As Long As you Are Happy - 154
“هاه……”
رفرفة،-رفرفة-
كانت إيرينا تتصفح الصفحات بينما تسند ذقنها، وعيناها تنضحان بالجدية.
قرأت مرارًا وتكرارًا، مستغرقة في البحث عن أي جزء ربما أغفلته.
“هاه……”
أغلقت إيرينا الكتاب التاريخي بصوت مسموع، مع تقطيب حاجبيها.
“لا شيء.”
لقد مضت عدة أيام وهي متمسكةٌ بهذا الكتاب، ومع ذلك لم تحقق أي نتائج تُذكر.
ومع ذلك، كان هذا أدق كتاب يمكنها الحصول عليه.
‘هل يستحيل معرفة ذلك من خلال كتب التاريخ هذه؟’
تنهدت بعمق بينما أعادت فتح الكتاب التاريخي المغلق بلا جدوى ثم أغلقته مجددًا.
في البداية، اندفعت إليه بحماس.
أما الآن، فكانت تبحث عن سوابق قانونية وفقًا لنصيحة لوغان.
“أهم ما في القانون هو السوابق.”
في ذلك اليوم، في ذلك الكوخ، ألم يهمس لوغان لها بذلك وهو يحتضنها بقوة؟
“أولئك الذين يسنّون القوانين وينفذونها محافظون للغاية. هذا يعني أن القرار، بمجرد اتخاذه، نادرًا ما يُلغى.”
استندت إيرينا إلى صدر لوغان وأصغت إلى كلماته.
“لكن في المقابل، إذا وُجدت ولو سابقةٌ واحدة نُقض فيها قرار، فهذا يعني أن لدينا فرصة للانتصار. ابحثي عن ذلك.”
خفض لوغان نظره قليلًا وحدّق في إيرينا، التي كانت ساكنةً بين ذراعيه.
“حينها، ستحصلين على ما تريدينه.”
“ما أريده……”
كان ذلك حلمها وحبها، كلاهما معًا. لذا، كان عليها العثور على حالة مشابهة لحالتها، والاحتجاج بها كدليل، حتى تتمكن من الحصول على لقب الكونتيسة ومكانة دوقة المستقبل.
“……لكنني لم أجد شيئًا.”
انهار جسد إيرينا إلى الأمام. و تمددت فوق الكتاب، مستندةً عليه، وأطلقت تنهيدةً طويلة.
‘لابد أن هناك سابقةٌ مشابهة، وإلا لما طلب مني الدوق البحث عنها.’
لكنها لم تكن تعرف من أين تبدأ أو كيف تجدها.
كل ما تمكنت من التفكير فيه هو البحث في هذه الكتب التاريخية.
‘لو طلبت من الدوق المساعدة، فسيجدها لي على الفور.’
سيعثر على السابقة المناسبة والوثائق الداعمة بسرعة، مما سيمكنها من الاحتفاظ بلقب كونتيسة ليونيد والبقاء في منصب دوقة وينفريد في الوقت نفسه.
سيكون ذلك أسهل بكثير.
حياة تحقق فيها كل رغباتها بينما يتولى لوغان إنجاز كل شيء……كم ستكون مريحةً وهانئة.
لكن لو كانت تريد مثل هذه الحياة، لما سعت منذ البداية للحصول على لقب الكونتيسة ليونيد.
‘علي أن أجدها بنفسي.’
بما أن الدوق قد أرشدني إلى الاتجاه الصحيح، فعلى الأقل يجب أن أتمكن من إنجاز هذا الجزء بنفسي.
أما ما لا أستطيع فعله، فسيساعدني فيه الدوق بلا شك.
“حسنًا، لنفعلها!”
اعتدلت إيرينا فجأة، وبدأت بحماس في البحث في المجلد التالي.
ثم……
“آآآه……”
بعد أن قلبت في ثلاثة كتب أخرى، انهارت مجددًا.
لماذا تكون أحرف هذه الكتب القديمة صغيرةٌ جدًا؟
كانت عيناها تحرقانها، ولم تعد قادرةً على القراءة أكثر.
رغم أنها بدأت العمل بهدوء وبوقت كافٍ، إلا أن طموحها المتزايد جعلها تشعر بالتوتر، وسرعان ما نفد صبرها خلال بضعة أيام فقط.
كان عليها اكتشاف شيء بسرعة حتى تتمكن من إبلاغ الآخرين بالنتائج.
‘لابد أن البارون كيريك يتولى التعامل مع باقي الأتباع الآن.’
عدم وصول أي رسالة من الأتباع كان دليلًا على ذلك.
لا بد أن البارون كيريك يهدّئهم ويمنعهم من الوصول إليها.
حاولت كبح شعورها المتزايد بالقلق، وضغطت على جفونها بإحكام وهي تتمتم بامتعاض.
“لماذا هذا صعب جدًا؟”
“ما هو الصعب؟”
من دون أن تشعر، تسللت منها تذمّرات بصوتٍ مسموع. وفجأة، ألقت ظلال شخص ما فوق رأسها.
رفعت نظرها في دهشة، لترى كارل يحدّق بها وهو يميل رأسه باستغراب.
“متى وصلتَ؟”
“للتو. فلدي موعد اليوم مع الدوق وينفريد.”
“آه……”
تذكرت. كانت قد سمعت سابقًا، بشكل عابر، أن كارل فريدريك سيزور قصر وينفري، والآن فقط استعادت عقلها تلك المعلومة.
“سأخبر الخادمات حالًا للاستعداد……”
“لا داعي، لا داعي.”
أعادها إلى مقعدها برفق عندما حاولت النهوض بسرعة، وابتسم لها بابتسامةٍ مشرقة كشفت عن أسنانه البيضاء.
“أنا فقط مررت لنخرج معًا، لذا لا حاجة لأي استعدادات رسمية.”
“فهمت.”
شعرت بالارتياح وأطلقت زفرةً خفيفة.
“هذا جيد، هذا جيد. لكن بالمناسبة، سيدة ليونيد، ما الذي تجدينه صعبًا لهذه الدرجة؟ هل يمكنني سماع القصة؟”
تألقت عينا كارل بفضول لم يستطع إخفاءه.
“قد يكون شيئًا يمكنني المساعدة فيه، من يدري؟”
“أمم……”
رغم أنه بدا وكأنه يريد المساعدة، إلا أن رغبته في إرضاء فضوله كانت أوضح.
‘ربما يمكنني الحصول على تلميح إضافي.’
“الأمر هو……”
بعد لحظة من التردد، بدأت إيرينا بالكلام بصعوبة.
و بمجرد أن تحدثت عن رغبتها في الاحتفاظ بكل من اللقب والحب معًا، أومأ كارل برأسه كما لو أنه فهم على الفور.
“أظنني أعرف من تقصدين. أليس ذلك البارون؟”
“ذلك البارون؟”
استجابت إيرينا بسرعة لهذا التلميح غير المتوقع.
أي بارون يقصد؟
“ومن يكون هذا الشخص؟”
إن كان هناك حتى مجرد خيط آخر، فقد يكون مفيدًا.
كانت هناك عشرات العائلات البارونية التي تتذكرها إيرينا، وإذا أُضيف إليهم أسلافهم، فسيصبح العدد هائلًا.
لكنها حصلت على تلميح واحد بالفعل، وإذا تمكنت من انتزاع ولو معلومة صغيرة أخرى، فستتمكن من الوصول إلى نتيجة أسرع.
“هممم……”
عندما سألت إيرينا بخفة، ارتسمت ابتسامةْ ماكرة مليئة بالمرح في عيني كارل.
“يبدو أنه سيكون من الصعب إعطاؤكِ المعلومة مجانًا.”
“هل هناك شيء تريده؟”
شعرت بالاستعجال. فاقتربت خطوة أخرى وهي تتحدث بسرعة.
كان هذا تلميحًا ثمينًا حصلت عليه بصعوبة، ولم تستطع إخفاء حماسها.
“إذا كان هناك شيء تريده، فسأفعله من أجلكَ-”
قبل أن تنهي كلامها، رفع كارل يده ليوقفها، دون أن يلمسها تمامًا، بل أبقاها ممدودة على مسافة وكأنها إشارة لها بالتوقف.
“ربما يجب أن تبدئي بتغيير طريقتكِ، سيدة ليونيد.”
“……!”
“أنتِ الآن شخص سيعتلي منصب الكونتيسة، أليس كذلك؟”
رغم أن نبرته لا تزال تحمل بعض المزاح، إلا أن نظرته بدت أكثر جدية، واستمر في الحديث بنفس الأسلوب المهذب والموزون.
“من الجيد أن يسعى المرء للحصول على المعلومات بنفسه، لكن لا ينبغي أن يظهر الإحباط أو القلق. كلما زادت صعوبة الوضع، يجب أن تُظهرِ مزيدًا من الهدوء.”
استمعت إيرينا بصمت إلى كلمات كارل وهي تحبس أنفاسها.
“بالإضافة إلى ذلك، المعلومات عن البارون لديّ، فهي ليست ذات قيمة كبيرة. لذا، عليك أن تكوني حريصةً في الحصول عليها، لا تتكلمي كثيرًا مثل الآن وتعرضي الكثير من التضحيات للحصول على معلومات أكثر من حاجتك.”
تغلغلت نبرته الهادئة في أذنها.
“ما ستحصلين عليه، سيدة ليونيد، سيكون ذا قيمة لا يمكن تقديرها بالمال.”
ستكون زوجة بطل، و ابنة من ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، وستصبح مالكة لعائلة ليونيد العريقة، وفي النهاية ستكون السيدة التي ستتحكم في دوقية وينفريد.
“كلما انحنيتِ أكثر، كلما ظهر أشخاص يسعون للإستخفاف بكِ واستغلالكِ.”
بالطبع، هناك من لا يفعلون ذلك. لكن كارل كان يعلم جيدًا أن أكثر الأماكن قذارة في هذا العالم هي السياسة.
“لذا، ارفعي رأسكِ بثقة واطلبي ما تريدين. إذا كنتِ لا تملكين شيئًا، فارفعي رأسك أكثر. يجب أن تخفي أي نقص لديك.”
همس كارل بصوت منخفض بينما خفض رأسه قليلاً.
“لكن إذا فعلتِ ماتفعلينه الآم، فلن تتمكني من البقاء في هذا العالم، سيدة ليونيد.”
نظر إليها كارل وكأنه يتأكد من أنها فهمت، وعندما أومأت إيرينا برأسها، سحب يده التي كانت تغطي فمها.
أخذت إيرينا نفسًا عميقًا، ثم نظرت إلى كارل. وكان وجهها الهادئ يختلف عن التعبير المتوتر الذي كانت عليه من قبل، وظهرت ابتسامةٌ صغيرة شفتيها.
“الأدميرال كارل فريدريك.”
“نعم، سيدة ليونيد.”
رد كارل على كلام إيرينا وكأنه كان ينسق معها، وقام بإيماءة خفيفة، كانت كأنها تحية خفيفة لصديق قديم.
“هل يمكنك إخباري بالمزيد عن البارون الذي ذكرته؟ سيكون ذلك مفيدًا جدًا لي.”
لم تقل إيرينا أكثر من ذلك. و لم تذكر أنها ستعرض شيئًا بالمقابل أو أنها ستقدم خدمة. فقط قالت أن ذلك سيساعدها بابتسامةٍ لطيفة.
“هممم.”
كان كارل يراقب إيرينا بدقة، ثم أومأ برأسه.
“إذا كان ذلك سيساعدكِ، فمن الطبيعي أن أخبرك، سيدة ليونيد.”
“شكرًا لك، أدميرال فريدريك.”
ثم ساد صمت لحظة.
“هذا مثالي.”
كان أول من تحرك هو كارل. و أظهر يديه كما لو كان يقر بهزيمته، وتراجع خطوةً إلى الوراء.
“هاه……”
أخيرًا، أخذت إيرينا نفسًا طويلًا، وكأنها كانت مختنقةً بسبب التوتر، وبدأ قلبها ينبض بشدة.
“هل كنتِ متوترةً كثيرًا؟”
“نعم.”
أومأت إيرينا برأسها بشكل خفيف و عادت إلى طبيعتها تمامًا.
“ذلك ليس بالأمر السهل……”
“لهذا السبب، هناك العديد من الأشخاص الذين يتركون هذا المجال بسبب الملل.”
وهو أيضًا سيكون واحدًا منهم في النهاية.
ابتلع كارل كلماته الزائدة و بدأ في قول شيء آخر.
“ليس من الضروري أن تكوني هكذا في كل مرة. أكبر سلاح للسيدة ليونيد هو صراحتها.”
“يجب علي استخدامها فقط عند الحاجة.”
“إجابةٌ صحيحة.”
ابتسم كارل، و كانت ابتسامةً مليئة بالمرح تمامًا كما في البداية.
“الآن، بما أنكِ أجبتِ بشكل صحيح، فسأخبرك باسم البارون.”
أمسكت إيرينا بأنفاسها، مركّزة للغاية حتى لا تفوت كلمة من كلام كارل.
“اسم البارون هو رينر جيب، كان مؤسس عائلة جيب البارونية، وقد توفي الآن، لكن ابنته ما زالت على قيد الحياة.”
ابتسم كارل مجددًا.
“ماذا عن مقابلتها، هل تودين لقاء البارونة الحالية؟”
___________________________
كارل ذاه ايلق خوي وشكله استسلم عن مشاعره يجنن جيبو له حبيبه 😔
ليت لوغان سمعهم شفف زوجتك كيف حريصة انها تتزوجك🤏🏻✨✨✨✨
المهم الدفعه الجاية مدري متى بس بتكون فصلين😘
Dana