As Long As you Are Happy - 153
“…….”
لسببٍ ما، شعرت إيرينا وكأن كلمات الاعتراف تلك تخنقها. وفي الوقت نفسه، كان لديها الكثير مما تود قوله، فاشتعل قلبها بمشاعر متدفقة.
“وأنا أيضًا.”
لفظت إيرينا كلماتها بتردد.
“أنا أيضًا كذلك. لهذا، أريد دائمًا أن أكون بجانب الدوق.”
لم يكن ذلك فقط لأنه أنقذها من حي الفقراء وعرّفها على العالم.
عندما كانت تنظر إلى الدوق، إلى لوغان، كانت ترى المستقبل يتجسد أمامها بشكل طبيعي.
كم سيكون الربيع والصيف والخريف سعيدًا وهي بجانبه؟
وكم سيصبح الشتاء، الذي كانت تكرهه بشدة، مشرقًا ومتألقًا؟
كما أنها استطاعت بسهولة أن تتخيل نفسها تكبر بجانبه، وهو يسير معها عبر الزمن محافظًا على مكانه إلى جوارها.
“أريد أن أمضي حياتي كلها معكَ.”
كانت تلك حقيقةً لا يمكن إنكارها، وكانت مشاعر إيرينا الصادقة.
“لكن……”
كلماتها التالية لم تستطع حتى أن تتحول إلى صوت. و لم تكن سوى همسات ضعيفة تلاشت داخل فمها.
“لكن؟”
لكن لوغان فهمها.
وضع القدر المغلي جانبًا بجوار المدفأة ثم التفت نحو إيرينا.
“إذاً، هل اتخذتِ قراركِ؟”
كانت جملةً بلا فاعل أو مفعول، ومع ذلك فهمت إيرينا فورًا ما الذي يقصده.
لا بد أنه يتحدث عن لقب الكونت ليونيد.
تلاقت عيناها بعينيه الحمراوين اللتين كانتا تنظران إليها بانعكاس صورتها.
“أم أنكِ ما زلتِ مترددة؟”
لم يكن يضغط عليها للإسراع في اتخاذ القرار، بل كان فقط يريد أن يعرف ما الذي تفكر فيه، وما الذي يشغل بالها.
“أمم……”
أسدلت إيرينا نظرها نحو الأسفل.
“في الحقيقة، ما زلتُ غير متأكدة.”
لقد فكرت في الأمر طويلًا لمحاولة الوصول إلى إجابة حاسمة، لكن في النهاية، لم تستطع سوى أن تخرج بكلمات خالية من أي يقين.
“لم أقل إنني سأرث لقب الكونت ليونيد بقرار سهل أو عابر.”
لقد كان ذلك من أجل معرفة الحقيقة التي أخفاها لوغان عن الكونت ليونيد وزوجته.
لكن لم يكن ذلك السبب الوحيد الذي جعلها تقرر وراثة اللقب.
“لقد كنت أراقبكَ طوال الوقت، دوق.”
منذ أن غادرت حي الفقراء وجاءت إلى منزل دوقية وينفريد، كان لوغان دائمًا في نهاية نظراتها.
في البداية، كان ذلك لأنها أرادت أن تصبح خادمةً في القصر، لكن شيئًا فشيئًا، تغيرت نظرتها له.
“عندما رأيتك تعمل، وعندما أدركت كيف يمكن لما تفعله أن يساعد الآخرين……”
توقفت إيرينا قليلًا وضغطت شفتيها معًا قبل أن تتابع.
“……عندها، رغبتُ في أن أكون شخصًا يساعد الآخرين أيضًا.”
مثل الدوق، وكما كان والداها اللذان حملَا السيف من أجل حماية الآخرين في ساحة المعركة.
“أريد أن أجعل الآخرين سعداء.”
واليوم، أصبح هذا الشعور أكثر إلحاحًا.
بعد أن مرت بشوارع الأحياء الفقيرة اليوم، ازداد إصرارها على مساعدة أولئك الناس أيضًا.
“أهل الأحياء الفقيرة……لم يكونوا جميعهم أشرارًا. في البداية، كان هناك من عاملني بلطف.”
عندما كانت تسترجع أقدم ذكرياتها، كانت هناك أيادٍ امتدت نحوها، ولو بشكل غير مكتمل.
أيادٍ قدمت لها قطع خبز يابسة وقاسية، وأيادٍ دفعت لها أجرًا مناسبًا مقابل عملها، وأيادٍ ناولتها كوب ماء في يوم صيفي حار.
“لكن بِن لاحق كل هؤلاء وأرهبهم، وهكذا انتهى الأمر.”
كلما سمع بأن أحدًا ساعدها، كان يذهب إليه ويضربه بوحشية أمام الجميع.
كان ذلك بمثابة قطع الطريق أمام أي فرصة قد تتيح لها الهرب من الحي الفقير، كما كان شكلًا من أشكال الترهيب العلني.
كان بمثابة تحذير واضح للجميع، لا أحد يجب عليه أن يساعدها.
وهكذا، بعد أن سقط بعضهم في الشوارع نتيجةً لذلك، توقف الجميع عن مد يد العون لها.
ومع مرور الوقت، أصبحت شخصًا يمكن لأي أحد أن يحتقره ويدوس عليه حتى في الأحياء الفقيرة نفسها.
ابتسمت إيرينا بمرارة.
“ألن يتمكن أولئك الأشخاص من العيش جيدًا إذا ساعدناهم على مغادرة الأحياء الفقيرة؟ هناك الكثير ممن يمكنهم الخروج من هناك إذا دفعناهم قليلًا نحو الأمام.”
بالطبع، حتى لو تمكنوا من مغادرة الأحياء الفقيرة، فلن يتمكن الجميع من التأقلم بسهولة.
سيتوه بعضهم، وسيعود بعضهم الآخر في النهاية إلى هناك.
لكن إيرينا كانت واثقة من شيء واحد،
سيكون هناك من سيتمكن من العثور على السعادة.
من سيخرج من الأحياء الفقيرة ويستقر بجهده الخاص، ويحصل على عمل، ويكسب المال، ليعيش حياة عادية لا جوع فيها ولا برد قاتل.
وربما، قد يتمكن بعضهم من عيش حياةٍ رائعة.
تمامًا كما حدث معها.
“إذا ساعدتُ الناس، ثم قاموا هم بدورهم بمساعدة الآخرين، ألن يصبح هذا العالم مكانًا أفضل ولو قليلًا؟”
لم تكن تتوقع أن يتحسن كل شيء بين ليلة وضحاها. فقد رأت من الواقع ما يكفي لتعرف أن الأمور ليست بهذه البساطة.
لكن مع ذلك……
“أنا أؤمن بأنه يمكننا جعل الأمور أفضل.”
كانت تدرك أن كلامها قد يبدو كحلم بعيد المنال.
لكن، أليس مجرد تخيل ذلك كافيًا ليبعث السرور في القلب؟
إضافةً إلى ذلك، فإن مجرد تصرف صغير من أحدهم قد يكون معجزةً بالنسبة لآخرين.
ابتسمت إيرينا قليلاً.
“لا، بل أنا أؤمن بأن ذلك سيحدث حتمًا.”
ثم نادت بهدوء،
“دوق. هل تعتقد أنني ساذجة لأفكاري هذه؟”
عندها، بدأ لوغان، الذي كان يحدق بها، يبتسم ببطء.
كانت نظراته مليئةً بالعاطفة والفخر، ووصلت مشاعره بوضوح إلى إيرينا.
“لا.”
هزّ رأسه بلطف ومسح وجنتها بأنامله.
“سأحقق لك كل ما تتمنينه.”
ثم انحنى نحوها وطبع قبلةً خفيفة على شفتيها.
ابتسمت إيرينا وهي تنظر إلى حبيبها الذي تفهمها تمامًا.
“إذاً، لنأكل الحساء أولًا……يبدو أنني سأضطر لإعادة تسخينه.”
لكن في اللحظة التي أدار فيها لوغان رأسه، تسربت من إيرينا لمحةٌ خفيفة من الأسف.
نادته بصوت منخفض وهي تراقبه يعيد وضع القدر فوق المدفأة.
“دوق.”
وعندما التقت نظراتهما مجددًا، لم يكن هناك أي أثر لذلك الأسف.
راقبت لوغان، الذي كان ينتظر كلماتها وكأنه يتساءل عن سبب مناداته، ثم فتحت شفتيها أخيرًا.
“لقد أصبح لدي طمع……فأنا أريد كليهما معًا.”
خطت خطوةً واسعة نحو لوغان، لتقلص المسافة بينهما في لحظة.
“مهما فكرت في الأمر، لا يمكنني التخلي عنك، ولا عن لقب الكونت ليونيد.”
“انتظري لحظة، إيرينا-”
“أنت من أخبرني أنه لا بأس في الطمع، أليس كذلك؟ لهذا، سأسمح لنفسي بالطمع بكل قوتي. سأبذل جهدي لتحقيق كل شيء. وأشعر أنني قادرةٌ على نيل لقب الكونت بقدرتي الخاصة.”
قاطعت كلماته، ثم تابعت حديثها بصوتٍ مرتفع قليلاً، وقد ازدادت سرعة كلماتها بفعل الحماس الذي غمرها.
“ولهذا……”
أخذت إيرينا نفسًا عميقًا، ثم أغمضت عينيها قبل أن تفتحها بابتسامة مشرقة.
“دوق……لا، لوغان وينفريد، هل ستتزوجني؟”
مدت يدها وأمسكت بيده بإحكام.
“سأجعلكَ سعيدًا!”
عند كلماتها الواثقة، بدأ تعبير لوغان يتغير تدريجيًا.
من نظرة مشوشة بعض الشيء إلى إدراك بطيء لما يحدث، حتى استوعب الأمر تمامًا.
“لماذا تسرقين كلماتي……؟”
ثم، ساد جو من الدفء والبهجة. و ضحك لوغان، ضحكةً مليئة بالسعادة، وكأنه لا يصدق ما يحدث.
ثم سألها بمزاح خفيف،
“هل ستجعلينني سعيدًا حقًا؟”
“بالطبع!”
“لكن، قد لا أكون الشخص الجيد الذي تظنينه.”
كان لوغان يعتقد دائمًا أنه شخصٌ معيب.
بل، كان مقتنعًا بأنه كذلك.
عندما يسمع أصواتًا عالية، كان مشهد ساحة المعركة ينبثق أمام عينيه، وكان يشعر أن كل من يقترب منه هو عدو.
كم مرة كاد أن يقتل أحدهم وهو في قمة توتره، لكنه بالكاد تمكن من التوقف في اللحظة الأخيرة؟
لو لم يكونا دلفيا و ريو بجانبه، لكان قد قتل عشرات الأبرياء بلا شك.
بل حتى عندما كانت إيرينا معه، أظهر تلك الجوانب منه.
“سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا……طويلًا جدًا لأتغير.”
منذ ولادته، كان يقف في ساحة المعركة. لقد ترسخت هذه العادة في كيانه طوال حياته، فهل يمكن أن تزول بهذه السهولة؟
أو بالأحرى، هل ستزول أصلًا؟
لم يكن لوغان واثقًا من ذلك.
“لا بأس!”
لكن إيرينا كانت واثقة.
“أنت شخصٌ مذهل، دوق، لذا أنا متأكدة أنك ستتحسن.”
بينما كان يستمع إلى صوتها النقي والواثق، شعر لوغان وكأن مستقبله الغامض أصبح فجأة أكثر إشراقًا وثباتًا.
“أمامنا أيام أكثر بكثير مما عشناه حتى الآن، أليس كذلك؟ مهما استغرق الأمر، يمكننا أن نسير معًا ببطء، خطوةً بخطوة، حتى النهاية.”
بينما كانت لا تزال ممسكةً بيد لوغان بإحكام، تابعت إيرينا حديثها.
“أنت لست شخصًا سيئًا، دوق. لهذا السبب أتيتَ إليّ، ولهذا السبب غيرتني بهذا الشكل.”
منذ ولادتها وحتى الآن، لم تعش حياةً طبيعية كما ينبغي، تمامًا مثل لوغان.
عندما جاءت إلى دوقية وينفريد، كم كانت خائفةً ومرتعبة؟
‘يجب ألا أطرد من هنا. يجب أن أثبت جدارتي وأظهر أنني أستحق البقاء.’
لهذا، كانت تتبعه في كل مكان، مصرةً على أن تصبح خادمةً حتى لو اضطرها الأمر للتوسل.
“لكن انظر إليّ الآن، لقد تغيرت، أليس كذلك؟”
لقد تحررت من ماضيها. و أصبحت تعرف الكثير، وحصلت على فرصة لتحلم بأشياء أكبر، وتعلمت كيف تطمح لما تريده دون خوف.
“وحتى لو كنتَ لا تزال غير واثقٍ من نفسك، فسأكون هنا لأعلمك.”
كما فعل هو معها، كانت تنوي أن تقف بجانبه وتريه الطريق، مرة بعد مرة، دون أن تكل أو تمل.
تمامًا كما فعل معها.
“أليس كذلك؟”
أومأ لوغان برأسه بلطف عند سماع ضحكة إيرينا.
“نعم.”
ثم مال برأسه وأراح جبهته على جبهتها، وهو ينظر إليها.
“سأكون تحت رعايتكِ في المستقبل.”
“وأنا أيضًا. سأكون تحت رعايتكَ أيضًا.”
ابتسمت إيرينا وهي تنظر في عينيه الحمراوين.
“سنكون قادرين على المضي قدمًا معًا هكذا، و نتكئ على بعضنا البعض.”
سيحدث ذلك بالتأكيد.
أليس كذلك؟
____________________________
ايه نعم ابي اشوف عيالكم قبل نهايه الاضافي تكفون 😔
مشاعرهم تجنننننن ما اتحمل انا شلون بخليهم😭
الظاهر عشان كذا تأخرت مابيهم يخلصون
Dana