As Long As you Are Happy - 141
‘إلى أين سأذهب……؟’
لم تصل إلى أذنيّ ساينر أصوات الشجار بين والدها وأخيها الأكبر. و بالتحديد، كان هناك شيءٌ حاد يمر عبر أذنيها، لكن لم تصل الكلمات إلى رأسها بشكلٍ واضح……
حتى أن صورتي الاثنين بدأت تضطربُ أمام عينيها.
هل كان ذلك بسبب الدموع؟
حتى بعد أن مسحت عينيها مراراً، بقي الحال كما هو. فلا تزال ملامح وجه والدها وأخيها مشوهة، ممتدة، وغير قابلة للتعرف عليها.
“اصمت!”
لم تستعد سناير رؤيتها بشكلٍ واضح إلا عندما سمعت صوتَ صفعة.
“إذاً اقتلها بيديك! هذا هو الطريق الوحيد لنجاة سناير!”
“لا، بالتأكيد هناك طريقةٌ أخرى!”
صرخ السيد فلورنس وهو يمسك بخده المتورد، لكن الكونت فلورنس تجاهله تماماً.
لقد كان شجارهما عنيفاً للغاية. و كان الكونت يحدق في سناير بعينين انفجرت فيهما الأوعية الدموية.
“إذا لم تريدي أن تُحبسي في الدير وتعيشي حياتكِ كالمجنونة، فابقي هادئةً هذه المرة.”
ثم خرج الكونت فلورنس من الغرفة وهو يركل الباب.
“لا تقلقي كثيراً، حسناً؟ أخوكِ سيحميكِ مهما كان الثمن.”
حاول السيد فلورنس تهدئة سناير التي تجمدت مكانها، ثم تبع الكونت بسرعة.
ومن خلال الباب المفتوح، عادت أصواتهما تتسلل من جديد.
“تسك.”
ما الذي حدث لي بالضبط؟
لم تستطع اللحاق بهما، فجلست هناك بلا قوة، بينما ألقيَ ظلٌ فوق رأسها.
كان ذلك الفارس الذي أخذ المال من الكونت فلورنس وغادر الغرفة مسبقًا. لكنه عاد الآن وكأن شيئًا لم يحدث، وبدأ ينظف الغرفة وهو يتحدث مع نفسه.
“إذاً، لماذا فعلت مثل هذا الشيء في القصر الإمبراطوري بالذات؟”
“…….”
“حسنًا، كانت الآنسة ليونيد تبدو جميلةً للغاية اليوم، و مع ذلك، الإنسان حقاً وقح……تسك!”
نقر الخادم لسانه بقوة مرة أخرى ثم غادر الغرفة.
‘……هو يقصد أن أسمع ما يقوله.’
تحدث بهذه الطريقة وكأن سماعها للأمر لا يهمه على الإطلاق.
“…….”
بدأت تفكر مرة أخرى بعد أن توقفت صدمتها للحظة.
‘لماذا يجب أن أكون في هذا الوضع؟’
‘لماذا حدث لي كل هذا……؟’
“يالي من مسكين؟……”
كان من المفترض أن تصبح دوقةَ وينفريد وتسيطر على المجتمع الراقي.
كان يجب أن تكون شخصًا ينظر إليه الجميع بإعجاب!
“ههيهك.”
عادت الدموع لتملأ عينيها، وبدأت سناير تبكي بحرقة وهي تحتضن جسدها. لذلك لم تلاحظ،
“واو.”
أن شخصًا لا ينبغي أن يكون هنا قد دخل.
“لم أركِ تبكين من قبل!”
‘من هذه؟’
رفعت سناير رأسها فجأةً عندما سمعت الصوت الغريب و لكن المألوف، وتجمدت في مكانها.
“أنتِ……لماذا؟”
لم تدم الصدمة طويلاً. و عاد الدم ليتدفق في وجهها الشاحب، وسرعان ما تحولت ملامحها إلى الغضب الحاد.
“كانا! لماذا أنتِ هنا؟!”
كان الضيف غير المدعو الذي دخل الغرفة هي كانا، الخادمة التي خانت سناير واختفت منذ زمن.
“مرحبًا، يا آنسة. مضى وقتٌ طويل منذ آخر لقاءٍ لنا.”
تحدثت كانا وهي ترتدي زي الخادمة الذي لم تره سناير من قبل، وانحنت باحترام. لكن ابتسامتها الساخرة كانت واضحةً على شفتيها.
“أنتِ……أنتِ!”
“يا للأسف، يبدو أن الصدمة الكبيرة جعلتكِ تنسين حتى كيف تتحدثين.”
“…..!”
‘هل تسخرُ مني الآن؟’
شعرت سناير وكأن رأسها قد تلقى ضربةً بالمطرقة.
كانت كانا في الماضي لا تجرؤ حتى على النظر إليها مباشرة. بل مجرد محاولة الحديث معها كانت تتطلب أيامًا من التفكير والتردد.
“كيف تجرؤين؟!”
أمسكت سناير بزينةٍ صغيرة كانت موضوعةً على الطاولة، عازمةً على رميها على كانا لتفريغ غضبها.
“هل ستفعلين ذلك حقًا؟”
“ماذا؟”
لكن حركة سناير توقفت بمجرد كلمةٍ واحدة من كانا.
“هل ستكونين بخيرٍ إذا رميتِ هذا عليَّ؟”
قالت كانا ذلك وهي تشير بذقنها إلى الزخرفة التي تمسكها سناير بيدها، وقد امتلأ صوتها بالسخرية.
“إذا رميتِها، لن أستطيع مساعدتكِ.”
“أنتِ؟ ستساعدينني؟”
“أجل! بالتأكيد يا آنسة، لا أعتقد أنكِ ترغبين في أن تُباعي إلى ملك البرابرة، أليس كذلك؟”
‘هل سمعت حديثنا إلى هذا الحد؟!’
ارتسمت على وجه ساينر ملامح الذعر، بينما اقتربت كانا بخفةٍ وضحكت بصوتٍ خافت، ثم دفعت وجهها نحو وجه سناير فجأة.
“آنستي، لقد كنتِ تبحثين عني، أليس كذلك؟”
“….!”
تراجعت ساينر بخوف.
“كيف……كيف علمتِ بذلك؟”
“هاه! كيف لي ألا أعرف؟ مع شخصيتكِ، حتى في فترة العقاب، لا بد أنكِ أرسلتِ أشخاصًا للبحث عني ثلاث أو أربع مراتٍ على الأقل!”
ضحكت كانا بصوتٍ عالٍ قبل أن تقترب مجددًا وتدفع وجهها نحو سناير مرة أخرى.
“لكن كيف استطعتُ، مجردُ خادمة، أن أفلت من كل الأشخاص الذين أرسلتِهم للبحث عني؟ كيف برأيكِ؟”
كانت كلمات كانا كلها صحيحة.
بعد أن تسببت أكاذيبها في عقاب سناير بشدة وإفساد سمعتها بسبب الشائعات الكاذبة، طلبت سناير من أخيها إرسال أشخاصٍ للبحث عنها.
‘قالوا بأنهم لم يجدوها. ربما هربت خارج العاصمة.’
لكن حتى رجال أخيها لم يتمكنوا من العثور على كانا.
وكأن الأرض انشقت وابتلعتها أو طارت في السماء بلا أثر. لقد اختفت تمامًا دون ترك أي دليلٍ وراءها.
شقيقها، الذي لم يكن يعرف التفاصيل، تقبل الأمر بسهولة، لكن سناير لم تفعل.
كيف يمكن أن تختفي بهذه السهولة؟
كانت سناير تعلم جيدًا أن كانا لم يكن لديها أي شيء.
‘علاقات؟ لم تكن تمتلك شيئًا كهذا منذ البداية.’
‘مال؟ كانت عائلتها تستنزفه بالكامل و لم يتبقَ شيء.’
كيف إذًا تمكنت تلك الفتاة، التي لم تكن تملك أي شيء، من الهروب من أمام أعينها والخروج من العاصمة دون أن يلاحظها أحد؟
“……إذاً كنتِ تختبئين تحت جناح سيدٍ جديد؟”
“هذا صحيحٌ تمامًا!”
ضحكت كانا ببهجة ٍولفت نفسها في دائرةٍ كاملة، مما جعل زي الخادمة الغريب وغير المألوف لسناير يتمدد ثم يهبط برفق.
“هذا المكان يوفر زي خادمةٍ فاخر مليئٌ بالكشكشة والدانتيل! هل ترين كم هو رائع سيدي الجديد؟”
“و ماذا إذاً.”
ما الفائدة من مجرد زي خادمةٍ مزين بالكثير من الدانتيل والكشكشة؟
لكن، فهمت سناير شيئًا واحدًا.
“أنا……”
سيد كانا الجديد هو الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدتها الآن، بعد أن تخلى والدها عنها.
كان هذا الإدراك واضحًا في عقلها.
“كيف ستساعدينني؟”
أنزلت سناير يدها التي كانت تعتزم رمي مافيها بارتباك، ثم تجنبت النظر مباشرةً إلى كانا وسألت بخفة.
“لا أريد أن يتم بيعي……”
“هاهاها!”
ضحكت كانا بصوتٍ عالٍ هذه المرة وانحنت قليلاً.
“إذا كنتِ لا تريدين أن يتم بيعكِ لتصبحي لعبةً يتلاعب بها رجلٌ عجوز حتى تموت……”
“……!”
أمسكت كانا بذقن سناير الملتفت للأسفل ورفعت رأسها بالقوة.
كانت عيناها اللامعتان تحدقان مباشرةً في وجه سناير.
“اتبعي كلامي، يا آنسة!”
***
“هاه……”
عبس كارل وهو يضغط على أذنه كما لو كان يشعر بحكةٍ مزعجة.
“هل يتحدث أحدٌ عني……؟”
تجاهل لوغان صديقه الذي بدا مضطربًا وغير مرتاحٍ وأكمل حديثه.
“ماذا قال اللورد وير؟”
“كما أخبرتنا، عندما ذكرتُ اسم ولي العهد، وافقوا على التعاون.”
أومأ لوغان برأسه ردًا على إجابة دلفيا، ثم حول نظره هذه المرة نحو ريو.
فهم ريو على الفور ما كان يسأل عنه وأجاب.
“لقد وضعتها في الغرفة المجاورة. إنها في حالةٍ نفسية منهارة، لذا ستجيب عن كل شيء نسألها عنه.”
أخيرًا، وجه وينفريد نظره نحو كارل، الذي كان منشغلًا بحك أذنه، ثم ابتسم بابتسامةٍ عريضة أظهر فيها أسنانه.
“لقد أرسلتُها بالفعل! في الواقع، كانت هديةً أحضرتها اليوم من أجل الآنسة ليونيد.”
“هدية؟ صحيح، كنت تتحدث عن ذلك منذ قليل.”
ضيّق لوغان حاجبيه بتعبيرٍ غريب.
“كيف يمكن أن تكون هذه هدية ًلحفل ظهور السيدة إيرينا الأول؟”
“لأنها هديةٌ يُمكن استخدامها كما تشاء، أليس كذلك؟”
هز كارل كتفيه وكأنه يوضح شيئًا بديهيًا.
“وأيضًا، إنها فرصةٌ رائعة للتخلص من الشخص الذي كان يضايقها. فكيف لا تُحتسبُ هذه هدية؟”
كانت عينيه تعكس عدم الرضا. فهز كارل كتفيه مرة أخرى ثم سأل بصوتٍ مشكك.
“لماذا تنظر إلي هكذا؟”
تنهد لوغان بعمق ثم هز رأسه.
“السدة إيرينا لا يمكنها فعل شيءٍ كهذا في الأساس.”
داخل عقل لوغان، كانت إيرينا شخصًا يجب حمايته.
كان يريد دائمًا أن يحتضنها ويُظهر لها أفضل الأشياء فقط، وأن يُسمعها الكلمات الطيبة، ويمنحها كل ما هو جيد.
كان يريد أن يجعلها سعيدةً بمقدار معاناتها، بل بأضعاف ذلك.
لذا كانت هدية كارل، التي تضمنت تلك النية، غير مقبولةٍ في نظر لوغان.
إن كان لابد من تقديم شيء، لكان من الأفضل له أن يتعامل مع سناير مباشرة.
لكن يبدو أن رأي كارل كان مختلفًا. فانفجر ضاحكًا بضحكةٍ جافة.
“لوغان وينفريد.”
ألقى كارل ذراعه حول كتف لوغان مرة أخرى، مما جعلهما يقتربان قليلاً.
“أعرف أن الأحداث السابقة مع الآنسة ليونيد، وظهورها الأول، كان لها تأثيرٌ قوي عليك.”
كان كارل يعرف من ريو كيف كانت أول لقاءات إيرينا مع صديقه.
قال بأنه تم إنقاذها من صندوقٍ قبل أن تُباع. وحتى ريو، الذي كان عادةً غير متأثر، بدا متأثراً للغاية، وقال أن حالتها كانت مروعة و مليئة بالجروح، وأطرافها نحيلة.
من طريقة حديثه، بدا أن حالها كان أسوأ بكثيرٍ مما تخيل.
لذلك، كان كارل يفهم تمامًا أن صديقه لا يزال يعاني من تلك الانطباعات الأولية.
لكن الوقت قد حان للتغيير.
“انظر جيدًا.”
استمر كارل في حديثه وهو يواجه عيني لوغان.
“هل تظن أن الآنسة ليونيد هي نفسها تلك الآنسة التي رأيتها لأول مرة؟”
“…….”
“هل هي نفسها الآنسة ليونيد التي رأيتها وسط الناس منذ قليل؟”
“….…”
“هل هي إيرينا ليونيد، التي لم تتعلم شيئًا، ولا تعرف القراءة، والتي كانت تحتاج فقط إلى الحماية و لا يمكنها التصرف كما كان يتصرف الآخرون في المجتمع الأرستقراطي؟”
إيرينا التي رآها في قاعة الرقص كانت أكثر من مجرد تأكيد على سوء تفكيره.
لم ترتجف أمام كل هؤلاء الناس، ولم ترتكب أي أخطاء، بل كانت تسير برباطةِ جأش، و كأنها تسبح بين الحشود بهدوء.
حتى الأشخاص الذين كانوا يتنقلون في المجتمع الأرستقراطي منذ البداية لم يستطيعوا التصرف بهذه الطريقة.
حتى أنها استدعت أتباع عائلة ليونيد لتظهر مكانتها أمام الجميع.
“الآنسة ليونيد قد نمت كثيرًا، لوغان.”
سقطت الذراع التي كانت على كتفه.
“حسنًا، أنت، الذي كنت إلى جانبها دائمًا، لذا، ستعرف ذلك جيدًا.”
كان كارل يعرف أن لوغان لم يكن غبيًا، لذلك فهم الأمر بسرعة. فحتى الآن، كان واضحًا من تعبير وجهه، الذي أصبح غامقًا بأنه يعرف.
‘الناس الذين لا يفهمون العلاقات الاجتماعية، مثل صديقي، أو الآنسة ليونيد، يمكن رؤيتهم وهم يواجهون صعوبةً كبيرة في التعامل مع الأقربين.’
لكن ذلك لم يقلقه. و السبب هو آن كلاهما يهتم بالآخر بعمق، لذلك كانت علاقتهما معقدةً بعض الشيء.
كانت مهمة كارل بسيطة، أن يراقب من الجانب، وعندما تبدأ الأمور بالانحراف، يتدخل ليعيد الأمور إلى مسارها الصحيح.
“…….”
ابتسم كارل ابتسامةً ساخرة بعدما أدرك شيئًا ما. و كانت ابتسامةً تحمل نوعًا من المرارة.
عندما عاد إلى الابتسام وهو يدلك عنقه، لم يتبقى سوى الشعور بالراحة.
‘لقد أدركتُ ذلك في وقتٍ متأخر، أليس كذلك؟ كم هذا سخيف.’
بينما كان يضحك من نفسه قليلاً، حول نظره إلى لوغان الذي كان لا يزال يعبس بوجهه.
يبدو أن وجهه لا يزال عابسًا وكأن الأمر كان جاداً فقط بالنسبة له. على الرغم من أن وجهه يُظهر بأنه وصل إلى النتيجة بالفعل.
‘دعنا نراه يعاني قليلًا.’
بينما كان كارل يمد يديه ويرتخي، و في نفس الوقت في مكانٍ آخر.
“أوه، و أخيرًا استعدتِ وعيكِ. يا ابنة أخي.”
كانت إيرينا، التي بالكاد استعادت وعيها، قد التقت بـ فينترين.
_____________________________
يعني الي جا يسمح كانا ذاك اليوم هو كارل😭 يجنننن ذا الخوي
بس كارل وهو يقول ادركت ذاه متأخر قصده مشاعره؟ عشان كذا قلت مابيه طرف ثالث ليه كذا يحزن😭
احب لوغان فمعليش ياكارل 😘
لوغان ياهوه وش قاعد تسوي هذا وش ليه فينترين الزفت عند إيرينا؟ اصلا ليه مافيه احد عند ايرينا؟؟؟
الووووو دلفيا ريو اي احد؟
Dana