As Long As you Are Happy - 139
“كان……كان غريبًا. بل بدا وكأنه مجنون!”
كان وجه باستن في حالةِ فوضى تامة و هي تصرخ بذلك.
يبدو أنها بكت كثيرًا، حيث تلطخ مكياجها وأصبح مليئًا بالبقع هنا وهناك، واحمرت عيناها.
ولا يزال جسده يرتجف من الخوف.
كانت ترتجف بشدة لدرجة أن البطانية التي وضعت على كتفيها كانت تنزلق باستمرار.
“ولكن، ذلك الرجل……بدا وكأنه يريد التخلص من هذا……لذا……كنت أخفيه.”
ولكن، بدا أن باستن مصممةٌ على ألا تسقط فنجان الشاي الذي كانت تحمله، فقد قبضت عليه بشدة لدرجة أن أطراف أصابعها أصبحت شاحبة.
و عندما لمس لوغان الفنجان بحذر، عندها فقط أرخت باستن ذراعيها ببطء.
ثم تحركت عيناها بسرعة.
“……هل الآنسة ليونيد بخير؟”
أومأ لوغان برأسه بصمت، وتدخل كارل بسرعة من جانبه.
“لقد أغمي عليها لفترةٍ وجيزة، لكن ليس هناك أي مشكلةٍ صحية. وبفضلكِ، يمكننا منع أي مضاعفاتٍ محتملة.”
“هذا مطمئن.”
عندها فقط، استرخى جسد باستن. و تنفست بعمق وأطلقت زفيرًا مرتجفًا.
“لقد اعتقدتُ حقًا أن كارثةً قد وقعت. آه”
فجأة، تألقت عينا باسترن.
“هل تحتاجون إلى وصف ملامحه؟ أتذكرها بوضوح!”
“لا حاجةَ لذلك.”
هذه المرة، كان لوغان هو من أجاب.
“أنا أعرف من هو. رجلٌ في منتصف العمر، شعره أسود، وعيناه خضراوان، أليس كذلك؟”
مسحت باستن دموعها وأومأت برأسها.
“ويبدو إلى حد ما شبيهًا بالسيدة إيرينا.”
“صحيح.”
أجابت باسترن بالإيجاب، على الرغم من أنها كانت ترمق لوغان الذي أشار إلى إيرينا باسمها وكأنها تتساءل عن علاقتهم.
“وأيضًا، كان لديه سنٌ مفقود!”
“شكرًا لكِ، آنسة باستن.”
تحدث لوغان، الذي نهض مشددًا بملامح وجهه الجادة.
“أسرة الدوق وينفريد لن تنسى أبدًا المساعدة التي قدمتها الآنسة باسترن.”
كان لوغان جادًا، لأن الحصول على السم الذي شُرب كان مهمًا بقدر أهمية صنع الترياق.
“همم، لا داعي للشكر.”
ردت باستن بذلك وهي تدير عينيها بارتياح.
“إذا استيقظت الآنسة ليونيد، هل يمكنني زيارتها لاحقًا للإطمئنان؟”
“بالطبع.”
ابتسم وينفريد بخفة.
“إيرينا أيضًا سترحب بمن أنقذ حياتها.”
“……!”
عندها فقط أشرق وجه باستن، وانحنت برأسها بعمق.
“هذا جيد……لدي شيءٌ أردت حقًا أن أقوله لها.”
سُمع صوتها وهي تهمس بهدوء.
“باستن!”
“الآنسة ويلر؟”
فُتح باب الغرفة، ودخلت هالي ويلر.
كانت عينا هالي متسعتين بشكلٍ كبير، واندفعت إلى الداخل وهي تمسك بيد باستن بإحكام.
“ما الذي حدث؟ هل تعرضتِ لإصابةٍ كبيرة؟”
“……هالي.…”
امتلأت عينا باستن بالدموع مرة أخرى.
في ظل الأمان الذي شعرت به ومع وصول صديقتها المقربة، بدا أن التوتر قد تلاشى تمامًا.
“آآآآه!”
“لا، لا تبكي!”
ارتمت باستن في حضن هالي وبدأت تبكي بحرقة.
ربما كان استدعاء صديقتها فكرةً جيدة.
نظر لوغان إلى الاثنتين لوهلةٍ قبل أن يدير وجهه ويغادر الغرفة. و أثناء خروجه، اندفع عدد من الأشخاص إلى الغرفة بخطواتٍ سريعة.
“ابنتي!”
“أختي!”
كانوا من عائلة الكونت باسترن. و تعالت أصوات البكاء أكثر لتتردد خارج الغرفة.
ترك لوغان بقية الأمور لكارل، متجهًا بخطواتٍ ثابتة نحو الطبيب.
ومع ذلك، كان الشي الوحيد يشغل تفكيره، هل يمكن إعداد الترياق فورًا؟
“يمكننا صنعه.”
تم حل هذا الأمر أسرع مما كان متوقعًا.
“يمكنكم صنعه؟”
سألت الكونتيسة فرانسيس، التي جاءت فور سماع الخبر. و كانت تمسك بيد إيرينا المغمى عليها بإحكام.
نظرت السيدة هيلبريتون بقلقٍ بين الكونتيسة فرانسيس والطبيب.
“هل أنت متأكدٌ من ذلك؟”
“نعم، لقد كنت أدرس هذا السم لعدة سنوات، سيدتي.”
كانت ملامح الانزعاج واضحةً على وجه الطبيب وهو ينظر إلى السم الذي وضعه في قنينةٍ صغيرة.
عندما نظر مجددًا إلى لوغان، اختفت تجاعيد وجهه، ولكن مشاعره لم تختفِ تمامًا.
“دوق وينفريد، هل سمعت من قبل عن زهرةٍ تُدعى أريتي؟”
“……هل هذا سم زهرة أريتي؟”
“إذاً، أنتَ تعرفها.”
أومأ الطبيب برأسه بينما وضع القنينة التي تحتوي على سم أريتي فوق المكتب.
كان السم في القنينة الصغيرة يتماوج.
“منذ عدة سنوات، تم اكتشاف حالة استخدمَ فيها هذا السم لتمكين مجرم من الهروب. ومنذ ذلك الحين، وبتوجيه من ولي العهد، بدأنا دراسة هذا السم. و قبل ذلك، كنا نجمع فقط بعض الحالات المتعلقة به.”
وبفضل ذلك، تمكنوا من التعرف على نوع السم فورًا.
“إذا كان سم زهرة أريتي، ألا يُعتبر ذلك نوعًا من الحظ وسط هذه المصيبة؟”
تحدثت ديلفيا، التي كانت بجانب إيرينا المغمى عليها.
“إنه السم الذي كان يُستخدم كثيرًا عندما يريد شخصٌ ما التظاهر بالموت.”
“لكن السم يظل سمًا.”
مسح الطبيب ذقنه، ونظر مجددًا إلى إيرينا بنظراتٍ فاحصة، وكأنه يعيد التأكد من عدم تفويت أي مشكلة.
“صحيح أن سم زهرة أريتي يوقف القلب مؤقتًا، مما يسمح للمجرمين بخداع الآخرين.”
“….…”
“لكن البعض منهم مات بالفعل بسببه.”
بغض النظر عن مدى ضعف السم، فإنه يظل سمًا قاتلًا.
سم يمكن أن يودي بحياةِ شخصٍ ضعيف البنية فور تناوله.
“بالإضافة إلى ذلك، أثناء بحثنا اكتشفنا أنه يترك آثارًا جانبيةً أيضًا.”
“ما نوع هذه الآثار الجانبية؟”
صوت لوغان كان حادًا كالسيف الذي تم شحذه للتو.
“الأعراض التي لاحظناها كانت متعلقةً بالحالة العقلية. تتراوح بين اضطراباتٍ طفيفة، مثل القلق المستمر وعدم القدرة على الجلوس بهدوء، وصولاً إلى اعتقاد الشخص بأنه شخصٌ آخر تمامًا.”
عبارات الطبيب جعلت ملامح لوغان و دلفيا تتصلب في نفس اللحظة.
كان اسم بِن يتردد في أذهانهما.
تصرفاتٌ يصعب على الأشخاص العاديين فهمها……إن كانت نتيجةَ آثار سم زهرة أريتي، فهذا يفسر الكثير.
“إضافةً إلى ذلك، يبدو أن الآنسة ليونيد لم تكن في صحةٍ جيدة حتى قبل هذا، أليس كذلك؟”
كان صوته وكأنه يسأل، لكنه بدا واثقًا. فأومأت دلفيا برأسها.
“نعم، كانت تعاني دائمًا من بعض الأمراض الطفيفة. لكنها كانت تعمل على تقويةِ جسدها باستمرار، وكانت تتحسن شيئًا فشيئًا.”
“هممم……ألم أقل للتو إنه حتى لو كان السم ضعيفًا، فإنه يبقى سمًا؟ بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون هذا السم غالبًا ما يكونون من أصحاب البنية القوية.”
“هل يعني هذا أن الآثار الجانبية قد تؤثر أيضًا على الجسد؟”
لم يتمكن لوغان من كبح نفسه وتدخل بصوته البارد ونظراته الحادة. و دون وعي، خفض الطبيب رأسه تحت وطأة تلك النظرات.
“……نعم، هذا صحيح.”
“و هذا يعني أيضًا أننا لا نعرف حتى الآن ما هي الآثار الجانبية التي قد تظهر.”
“…….”
هذه المرة لم يستطع الطبيب حتى الرد.
في الغرفة الهادئة، تردد صوت طحن أسنان لوغان بوضوح.
“……ريو.”
نادى ريو، الذي دخل الغرفة للتو، بصوتٍ منخفضٍ و مهيب.
“نعم، سيدي.”
“هل جلبت الوثائق؟”
“نعم.”
أومأ ريو برأسه بجدية، ثم سلم حزمةً من الأوراق ملفوفة بعناية في قماش.
أخذ لوغان الوثائق فورًا، وأزال القماش الذي يغلفها ليتفحص محتواها.
“هذه معلوماتٌ عن فساد عائلة الكونت فلورنس، التي كنت أعدها مسبقًا تحسبًا لأي طارئ.”
في الواقع، كان لوغان يحقق في فساد عائلة الكونت فلورنس منذ وصوله إلى العاصمة.
في البداية، كان الأمر مجرد شكوكٍ طفيفة، لكن تصرفات سناير وعائلتها بدأت تتجاوز الحدود تدريجيًا.
وهكذا، لم يكتفِ لوغان بالشعور بالحاجة إلى التدخل، بل بدأ يتحرك. وبعد انتهاء قضية بِن، ركز جهوده بالكامل على كشف فسادهم.
ما يحمله الآن هو نتيجةُ تلك التحقيقات.
اختلاس أموالِ الاستثمار، التهرب الضريبي، وبيع عامة الناس كعبيد.
رغم العدد الكبير من الجرائم المسجلة، إلا أن الأمر كان واضحًا.
‘لم يتم تجاوز الحدود.’
النبلاء يُعتبرون “دماءً زرقاء*”. مهما ارتكبوا من جرائم، فإن اسم “النبلاء” يحميهم من العقاب.
*يعنني دم نبيل ومانبي نضيعه
حتى لو كانت الخلافات بين النبلاء أنفسهم، فإن الطرف الأقوى دائمًا ما يُفلت من العقاب.
“…….”
وكانت عائلة الكونت فلورنس من النبلاء المركزيين، و إحدى العائلات الرفيعة التي رسخت وجودها منذ زمنٍ طويل.
كانت كل جريمةٍ ترتكبها هذه العائلة قوية، لكن جميعها كانت موجهةً ضد النبلاء من الدرجة الدنيا أو العامة.
لم يرتكبوا حتى أصغر خطأٍ ضد شخص بمستوى مماثل لهم أو أعلى.
“….…”
بإمكانه كشف فساد عائلة الكونت فلورنس باستخدام هذه الأدلة. و ربما يمكنه تعريضهم للاحتقار لفترة من الزمن، وإلحاق الضرر بهم لبعض الوقت.
لكن ذلك سيكون مؤقتًا فقط.
بعد فترةٍ قصيرة، سيتظاهرون بالتراجع ثم سيعودون إلى الساحة الاجتماعية ويبدأون في زيادة ثرواتهم مرة أخرى.
حتى لو أضاف قضية إيرينا إلى ذلك، فمن المحتمل أن تزيد فترة تراجعهم شهراً فقط. فلم يكن ذلك ليمر أمام عيني الكونت دون أن يفعل شيئًا.
كان لوغان يعلم ذلك جيدًا كان يعلم تمامًا أن أمثال الكونت فلورنس إذا لم يتم القضاء عليهم بشكلٍ حاسم في لحظة، فإنهم سيعودون مرة أخرى حتى لو تم قطع أطرافهم.
كان يعلم جيدًا أن هؤلاء الأشخاص سيصبحون أكثر صعوبةً ومرونة إذا تم السماح لهم بالنجاة.
ألم يكن هو نفسه من كان يقاتل أمثالهُ حتى الآن؟
‘يجبُ عليَّ التعامل معهم.’
كيف يمكنه التعامل معهم؟ كيف يمكنه القضاء عليهم بشكلٍ مؤكد؟
‘يجب أن أقتلهم مرةً واحدة.’
لا ينبغي أن يمنح لهم وقت للتمرد أو التفكير في أنهم ربما سيموتون. يجب أن يتم قتلهم دفعةً واحدة.
وهكذا ستكون النهاية نظيفة.
‘كيف سافعل هذا؟’
بينما كان في حالة تفكير، شعر فجأة بثقلٍ على كتفه.
عندما نظر إلى جانبه، كان كارل يقف هناك مبتسمًا وهو يكشف عن أسنانه البيضاء.
“هل أساعدك؟”
“……؟”
“الهدية التي كنت سأعطيها للآنسة ليونيد بمناسبة الظهور الأول، سأعطيها لكَ.”
ضحك كارل وهو يضغط بإصبعه على كتف لوغان برفق.
“هم من يتصرفون بطرقٍ قذرة، فلماذا لا نتصرف نحن بطريقةٍ أكثر قذارة؟”
قال كارل ذلك، ثم همس بشيءٍ قصير جدًا، لكن كلماته كانت كافيةً لتخفيف ملامح وجه لوغان القاسية وإظهار ابتسامةٍ على شفتيه.
“صحيح.”
ابتسم لوغان وهو يُظهر أسنانه.
“سيكون الأمر ممتعًا.”
_________________________________
خيييييير علموني غش
المهم باقي 10 فصول😔
ابي اشوف وش بيسوون بسرعه بسرعاااااه
Dana