As Long As you Are Happy - 137
“الدوق وينفريد!”
اقترب ولي العهد من لوغان بسرعة.
“أين كنتَ حتى الآن؟ لم تكن في قاعة الحفل، ولم نعرف إلى أين ذهبت. و ظللت أبحث عنكَ باستمرار.”
ولي العهد، الذي عاد أولاً عبر الطريق المختصر كما طلبت منه إيرينا، بحث عن لوغان في قاعة الحفل الفوضوية. فهو الوصي و الحامي و الحبيب لإيرينا ليونيد.
وكان يعتقد أكثر من أي شخصٍ آخر أن لوغان بحاجةٍ إلى معرفة الوضع، لكن لم يعرف أي شخصٍ من بين الحاضرين في قاعة الحفل مكان الدوق.
في النهاية، وبعد البحث المطول دون جدوى، استسلم وعاد، ليجد أن لوغان كان هنا طوال الوقت.
“كان لدي أمرٌ طارئ، لذا غادرت المكان لبعض الوقت.”
“….…”
أمام النظرات الباردة والصوت الهادئ، أغلق ولي العهد فمه، متراجعًا عن شرح الموقف.
تلك النظرات لم تكن تعبر عن غضب بسبب اكتشافه لإيرينا مغشيًا عليها دون علمه بالوضع.
بل كانت تعكس غضبه لأنه يعرف الوضع جيدًا جدًا.
“هناك أمرٌ عاجل، لذا سأنصرف أولاً، سموك.”
انحنى لوغان انحناءةً خفيفة متجهًا للرحيل، لكن قبل أن يتجاوزه، بادر ولي العهد سريعًا بالكلام مجددًا.
“دعني أقدم لك المساعدة.”
توقفت خطوات لوغان عند تلك العبارة. و التفت ببطءٍ برأسه نحو ولي العهد.
“أستطيع مساعدتكَ، دوق.”
كان هذا هو الوقت المناسب. إن لم يتحدث الآن، فإن لوغان سيغادر مجددًا.
تحدث ولي العهد على عجل.
“أليس هذا المكان هو القصر الإمبراطوري؟ لقد انتشرت الشائعات بالفعل، و لن يكون من السهل إخمادها بقوةِ الدوق وحدها.”
لو كان الأمر مجرد غيابٍ قصير، لكان الأمر مختلفًا.
لكن غياب إيرينا، التي كانت محور الاهتمام، وكذلك غياب لوغان، الذي لفت أنظار الجميع، كان طويلًا للغاية.
بل حتى أن لوغان و الآخرين عادوا إلى قاعة الحفل بوجوهٍ قاتمة في منتصف الأمر، مما كان كافيًا لتفاقم الشائعات وانتشارها.
“ما رأيك، يا دوق؟”
سألهُ ولي العهد بنبرةٍ خافتة.
كان قد عزم على أن يظهر بثقة، لكن لسببٍ ما، عندما يقف أمام لوغان، يتذكر طفولته حين كان يتعرض للتوبيخ من الإمبراطور، فيشعر تلقائيًا بالارتباك.
ربما بسبب تلك النظرات الباردة؟
“…….”
نظر لوغان إلى ولي العهد للحظة، ثم أطلق نفساً خفيفًا.
“سأقبل مساعدتكَ بكل امتنان، يا صاحب السمو.”
“…..!”
‘قبِل العرض!’
رفع ولي العهد رأسه لينظر إلى لوغان.
من المؤكد أن الدوق يدرك أن وراء تقديم المساعدة تكمن حقيقةُ طلب الدعم المستقبلي، وليس مجرد رغبةٍ في تحسين العلاقات.
ومع ذلك، ألم يقبل الأمر بسهولة أكبر مما كان يتوقع؟
‘هل كان ينظر إليّ بنظرةٍ إيجابية منذ البداية؟’
شعر ولي العهد بثقةٍ تتسلل إلى نفسه. وبينما كان يستعد ليقف شامخًا، تابع لوغان كلامه.
“وأرجو أن ترفع كتفيكَ.”
كان ذلك نصيحةً منه.
“لا ينبغي لمن سيحكم الإمبراطورية أن يظهر بمظهرٍ ضعيف كهذا.”
“……!”
رغم أن النصيحة من التابع إلى الأعلى عادةً ما تكون مزعجة، لكن، كان ولي العهد يدرك أنه، و في الواقع، أقل شأنًا أمام لوغان.
ولهذا، بدلاً من الشعور بالاستياء من نصيحته، شعر ولي العهد بسعادةٍ غامرة.
“أوه، أجل.”
تنحنح ولي العهد وهو يرفع كتفيه وفقًا للنصيحة، ثم ابتسم ابتسامةً واثقة.
كانت ابتسامةً تحمل القليل من الغرور.
“سأتقبل نصيحةَ الدوق.”
ابتسم لوغان أيضًا، وهو أمرٌ نادر من شخص قليل الابتسام.
بدا من المؤكد أن لوغان لديه انطباع إيجابي عن ولي العهد.
شعر ولي العهد أن مستقبله، الذي كان يخشى فيه فقط البقاء على قيد الحياة، بدأ يبدو أكثر إشراقًا.
“إذاً، سأعتمد فقط على سموك، ولي العهد.”
‘……هاه؟’
لكن يبدو أن المستقبل لن يبقى مشرقًا طويلاً. فقد قال وينفريد وهو يمر بجانبه.
“أشكركَ مرة أخرى، يا صاحب السمو، على وعدكَ بتحمل المسؤولية عما ارتكبتُه.”
“…..هاه؟”
شعر ولي العهد فجأة أن الظلام بدأ يخيم أمام عينيه.
أنا……لم أقل شيئًا كهذا؟!
لم يكن بإمكانه الرد بشكلٍ مختلف. و كل ما فعله ولي العهد هو أن يبتسم بخوفٍ ويهز رأسه.
“اعتمد عليّ، يا دوق!”
لم يكن يعلم أن تلك العبارة وحدها ستجعله يعاني من عبء العمل المفرط لعدة أشهرٍ قادمة.
***
بفضل التوضيح المسبق، كانت أجواء الغرفة هادئةً ودافئة. لكن، فقط تحسبًا لأي احتمال، وضع لوغان إيرينا بحذرٍ على السرير.
عيناها المغلقتان بهدوء جعلتها تبدو وكأن شيئًا لم يحدث لها.
“…….”
“عذرًا على الإزعاج، يا سيدي الدوق.”
مع صوت طرق الباب، دخل عددٌ من الأشخاص إلى الغرفة. و كان طبيبًا يعمل في القصر الإمبراطوري ومعه مساعدوه.
“لقد سمعنا ما حدث، ولكن هل يمكننا التحقق من حالة الآنسة الصحية أولاً؟”
كان الطبيب يدرك تمامًا أن لوغان الآن حساسٌ كحد السيف المشحوذ، لذا تحدث بأقصى درجاتِ الحذر.
أومأ لوغان برأسه وتراجع خطوةً للخلف.
“همم……”
قام الطبيب المسن بفحص إيرينا بعناية، ثم وصل إلى استنتاجه.
“حالتها تبدو جيدةً حاليًا.”
“حاليًا؟”
ارتفع حاجب لوغان قليلًا بقلق، وقبل أن يقول أي شيء أكثر برودة، سارع الطبيب إلى المتابعة.
“حالتها تبدو مستقرةً الآن، لكنني قلتُ ذلك لأننا لا نعرف نوع السم الذي تناولته.”
توقف الطبيب للحظة وهو يفكر، بينما كان يضع يده على ذقنه.
“هل تعرف الأعراض التي ظهرت فورًا بعد شربها للسم؟ إذا تمكنا من معرفة ذلك، فقد يساعدنا في تحديد نوع السم ولو قليلًا.”
هز لوغان رأسه نافيًا، لكنه كان قد كوّن بعض الاستنتاجات بالفعل.
“لابد أنها فقدت وعيها فور شرب السم، وسقطت في غيبوبةٍ عميقة أشبه بالموت. لهذا السبب لم تقاوم عندما تم سحبها. ولم يظهَر عليها علامات تقيؤ الدم أو اضطرابٍ في المعدة.”
أومأ الطبيب برأسه موافقًا على كلام لوغان، لكنه لم يكن مرتاحًا تمامًا.
“هناك بعض الأنواع من السموم التي يمكن افتراضها، لكننا نحتاج إلى تأكيد ذلك.”
و كان لوغان يوافقهُ على هذا.
“انتظر هنا. سأبحث عن الأدلة.”
غادر لوغان الغرفة وعيناه تعكسان غضبًا واضحًا، وتبعه كارل عن قرب.
“أين؟”
سألهُ لوغان، بينما كانت عيناه مثبتتين إلى الأمام، مدركًا الشخص الذي يتبعه.
“غرفة الانتظار، أين هي؟”
“في أقصى الطرف هناك.”
أشار كارل بذقنه إلى أحد الاتجاهين في الممر الذي ينقسم إلى فرعين، ثم تابع كلامه بينما كان يسير خلف لوغان.
“عائلة الكونت فلورنس لن تبقى مكتوفةَ الأيدي.”
“…….”
“سيحاولون بأي طريقةٍ إخراج سناير من المأزق.”
مهما كان الأمر، حتى لو حاول شخص تسميم شخصٍ آخر، يظل النبيل نبيل.
عائلة الكونت فلورنس تنتمي إلى النبلاء المركزيين القدماء، وكانت تربطهم علاقاتٌ عائلية ممتدة عبر أجيال مع عائلة الدوق وينفريد.
بل إن سناير فلورنس كانت لفترة طويلة تُعتبر خطيبةً محتملة للدوق وينفريد. فبالتأكيد ستظهر مطالب لتخفيف العقوبة، سواءً من خارج عائلة وينفريد أو داخلها.
“ما رأيك؟ إلى أي مدى يمكن أن تصل عقوبة فلورنس؟”
يبدو أن لوغان لم يعد يرغب حتى في ذكر اسم سناير، فاختصر الأمر بالإشارة إلى عائلة فلورنس ككل.
“هممم……”
مسح كارل زاوية فمه بيده، وكأنه يفكر بعمق.
“أقصى ما يمكن أن تصل إليه العقوبة هو الحبس في دير. لكن، بالطبع، الكونت فلورنس سيتدخل لاحقًا ليخفف من ذلك.”
“ربما يندلع حريقٌ في الدير. و لن تكون الأضرار كبيرة، فقط حريقٌ بسيط يحرق غرفة واحدة؟”
“ومن سوء الحظ، ستكون تلك الغرفة هي غرفة سناير فلورنس التي جاءت لتكفير ذنبها.”
تابع كارل، بنبرةٍ ساخرة.
“يفزع الرهبان ويهرعون إلى هناك، لكن للأسف، الجثة تكون قد احترقت بالكامل ولم يتبقَ منها شيء.”
“وفي الوقت ذاته، ألن يكون من الغريب أن يُزار لأول مرة قصرٌ جميلٌ ذو إطلالةٍ رائعة، ولكنه كان دائمًا مهجورًا من أصحابه؟”
“و من قبل مالكةٍ صغيرةٍ و جميلة.”
عندما وصل كارل إلى هذه النقطة، هز كتفيه بابتسامةٍ ساخرة.
كانت القصة تبدو وكأنها خرجت من رواية، لكنها كانت واقعية لدرجة أنها وجدا نفسهما يهزون رؤوسهم بلا وعي.
فهكذا كان حال النبلاء. حتى لو ارتكبوا جرائم، كانوا يهربون بهذه الطرق الملتوية.
“سناير فلورنس كانت دائمًا الابنة المفضلة للعائلة، أليس كذلك؟”
طفلةٌ جاءت في وقت متأخر، الابنة الصغرى، فتاةٌ جميلة لكنها ضعيفةٌ جسديًا.
كان الكونت فلورنس يأمل في استخدام ابنته لتوطيد العلاقات التي بدأت تتلاشى مع عائلة الدوق وينفريد، لكن الكونتيسة وابنها لم يكونا كذلك.
لقد أحبّا الابنة الصغرى والأخت بصدق، وحاولا حمايتها بكل ما أوتيا من قوة.
“لذا، سيندلع الحريق في الدير قريبًا.”
“وعندما يهدأ همس الناس، ستحدث حادثة الحريق. و ستختفي سناير مثل الدخان.”
صمت لوغان طوال حديث كارل، ولم ينبس ببنت شفة.
كان يمشي بصمتٍ نحو غرفة الانتظار فقط.
‘في ماذا يخطط؟’
على الرغم من أن وجهه بدا غاضبًا، كان كارل يعرف جيدًا هذا التعبير.
كان هذا هو نفس التعبير الذي كان يظهر على وجه لوغان عندما كان يخطط لشيءٍ ما.
“ها نحن ذا.”
قبل أن يتمكن كارل من اكتشاف أي شيء، وصلوا إلى غرفة الانتظار. وعندما فتحوا الباب، استقبلتهم أولًا الأجواء الباردة داخل الغرفة.
كان من المفاجئ أن تكون الغرفة نظيفةً جدًا.
ربما تم تنظيفها بالفعل مسبقًا.
كما أخبره ولي العهد في الحديقة سابقًا، كان من الممكن أن يكون البارون فينترين متورطًا في هذه المسألة.
لم يُعرف كيف تورط في خطة سناير، لكن هذا ليس هو الأمر المهم الآن.
الأهم هو أن يجدَ دليلًا على ذلك.
“….…”
دخل لوغان ببطءٍ إلى داخل الغرفة، وأخذ يلاحظ بعناية الطاولة والأرائك التي كانت في وسط الغرفة.
يبدو أن أحدًا قد جلس على الأريكة، حيث كانت الوسائد غير مرتبةٍ قليلاً، وكان هناك خدوشٌ على مسند الأريكة.
اقترب لوغان من الأرض، و خلع قفازيه ومرر يده على السجادة.
كما توقّع، شعر بوجود بعض الرطوبة على أطراف أصابعه.
‘هل هذا هو السم؟’
كما يفعل الجميع، لم يكن من السهل على إيرينا ابتلاع السم بدون مقاومة.
لابد أنها قاومت بشدة، ونتيجةً لذلك، سقط السم وسال هنا.
لسوء الحظ، وبسبب فتح النافذة، جف السائل تقريبًا ولم يتبق سوى بعض الآثار. و لم يكن من الممكن أخذ هذا وتفسيره بأي طريقة.
“لوغان.”
بينما كان يتحقق من عدم وجود أي آثارٍ أخرى، نادى عليه كارل. وعندما حول نظره نحو الصوت، كان كارل يهز شيئًا في يده.
كانت زجاجةً محروقة سوداء بسبب اللهب.
“كانت في المدفأة.”
اقترب كارل وسلم الزجاجة إلى لوغان.
“ربما كانت الزجاجة التي تحتوي على السم.”
كان هذا هو التفسير المحتمل. وإلا لما كان قد وُضعت الزجاجة في النار.
“ماذا نفعل الآن؟ بعد احتراق الزجاجة، لا يمكننا الحصول على أي دليل.”
كان يعلم ذلك، لكنه كان محبطًا لعدم تحقيق أي فائدة.
“انظر هناك.”
بينما كان الاثنان يتبادلان الأفكار، تدخلَ صوتٌ خافت في الحديث.
كان صوتًا حذرًا، وكأن صاحبهُ مازال في حالة تفكيرٍ و تردد.
عندما التفتا، كانت هناك آنسةٌ تقف عند الباب و يبدو عليها الخوف الشديد.
“أنا……لدي شيءٌ ما.”
كانت الآنسة باستن، التي نظمت الحفلة التي أفسدتها سناير، تقف هناك وهي تحمل فنجانَ شاي.
________________________
اخيرا انسان له فايده
كارل وهو يتوقع سيناريو انقاذ سناير من الدير: المحقق كوناااان يبدو واثقاً
يع وش ذا النبلاء لدرجة افكارهم الخبيثه كذا مره واضحه
المهم يا لوغان ياقلبو بعد كل ذاه اخطبها وانت رجال😘
Dana