As Long As you Are Happy - 144
“الدوق وينفريد؟”
‘متى أتى؟’
صحيح أنه كان محاصرًا في القصر الامبراطوري حتى اضطر إلى التسلل إلى هذه الغرفة، لكنه لم يكن أحمقًا تمامًا.
‘لم يتواجد سوى النساء.’
ظل يراقب الغرفة من النافذة باستمرار. عندما بدأ فرسان دوقية وينفريد، الذين كان يعرف بعضهم بشكلٍ غامض، يغادرون واحدًا تلو الآخر، ولم يبقَ سوى السيدتين، فبدأ يفكر فيما إذا كان عليه الدخول أم لا.
هل يمكنه السيطرة عليهما؟ إذا صرخ وهددهما، فمن المؤكد أنهما ستنهاران بالبكاء وتبقيا صامتتين.
‘لا، ليس بعد.’
هذا المكان كان القصر الإمبراطوري. و إحداث فوضى هنا سيجعل الحراس يهرعون بأعدادٍ كبيرة.
ليس هناك سوى فرصةٍ واحدة، ولا يجب أن تُهدر على شيء كهذا. و لحسن الحظ، لم يكن عليه الانتظار طويلاً.
إحدى السيدتين بدت وكأنها على وشك الانهيار. إن استمرت في البكاء قليلاً فقط، ربما ستفقد وعيها تمامًا.
بدت في حالةٍ هشة لدرجة أنه شعر أنها قد تنهار في أي لحظة.
‘متى ستفقد الوعي؟’
إذا فقدت تلك المرأة وعيها، فإن أنظار الجميع ستتوجه نحوها بلا شك. و عندها، يمكنه استغلال الفرصة للتهديد، أو في أسوأ الأحوال، الاختطاف.
‘افقدي الوعي!’
بينما كان يتردد في إلقاء الحجر الذي كان يحمله على رأسها دون وعي، غادرت المرأتان المكان.
رغم أنهما ذهبتا إلى الغرفة المجاورة فقط، الا أن ذلك كان كافيًا بالنسبة له.
تسلل فينترين إلى الداخل عبر النافذة وأول ما فعله كان إغلاق الباب بالمفتاح.
رغم أن الباب كان رقيقًا، إلا أنه سيكون عائقًا كافيًا لتأخير أي شخص إذا تم كشف أمره.
في الوقت الذي يحتاجه الآخرون لكسر الباب، سيتمكن هو إما من الهرب أو من أخذ ايرينا معه.
لذلك، كان هذا الباب هو الدرع الوحيد بالنسبة لفينترين، والشيء الوحيد الذي يمكنه الاعتماد عليه بصعوبة.
‘لـ، لم أسمع أي صوتٍ على الإطلاق؟’
رغم أنه كان يركز تمامًا على إيرينا، إلا أن أذنيه كانت تتجهان بدقةٍ إلى الخلف.
وهذا لأن الهروب كان الحل الأخير بالنسبة له.
هذا المكان هو القصر الإمبراطوري، وفي الغرفة المجاورة هناك من يمكنهم مساعدة إيرينا.
كان كل شيء من حوله كمصيدة. و مجرد لمسةٍ بسيطة كانت ستجعل تلك المصيدة الحادة تقفز وتغرس أنيابها في عنقه.
لكن وسط كل ذلك، كان هناك طريقٌ واحد فقط للبقاء على قيد الحياة. لهذا لم يكن أمامه خيار سوى القفز في خضم الأمور، وللبقاء حيًا، كان غريزيًا يراقب ما يحدث خلفه.
لكن رغم ذلك……
‘كيف دخل دون إصدار أي صوت؟’
من غير الممكن أن يعطوا مفتاح غرفةٍ في القصر الإمبراطوري لأي شخص بهذه السهولة، أليس كذلك؟
ضربة-!
قبل أن يُكمل أفكاره، انهالت عليه لكمةٌ أخرى. و أصبح كل شيءٍ أسودًا أمام عينيه، ثم تحول فجأةً إلى اللون أبيض.
“مـ، مهلًا……لحظة واحدة، دوق وينفريد!”
بدأ فينترين يلوّح بذراعيه وساقيه بشكلٍ يائس.
من كان يظن أنه حتى في القصر الإمبراطوري سيُلوِّح هذا الدوق الوحشي بقبضته هكذا؟
لعلّ ذلك بسبب نشأته في ساحات القتال، فهو حقًا شخصٌ همجي، لكنه على الأقل كان يُفترض أن يعرف متى يراعي المكان……
“أغـ……!”
تحطم أنفه تمامًا و نزف منه الدم.
‘دم……إنه دم.’
راح الدم يفيض بغزارةٍ على كف فينترين.
كان فينترين معتادًا على ضرب الآخرين وإخضاعهم.
مشهد الأشخاص الذين يتلقون الضربات منه، ثم يزحفون على الأرض وهم ينزفون، كان مألوفًا له إلى حدٍ الملل.
ولكن أن تكون الأمور معكوسة؟
هذا لم يحدث قط.
لم يسبق له أن تلقى صفعةً حتى من الكونت ليونيد السابق. كما أنه كره الشعور بالألم أو الإرهاق الجسدي، لذا تجنب تعلم المبارزة.
بدلاً من ذلك، كان ينظر بازدراءٍ إلى من يحملون السيوف.
كان يرى أنهم أغبياء وجاهلون لدرجة أنهم لا يعرفون سوى القيام بتلك الأفعال السخيفة.
شخصٌ مثله، ذو مكانةٍ نبيلة، لم يكن يرى نفسه مرتبطًا بمثل هذه الأمور أبدًا.
ضربة-!
بمعنى آخر، فينترين لم يكن معتادًا على الألم على الإطلاق.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه هي المرة الأولى التي يجد فيها نفسه في موقفٍ ضعيف ومهين كهذا.
“أرجوكَ……توقف!”
أصبح المشهد أمام عينيه يتقلب بين السواد والبياض بشكلٍ متكرر.
“توقف، كفى!”
‘إنه مؤلم! ألا ترى أنني أتألم الآن؟’
‘إنني أنزف دمًا!’
“أغـه!”
خرجت المزيد من الدماء من أنفه مرة أخرى.
إذا استمر الأمر على هذا النحو، فسينتهي به المطاف ميتًا بالفعل.
حاول فينترين الزحف مبتعدًا وهو يخدش الأرض، لكن أحدهم أمسكه من ياقة ملابسه ورفع نصف جسده في الهواء.
كانت القبضة المغطاة بالدماء مرفوعةٌ عاليًا، وبدت مرعبةً بشكل لا يُصدق.
تلك العينان الحمراء اللتان تنظران إليه كما لو كان فريسة، كانت مخيفةً إلى حدٍ لا يُوصف.
لم يستطع فينترين تحمل ذلك أكثر، فانتهى به الأمر بتبليل ملابسه السفلية.
“دوق.”
يد بيضاء صغيرة أمسكت بمعصم وينفريد.
كانت قوةُ تلك اليد ضعيفةً لدرجة جعله يتساءل ما إذا كانت ستتمكن من إيقافه بالفعل.
“….…”
ومع ذلك، توقف مع تلك القرة.
ابتعدت تلك العينان الحمراوان، ذات البؤبؤ الضيق، عن النظر إلى فينترين أخيرًا.
بمجرد حدوث ذلك، شعر فينترين بالارتياح وأرخى جسده بالكامل، مستسلمًا.
“دوق…….”
عندما استدار وينفريد، وجد إيرينا تقف هناك، شاحبةَ الوجه وهي تتنفس بصعوبة.
“دوق…….”
كما لو أن الحديث كان عبئًا عليها، فتحت إيرينا شفتيها وأغلقتهما عدة مرات قبل أن تهز رأسها.
كان ذلك يعني “توقف عن الضرب”.
‘ياللراحه.’
بصراحة، شعر ولي العهد، الذي كان قد تبع الدوق وينفريد، بارتياحٍ عميق عند رؤية ذلك.
صحيح أن فينترين استحق العقاب على ما فعله، لكنه كان يتوقع أن يتعامل الدوق مع الموقف بطريقةٍ أكثر نبلاً، وبما يتناسب مع المكان.
إذا لم يفعل، فهذا سيبدو سيئًا بالنسبة له، فهو الشخص الذي تعهد بالتعامل مع كل شيء.
هو أيضاً من أحضر المفتاح بسرعة وسلمهُ له.
لكن مع ذلك، بالنظر إلى ما كان يحدث بالداخل، بدا أن وينفريد على وشك خلع الباب بقوة.
صحيح أن حادثة الاختطاف جلبت الكثير من الفوضى، لكن حدوث المزيد من المشاكل هنا لم يكن أمرًا مرحبًا به.
الأمور بدأت تصبح أكثر صعوبةً في التعامل معها.
“إذا استمررتَ في ضربه، سيموت.”
‘تمامًا! أحسنتِ، آنسة ليونيد!’
‘أرجوكِ، أقنعي الدوق وينفريد ليُعالج الأمر بطريقةٍ تليق بالنبلاء.’
على أي حال، هذا الوغد أثار الفوضى داخل القصر الإمبراطوري، لذا لن تكون نهايته مريحةً بأي شكل……
“ابقِه على قيد الحياة وأعطه ألمًا أكبر.”
“……!”
“لا تقتله، بل دعه حيًا ليواجه معاناةً أكبر.”
بمجرد أن نطقت إيرينا بتلك الكلمات التي عكست صدق مشاعرها، ساد الصمت في الغرفة للحظة.
السيدة هيلبريتون، التي دخلت خلف الدوق وينفريد، حبست أنفاسها بشكلٍ واضح، بينما علقت الكونتيسة فرانسيس بهدوء على الموقف.
“يا للعجب.”
“إنها صريحةٌ للغاية.”
قال كارل تلك الكلمات بلا وعي، مما جعل السيدة هيلبريتون تنظر إليه بذهول. فأسرع كارل بوضع يده على فمه، محاولًا تدارك الموقف.
“هه……”
في حين كان الجميع صامتين وغير متأكدين مما يجب قوله، انطلقت ضحكةٌ صغيرة فجأة.
“هاهاهاها.”
كان لوغان هو من يضحك.
رغم أن ضحكته لم تبدُ وكأنها صادرة عن تسليةٍ حقيقية، بل أقرب إلى ضحكةٍ بسبب عدم التصديق أو السخرية، إلا أنها كانت كافيةً لتلطيف الأجواء المتوترة في الغرفة.
“حسنًا.”
تمتم وينفريد وهو يمسح فمه بيده قبل أن ينهض من مكانه.
“سأتبع كلامكِ.”
عندها فقط ظهرت على وجه إيرينا تلك الابتسامةُ الصافية المعتادة، فرفع لوغان يده الأخرى، التي لم تكن ملوثةً بالدماء، ليمسح برفقٍ على خدها الشاحب.
“….…”
وفي تلك اللحظة، حبس فينترين أنفاسه.
‘ألا يقتلني بل يجعلني أعاني أكثر؟’
بدأ قلبه ينبض بقوة، نبضاتٍ ثقيلة، متلاحقة.
كل ما فعله حتى الآن بدأ يعبر أمام عينيه و كأنه شريطُ ذكرياتٍ سريع.
لقد حاول مرارًا إيذاء الشيء الذي يعزّه الدوق وينفريد. و ساعد تلك المرأة الغريبة التي أرادت قتلها.
ورشا السيد نورمان ليتسلل إلى القصر الإمبراطوري بشكلٍ غير قانوني.
أثار الفوضى في القصر وخلق مشاكل لا حصر لها.
ثم……
‘بالتأكيد سمعَ الدوق ما قيل منذ قليل، أليس كذلك؟’
لقد تم اكتشاف تواطؤه مع لوبرك.
في حال إثارة الفوضى داخل القصر الإمبراطوري، فإن أسوأ ما قد يحدث هو أن يُمنع من دخول العاصمة ويُسحب منه اللقب. سيفقد لقبه ويعيش كمدني، لكنه لن يموت.
لكن الخائن المتواطئ مع الأعداء سيُقتل، وبطريقةٍ وحشية و مؤلمةٍ للغاية.
كما سيُجبر أفراد عائلته على المرور بنفس المصير، لكن فينترين لم يكن يهتم لذلك حقاً.
كان كل ما يشغله هو الألم الرهيب الذي سيواجهه في المستقبل.
“لا.”
بدأت الدموع تنهمر من عينيه.
‘لا أريد أن أموت بتلك الطريقة المروعة.’
كان يسمع أصواتاً من فوقه تتحدث عن مصيره.
“خذوه إلى السجن تحت الأرض أولًا، ثم اجعلوه يعاني من التعذيب لعدة أيام دون أن يُسمح له بالنوم، واستدعوا الجلاد.”
كل كلمةٍ كانت تحمل في طياتها تهديدًا مروعًا.
لم يكن يريد هذا المصير.
لم يكن يرغب في الموت، لكنه أيضًا لم يكن يريد أن يتحمل هذا الألم.
أغمض فينترين عينيه كما لو كان قد اتخذ قرارًا ما.
ثم، بينما كان الجميع مشغولين بأمورٍ أخرى، أخرج شيئاً من داخل عباءته.
“آه!”
كانت السيدة هيلبريتون هي من لاحظت ذلك.
بسبب وقوفها بعيدًا قليلاً، كانت أكثر قدرةً على ملاحظة ما كان يحدث.
“إ، إنه! يحاول فعل شيءٍ الآن!”
“…..!”
عند صرخاتها، التفت الجميع ليجدوا فينترين مستلقيًا على الأرض، وقد أخرج من عباءته زجاجةَ سم وأخذ منها جرعةً كاملة.
“ارغ……”
ابتلع فينترين سم أريتي، فبدأ يحك عنقه بعنفٍ ثم أسقط رأسه وهو يخرجُ رغوةً من فمه.
هرع ولي العهد ليتحقق من حالته، وهو ينحني نحو فينترين.
“هل……مات؟”
اتسعت عيناه بصدمة، ورفع يده ليأخذ الزجاجة الفارغة.
“ما هذا بحق؟”
“إنه السم الذي شربته السيدة ليونيد.”
تنهد لوغان بغضب، وأكمل حديثه.
“يبدو أنه كان خائفًا من التعذيب الذي سيواجهه.”
“صحيح.”
أومأ ولي العهد برأسه، ثم نهض.
“والدتي غاضبةٌ جدًا، لذا بالتأكيد لن يكون موتهُ هينًا. ربما كان الموت بالسم الآن هو الخيار الأسهل له.”
أنهى حديثه وهو يصفق بلسانه.
“لكن لو كان على قيد الحياة، لربما استطاع أن يقلل من معاناة عائلته بطريقةٍ ما.”
الامبراطورة الغاضبة جدًا بسبب الأحداث غير السارة التي حدثت في قصرها، من المؤكد أنها ستفرغ غضبها على أفراد عائلة فينترين.
االمحققون الامبراطوريين سيضغطون على فينترين للحصول على مزيد من المعلومات حول تواطؤه مع لوبرك، وسيحاولون انتزاع كل ما في جعبته.
لو كان فينترين على قيد الحياة، لكان قد واجه كل تلك العواقب، لكن عائلته كانت ستتمكن من التمتع بحياةٍ هادئة نسبيًا.
ولكن الرجل الجبان اختار راحته الخاصة.
“عائلة فينترين، الزوجة والأطفال، يالهم مساكين.”
“لا أعتقد ذلك.”
ابتسم لوغان. في الحقيقة، لا يعرف سوى قلةٌ من الناس هذا السم.
وكان جميع هؤلاء الأشخاص يفكرون على الأرجح بطريقةٍ مشابهة لولي العهد.
طبيب القصر الإمبراطوري يعرف، لكن يمكنهُ إغلاق فمه بسهولة.
وبما أنه لم يتبق له الكثير من الوقت حتى التقاعد، فمن المؤكد أنه يحتاج إلى قضاء ما تبقى من حياته براحة اذا لم يتدخل في ذلك.
“سمو ولي العهد.”
“آه، ماذا؟”
عندما ناداه الدوق وينفريد، نظر ولي العهد إليه عابسًا، وهو يحدق فيه بعيون واسعة.
“من مات بالفعل، لا يمكننا فعل شيء حيال ذلك. دعونا ندفنه.”
“لكن الخائن الذي تواطأ مع الأعداء يجب أن يُعلق على جدران المدينة كتحذير، أليس كذلك؟”
“الشخص الذي يحتاج إلى تحذير قد مات بالفعل، وجيش لوبرك قد هُزم.”
ضحك لوغان وهو يكمل حديثه.
“لذا، ربما يحتاج هذا الشخص إلى بعض الرحمة.”
وبينما قال ذلك، ضرب لوغان ذراع فينترين برفق.
“رحمةٌ بسيطة جدًا.”
رحمةٌ بسيطة لشخص قد يستفيق في تابوته العميق تحت الأرض، وهو يصرخ بألم.
__________________________
رحمة قال😭😭😭😭😭😭😭😭
نشوف الرحمة ذي وين تودي فينترين😭
بعد الضرب الطرب ذاه نحتاج صراخ طرب✨
المهم هاه باقي تضف ايرينا😔🫂
Dana