As Long As you Are Happy - 152
“إن أردتِ، يمكنكِ الدخول.”
“هل من المقبول أن ندخل؟”
سألت إيرينا مرة أخرى وهي تنظر إلى لوغان.
‘يبدو كأنه كوخ شخصٍ آخر……أليس من الممكن أن يكون كوخ حارس البحيرة؟’
فكرت إيرينا بذلك بشكل غير مؤكد.
لقد سمعت أنه يوجد حراسٌ في الجبال، وأيضًا قال الأدميرال كارل أن هناك أشخاصًا يبنون أكواخًا بالقرب من البحر ليضيئوا للبحارة ليلًا حتى لا يضلوا طريقهم.
إذًا، ألا يمكن أن يكون هناك شخص مماثل في البحيرة أيضًا؟
“لا، هذا المكان ملك لدوقية وينفريد.”
عند كلام لوغان، أمالت إيرينا رأسها قليلًا قبل أن تومئ.
“تقصد أن ذلك الكوخ مِلكٌ لدوقية وينفريد؟”
“لا، بل المنطقة كلها.”
“……؟”
أشار لوغان إلى جبل يظهر في البعيد بشكل خافت.
“من هذه البحيرة إلى الغابة، ثم الجبل الذي ترينه هناك والأراضي التي تقع خلفه، كلها ملك لدوقية وينفريد. وبالتحديد، أصبحت الآن ملكي.”
“……؟”
بدأت عينا إيرينا ترتجفان.
هل يمكن حقًا أن تكون هذه المساحة الشاسعة من الأرض مملوكة لشخص واحد؟
لم يكن واضحًا ما إذا كان لوغان مدركًا لدهشتها أم لا، لكنه واصل حديثه بهدوء.
“لذا، هذا الكوخ أيضًا ملكي. يمكنك الدخول إلى أي مكان كما تشائين. فملكي هو ملككِ.”
فتح لوغان الباب بنفسه كما لو كان يدعوها للدخول.
“أش……أشكركَ.”
أومأت إيرينا برأسها بصعوبة، ثم دخلت إلى الداخل وهي لا تزال تشعر بالذهول.
أمامها ظهر منزل صغير مصمم على طراز كوخ عطلات، به كراسٍ مريحة، وطاولة خشبية للطعام مع كراسٍ، ومدفأة على الجدار.
لكن كان هناك فرق واحد عن الكوخ العادي، وهو وجود باب يؤدي مباشرةً إلى البحيرة.
“واو……”
تمتمت إيرينا بإعجاب وهي تفتح الباب.
كان المنظر الشتوي مذهلًا للغاية، حيث امتد طريق خشبي متصلٌ بالبحيرة المتجمدة، وانتهى بغابة بيضاء من أشجار البتولا، مما شكل مشهدًا ساحرًا.
“يا لها من روعة……”
تمتمت إيرينا دون وعي، وبدأت تمشي على الطريق حتى لاحظت متأخرةً شيئًا مربوطًا على الشجرة في نهاية الطريق.
“ما هذا؟”
كان شيئًا تراه لأول مرة……أو بالأحرى، كان مزيجًا بين شيء مألوف وشيء غير مألوف.
تحت كرسي فاخر، كان هناك هيكل معدني غريب متصل به.
‘هذا يشبه ما كان الأطفال في الأحياء الراقية يركبونه……’
كان الأطفال الذين يعيشون في المناطق العليا من العاصمة يستخدمونه أحيانًا للعب على النهر المتجمد في الشتاء.
لكن هذه كانت أول مرة ترى فيها واحدًا مثبتًا عليه كرسي فاخر بهذا الشكل.
”……!”
بينما كانت إيرينا تقترب لتتفحصه عن كثب، فجأة شعرت بجسدها يرتفع عن الأرض.
كان لوغان هو من حملها.
لم تكن تعلم متى وصل، لكنه رفعها بين ذراعيه بسهولة.
“د-دوق؟!”
“لماذا تكتفين بالنظر؟ إنه لكِ.”
“لِي؟!”
جلست إيرينا على الكرسي دون أن تدرك، ثم رمشت بعينيها ونظرت إلى لوغان بدهشة.
“نعم، إنها مزلجتكِ.”
“مزلجة……”
‘إذًا، هذا ما يُسمى بالمزلجة.’
لمست إيرينا الكرسي بلطف.
كان المزلج مغطى بقماش فاخر، مع إضافة وسائد، مما جعله يبدو أشبه بكرسي مريح وفاخر أكثر من كونه مزلجة.
“وهذا أيضًا.”
وُضعت بطانية من الفرو على ركبتي إيرينا بينما كانت تنظر إلى المزلجة باندهاش.
“عندما نبدأ في التحرك، سيكون الجو باردًا.”
شدّ لوغان وشاحها بعناية بعدما ارتخى قليلًا أثناء حركتها.
إذاً، هذا يعني أنها ستقوم بركوبه الآن.
‘لكن……أين العصي؟’
الأطفال الذين رأتهـم سابقًا كانوا جميعًا يمسكون عصيًّا في أيديهم أثناء استخدامهم للمزلجة.
بينما كانت إيرينا تلتفت حولها بحثًا عن شيء مشابه، اقترب منها رجلٌ و هو يرتدي حذاء غريب الشكل، منزلقًا بخفة فوق الجليد.
“أنا من سيتولى ذلك.”
رفع لوغان ذراعه ليوقف الرجل.
وعندها فقط، لاحظت إيرينا أن لوغان نفسه كان يرتدي أيضًا نفس نوع الحذاء الغريب.
“وما هذا أيضًا؟”
“إنه للحماية.”
عندما أمالت إيرينا جسدها قليلًا وسألت، منعها لوغان برفق وأجاب.
“يجب ارتداء هذا حتى تتمكني من الجري فوق الجليد. إنه يشبه هذا إلى حد ما.”
نقر لوغان بخفة بقدمه على الإطار المعدني المتصل بكرسي المزلجة حيث كانت إيرينا تجلس.
“إذاً، لننطلق؟”
“إلى أين……!”
قبل أن تنهي كلامها، بدأت المزلجة في التحرك. و كان لوغان قد أمسك بالمقابض وبدأ بالانزلاق فوق الجليد.
”……!”
عندما كانت تراقب المزلجات من بعيد في طفولتها، لم تكن تدرك مدى سرعتها، لكنها الآن شعرت أنها أسرع مما توقعت. كانت أسرع حتى من حصانها إيرين. أو ربما، كان لوغان ببساطة يتحرك بسرعة مذهلة.
اتسعت عينا إيرينا أكثر فأكثر وهي تشق طريقها عبر البحيرة الواسعة.
تغيرت المناظر من غابة البتولا المغطاة بالثلوج إلى السهول الواسعة، ثم إلى سطح البحيرة اللامع حيث تناثرت عليه أشعة الشمس.
كان مشهداً لا نهاية له، يتغير باستمرار.
والرياح الباردة التي لامست وجنتيها جعلتها تشعر بسعادة غامرة بطريقةٍ ما.
‘في الأيام القليلة الماضية، شعرت و كأن صدري كان مثقلاً بصخرة ثقيلة، لكنه الآن وكأنه انفتح تمامًا.’
“هاها!”
ضحكت إيرينا بصوت عالٍ دون أن تشعر.
“أهذا ممتع؟”
“نعم!”
أجابت بأعلى صوتها. و تطاير شعرها الذهبي مع هبوب الرياح.
التفتت إيرينا وضحكت وهي تنظر إلى لوغان الذي كان يدفع مزلجتها.
“إنه ممتعٌ حقًا.”
كانت عيناها منحنيتين قليلًا، وخدّاها المتوردان بسبب البرد والفرح منتفخين، ومن بين شفتيها المبتسمتين قليلًا ظهرت أسنانها البيضاء.
كان هذا وجهًا لا يظهر إلا عندما يكون الشخص سعيدًا حقًا.
“….…”
التقط لوغان هذا المشهد بالكامل، ثم انحنى ليطبع قبلةً عليها.
“أنا سعيد لأنكِ تستمتعين.”
ثم نقر بإصبعه برفق على خدّ إيرينا.
و بدأت المزلجة بالتحرك، وترددت ضحكاتهم عبر البحيرة.
***
“هل يمكنني تجربتها أيضًا؟”
على الرغم من أنها ركبت المزلجة لفترة طويلة، لم يهدأ حماس إيرينا بسهولة.
في العادة، كانت ستشعر بالإحراج من هذا الوضع وترفضه. لكن إيرينا، التي انغمست تمامًا في متعة التزلج، كانت متشبثةً برقبة لوغان، متألقة العينين بينما هي بين ذراعيه.
“المزلجة ممتعة، لكن إن لم يدفعها الدوق، فلن تتحرك. لذا، أريد أن أرتدي الأحذية التي كان يرتديها الدوق وأجري فوق الجليد.”
“ترغبين في تجربتها؟”
حمل لوغان إيرينا وعاد بها إلى الكوخ، ثم أنزلها بحذر أمام المدفأة.
خلال الوقت الذي قضياه في اللعب، كان الكوخ قد تحول إلى مكان مختلف تمامًا.
كانت المدفأة تنبعث منها حرارة دافئة مصحوبة بصوت طقطقة الخشب المحترق، بينما امتلأت المائدة التي كانت فارغة سابقًا بمختلف أنواع الأطعمة.
على الكرسي المريح الموضوع أمام المدفأة، كانت هناك بطانية من الفرو مسدولة عليه. كما كان حاجز منع البرد قد أُعدّ مسبقًا.
لكن إيرينا لم تنتبه إلى هذا التغيير، بل كانت تنظر إلى لوغان فقط وهي تثرثر بحماسة.
“نعم، بالطبع أريد تجربتها! أريد أن أجري بسرعة مثلك، دوق! هل الأمر صعب جدًا؟ أريد أن أجيد الجري عليها قبل نهاية اليوم. لقد بدا الأمر سهلًا جدًا حين رأيته! لكنك بارعٌ في كل شيء، أليس كذلك؟”
“شكرًا لرؤيتكِ لي بهذه الصورة، لكنني لستُ بارعًا إلى هذا الحد.”
“لكن وفقًا لما قالته دلفيا، كنت جيدًا في ركوب الخيل منذ طفولتكَ، صحيح؟”
بعد أن جلست على الكرسي المريح، بدا وكأن إيرينا أدركت أخيرًا أنها قد دخلت إلى الداخل.
كانت عيناها الصغيرتان تتنقلان بسرعة وهي تستكشف الكوخ المتغير.
وفي أثناء ذلك، التقط لوغان زجاجة زجاجية شفافة من على الطاولة وملأ كأسًا بالماء، ثم أمسك بسلة صغيرة كانت بجانبها.
“لقد تغيرت أشياء كثيرة أثناء غيابنا، أليس كذلك؟”
“نعم، لقد تغير الكثير بالفعل.”
أجاب لوغان وهو يسلم إيرينا الكأس. وبعد أن تأكدت إيرينا من الشيء الذي كانت تمسكه بيدها، ردت عليه.
“أنا لا أشعر بالعطش.”
“لكنكِ ستمرين بالعطش.”
أشار لوغان بذقنه ليحثها على الشرب، وعندها فقط وضعت إيرينا فمها على الكأس. و في لحظة، تم إفراغ الكأس بالكامل.
“هاه……”
شربت إيرينا الكأس دفعةً واحدة دون أن تتنفس، ثم تنهدت ومسحت شفتيها.
ابتسم لوغان وهو يشاهدها.
“ألم تقولي أنكِ لستِ عطشى؟”
“……ربما كان هناك قليل من الجفاف.”
تفادت إيرينا نظرة لوغان الفضولية المليئة بالمرح، مما جعل لوغان يضحك تقريبًا.
“ألا تشعرين بالجوع؟”
اخرج لوغان من السلة قطعة من الكوكيز.
“أنا……الجوع……”
بينما كانت إيرينا على وشك قول شيء، استغل لوغان الفرصة ووضع الكوكيز في فمها.
“……لذيذ.”
“أليس كذلك؟ هل تريدين واحدةً أخرى؟”
هذه المرة، أومأت برأسها برضا. فجلس بجانبها وأعطاها الكوكيز، و بينما كانت تمضغها بجدية، تحرك خديها أثناء المضغ.
عندما انتهت من ثلث الكوكيز، غطى لوغان فتحة السلة بالقماش.
نظرت إيرينا إلى لوغان بينما كانت تحاول تناول الكوكيز مرة أخرى.
“لماذا؟”
“يبدو أننا بحاجة إلى شيء أكثر جدية.”
نهض لوغان ودخل إلى المخزن الصغير الموجود في أحد زوايا المطبخ. وبعد لحظات، عاد حاملاً سلةً تحتوي على مكونات متنوعة ووعاء صغير يمكن تعليقه على المدفأة.
رمشت إيرينا بدهشة.
“هل ستقوم بتحضيره بنفسك؟”
“نعم.”
بدا لوغان وهو يعلق الوعاء على المدفأة ويومئ برأسه.
“ربما يكون شكله بسيطًا، لكن الطعم مضمون. لقد قمت بتحضيره كثيرًا.”
ثم أخرج مكونًا من السلة وبدأ في فحصه بعناية.
“لم أتمكن من استخدام هذه المكونات الجيدة من قبل.”
‘آه، فهمت.’
لقد كان عادةً ما يُحضرها أثناء الحرب.
نظرت إيرينا إلى لوغان بلا وعي. وعندما لاحظ ذلك، ابتسم.
“لماذا؟ هل أنتِ قلقة؟”
“مم، لا. دوق، أنت جيدٌ في كل شيء.”
“أشكركِ على رؤيتكِ الجيدة لي.”
أضاف لوغان المزيد من الزبدة المقطعة إلى الوعاء وواصل حديثه.
“سأبذل قصارى جهدي لأرد لكِ هذا التوقع.”
شششش-
ذاب الزبد في الوعاء الساخن، وانتشرت رائحته الشهية في كل أرجاء الكوخ. ثم أُضيفت المكونات المقطعة فوق الزبد المذاب.
بعد وقت قليل، بدأ الحساء يغلي محدثًا صوتًا مريحًا.
“يبدو لذيذًا.”
رائحة شهية وصوتٌ لطيف.
بدأ اللعاب يتجمع في فمها تلقائيًا.
“رائحة شهيةٌ أيضاً”
“أضفت الكثير من الزبدة. وأيضًا وضعت الكثير من اللحم الذي تحبينه.”
‘……هل اكتشف أنني كنت أخفي اللحم وأتناوله في الخفاء؟’
لقد كانت دلفيا هي من أكدت أنها لن تخبره أبدًا.
“لما تنظرين إلي هكذا؟ دلفيا لم تخبرني”
‘كذب. كان ذلك كذبًا واضحًا.’
ضحك لوغان عندما رأى تعبير إيرينا. و كانت ضحكةً عميقة.
“أنتَ تضحك بطريقةٍ رائعة.”
“آه، نعم.”
مرر لوغان يده على شفتيه وهو ما يزال مبتسمًا.
“إنه أمر مدهش. أنني أستطيع الضحك على أشياء صغيرة كهذه. في الماضي، كنت أظن أنني لن أتمكن من الضحك أبدًا.”
ثم انطلقت نظرةٌ لطيفة تجاهها.
“أصبح كل يوم مليئًا بالضحك، واكتشفتُ ذلك من خلالكِ فقط.”
________________________
الفصل دااافي 😔✨
ايرينا وهي تضحك مره بريئة محد مصدق انها هي نفسها الي صفقت عمها😭
ابي صور للوغان وهو سضحك الآننننننن
Dana