As Long As you Are Happy - 150
“سنكون معًا إلى الأبد.”
كان هذا الوعد محمولًا في الخاتم الذي تلقتهُ إيرينا منذ وقتٍ قريب.
كان ذلك أمرًا كانت تنتظره، وكان طبيعيًا، وكان حلمًا لطالما راودها وتمنتهُ باستمرار.
“….…”
‘لماذا أشعر بضيق شديدٍ في صدري إذاً؟’
لقد كانت تعاني من هذا الشعور لعدة أيام حتى أنها بدأت تشعر بصداعٍ شديد.
طرق.- طرق.-
التفتت إيرينا، التي كانت تحدق في الخاتم الذي يزين الإصبع الرابع من يدها اليسرى، نحو مصدر الصوت.
“معذرةً، سيدتي.”
كانت هذه رئيسة الخدم الجديدة التي تم توظيفها مؤخرًا، وهي تنحني باحترام.
“لقد وصلكِ خطابٌ، سيدتي. كنت سأرفقه مع الرسائل الأخرى، ولكن بدا أنه ردٌ على الخطاب الذي أرسلته سابقًا، لذلك أحضرته إليكِ مباشرة.”
وبينما كانت تتحدث، أمالت رئيسة الخدم الصينية الفضية التي تحملها قليلاً لتتمكن إيرينا من رؤية غلاف الخطاب.
كان الغلاف يبدو سميكًا للوهلة الأولى، ومكتوبًا عليه بخطٍ أنيق وقوي اسم كيريك. كان اسم هذا هو البارون مكتوبًا على الغلاف.
لقد وصل الرد على الرسالة التي أرسلتها منذ وقتٍ ليس ببعيد.
“شكرًا، أعني……أحم، أحسنتِ صنعًا.”
مدت إيرينا يدها بسرعةٍ لتأخذ الرسالة، ولكنها تمالكت نفسها وسعلت بخفة لتحدثها بشكلٍ غير رسمي.
“لا شكر على واجب، سيدتي. إنه لمن دواعي سروري أن أكون ذات فائدة. آه، وهناك أمر أود طلب إذنكِ بشأنه.”
“ما الأمر؟”
“أفكر في تغيير المورد الحالي للمواد الغذائية.”
توقفت يد إيرينا التي كانت على وشك أخذ الرسالة للحظة.
“هل هناك سببٌ لذلك؟ أعتقد أن المورد الحالي يتعامل معنا منذ فترة طويلة، أليس كذلك؟”
“منذ شهر تقريبًا بدأت تصلنا موادٌ ذات جودة سيئة مختلطة مع الشحنات. صحيحٌ أنه يمكننا تصفية تلك المواد بسهولة، ولكننا لا ندفع مبلغًا زهيدًا للحصول على هذه الإمدادات، لذلك لا يوجد سبب يجعلنا نقبل موادًا كهذه.”
أومأت إيرينا برأسها متفهمةً كلام رئيسة الخدم. فقد كانت تعلم جيدًا أن الأموال التي يدفعونها للمورد ليست بالقليلة.
فالعديد من الأفواه في قصر وينفريد تحتاج إلى الطعام، بما في ذلك الدوق وينفريد نفسه، بالإضافة إلى إيرينا والخدم، ناهيك عن فرسان وينفريد الذين اشتهروا بأنهم يأكلون جيدًا.
حتى لو نظرنا فقط إلى دلفيا، فمن المدهش التفكير في أين تذهب كل تلك الكميات الهائلة من الطعام التي تستهلكها.
لذلك كنةانت قد أوصت بشراء مكونات غذائية عالية الجودة فقط، حتى لو كان عليهم دفع مبلغٍ إضافي.
“لقد أعطيناهم عدة تحذيرات، ولكن بما أن الوضع لم يتحسن، اضطررتُ لإخباركِ بالأمر.”
“منذ شهر إذاً……”
ضيّقت إيرينا عينيها وهي تحاول استرجاع التفاصيل في ذاكرتها.
“كان ذلك بعد وفاة صاحب القافلة القديم وتولي وريثه منصب القيادة، أليس كذلك؟”
كان صاحب القافلة السابق على علاقة وثيقة بالدوق وينفريد الراحل.
لذلك عندما وصلت أخبار وفاته، ألم يرسل إرن بنفسه الزهور ومبلغًا كبيرًا من المال؟
كانت إيرينا تتذكر ذلك بوضوح، فقد كانت هي من اختارت الزهور وقررت مبلغ المال الذي سيتم إرساله.
بالإضافة إلى ذلك، شهر واحد فقط ليس فترةً طويلة تجعلها تنسى أخبار وفاة شخصٍ ما.
“نعم، هذا صحيح.”
أومأت رئيسة الخدم برأسها موافقة.
“بعد أن ورث الابن إدارة القافلة، بدأت هذه المشاكل في الظهور. في البداية حاولنا الحديث معهم بلطف، ولكن يبدو أن ذلك لم يجدِ نفعًا، لذلك اضطررت لإبلاغكِ.”
كان من الشائع أن تنخفض جودة المواد القادمة مع تغيير المسؤول عن القافلة.
بعد أن انتهت من التفكير، أومأت إيرينا برأسها.
“سأقوم أولًا بفحص المواد التي وصلت سابقًا. بعد ذلك، أعدي قائمةً بأماكن بديلة مناسبة للتعامل معها. سنقرر بعد مراجعة الخيارات.”
“هل ترغبين في التحقق منها الآن؟”
عندما سألت رئيسة الخدم، هزت إيرينا رأسها بالنفي.
“لا، سأقرأ الرسالة أولًا ثم أنزل للتحقق.”
كانت تمنحهم بعض الوقت. فمن الطبيعي ألا يكون من الجيد أن يفاجئهم أحد المسؤولين فجأة.
“مفهوم، سيدتي.”
تفهمت رئيسة الخدم قصد إيرينا، فانحنت لها باحترامٍ مرة أخرى قبل أن تغادر الغرفة بخطوات سريعة.
“هاه……”
استرخت إيرينا وهي تسند ظهرها على الكرسي.
ما قامت به للتو كان من الأمور التي تتولاها عادةً سيدة المنزل المسؤولة عن إدارة شؤون العائلة الداخلية.
مع مرور الوقت، أصبحت إيرينا هي من تتولى هذا الأمر بشكل طبيعي. و هذا متوقع. فهي مخطوبةٌ للدوق وينفريد.
وعندما يعتدل الطقس وتزهر الأزهار في فصل الربيع، ستتزوج منه.
وحينها، لن تكون إيرينا ليونيد، بل ستصبح إيرينا وينفريد.
“…….”
عاد الشعور بالضيق مجددًا. و شعرت إيرينا بدوارٍ خفيف، فحركت رأسها قليلاً لتتخلص منه.
وفي زاوية نظرها، وقعت عيناها على الرسالة التي استلمتها قبل قليلٍ من رئيسة الخدم.
أين السكين المخصص لفتح الرسائل؟
أخرجت إيرينا السكين الذي كانت تبحث عنه من أحد الأدراج، وبدأت بحذرٍ شديد في شق أعلى الظرف دون أن تُلحق به أي ضرر.
<تحياتي، سيدتي.>
كانت رسالة البارون كيريك تبدأ بعباراتٍ أنيقة ومهذبة كما توقعت.
وبالرغم من كتابة عدة صفحات، بدا أن ذلك لم يكن كافيًا، حيث كانت الرسالة مكتظةً بالكلمات حتى داخل الغلاف.
لا شك أن محتوى الرسالة يتعلق بطلب توليها لقب الكونت ليونيد.
كانت إيرينا متجهمةً أثناء قراءتها للرسالة، لكنها سرعان ما أطلقت ضحكةً خافتة.
<أليس الطقس باردًا جدًا هذه الأيام؟ هنا كذلك، ولكن العاصمة بالتأكيد أكثر برودة. عليكِ أن تحافظي على دفء جسدكِ، فهذا أهم شيء. احرصي على تغطية رقبتكِ وقدميكِ، ولا تنسي ارتداء قبعة.
سمعت أن الموضة في العاصمة هذه الأيام تتمثل في ارتداء فساتين خفيفة مصنوعةً من قماش رقيق تكشف الظهر والكتفين. يا لها من موضة بلا فائدة. أنتِ بالفعل من ذوات البنية الضعيفة، أليس كذلك؟ لا يوجد ما هو أهم من صحتكِ. وإذا أصبتِ بالزكام، اشربي مشروبًا دافئًا مع بيضة نيئة……>
كانت الرسالة مليئةً بالتفاصيل الصغيرة كهذه. و كلها تعكس اهتمامًا خالصًا بإيرينا وحدها.
في كل حرف، وفي كل كلمة، كان يتضح عمق العاطفة والمودة الموجهة نحوها.
المحتوى الذي جعل إيرينا تشعر بالتجمد لم يظهر إلا في سطرين أو ثلاثة في نهاية الرسالة.
<إذا تحدثنا عن الأمور الواقعية قليلًا، فإن هذا العجوز سيحترم أي قرار تتخذينه، سيدتي، لأن أي خيار تختارينه سيكون بالتأكيد قرارًا صعبًا اتخذته بشجاعة.>
يبدو أنهُ توقف طويلاً عند هذه العبارة، حيث ظهرت بقعةٌ مستديرة من الحبر عند نهايتها.
ولكن من الجملة التالية، بدا أن الكلمات كُتبت بسلاسةٍ ودون تردد.
<بصراحة، لم يكن قرارًا سهلاً، ولكنني رغبت على الأقل في التكفير عن ذنبي بترككِ وحيدةً في صغركِ من خلال هذا العرض. ومع ذلك، أرجو أن تتذكري، آنستي، أنه إذا عدتِ إلى عائلة الكونت ليونيد، فستتاح لكِ دائمًا فرصةُ تذوق فطيرة الكرز اللذيذة التي تعدها زوجتي.>
‘فطيرة الكرز. لم أتذوقها قط، ولكن هل سيضحك أحد إن قلت إنني أشعر بالحنين إليها؟’
ابتسمت إيرينا للحظة وهي تمسك الرسالة بين يديها. و لم تنسَ أن تطوي الرسالة بحذر وتحتفظ بها بعناية، كما لو كانت كنزًا ثمينًا.
حين أدركت أنها لا تستطيع الجمع بين منصب زوجة أحدهم واللقب النبيل في الوقت ذاته، شعرت ببعض اليأس.
ولكن بما أن هذا العصر بدأ للتو في السماح للنساء بحمل الألقاب النبيلة، كان الأمر متوقعًا إلى حد ما.
و ربما كانت تفكر بتفاؤلٍ زائد عن الحد.
……أم أنها ربما كانت تعلم مسبقًا أن الأمور ستؤول إلى هذا الوضع، وحاولت التفكير بهذه الطريقة لتخفيف وطأةَ الأمر عليها؟
طرق-طرق.-
حين نهضت إيرينا لتتوجه إلى المطبخ، حينها، سُمع صوت طرقِ الباب مرة أخرى.
بدا أن رئيسة الخدم قد عادت.
“ادخلي.”
“عذرًا للإزعاج، سيدتي. إنه إرن.”
لكن على عكس توقعاتها، كان الطارق على الباب هو رئيس الخدم إرن.
“سيدي الدوق يطلب حضوركِ، سيدتي.”
“الدوق؟”
أمالت إيرينا رأسها جانبًا. فلم يكن هناك أي حديثٍ خاص خلال وجبة الإفطار. بالإضافة إلى ذلك، كان غريبًا أن يرسل إرن ليطلبها.
ففي الآونة الأخيرة، كان لوغان يطرق باب إيرينا مباشرةً حتى لأتفه الأسباب. بل إنه كان يأتي أحيانًا بلا سببٍ على الإطلاق.
بعد لحظةٍ من التفكير، وقفت إيرينا.
“سأذهب إليه حالًا.”
بصراحة، كانت تريد رؤيته أيضًا.
***
“……ولهذا السبب، فإن هذا الأمر……”
كان لوغان يعطي أوامرهُ لأحد مرؤوسيه، لكن ما إن وقعت عيناه على إيرينا حتى ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ تلقائية.
“حبيبتي.”
مد يده نحوها، وكأنه يطلب منها أن تأتي إليه. وبدون تردد، أمسكت إيرينا يده.
“إلى أين أنتَ ذاهب؟”
كان لوغان يرتدي معطفه.
“سنذهب إلى مكانٍ ما.”
‘نحن؟’
هل كانت مشمولةً في هذه الخطة المفاجئة للخروج؟
فتحت إيرينا فمها بسرعة لتتحدث.
“أنا……كنت أخطط للذهاب إلى المطبخ.”
“المطبخ؟”
“نعم، أتت رئيسة الخدم صباح اليوم. و يبدو أن جودة المواد الغذائية التي نحصل عليها من القافلة التي نتعامل معها ليست جيدة. أعتقدُ أن هذا حدث بعد أن تغيّر قائد القافلة.”
نظر لوغان إليها وكأنه يطلب منها أن تتابع حديثها.
“لذلك كنتُ أنوي التحقق من الحالة بنفسي اليوم، ثم البحث عن قافلةٍ جديدة للتعامل معها.”
“المواد الغذائية، إذاً.”
ضيّق لوغان عينيه قليلاً، ولكن ذلك لم يستمر إلا للحظة، إذ سرعان ما عاد وجهه ليتزين بابتسامةٍ لطيفة مليئةٍ بالمودة.
“أخبري إرن بالأمر. فقد كان مسؤولًا عن هذه الأمور، وسيتمكن من حلها بشكلٍ مثالي.”
“لكن……”
‘أليس هذا من واجبي الآن؟’
عندما خفضت إيرينا نظرها بتردد، قام لوغان برفق بنقر خدها وكأنه يطمئنها.
“لا بأس. حتى وإن تأخرتِ في العمل لبضع ساعات، لن يحدث شيءٌ خطير.”
في تلك اللحظة، أحضرت إحدى الخادمات معطف إيرينا وقبعتها، ولم تنسَ إحضار وشاحها أيضًا.
“يمكنكِ أن تأخذي وقتكِ.”
ابتسم لوغان وهو يساعد إيرينا في ارتداء ملابسها.
“الوقت الصعب قد انتهى، والآن لدينا الوقت الكافي للتفكير والتحرك كما نريد.”
“وقتٌ كافي……”
همست إيرينا بالكلمات، لمحاولةً استيعابها. و عندما فكرت في الأمر، أدركت أنها كانت دائمًا مشغولة.
سواء في حي الفقراء حيث نشأت، أو بعد انتقالها إلى قصر الدوق وينفريد، كانت دائمًا في حالة من التكيف والعمل المستمر.
ولكن كما قال لوغان، فقد انتهت الآن أوقات الشدّة.
الآن، هي وشريكها يمكنهما أخذ نفسٍ عميق والمشي ببطء دون أن يزعجهم أحد، ولن يكون هناك أي شيء يدفعهما للتحرك بسرعة.
“نعم.”
أمضت إيرينا لحظةً تحدق في لوغان، ثم أومأت برأسها ببطء.
“سأفعلُ ذلك.”
كان لوغان يقصد أن تأخذ وقتها فيما يتعلق بأمور القافلة الغذائية، لكن أفكار إيرينا بدأت تتجه إلى أمور أخرى. على سبيل المثال……الخيار المتعلق بلقب الكونت.
ربما كان لوغان يقصد فقط التحدث عن القافلة، ولكن ربما كان يلمح إلى شيءٍ آخر.
“حقًا؟”
بينما كان لوغان يساعدها في ارتداء قبعتها بعناية، أمسك بيدها بلطف.
_______________________
صح سوي زي تيا صارت امبراطوره وسيدة عائلتها بنفس الوقت🙂↕️
بس يااااااويلس لو تقولين لوء مابي زواج
لوغان يجنن كأنه صاير خفيف زياده🤏🏻
Dana