As Long As you Are Happy - 136
شعرت وكأن جسدها يطفو في الهواء. فاستيقظت إيرينا فجأة من النوم.
‘من هذا؟’
‘من الذي يحملني الآن؟’
حاولت المقاومة قليلاً، لكن جسدها لا يزال غارقًا في النوم. و لم تتجاوز محاولاتها سوى تقطيب حاجبيها.
“…….”
سمعت أصوات أشخاصٍ قادمة من الأعلى. فشعرت إيرينا بأن أعصابها أصبحت مشدودة.
من الأشخاص المحتملين، السيد نورمان أو شخصًا استدعاه بنفسه، ولكن كان هناك احتمالٌ أن تكون سناير أو فينترين أيضًا.
‘كان يجب عليَّ أن أبقى مستيقظة.’
كان من المفترض أن تظل يقظة حتى النهاية، و تبقى متيقظةً تمامًا حتى يصبح الوضع آمنًا، و من ثم تستطيع أن ترتاح عندما تُنهي كل ما يجب عليها فعله.
‘على الأقل، يجب أن أنهض.’
كان يجي عليها أن تنهض أولاً، و تتحقق من هوية الأشخاص.
“……لكن، كما هو متوقع……”
“……من الأفضل أن…..البوابة……”
“……تقديم..…”
بينما كانت إيرينا تكافح بكل قوتها لتستيقظ، ازدادت الأصوات التي تسمعها.
بدا وكأنهم يطلبون من شخصٍ ما الذهاب إلى مكانٍ ما، لكن الكلمات كانت تتلاشى من أذنيها كالدخان، مما جعلها صعبةَ الفهم.
“لا.”
وسط الأصوات المتناثرة، برز صوتٌ واضح.
“سأبقى هنا.”
شعرت بأطراف الأصابع تلامس جبينها المتجعد بلطف. كما لو أن هذا المكان آمن، وكأنها رسالةٌ تطلب منها أن ترتاح الآن بسلام.
كانت الأصابع تريح تجاعيد جبينها برفق.
“أنتِ الآن في أمان.”
‘ذلك الصوت……’
صوتٌ سمعَته منذ زمن بعيد عاد ليصدح مجددًا.
‘حقًا……أنا في أمانٍ الآن.’
ما إن أدركت ذلك، حتى استرخى جسدها بالكامل، وسقطت ذراعاها للأسفل.
‘غرفة……الانتظار.’
عليها أن تخبرهم.
‘ذلك المكان الذي انهرت فيه……’
عليها أن تطلب منهم تفقدهُ مرةً أخرى بعناية.
‘فنجان الشاي الذي شربته……’
حين أدركت إيرينا غريزيًا أنه لا ينبغي لها تناوله، كانت قد دفعت الفنجان بعيدًا بقوة، وكأنها تزيحه عن طريقها.
ولكن المكان الذي انسكب فيه الشاي كان فوق الفنجان الآخر الذي وضعته سناير لخداعها.
‘ربما……ما زال هناك أثر……’
كان يجب أن تخبرهم. لكن إيرينا انزلقت مجددًا في نومٍ عميق دون أن تتمكن من قول شيء.
***
لقد كان الوضع خطيرًا.
نظر لوغان إلى إيرينا النائمة بين ذراعيه وعقد حاجبيه بقلق.
‘لقد كان اليوم بالفعل محفوفًا بالخطر.’
حتى الآن، مجرد التفكير فيما حدث قبل قليل كان كافيًا ليشعر وكأن الدم في عروقه قد جف تمامًا.
في أحد الأزقة التي عادةً ماتكون في العاصمة، ساد مشهدٌ من الفوضى العارمة.
سناير كانت تصرخ بجنون وقد أعماها الغضب، و رجل كان يحاول الفرار تاركًا عربته خلفه، وأحد أعضاء النقابة الذي خان صاحب عمله.
‘من هذا بحق؟’
الرجل الذي ظهر من تحت القماش كان عجوزًا. و كان فاقدًا للوعي، وعيناه مقلوبتان بينما يرتجف بشدة.
أسفل جسده، كانت هناك خصلاتُ شعرٍ ذهبية، بحجم قبضة اليد، مرميةً على العربة.
”…….”
رغم أنها مجرد خصلاتِ شعر، كان من السهل التعرف على صاحبها.
لقد كانت خصلات شعرِ الشخص الذي كان يحتضنه يومًا ويهمس له بكلمات الحب.
كانت تلك الخصلات تعود إلى الحبيبة التي هربت منه مرتعبةً كما لو كانت تبكي.
خصلات الشعر التي لطالما داعبها كانت تتأرجح في الهواء.
“سيدي……”
ناداه ريو بحذر، بصوت يحمل قلقًا واضحًا من احتمال أن تكون أفكاره تسير في اتجاه خاطئ.
“أعلم.”
أجاب لوغان بإيجاز، و هو يُخرج أنفاسه الطويلة. ثم مرر يده على شعره وأرجعه إلى الخلف.
“يبدو أن السيدة إيرينا بخير.”
كانت أطراف الشعر المقطوعة تبدو ناعمةً في بعض الأماكن، وغير متساويةٍ في أماكن أخرى.
كان ذلك دليلًا على أن الشعر قُص باستخدام أداةٍ حادة، ولكن لم يُقص في ضربةٍ واحدة.
لابد أن هناك شخصاً ما حاول قطعه بقوة، لكن لم ينجح من المرة الأولى، فأعاد المحاولة عدة مرات.
‘هذه سمةُ شخصٍ ضعيف البنية وغير معتادٍ على استخدام الأدوات الحادة.’
نظر لوغان إلى الرجل المغمى عليه في العربة.
و رأى التصلبات على يديه، وهي تلك التي تتكون عادةً لدى الأشخاص الذين يستخدمون السكاكين الصغيرة بشكلٍ متكرر.
إذاً، رجلٌ معتادٌ على استخدام السكين حتى تظهر تلك التصلبات على يديه، لن يبدو هكذا فقط عند قص الشعر.
‘ليس هو من فعل ذلك.’
شخصٌ ضعيف البنية، وغير معتادٍ على استخدام الأدوات الحادة.
في ظل الظروف، لم يكن هناك سوى شخصٍ واحد يناسب هذه المواصفات، إيرينا.
بغض النظر عن الطريقة التي استخدمتها، تمكنت من أن تفقد هذا الرجل وعيه وتستغل خصلات شعرها لخداع الآخرين.
لذلك، من المؤكد أن إيرينا بخير.
لابد أنها بخير.
ولكن، رغم ذلك……
”….…”
أغمض لوغان عينيه بإحكام، وشد قبضته على خصلات الشعر.
كيف يمكنه التفكير بإيجابية وهو الذي شهد الكثير من الأموات من قبل؟
حتى الآن، بدلًا من أن يتخيل صورة إيرينا وهي تبتسم له، كما رآها عشرات أو مئات المرات، كان المشهد الذي يتبادر إلى ذهنه بسهولةٍ أكبر هو إيرينا تحتضر وسط بركةٍ من الدماء.
دماءٌ حمراء، فستانٌ أبيض، وشعرٌ أشقر ملوثٌ بالدماء.
“أرغ……”
عينان زرقاوان تنظران إليه وكأنهما تلومانه، أو تخبرانه بخوفها.
“سيدي؟”
بدأ يشعر وكأن أنفاسه تضيق. وكأن حبلاً فولاذيًا يلتف بقسوةٍ حول عنقه وصدره.
“أهغ!”
بدأت رؤيتهُ تضيق. و عقله، الذي كان قبل لحظاتٍ مليئًا بالأفكار، لم يعد يكوّن سوى جملةٍ واحدة.
يجب أن أراها.
يجب أن أرى بعيني إن كانت بخير!
“لوغان! هيه، لوغان!”
ماذا لو كنتِ قد أصبتِ بجروحٍ خطيرة؟ ماذا لو كنتِ قد……متِّ؟
“توقف!”
اندفع لوغان إلى الخلف بقوةٍ مفاجئة، مما جعله يتعثر للحظة. وفي نفس الوقت، اندفعت أنفاسهُ المكتومة للخارج.
لم يكن هو من يأن، بل كان شخصًا آخر.
“كهاك! كك……هوووه.”
الرجل الذي سقط على الأرض وهو يذرف الدموع كان نفس الشخص الذي جرّ العربة.
كانت هناك بصمةُ يد واضحة على عنقه، وكان يحاول بكل قوته الزحف بعيدًا عن لوغان، وكأنه يخشى الاقتراب منه مجددًا.
“…….”
عندها فقط أدرك ذلك.
كان هو من يخنق رقبة ذلك الرجل.
وكان قد فعل ذلك بنية قتله. و لو لم يمنعه كارل، لكان قد قتله. فلم يكن هناك سبب ليتوقف، ولا سببٌ ليتراجع.
حول لوغان نظره. و كان وجه كارل، الذي كان لا يزال داكنًا، يعكس توترًا وحذَرًا.
وإذا نظر قليلاً أكثر، رأى ريو أيضًا يظهر نفس الحذر، ورجلٌ يرتدي رداءً يبدو عليه الخوف.
ثم……
“…….”
ثم دخلت إلى عينيه دلْفيا، التي كانت تنظر إليه وكأنها تفهمه.
تحولت نظرته قليلاً إلى الأسفل. و تقاطع نظره مع سناير التي كانت تجلس على الأرض، و ترتجف بشدة.
”….!”
بدأت سناير تهتز بقوةٍ أكبر، دون أن تستطيع حتى أن تطلق أي صوت.
من يشاهدها قد يعتقد أن الذي يخنقهُ لوغان ليس ذلك الرجل بل سناير.
”……سناير فلورنس.”
لقد كان مشهدًا يشبه تمامًا سناير الصغيرة حين رآها لأول مرة.
تلك الطفلة التي كانت تختبئ وراء والدهل، و تصرخ بالخوف بكل جسدها وعينيها.
“من الأفضل لكِ أن تهربِ.”
ابتسم لوغان قليلاً.
“لن أتمكن من السيطرة على نفسي عند التعامل معكِ.”
بعد ذلك، لم يتذكر بشكلٍ جيد ما حدث. و كانت الصور المتفرقة التي تتبادر إلى ذهنه هي تلك التي يظهر فيها وهو يتجول في حديقة القصر الإمبراطوري.
لكن الذكريات بدأت تصبح أكثر وضوحًا عندما وجد إيرينا مستلقيةً على الأرض، ملتفةً بالقرب من جذع شجرة.
وإذا أردنا أن نكون دقيقين أكثر، فالأمر أصبح واضحًا عندما تأكد أنها لم تمت، بل كانت نائمةً فقط، وحينها احتضنها في ذراعيه.
‘لقد كان الأمر خطيرًا.’
شد لوغان إيرينا النائمة برفق نحو صدره. ومع ذلك، لم تختفِ مشاعر القلق بسهولة.
كان الأمر فعلاً خطيرًا.
في المرة السابقة، كان هناك شخصٌ من الأحياء الفقيرة قد دبر حادثة اختطاف، لكن الوضع الآن كان أكثر خطورةً بكثير.
‘هل تناولت شيئًا غريبًا بالفعل؟’
المرأة التي استأجرتها سناير بمبالغ ضخمة كانت قد وقعت في فخ كلام دلفيا وفضحت كل شيء.
اعترفت بأنها كانت ترتدي فستان سناير وتتنكر في الحفل لتكون مثلها. كما أنها كانت هي من وضعت السم في الشاي والزجاجات التي أعدتها مسبقًا.
وأعترفت أيضًا بأن سناير هي من جعلت إيرينا تشربه.
وبفضل ذلك الاعتراف، استطاعت المرأة أن تموت بسلام.
زاد تعقيد الأمور بالنسبة للوغان.
‘ربما يجب أن أبحث عن ترياق.’
كان هناك العديد من السموم التي تبدأ أعراضها بشكلٍ تدريجي. و حتى لو كانت إيرينا محظوظةً ونجت من الموت الفوري، فهناك سموم تترك آثارًا كبيرةً بعدها.
ولذلك كان من الضروري أن تتناول الترياق.
المشكلة كانت أن لوغان لم يكن يعرف نوع السم الذي تم استخدامه. فالمرأة التي كانت تعمل لصالح سناير لم تكن تعرف نوع السم، والوحيد الذي كان يعرفه هي سناير نفسها، لكنها لم تفتح فمها.
كانت نظراتهُ موجهةً إلى دلفيا و ريو بنظرةٍ شرسة، كما لو أنه كان يحتاج إلى أخذ إيرينا معه حتى يشعر بالراحة.
كيف يمكنه تدمير سناير وعائلة الكونت فلورنس تمامًا؟
كان من الممكن أن تهرب سناير أو عائلة الكونت فلورنس. لذا طلبوا منه الذهاب الى قصر الكونت واغلاق ابوابه لمنعهم من الهروب، لكن لوغان أجاب بالرفض.
على أي حال، فقد ذهب كارل إلى هناك بالفعل، لذلك لم يكن الأمر يشغله بعد الآن.
التركيز الآن كان على الوضع الحالي هنا.
“همم.”
شعر بحركةٍ خفيفة في أحضانه. و ظن أنها قد استفاقت، لكنه كان مخطئًا.
كانت إيرينا تجعد جبينها وكأنها كانت تحلم بكابوس.
”…….”
وبحذر، ضغط لوغان على جبينها بأطرافِ أصابعه.
كان يخشى أن تستيقظَ الآن، لكن لم يكن قادرًا على ترك وجهها المعذب هكذا.
من المثير للدهشة أن ذلك كان له تأثير، فقد أصبحت تعبيرات وجه إيرينا أكثر راحة.
ثم، كما لو كان الأمر طبيعيًا، استندت برأسها إلى صدره.
و بتلك الحركة الصغيرة، شعر لوغان وكأن المسافة التي كانت بينهما قد اقتربت قليلاً، فشد إيرينا نحو صدره أكثر.
”……؟”
بفضل ذلك، استطاع أن يسمع همساتها.
كان صوتها صغيراً جدًا، لدرجة أنه لو كان يأتي من مسافةٍ أبعد، لكان من الممكن أن يعتقد أنهُ مجرد صوتِ أنفاس.
”……في غرفة الانتظار، الشاي.”
و بعد تلك الهمسات، بدا أن إيرينا، كما لو كانت قد استنفدت كل قوتها، عادت إلى نومها العميق.
كان نومًا هادئًا وعميقًا لدرجة أنه لو لم يكن صدرها يتحرك من التنفس، لكان قد ظن أنها ماتت.
‘غرفة الانتظار والشاي؟’
أصبح لوغان قلقًا وهو يتحرك بحذر حتى لا يوقظها، وهو يعقد حاجبيه.
غرفة الانتظار والشاي.
كانت تلك هي الأشياء التي تحدثت عنها المرأة التي غادرت الآن إلى السماء، التي قالت بأن سناير قد وضعت السم في الشاي والزجاجات مسبقًا.
هل من الممكن أن السم ما يزال موجودًا هناك؟
هل الشاي و الكوب الذي احتوى على السم لا يزال موجودًا؟
‘هل يجب أن أذهب لأتحقق؟’
لكن كان هناك مشكلةٌ واحدة.
إذا كان الأمر يتعلق بالآخرين، فلا بأس، لكن الإمبراطورة التي نظمت الحفل قد أدركت بالتأكيد أن الأبطال قد اختفوا.
لذلك، كان يجب عليه لقاءها.
كان عليه أن يلتقي بها ويشرح لها الموقف ليحصل على إذنٍ للتحقق من غرفة الانتظار.
لقد أقيمت حفلةُ إيرينا في قصر الإمبراطورة. فإن عبثه هناك قد يعني، على الأقل، أن يصبح خصمًا للعائلة الاملراطورية أو يُتهم بالخيانة.
‘ليس لدي الوقت لذلك.’
مع ذلك، قرر لوغان تجاهل كل الإجراءات القانونية.
حتى وإن تبقى القليل من السم، سيكون قليلًا جدًا. لذا، كان يجب عليه أن يحصل عليه ليتمكن من تحضير الترياق.
لو اتبع الإجراءات القانونية، فلن يستطيع تحضير الترياق.
‘القيام بالخطوة الأهم أولاً، ثم سأتعامل مع العواقب لاحقًا.’
بينما كان لوغان يتحرك، ظهرت بعض الظلال أمامه فجأة.
“أ- آه؟”
كان أحدهم أحد الخدم الذين رآهم في الحفل، من عائلة الكونت ليونيد، والآخر كان……
“دوق وينفريد؟”
كان ولي العهد.
_______________________
أخيييييرااااا جا لوغان مابغينا😭
يجنن احبه خوفه عليه يجننن🤏🏻
شفتوا كيف استانس عشانها عنزت راسها على صدره؟ احبهممممممم😭🤏🏻
الهطفه حقت النقابه لعبت عليها دلفيا ثم على قولة لوغان ودوها للسما✨
Dana