، وهو الحديث عن البحيرة.
“هل سبق لك أن زرت البحيرة، ايها السيد ريو؟”
“همم……”
هزّ ريو رأسه بينما كان يشرب نصف الماء الموجود في الزجاجة. وقد اهتز شعره البني مع حركة رأسه.
“هذه هي المرة الأولى لي في العاصمة، ولكنني سمعت بعض القصص عن البحيرة القريبة من العاصمة.”
“حقًا؟”
اقتربت إيرينا من ريو بنوع من الفضول.
“سمعت من الخدم الذين اتوا من العاصمة أنها مكان جميل جدًا.”
مسح ريو بقعة الماء المتبقية على شفتيه وأضاف كلمات أخرى.
“قالوا إنه قريب بما يكفي لزيارته بشكل متكرر. وسمعت أيضًا أنه واسع جدًا ويستغرق وقتًا لتجوله بأكمله.”
“واو.”
“يوجد غابة خلف البحيرة بها ممرات للمشي أيضًا.”
“واااو.”
كانت إيرينا تستمع بعينين لامعتين، مما دفع ريو للتذكر وإضافة المزيد من الكلمات.
“يبدو أنه مكان محبوب من الجميع، حيث يزوره النبلاء والعامة على حد سواء.”
“حقًا. شكرًا لك، السير ريو.”
بينما كانت إيرينا تستمع إلى كلام ريو، قدمت له شكرها.
‘بحيرةٌ واسعة وجميلة.’
على الرغم من أنها لم ترَ البحيرة مباشرة من قبل، فإن أكثر ما رأته إيرينا من المياه كان الجدول الصغير الذي يتدفق خلف حي الفقراء.
بالطبع، رأت صورًا لبحيرات عدة مرات، لذلك كانت تعرف كيف تبدو. لكن لا شيء يضاهي رؤيتها في الواقع.
‘بالإضافة إلى ذلك، سيذهب الدوق معي.’
بالأمس، بالكاد تمكنتُ من رؤية وجهه بعد فترة طويلة، وغدًا لدينا وعدٌ بالخروج معًا.
مجرد التفكير في ذلك كان يجعل إيرينا سعيدة لدرجة أنها كانت تريد الصراخ فرحًا.
“ما هذا؟ عن ماذا تتحدثان؟”
تدخلت دلفيا فجأة بين الاثنين.
كانت مغطاةً بالعرق كما لو أنها انتهت للتو من جولةٍ حول ساحة التدريب، وكانت تمسح شعرها الأزرق الذي طال قليلاً بقطعة قماش.
“نتحدث عن رحلة إيرينا إلى البحيرة غدًا.”
نظرت دلفيا كما لو أنها لا تصدق، فأومأت إيرينا برأسها.
“لقد وعدني الدوق بذلك بالأمس.”
“إلى البحيرة؟”
وضعت دلفيا القماش على الكرسي وأشارت بيدها. فناولها ريو الزجاجة التي كانت بجانبه بشكل طبيعي.
“يبدو أننا سنكون مكلّفين بحراستهم.”
“أوه، حقًا؟”
شربت دلفيا الماء دفعة واحدة وضحكت.
“إذاً، هذا شيء رائع لنا. يعني أن بإمكاننا التهرب من التدريب غدًا، أليس كذلك؟”
“بالضبط.”
“وفوق ذلك، إنها بحيرة! يا للعجب، ما هذا الحظ. إيرينا، هذه ستكون أول مرة أخرج فيها منذ حوالي 10 سنوات!”
“منذ 10 سنوات؟”
“نعم. كنت أذهب كثيرًا عندما كنت صغيرة، لكنني لم أستطع بعد أن ذهبت إلى الحرب.”
ابتسمت دلفيا بعينيها وهي تتذكر الماضي.
“كان هناك بحيرة في أراضي وينفريد، لكنها لم تكن جيدة على الإطلاق.”
تنهدت دلفيا بشدة.
“كانت مليئة بالجثث الطافية، وكان لونها أحمرُ كئيب.”
“…….”
بينما كانت إيرينا تستمع إلى تذمر دلفيا، رمشت بعينيها في حيرة.
بحسب معرفتها، لم تكن دلفيا كبيرة في السن. ربما كانت تكبرها بثلاث أو أربع سنوات فقط.
وهذا يعني……
“دلفيا، هل شاركتِ في الحرب وأنتِ في أوائل مراهقتك؟”
“نعم.”
أجابت دلفيا بسهولة.
“كنت في حوالي الرابعة عشرة من عمري؟ ذهبت إلى دوقية وينفريد في ذلك الوقت. كم كان عمركِ حينها ريو؟”
“اتبتُ متأخرًا قليلاً، حوالي الخامسة عشرة.”
“يا إلهي.”
شحب وجه إيرينا.
“كنتما صغيرين جدًا للمشاركة في الحرب.”
“آه، لا تقلقي، سيدة إيرينا.”
لوحت دلفيا بيدها وضحكت.
“كانت حالتنا خاصة قليلاً، ولم نقم بأشياء خطيرة منذ البداية!”
“أعتقد أنه من الطبيعي أن تكونِ مرتبكة عندما تسمعين أننا شاركنا في الحرب. في ذلك الوقت، كانت رتبتنا تعادل المتدربين فقط.”
لاحظ ريو أن إيرينا كانت قلقة، فتدخل في الحديث. وأيدته دلفيا.
“نعم، هذا صحيح! لم نكن نذهب مباشرة إلى الحرب، بل كان الأمر أشبه بالتأقلم مع الوضع. كنا ننظف السيوف ونرتب الدروع، وأقصى ما كنا نفعله هو القيام بدوريات في القرى مع الفرسان الآخرين.”
“نعم، وبسبب طول أمد الحرب، كانوا بحاجة ماسة للأيدي العاملة. لذلك بدأوا بتجنيد أبناء الخدم.”
شعرت إيرينا ببعض الارتياح بعد سماع تجربتهم التي بدت أقل خطورة مما تخيلته.
‘لكن ما زال يبدو الأمر مبالغًا فيه.’
أن يتم استدعاء أطفالٍ بعمر الرابعة عشرة والخامسة عشرة إلى ساحة المعركة……
“صحيح، لم نكن في خطر كبير.”
تدخل فجأة شخص آخر في المحادثة.
كان رجلاً ذو شعرٍ بنيٍ قصير يدعى السيد ليتون، أحد فرسان وينفريد.
“الشخص الذي كان في خطر حقيقي هو الدوق نفسه!”
“ماذا تعني بذلك؟”
“مهلاً!”
حاولت دلفيا إيقافه، لكن ليتون كان أسرع.
ابتسم ليتون ابتسامته المميزة، البريئة والمرحة في آن واحد.
“لقد شارك الدوق في الحرب كفارس منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره……أوف!”
قطعت صرخته الغريبة كلامه عندما أمسك ريو بأذنه بوجه صارم.
“أنت، تعال معي بهدوء.”
“ماذا؟ ماذا فعلت؟ هل تسببت في مشكلة دون أن أدري؟ آآه، أرجوك سامحني، سيدي! سيدي!”
جر ريو ليتون، الذي كان أضخم منه، واختفى به في مكان ما.
“حسنًا……”
تُركت دلفيا وحيدة، وبدا على وجهها تعابير الحرج.
“لا تقلقي بشأن ذلك كثيرًا! كما تعلمين، كان الدوق عبقريًا منذ صغره.”
“…….”
“منذ اللحظة الأولى التي أمسك فيها بالسيف، شعرتُ وكأنه كان يحمل طاقة فارس قد قضى حوالي 10 سنوات في التدريب. و لأنه كان الوريث الوحيد لعائلة دوقية وينفريد، لم يكن بإمكانه الابتعاد عن المعركة.”
واصلت دلفيا الحديث، لكن إيرينا لم تستطع فهم الأمر.
عبقري، وريث عائلة دوقية وينفريد الوحيد، من أجل الشرف، من أجل رفع معنويات الجنود.
‘ما معنى كل هذا؟’
فقط بسبب هذه الأسباب يتم منح طفلٍ في الثانية عشرة من عمره سيفًا ودفعه إلى ساحة المعركة.
‘……اثنا عشر عامًا هو عمرٌ صغير جدًا لخوض كل ذلك.’
على الرغم من أنها لم تكن تعرف تمامًا مدى أهمية أو حجم أن يكون في الثانية عشرة، إلا أنها كانت تعرف شيئًا واحدًا بالتأكيد.
في ذلك العمر كان طفلاً يجب حمايته.
“…….”
“هذا……ذلك……”
كلما بدا وجه إيرينا أكثر قتامة، كلما دارت عينا دلفيا بسرعة أكبر في قلق.
“أوه! ما هذه العربة؟”
رفعت دلفيا صوتها لتغيير موضوع الحديث. و على الرغم من جهدها، لم تتمكن إيرينا من تجاوز صدمتها بسهولة.
“لم يكن هناك أي حديث عن قدوم ضيوف! سيدة إيرينا، انظري إلى تلك العربة! من هو يا ترى……؟”
لكن عندما تغيرت نبرة دلفيا، لم تستطع إيرينا إلا أن توجه انتباهها نحو العربة.
“ماذا يفعل ذلك الشخص هنا؟”
“دلفيا؟”
كانت دلفيا تحدق في العربة بعيون مليئةٍ بالغضب تقريبًا، ويدها الأخرى كانت على مقبض سيفها.
‘لماذا؟’
لم تكن دلفيا من النوع الذي يتصرف بهذه الطريقة العنيفة. كانت دائمًا من النوع الذي يبتسم ويتجاوز الأمور غير المتوقعة.
حولت إيرينا نظرها إلى الاتجاه الذي كانت تنظر إليه دلفيا. و كانت هناك عربةٌ بنيةُ اللون، شائعة في البيوت النبيلة.
كان الشعار الوحيد الذي يميز العائلة هو الثعبان والكتاب.
‘من يكون هذا؟’
تقول الشائعات أن النبلاء الذين يستعدون للظهور في المجتمع يتعلمون شعارات وعلامات العائلات النبيلة.
لكن إيرينا لم تكن تعرف هذا بعد.
“دلفيا، من هو هذا الضيف؟”
“آه……”
أمالت دلفيا رأسها إلى الوراء وعبرت عن استياءها.
“حسنًا. دعيني أفكر كيف يمكنني وصفه.”
ترددت دلفيا للحظة وهي تفكر في ما إذا كانر يجب عليها أن تخبر إيرينا.
ثم نظرت إلى إيرينا بجدية.
“صاحب العربة هو بارون كورتين فينترين.”
أزاحت دلفيا شعرها بيد مملوءة بالضيق.
“إنه عم السيدة إيرينا.”
***
‘هذا الشاب الصغير.’
منذ لحظة دخوله إلى قصر وينفريد في المدينة، لم يتمكن بارون فينترين من السيطرة على غضبه. لا، بل ارتفعت نيران غضبه منذ أن علم أن دوق وينفريد على صلةٍ بسبب تخريب اعماله.
لذلك جاء إلى قصر وينفريد في المدينة بدون أي موعد مسبق. بمجرد أن سمع أن دوق وينفريد يحقق في أعماله.
“لن أطالب بأي تعويض عن أعمالي السابقة. سأستسلم. ولكن لا تذكر اسمي أمام الدوق.”
“أعتذر، يا سيدي البارون. سنوقف الأمر هنا.”
بفضل ذلك، بدأ بعض الجبناء الذين كانوا يساعدون في عمله في الابتعاد بعد سماع تلك الكلمات.
“سمعت أن وريثة الكونت ليونيد لا تزال على قيد الحياة.”
علاوة على ذلك، بدأ كبار السن الذين تركوا عائلة الكونت ليونيد يعودون واحدًا تلو الآخر بعد سماع خبر بقاء الوريثة الشرعية.
عندما أرسلا زوج بارون كيريك رسالة مفادها أنهم سيعودون، كادت دقات قلبه تتوقف من شدة القلق.
إذا استمر الأمر على هذا النحو، فإنه سيُدفع بعيدًا. ما كان قريبًا منه أصبح بعيدًا مرة أخرى.
‘ما الخطأُ في الذي فعلتُه؟’
هل من الخطأ أن أكون ابنًا ثانيًا لعائلةٍ نبيلة وأطمح لأن أصبح سيد العائلة؟
هل قمت بقتل أجين أو لارا؟
فقط تخلصت من طفلتهم الصغيرة، والنتيجة كانت قاسيةً للغاية.
‘الأطفال بدون والديهم سيموتون في اي حالٍ من الأحوال، أليس كذلك؟’
يمكنهم الموت بسبب البرد، أو القليل من المرض، أو آلام المعدة، أو الحمى.حتى أن بعض الأطفال يمكن أن يموتوا فجأة أثناء النوم.
لذا، إذا ماتت بسبب حمى سيئة الحظ، فما المشكلة؟
لما يجب أن يحشر الدوق نفسه بهذا الشكل؟
أليس هذه الحالة شائعة في مثل حالة الطفله؟
فقط لأنه لم يُنهي حياتها في تلك اللحظة اعتبر أنه كان كريمًا بما فيه الكفاية.
‘أليس كذلك؟’
_________________________
*ملاحظة⭕️⭕️⭕️: أجين ولارا ابو وام ايرينا البطله للي مايتذكر
يازينها ايرينا المستانسه تكفووووون لحد يخرب الطلعة😘
ماتوقعت عاد لوغان دخل الحرب وعمره ١٢……
عم ايرينا؟ عسا ماشر؟ اوه لا معليش ذاه مايستاهل حتى يصير عم بنتي ياكل تبن
مريض مجنون وانا اترجم افكاره جتني قشعريره من يقدر يفكر في موت طفله كذا؟ والمشكلة انها بنت اخوه الكبير!! مجنون يع
Dana