As Long As you Are Happy - 149
“أنا نعسانة……”
كانت كلماتها تتقطعُ ببطءٍ في نهاياتها.
كان عليها أن تنهض، لكنها ظلت تغفو في حضن لوغان رغم تلك الأفكار.
“لا يمكنكِ النوم الآن.”
مد لوغان يده بحذرٍ ليسند رأس إيرينا الذي كان يسقط ببطءٍ إلى الأسفل.
“يجب أن تتناولي الدواء قبل النوم.”
“ولكن……”
أخذت إيرينا تحرك شفتيها بصمت، ثم أمالت رأسها مجددًا لتسنده على صدر لوغان.
“ربما لأنني ذهبتُ إلى القصر الإمبراطوري اليوم، أشعر بالنعاس الشديد……”
وأضافت همهمةً صغيرة مع تثاؤبٍ في نهاية حديثها. يبدو أنها كانت متعبة جدًا بالفعل.
في الأحوال العادية، كان سيساعدها على الاستلقاء في السرير ثم يستلقي بجانبها.
لكن بارن، الطبيب الخاص لعائلة الدوق وينفريد، كان قد شدد مرارًا على ضرورة تناول الدواء يوميًا دون انقطاعٍ طوال الشهر.
قال إن ذلك سيساعدها على التعافي ولو قليلًا، ليس للعودة إلى حالتها الطبيعية تمامًا، و لكن لتحسنٍ بسيط على الأقل.
“لم يكن هناك داعٍ للذهاب اليوم تحديدًا.”
تمتم لوغان وهو يمرر أصابعه بلطفٍ بين خصلات شعر إيرينا.
إذا تحدث، فسيتمكن من إبقائها مستيقظةً لبعض الوقت على الأقل.
أراد أن يُشغلها بالكلام كي لا تغفو.
“هاه؟ آه، تقصد سناير فلورنس.”
“بالضبط، ألا يكفي أن تلتقِ بها في ساحة الإعدام؟”
كان لوغان هو من منح إيرينا فرصةَ لقاء سناير بنفسه، ومع ذلك بدت نبرته الآن رافضةً قليلًا.
“همم، لكن……”
أغمضت إيرينا عينيها مجددًا، لكنها كانت لا تزال ترد عليه بانتظام.
“كنت أظن أنها قد تعتذر لي بطريقةٍ ما.”
“اعتذار؟”
سُمعت صوت ضحكةٍ خافتة فوق رأسها.
“فلورنس تلك؟ لا يمكن أن يحدث ذلك.”
رفعت إيرينا رأسها ببطء وهي تحدق فيه بدهشةٍ عند سماع نبرة صوته الواثقة.
“هل هي من النوع الذي لا يعتذر أبدًا؟”
“بالطبع. في السياسة، الاعتذار أولًا يعني الخسارة. من المؤكد أنها أصرت على أنها لم ترتكب أي خطأ.”
“…….”
“أن تعتذر فلورنس يشبه أن يذهب ذلك الكائن المدعو كارل بنفسه إلى الدير.”
“يا إلهي……”
يبدو أن توقعاتها كانت مبالغًا فيها للغاية.
“آه، دوق، لدي سؤالٌ أود أن أطرحه.”
انحنى لوغان قليلًا ليقابل نظراتها، وكأنه يشجعها على المتابعة.
“عائلة الكونت فلورنس، سمعت أنهم اتُّهموا بالخيانة، فما الذي حدث بالضبط؟”
عائلة البارون فينترين قد باعت أسرارًا عسكرية لقوات لوبرك، لذا لم يكن غريبًا أن تُتهم بالخيانة. لكن عائلة الكونت فلورنس لم تكن كذلك.
ابتسم لوغان بعمقٍ عند سؤال إيرينا.
“الخيانة؟ الأمر أشبه باكتشاف تفاحةٍ فاسدة داخل صندوق.”
وعندما تبدأ تفاحةٌ واحدة في التعفن داخل الصندوق، فمن المحتمل أن يتعفن الباقي بسرعة.
وفي هذه الحالة، قد يضطر المرء إلى التخلص من الصندوق بالكامل.
“أفضل طريقةٍ لتجنب الأسوأ هي التخلص ليس فقط من التفاحة الفاسدة، بل حتى تلك التي من الممكن بأنها لامستها.”
كانت التفاحة الفاسدة هي البارون فينترين، أما الكونت فلورنس فكان التفاحة التي لامست الفاسدة.
بما أن سناير تعاونت مع فينترين، فقد بدا الأمر أكثر وضوحًا. بل إن النبلاء الآخرين كانوا يخططون بالفعل لاستغلال تهمة الخيانة كذريعةٍ للإطاحة بأعدائهم.
كان النصل الحاد قد أطاح بالكونت فلورنس قبل أن يتمكن أحد من التدخل.
“بهذه السهولة……”
تحدثت إيرينا بذهول، فابتسم لوغان وقبَّل خصلات شعرها.
“ليس بتلك السهولة. على أي حال، تهمة الخيانة لا يمكن لأحدٍ الإفلات منها، حتى لو كان من العائلة الإمبراطورية نفسها. والإمبراطور يريد إنهاء هذه الفوضى بسرعةٍ بأي طريقة.”
“ولماذا ذلك؟”
“لأن السلام قد عاد لتوه.”
رغم أن الحرب لم تصل آثارها المباشرةُ إلى العاصمة، إلا أن حربًا استمرت لأكثر من مئة عام أرهقت الجميع، حتى سكان العاصمة.
كانوا يتألمون يوميًا بسبب الأخبار المؤلمة، وارتفاع أسعار القمح والخبز الضروري بسبب الحرب التي دمرت الأراضي الزراعية في الشرق، مصدر القمح الرئيسي.
حتى سكان العاصمة كانوا يرحبون بالسلام ويحتفون به تمامًا كسكان أراضي دوقية وينفريد.
“لكن بالكاد مر عامٌ على شعور الناس بالاطمئنان، وإذا ظهرت قصصُ الخيانة مع تهديد عودة قوات لوبرك، سيشعر الجميع بالخوف مجددًا.”
قد يتحول هذا الخوف إلى اضطراب، وربما حتى إلى تمرد.
“لهذا السبب، سيبذل الإمبراطور قصارى جهده لتهدئة الناس.”
“من أجل الناس؟”
“لا، من أجل نفسه.”
“…….”
“الإمبراطور الذي جلب السلام بعد حربٍ استمرت لأكثر من مئة عام……هذا لقبٌ يحمل مجدًا كبيرًا.”
بعبارةٍ أخرى، كان الإمبراطور يخشى أن تضيع الإنجازات التي حققها. إضافةً إلى ذلك، فإن حدوث تمرد سيكون مشكلةً كبيرة لا يريد التعامل معها.
“أفهمُ الآن……”
هزت إيرينا رأسها ببطء وهي تسند رأسها مجددًا على صدر لوغان.
بدت وكأنها اقتنعت بتفسيره، لكن في الحقيقة كانت هناك أمورٌ أخرى. فالكونت فلورنس، في الواقع، كان قد بدأ في الابتعاد عن الإمبراطور منذ فترةٍ طويلة.
لذا، كان الكونت يبحث عن درعٍ جديد يحميه إذا ما ابتعد كليًا عن الإمبراطور، وكان ذلك الدرع هو لوغان نفسه.
بطل الحرب، لوغان وينفريد.
“لو لم أنتصر في الحرب، لما كان سيُزوج سناير بي مهما كان يدَّعي بأنها خطيبتي منذ طفولتي، بل كان سيزوجها بشخصٍ آخر.”
لا، ذلك العجوز ربما كان ليزوّج سناير بي قبل وفاتي مباشرة. ولو حدث ذلك، لكان ابتلع الأراضي الشرقية كلها وملأ جيبه بثرواتها بعد موتي.
“كل ما يملكه هو الجشع……”
على أي حال، عندما أظهر الكونت فلورنس نيتهُ العلنية في الانقلاب عليّ، كان الإمبراطور غاضبًا بشدة من جهته.
لذلك، وبناءً على أدلةٍ ضعيفة بالكاد تُعتبر مقنعة، مثل تلك الرسالة التافهة، أرسل الكونت فلورنس إلى منصة الإعدام.
‘لكن هذه مجرد البداية……’
فكّر لوغان بعمق وهو يمرر يده على شعر إيرينا.
هذا الأمر أدى إلى بدء الانقسام بين صفوف أنصار الإمبراطور.
صحيح أن الكونت فلورنس ارتكب أخطاء، ولكن هل كانت تلك الأخطاء تستحق تهمة الخيانة؟
‘يبدو أن الإمبراطور ظنّ أن ذلك سيكون تحذيرًا لباقي النبلاء الموالين له، لكنني أشك في ذلك.’
غالبية النبلاء الموالين للإمبراطور كانوا من نبلاء العاصمة، و ينتمون إلى عائلاتٍ عريقة ذات تاريخ طويل.
هل يظن أن تهديد أمثالهم سيُجدي نفعًا؟
‘كان من الأفضل لو حاول الإمبراطور تهدئتهم واستمالتهم بدلاً من تهديدهم. مثل ما يفعل ولي العهد الآن.’
ولي العهد كان يتنقل بين النبلاء الذين تدهورت علاقتهم مع الإمبراطور. بحجة تنظيم الفوضى التي أثارها الوضع الحالي، لكنه في الخفاء كان يدير محادثاتٍ ذات طابعٍ مختلف تمامًا.
‘من خلال ذلك، سيتعلم ولي العهد كيف ينجو.’
وبالتوازي، سيقترب موعد تنازل الإمبراطور عن العرش.
‘ما دمتُ قد قررتُ مساعدته، يجب أن أقوم بذلك على أكمل وجه.’
ابتسم لوغان وهو يفكر في المستقبل القادم. وبينما كان ينظم أفكاره، يبدو أن إيرينا قد غفت، إذ تحرك جسدها قليلاً وهي مستلقية.
“يبدو أنه علي إيقاظها.”
التفت لوغان برأسه، فوجد بارن، الذي حضّر الدواء بنفسه، يبتسم بهدوءٍ بينما يضع الدواء وبعض الطعام على الطاولة قبل أن يغادر دون إصدار صوت.
حتى في طريقة خروجه، بدا وكأنه سعيد، وكأنما كان واثقًا أن أفكاره تتطابق مع أفكار لوغان.
عندما قالت لي إيرينا أنها لا تلومني على شيء، وعندما أمسكت بي بقوة، أدركت شيئًا مهمًا.
“سيدة إيرينا.”
لكن حتى لو سامحتني، فإن توبتي لم تنتهِ بعد.
لقد مرت بالكثير من الأشياء التي لم يكن عليها أن تواجهها حتى لو لم تكن بسببي.
“افتحي عينيكِ.”
علي أن أكفر عن ذنوبي ببطء.
حتى لو قالت أن كل شيء أصبح على ما يرام، وحتى لو رفضت محاولاتي، لن أتركها.
سأستمر طوال حياتي في التكفير، خطوةً بخطوة.
“إيرينا.”
همس لوغان باسم محبوبته عدة مراتٍ أخرى، إلى أن فتحت عينيها أخيرًا بصعوبة.
تحت رموشها الطويلة، ظهرت عيناها الزرقاوان المليئتان بالنعاس.
“آه……”
فركت عينيها مرةً واحدة، ثم نظرت إلى لوغان، ثم إلى زجاجة الدواء والطعام الموضوعين على الطاولة.
“عليكِ أن تأكل ثم تنامي، أما زلتِ تشعرين بالنعاس؟”
“…….”
أومأت إيرينا برأسها دون أن تقول كلمة.
قبّل لوغان خديها بلطف.
“هل أطعّمكِ؟”
“……لا أحب ذلك.”
كان الرفض واضحًا رغم كونه خافتًا. ولأنه لم يرغب في الضحك في هذا الموقف، حاول لوغان بشدة أن يكتم ضحكته.
“دوق.”
بعد أن تناولت إيرينا بضع ملاعق من الحساء وابتلعت الدواء، استلقت على السرير.
كانت تبدو وكأنها ستغفو بمجرد أن يلامس رأسها الوسادة، لكن بدا وكأنها كانت تحاول قول شيءٍ ما، فأبقت عينيها مفتوحتين بصعوبة.
“دوق.”
مدّت يدها البيضاء برفق وضربت مكانها بجانبها.
استلقى لوغان بجانبها، وعندها ابتسمت أخيرًا كما لو كانت راضية.
هل هذه أول مرة ينامان فيها في نفس السرير؟
و الآن في اليوم الذي تأكد فيه كل منهما من مشاعر الآخر، هما الآن في نفس السرير.
يبدو أن أول خطوةٍ هي أن أطلب يدها أولاً.
طلب يدها، كيف يمكنني فعل ذلك؟
ماذا سأفعل لكي يروق لها؟
هل يجب أن أملأ القصر بالزهور بما أنها تحبها؟
بينما كان لوغان غارقًا في هذه الأفكار، كانت إيرينا فقط تحرك شفتيها.
“دوق، لدي أمنية.”
“أمنية؟”
أومأت إيرينا برأسها وهي غارقةٌ في النعاس.
“نحن……”
مدت إيرينا يدها من تحت اللحاف الذي غطاها به لوجان، ووضعتها فوق يده.
“أريد أن نكون معًا دائمًا. في الربيع و عندما تتفتح أزهار التوليب، وفي الصيف الحار، وفي الخريف عندما يكون الجو مناسبًا لركوب الخيل، وأيضًا في الشتاء عندما تتساقط الثلوج. حتى لو تقدمنا في العمر وتغيرنا كثيرًا، دعنا نبقى هكذا معًا.”
كانت عيونها الزرقاء، المدفونة جزئيًا في الوسادة، تحدق فيه. و كانت عيونًا حازمةً ومستقيمة.
“هل تطلبين يدي الآن؟”
في سؤال لوغان المليء بالضحك، أومأت إيرينا برأسها.
“نعم، عِش معي. دوق.”
كان عرضًا لا يمكن رفضه.
حتى قبل لحظات، كانت إيرينا تتخيل طريقةً لطلب يد لوغان بطريقتها، لكن هذا الطلب كان أكثر كمالًا من كل ما تخيلته.
“حسنًا.”
ابتسم لوغان وأمسك بيدها بقوةٍ باستخدام يده التي كانت قد تلامست معها في البداية.
ارتبط الاثنان بشكلٍ قوي.
“دعينا نفعل ذلك.”
سوف نكون سعداء. بقدر ما عانينا في الماضي، وبقدر ما تألمنا.
سيكونان سعيدين بقدر ما تمنيا سعادةَ الآخر.
<النهاية>
_____________________________
انتهت
الفصل يجنن مع انهم تكلموا كثير عن السياسه بس النهايه تجننن
حسبتهم بيحطون سكيب تايم بعدها كيف لوغزن طلب يدها بس ماتوقعت ايرينا تقول أول😭🤏🏻♥️♥️♥️♥️
الروايه تجنن مع احزانها وكل شي
صح ان صار تمطيط خصوصاً في الاخير بس عادي فدا لوغان و ايرينا😘
فيه 11 فصل اضافي ان شاء الله انزلها لكم ورا بعض واصيح زود عاد
Dana