As Long As you Are Happy - 142
‘ما الذي يحدث بالضبط……’
السيدة هيلبريتون، التي كانت تجلس بجانب السرير، كانت تمسح دموعها مرارًا وتكرارًا. و كانت يداها ترتجفان بشدة.
‘الآنسة ليونيد شخص رائعٌ ولطيف للغاية……’
إيرينا، التي كانت السيدة هيلبريتون تعرفها، بدت شخصًا ضعيفًا للغاية ولكنها قويةٌ إلى ما لا نهاية في الوقت نفسه.
تذكرُ الحروف، و تعلم الأرقام، و إتقان الحساب.
كان ذلك بالنسبة للبعض أمرًا بديهيًا جدًا.
لكن، أليس الجميع هكذا؟ يتعلمون منذ الصغر لدرجة أنهم لا يتذكرون متى بدأوا، ثم يكبرون ليصبح ذلك الأمر طبيعيًا لديهم كالتنفس.
‘ولهذا كانت الآنسة ليونيد مذهلة.’
كانت تتعلم ببطء وبجهدٍ أكبر مما يعرفه الآخرون بالفعل، لكنها كانت تستمتع بذلك.
رغم اتباعها منهجًا عشوائيًا وغير منطقي وضعته بنفسها، كانت تتعلم بجديةٍ كبيرة.
مشاهدة نموِّها يومًا بعد يوم كانت مصدر سعادةٍ كبيرة للسيدة هيلبريتون، ومنذ تلك اللحظة بدأت تقتنع بشيء واحد،
‘ظهور إيرينا ليونيد لأول مرة في المجتمع سيكون مثاليًا.’
بصراحة، في البداية كانت تفعل ذلك لتهدئة إيرينا التي كانت قلقة، لكن تدريجيًا تحول الأمر إلى يقين، وبحلول وقت الحدث أصبح الأمر و كأنه حقيقةً بالنسبة لها.
لكن الآن……
‘منذ تلك الرسالة الغريبة، كان هناك شيء مريبٌ يحدث، والآن اختطاف و محاولة قتل؟!’
عضت السيدة هيلبريتون شفتيها ودفنت وجهها في راحتيها.
بدا لها كل شيء وكأنه خطؤها.
‘كان يجب أن أعود في وقت أبكر، أو على الأقل أن أخبر الآنسة ليونيد أن تكون حذرةً قبل أن تغادر.’
كانت دلفيا، و ريو، و الكونتيسة فرانسيس، وآخرون ينصحون السيدة هيلبريتون مرارًا بأخذ قسطٍ من الراحة، لكنها رفضت ذلك تمامًا.
شعرت أنها يجب أن تكون بجانبها طوال الوقت.
“السيدة هيلبريترن.”
بينما كانت تندم على ما مضى بلا جدوى وهي تعض شفتيها، شعرت بيد دافئةٍ تربت على كتفها.
“……؟”
عندما التفتت، وجدت الكونتيسة فرانسيس تبتسم بلطف أمامها.
“جسدكِ بارد.”
ابتسمت الكونتيسة ابتسامةً خفيفة ووضعت شالًا سميكًا على كتفي السيدة هيلبريتون.
“آه……”
عندها فقط أدركت السيدة أن جسدها كان يرتعش بشدة.
وبعد ذلك، وضعت الكونتيسة فرانسيس كوبًا من الشاي الدافئ في يد السيدة هيلبريتون.
“تذوقيه، سيساعدكِ على تدفئة جسدكِ.”
“……”
نظرت السيدة هيلبريتون إلى كوب الشاي للحظات، ثم انحنت قليلاً وأخذت رشفةً دافئة منه.
بعد ذلك، ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على وجهها.
“يبدو أنني كنت في حالةٍ مزرية.”
مررت يدها على وجهها كما لو كانت ترتب ملامحها.
لم ترد الكونتيسة فرانسيس بالكلام، لكنها اكتفت بابتسامةٍ لطيفة وجلست بجانب السيدة هيلبريتون.
“أنتِ قلقةٌ للغاية، أليس كذلك؟”
اتجهت نظرتها الدافئة هذه المرة إلى إيرينا، التي كانت لا تزال مغمضة العينين، وكأنها في نومٍ عميق.
“هذا طبيعي. رغم أنني أقضِ وقتًا طويلاً معها، لكن حتى من ذلك الوقت القصير يمكنني معرفة أن الآنسة ليونيد شخصٌ رائع.”
مدت الكونتيسة فرانسيس يدها وأزاحت شعر إيرينا بلطفٍ إلى الخلف.
كان في كل حركةٍ من يدها مشاعر عميقة من الحب والقلق.
“لذا من الطبيعي أن تقلقِ. و تتساءلين متى ستستيقظ، وإذا استيقظت، هل ستكون بخير؟ لا بد أن تغرق أفكاركِ في القلق بلا نهاية.”
نظرت الكونتيسة فرانسيس مرة أخرى إلى السيدة هيلبريتون وابتسمت.
“لذلك، عليكِ أن تعتني بنفسكِ أكثر، أليس كذلك؟”
أمسكت الكونتيسة فرانسيس بيد السيدة هيلبريتون بحركةٍ رقيقة.
“علينا أن نصمد، سيدتي. و عندما تفتح الآنسة ليونيد عينيها، يجب أن نكون أقوياء حتى تتمكن من الاعتماد علينا.”
للحظة، اهتزت عينا الكونتيسة فرانسيس، لكنها كانت لحظةً قصيرة للغاية. و بعد تلك اللحظة، ازدادت ابتسامتها قوةً وتصميمًا.
“نحن هنا لنكون دعمًا لها، أليس كذلك؟”
نظرتها المليئة بالعزم أثارت في قلب السيدة هيلبريتون شعورًا بالثبات. فنظرت إليها ثم أومأت برأسها.
“نعم.”
الآن هو الوقت الذي ينبغي أن تصمد فيه.
فإرشاد الطالب الذي يضل طريقه هو دور المعلم.
“……أشعر بالخجل من قول هذا، لكن……”
ابتسمت السيدة هيلبريتون وهي تمسح دموعها عن وجنتيها بيدها.
“أشعر بالجوع.”
“إنها إشارةٌ جيدة.”
ابتسمت الكونتيسة فرانسيس بخجل، وقد احمرّت وجنتاها قليلاً.
“في الواقع، شعرت بالجوع أيضًا، لذا طلبت من أحد الخدم أن يحضر لنا حساء البطاطس إلى الغرفة المجاورة.”
ثم أغلقت عينها بعفويةٍ وهي تبتسم.
“كنت سأشعر بالوحدة لو تناولته لوحدي، هلا تنضمين إلي؟”
أومأت السيدة هيلبريتون ببطء، ثم وقفت وتبعت الكونتيسة فرانسيس.
‘من الأفضل لو أكلنا هنا.’
قبل أن تخرج من الغرفة، ألقت السيدة هيلبريتون نظرةً مليئةً بالحنين على الغرفة التي كانت إيرينا مستلقيةً فيها.
كانت ترغب بشدة في البقاء بجانبها. فقد غادر كل من دلفيا ريو الغرفة مؤقتًا بسبب العمل.
وفوق ذلك، بما أنها لا تعرف متى ستستيقظ إيرينا، كانت تفضل البقاء في مكانها الى حين استيقاظها.
لكن الغرفة المخصصة لضيوف القصر الإمبراطوري لم تكن تحتوي على مكان مناسب لتناول الطعام.
كان هناك طاولة صغيرة في الغرفة، لكنها كانت تبدو مخصصةً لحمل شمعدان فقط، ولم تكن مناسبةً لوضع طبق واحد عليها حتى.
‘الغرفة مجاورةٌ لنا تمامًا، هذا يكفي.’
الغرفة التي وضع فيها الخادم حساء البطاطس بناءً على طلب الكونتيسة فرانسيس كانت متصلةً بالغرفة الحالية عبر بابٍ مجاور.
مكان يمكن سماع أدنى صوتٍ منه، لذا إذا استيقظت إيرينا، يمكنهما القدوم فورًا.
“لحظةً واحدة.”
استدارت السيدة هيلبريتون وأشعلت إحدى الشموع المثبتة في الشمعدان.
اشتعل الفتيل ببطء لينبعث منه ضوءٌ ليس ساطعًا جدًا ولا خافتًا جدًا.
إذا فتحت عينيها ولم تجد أحدًا أو أي ضوء، فقد تشعر بالخوف……
وضعت السيدة هيلبريتون الشمعة المشتعلة في مكانٍ آمن بعيدٍ بعض الشيء، ثم أطلقت زفيرًا مطمئنًا وكأنها قد هدأت أخيرًا.
“هل نذهب الآن؟”
أومأت الكونتيسة فرانسيس برأسها، وغادرت السيدتان الغرفة معًا.
طَق-
سُمع صوت الباب وهو يُغلق. و بدا أن أحد الخدم قد أحضر المزيد من الطعام، حيث بدأت أصوات الحديث تتصاعد من خلف الباب.
صوت الخادم الودود، و صوت الكونتيسة فرانسيس القوي والنشيط، وصوت السيدة هيلبريتون التي كانت تحاول إظهار قوتها.
حتى أن أحد فرسان القصر أضاف تعليقًا، مما ملأ الغرفة التي كانت هادئةً تمامًا سابقًا بصخب الأصوات المختلفة.
صَرير-!
ثم وسط تلك الأصوات، سُمع صوت شيءٍ يُفتح.
طَق-
تلاه صوت إغلاق.
تك- تك- تك-
ثم سُمع صوت خطواتٍ هادئة، وكأن صاحبها كان يحبس أنفاسه لكي لا يسمعه أحد.
اقتربت تلك الخطوات تدريجيًا من إيرينا المستلقية.
و مد الشخص القادم يده وأمسك الزجاجة الموضوعة على الطاولة الصغيرة.
تحت ضوء الشمعة الخافت، حرك الزجاجة التي كانت تحتوي على ما تبقى من سم أريتي.
‘همم…..هذا هو؟ لم أكن أتوقع أن يتبقى شيء منه…..’
تمتم ببضع كلماتٍ ثم قبض على الزجاجة المليئة بالسم بإحكام.
سُمع صوت جرّ الكرسي، ثم جلس الظل بجانب السرير الذي كانت إيرينا مستلقيةً عليه.
كان يهز قدميه وكأنه ينتظر شيئًا، مما أحدث صوتًا مزعجًا مع اصطدام الكعب الخشبي بالأرضية.
“طَق- طَق- طَق-
استمر الصوت يتردد بثبات، وكأنه ينتظر أن تستيقظ إيرينا.
“……”
بفضل رعاية السيدة هيلبريتون والكونتيسة فرانسيس، أو ربما كان الوقت قد حان لتستيقظ؟ أم أن الصوت المزعج أيقظها؟
بدأت جفون إيرينا ترتجف قليلاً، ثم فتحت عينيها الزرقاوين ببطء.
“استيقظتِ أخيرًا، يا ابنة أخي.”
تحدث ذلك البارون فينترينن، الذي كان ظهره يحجب ضوء الشمعة الوحيد، وهو يبتسم كاشفًا عن أسنانه.
اتجهت عينا إيرينا، اللتان كانتا بلا تركيز في البداية، فجأة إلى نظرةٍ مملوءة بالذعر، فنهضت من مكانها بسرعة.
“……!”
أو بالأحرى، حاولت أن تنهض. لكن جسد إيرينا، الذي أنهكته الأحداث القاسية التي مرت بها، لم يتمكن سوى من الجلوس على طرف السرير.
حتى هذا الجهد بدا متعبًا للغاية، إذ بدأت تتنفس بصعوبة.
نظر الفيكونت فينترين إلى إيرينا الملقاة على السرير بنظرة مشفقة.
“يا للأسف، يبدو أن جسدكِ ما زال متعبًا، أليس كذلك؟”
“……لماذا أنتَ هنا؟ ما الذي تفعله؟”
خرج صوتها بشكلٍ خشن، وكأنه يمزق حنجرتها أثناء حديثها.
حتى التحدث بدا مؤلمًا، فوضعت يدها على حنجرتها وعقدت حاجبيها من الألم.
“ألم تهرب؟”
“إذاً، أنتِ تعرفين كل شيء.”
استند فينترين على ظهر الكرسي، وبدا في وضعٍ متغطرس ومريح في الوقت ذاته.
“كنت أتوقع ذلك. عندما حاولت المغادرة، لاحظت أن الحراسة أصبحت أكثر صرامة.”
بعد الاجتماع السري الذي عقده مع نورمان، كان فينترين يخطط للخروج من القصر الإمبراطوري مجددًا والتواري عن الأنظار.
لكن ولي العهد كان أسرع منه بخطوة.
سلك ولي العهد الطريق المختصر إلى القصر ووصل أولاً، ثم أصدر أمرًا بتعزيز الحراسة في القصر الإمبراطوري، مما أغلق طريق هروب فينترين.
لذلك، كان هنا الآن.
كان القصر الإمبراطوري واسعًا وفي نفس الوقت ضيقًا.
كان هناك ما يقرب من ألف خادم يعملون بجد، بالإضافة إلى الفرسان الملكيين والعديد من النبلاء، مما جعل العدد يتزايد أكثر.
هل كان بإمكانه الهروب من أنظار الجميع؟
كان ذلك مستحيلًا. فلم يكن بإمكانه فعل ذلك.
‘ماذا علي أن افعل الآن؟’
اختبأ فينترين في الحديقة وهو يدير عينيه حوله، إلى أن قرر في النهاية الذهاب إلى نورمان.
كان نورمان الوحيد الذي يمكنه أن يثق فيه داخل هذا القصر. و كان ذلك الشيخ الذي لا يعرف سوى عائلة ليونيد خائفًا من تغييرها، وكان أكثر خوفًا من فقدان عائلة نسل ليونيد.
‘لذا، لم يكن ليخونني.’
‘أنا وريث عائلة ليونيد الوحيد والمستقبل الوحيد لها!’
“سأخبركِ بكل شيء.”
‘……لم يكن ليتركني، أليس كذلك؟’
“لقد وقعت في خدعة البارون فينترين.”
‘لماذا خانني؟’
رأى فينترين نورمان وهو يخونه أمام عينيه، و دون أن يشعر، بدأ يضغط ٍعلى عنقه.
“أرغ.”
بدأ تنفسه ينقطع.
‘لا، يجب أن أبقى على قيد الحياة.’
تحركت عيناه، اللتان كانت الأوعية الدموية فيها قد انفجرت، بلا وجهة، تتنقل هنا وهناك.
‘ولكن كيف؟’
شعر فينترين دون وعي أنه كان يعلم.
حتى وإن نجح في الهروب من القصر الإمبراطوري، فالبوابة الرئيسية قد أُغلِقت بالفعل.
كان القبض عليه مجرد مسألةِ وقت، وكان حبل المشنقة الذي سيعلق عنقه مسألةَ وقتٍ أيضًا.
لا، لا يمكنني الاستسلام.
ابتلع ريقه بصعوبة.
في الهواء الذي كان يشبه الخنق، أخذ نفسًا عميقًا، ثم زفر بصعوبة.
يجب أن أبقى على قيد الحياة!
‘أوه صحيح، ابنةُ اخي…..’
توقف فينترين فجأة في مكانه أثناء هروبه بلا هدف.
“ربما تستيقظ الآن.”
كان المكان حيث كانت إيرينا نائمة.
بينما كان فينترين يراقب من خلف النافذة، نظر إلى إيرينا المستلقية وضحك بسخرية.
“يا ابنة أخي!”
أنت التي كان يجب أن تكون ميتةً بالفعل منذ زمن.
أنت دائمًا هكذا، سواء في الماضي أو الآن.
“أنتِ من سينقذني.”
ضحك فينترين حتى كاد فمه يتشقق.
_______________________
يععععع خلاص وين لوغان ارحموناااا
بعدين لذا الدرجة فينترين رشيق وصوته واطي؟ ليه للحين محد سمع 🤨
Dana