As Long As you Are Happy - 134
إذا شعرتَ بصدمةٍ كبيرة، قد لا تتمكن حتى من الصراخ.
رمشت إيرينا بعينيها فقط وهي تنظر إلى ولي العهد.
‘لماذا، بحق، يخرج ولي العهد من بين أعشاب الحديقة في منتصف الليل؟’
حتى الآن، كانت ساقاه لا تزالان تزحفان ببطء من تحت الأدغال المنخفضة.
لو لم تستمع مسبقًا إلى شرح الدوق حول كيفية تمييز أفراد العائلة الإمبراطورية، ربما لم تكن لتتمكن من كبح صرختها.
‘لماذا هو هنا.….؟’
“ذلك……”
وكأنه قرأ نظرةَ إيرينا، حك ولي العهد مؤخرة عنقه بخجل، ثم همس بصوتٍ منخفض تكاد تسمعه إيرينا.
“في الواقع، كنت في طريقي إلى قصر والدتي لمقابلة الدوق وينفريد.”
‘أوه، فهمت.’
كان جوابًا مقنعًا لكنه لا يزال غير مفهومٍ تمامًا.
لم يكن طريق الوصول إلى قصر الإمبراطورة يقتصر على هذا المكان فقط، فلماذا ظهر من هنا؟
كانت ترغب في قول شيء، لكنها شعرت أن رفع صوتها قد يؤدي إلى كشفهما.
مع ذلك، يبدو أن نظرة إيرينا وحدها كانت كافيةً لنقل المعنى.
“أمم……”
تحركت عينا ولي العهد يمينًا ويسارًا، ثم اعترف بصدقٍ، وقد احمرّت وجنتاه قليلًا.
“في الواقع، من المفترض أن أكون في مكتبي الآن أعمل على معالجة بعض الوثائق……”
بعبارةٍ أخرى، كان يكره العمل، وقرر الهروب من المكتب للوصول إلى هنا لمقابلة الدوق وينفريد.
ابتسم ولي العهد مرة أخرى بخجلٍ، ثم تنحنح قليلاً.
“و لأنني لا أريد أن يُكشف أمري، قررتُ المجيء عبر الحديقة.”
أشار برأسه بخفة نحو السيد نورمان و فينترين.
“لكن فجأة ظهرا أمامي، فاختبأتُ تحتَ الأدغال دون أن أدرك. كنتُ أعتقد أنهما سيمران بسرعة، لكنهما كانا يتحدثان بجديةٍ لدرجة أنني لم أتمكن من الخروج، وهكذا انتهى بي الأمر بالاستماع دون قصد.”
ظهرت على وجه ولي العهد ابتسامةٌ محرجة بدلاً من ضحكته المعتادة.
“آه……”
خفضت إيرينا رأسها بعد أن أدركت شيئًا.
الحديث الذي كان يدور بين فينترين والسيد نورمان كان عنها، لذا كان الأمر محرجًا ومربكًا لولي العهد.
‘لقد أظهرتُ جانبًا مخجلًا……’
عندما نظرت إيرينا إلى ولي العهد بابتسامةٍ مريرة، تلاشت ابتسامتهُ تدريجيًا، وانحدرت زوايا شفتيه حتى أطبق شفتيه بخط مستقيم.
“الآنسة ليونيد.”
اقترب خطوةً منها وسأل.
“إن أردتِ، أستطيع أن أقدم لكِ المساعدة فورًا. لكن إن حدث ذلك……”
تردد للحظة وصمت، ثم تابع حديثه بحذر.
“على الأرجح، قد تملأ الشائعات حياتكِ، يا آنسة.”
حدقت إيرينا في ولي العهد دون أن ترد، متسائلةً عن أفكاره الحقيقية وراء كلماته.
‘يبدو أنه يرغب في تقوية علاقته مع الدوق.’
صحيح أنها لم تسمع الكثير عن ولي العهد، ولكن وفقًا لما أخبربها به دلفيا و ريو، كان هذا الانطباع واضحًا.
كان يبدو أنه يعاني من موقفٍ غير مستقر ويريد الاعتماد على شجرةٍ قوية لا تتزعزع.
‘لذا، لن ينشر وضعي الذي عرفه من هذا الحديث، ولن يحاول استغلاله كنقطة ضعف.’
على العكس، سيبذل قصارى جهده لمساعدتها، لأن ذلك سيكون مفيدًا في تعزيز علاقته مع الدوق.
إذا قرر ولي العهد التدخل ومساعدتها بالتعاون مع الدوق في حل الأمر، فإن كل المشاكل ستختفي.
لو اتحد الدوق مع ولي العهد لمعالجة الأمر، فما الذي قد يقف في طريقهما؟
حتى سناير، التي تحاول قتلها، أو فينترين، الذي يظن بثقة أنها ماتت ويعبث بلا مبالاة، لن يكون لهما أي تأثيرٍ بعد ذلك.
في هذه المرة، لن يتمكن الكونت فلورنس من التدخل، ومن المؤكد أن أتباع ليونيد سيوافقون على معاقبة فينترين.
‘لكن إذا حدث ذلك، ألا يعني هذا أن صاحب السمو، ستتورط في شائعاتٍ أيضاً؟’
“لماذا كانت إيرينا ليونيد، التي شاركت اليوم في أول ظهور لها في المجتمع، في منتصف الليل، وفي حديقة مهجورة، بصحبة ولي العهد؟”
“لقد سمعت أن لديها علاقةٌ رومانسية مع الدوق وينفريد، أليس كذلك؟”
“حسنًا، على الرغم من أنه لم يتم تأكيد الأمر رسميًا.”
“آه، يا لها من شخصيةٍ مثيرة للإعجاب. أن تمسك بكلٍ من ولي العهد والدوق وينفريد بيد واحدة، هذا أمر مذهل.”
بدأت إيرينا تبتسم برفقٍ وكأنها تسمع بالفعل أصوات الناس وهم يثرثرون عن ذلك.
ثم اتخذت قرارها.
‘لا، هذا لن ينفع.’
لم يكن الألم في النقد والاتهامات التي قد تُوجّه إليها هو ما يقلقها. فعلى أي حال، مهما قالوا، لن تصل كلماتهم إليها. كانوا مجرد أشخاصٍ لا يملكون شيئًا سوى الثرثرة.
لم تعد تلك الأحاديث قادرةً على إيذائها.
لكن ما كان يشغل بالها.
“…….”
هو رؤية وجه الدوق المتألم بسبب الشائعات. كان من السهل جدًا تخيل ذلك الوجه، واضحًا ومليئًا بالألم.
وكانت فكرة رؤية ذلك الوجه أكثر إيلامًا لها من أي شائعةٍ قد تُطلق. لذا، قررت أن تتوقف.
‘قبل كل شيء، هذا شيء يجب أن أفعله بنفسي.’
لم يعد بإمكانها أن تستمر في الاعتماد على المساعدة فقط. لا يمكنها أن تمسك بأيدي الآخرين إلى الأبد وتسير متعثرة.
كان عليها أن تتعلم الوقوف على قدميها والجري وحدها.
لقد قالت لزوجي البارون كيريك إنها ستتسلق إلى قمة عائلة ليونيد لهذا السبب.
‘رغم أن الحقيقة هي أنني أردت سماع الحقيقة من الدوق أكثر من أي شيء آخر.…..’
ابتسمت إيرينا بهدوء دون أن تصدر صوتًا.
“……؟”
نظر إليها ولي العهد، و أمال رأسه بتساؤل وهو يراقبها بابتسامةٍ غامضة.
“لا بأس.”
من دون صوت، أخبرت إيرينا ولي العهد بما يجول في خاطرها من خلال حركة شفتيها فقط.
“سأبذل قصارى جهدي في ما أستطيع فعله بنفسي.”
تحرك رأسها قليلاً إلى الجانب، وتوجهت عيناها الزرقاوان إلى الجهة الأخرى.
بينما كانت إيرينا تصل إلى قرارها مع ولي العهد، يبدو أن الآخرين قد توصلوا بدورهم إلى قرارهم الخاص.
“إذن، سأعتمد عليكَ يا سيد نورمان.”
قال فينترين ذلك بينما كان يعبث بلا هدف بطيةِ سترته، ثم مدّ يده وربت على كتف نورمان بخفة.
كانت هذه الحركة وقحةٌ للغاية بالنسبة لشخص أكبر سنًا.
“على أي حال، لا أحد لديه خيارٌ سواي”
انفجر فينترين ضاحكًا، كما لو أنه نسي تمامًا أن هذا لقاءٌ سري، ثم بدأ بالمشي بخطى ثابتة.
كل خطوةٍ خطاها كانت مليئةً بالثقة.
بالطبع، كان ذلك متوقعًا. فقد شعر بالراحة والفرح الآن، بعد أن أزاح أكبر عقبةٍ أمامه، وهي، إيرينا ليونيد، دون أن يحرك إصبعًا.
“……”
راقبت إيرينا فينترين وهو يبتعد تدريجيًا، ثم حولت نظرها بعيدًا عنه.
على عكس فينترين الذي غادر بخفةٍ وارتياح، كان السيد نورمان لا يزال يقف في مكانه وكأنه مُثبتٌ هناك.
كان رأسه منخفض، وكتفاه متدليان، ويداه مقبوضتان بإحكام.
كان جسده المرتعش بشكلٍ خفيف يعبر عن حالته النفسية بشكلٍ واضح.
“الآنسة ليونيد، إذا سمحتِ لي بالبقاء هنا قليلاً……”
ناداها ولي العهد وكأنه خطرت له فكرةٌ جيدة، لكن إيرينا كانت أسرع في التصرف.
أخذت نفسًا عميقًا، وقوّمت ظهرها، ورفعت رأسها. و بوجهٍ لا يظهر فيه أي تردد، وكأنها لا تخشى شيئًا، خرجت إيرينا من خلف الشجرة بثبات.
“السيد نورمان.”
لم يصل نداءها الأول إلى السيد العجوز الغارق في اليأس، لكن الثاني فعل.
“آنسة ليونيد؟”
اتسعت عيناه تدريجيًا عندما التقت نظراته المليئة باليأس والندم بعينيها.
“لكن……لقد قال لي السيد الشاب للتو……!”
صُدم نورمان بشدة، لكنه ابتلع أنفاسه عندما رأى حالتها. كانت حالتها تشير بوضوحٍ إلى أنها لم تكن بخير.
شعرها كان مُبعثراً، وفستانها ممزقٌ ومتسخ في أماكن عدة.
كانت تقف حافيةَ القدمين على الأرض الباردة، وجسدها المكشوفُ كان مليئًا بالكدمات والجروح.
الشيء الوحيد الذي ظل كما هو كان عيناها. تلك العينان التي نظرت إليهٍ بثبات، دون أي اهتزاز أو تردد.
“آنسة.”
اقترب السيد نورمان منها بسرعةٍ وخلع معطفه وقدمه لها.
“على الأقل، ارتدي هذا.”
لكن إيرينا لم تأخذ المعطف.
حدقت فيه بصمتٍ للحظة، ثم فتحت شفتيها لتتحدث.
“لقد سمعتُ كل شيء.”
توقفت نظراتها على وجه السيد نورمان، الذي كان قد انخفض رأسه بخجل وكأنه ارتكب ذنبًا.
“أنت تدعم عمي، أليس كذلك؟”
“…….”
“لا أعتقد أن ذلك خطأ. لم تعلن يومًا أنك ستدعمني منذ البداية، أليس كذلك؟”
من بين الأشخاص الذين أحضرهم زوجا البارون كيريك اليوم، كان بعضهم ينظر إليها بابتسامة، بينما كان البعض الآخر يراقبها بعيونٍ باردة وكأنهم يقيّمونها.
وكان السيد نورمان من بين المجموعة الثانية. لذلك، لم يكن بوسعها أن تلومه.
لكن……
“أتمنى فقط ألا تندم على اختياركَ، يا سيد.”
كان هذا كل شيء.
أغلقت إيرينا شفتيها بعد ذلك، وظلت تحدق في السيد نورمان دون أي حركة، ثم أغلقت عينيها بصمت.
‘آه، هكذا إذن.’
بينما كانت إيرينا تغلق عينيها وكأنها تنتظر شيئًا ما تحت ضوء القمر، فهم نورمان على الفور مقصدها.
لقد منحت إيرينا الخيار له الآن.
إذا كان ما يزال يساند فينترين، فكل ما عليه فعله هو التخلص منها. فقد تم إعلان موت إيرينا بالفعل.
الآن قد يعرف البعض، بما فيهم فينترين، لكن سرعان ما سينتشرُ الخبر بسرعة. لذا، حتى لو قرر التخلص منها الآن، فلن يعرف أحدٌ بذلك.
الجميع سيبحث في البداية عن الشخص الذي حاول تسميمها.
ستكون جريمةً كاملة.
‘إذا حدث ذلك، فسيجلس السيد الشاب على قمة عائلة الكونت ليونيد.’
كل شيء يسير كما كان يعتقد في البداية.
فجأة، سقط المعطف الذي كان يحمله السيد نورمان على الأرض.
”….…”
كان السيد نورمان شخصًا صارمًا جدًا. قد يقول البعض أنه كان هكذا بسبب تقدمه في السن، لكن الحقيقة ليست كذلك.
حتى وإن تقدم في العمر، فبعض الناس يتغيرون بينما يبقى الآخرون على حالهم.
و كان نورمان من النوع الذي لا يتغير.
طبيعته كانت هكذا منذ ولادته، ومنذ صغره كان يتبع والديه ومعلميه وكأنهم منقذوه، مثل سلفِ الكونت ليونيد.
لذلك كان يعتقد، كما هو الحال مع الكثير من الرجال في منصبه، أن اللقب يجب أن يُسلم إلى الذكر، وكان يراه أمرًا بديهيًا.
بالنسبة له، كان ذلك بديهياً كالشمس التي تشرق من الشرق وتغرب في الغرب.
لذلك، عندما حصل فينترين على لقب البارون وترك إمارة ليونيد، اعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا.
وعندما ابتعد الجميع عنهُ وبدأوا في اتباع إيرينا، بقي هو ثابتًا في موقفه، و يلتزم بتأييد فينترين.
حتى عندما سمع للتو منه أن إيرينا قد ماتت، كان ما اعتقادهُ بالنسبة له صحيحٌ تمامًا، وكان يقبله كحقيقةٍ ثابتة وقانون لا يتغير.
لكن الآن، كل شيء تغير. في هذه اللحظة فقط……
”……!”
تلاقت عينيه بعينيها. بين رموشها الطويلة، و بدأت عيناها الزرقاء تظهر تدريجيًا، وعندما التقت نظراتهم، ابتسمت ابتسامةً وكأنها تقول “أنا أفهم كل شيء.”
تغيرت ملامح السيد نورمان، وانخفض رأسه، ثم ابتسم مبتسمًا بشفقة.
“آنسة.”
التقطت يده المرتعشة معطفه الذي سقط على الأرض. و كان ينفض التراب عنه، ثم ابتسم وهو يمد المعطف مرة أخرى.
الطريقة التي قدم بها المعطف كانت مختلفةً تمامًا عن المرة الأولى.
في المرة السابقة، كان مجرد شخصٍ يمد يده بسرعة لشخصٍ محتاج للمساعدة. لكن الآن، كان يتصرف كأنه يقدم الولاء، برأسٍ منخفض وحركاتٍ محترمة.
“شكرًا لكَ، سيد نورمان.”
“من الأفضل ألا تقولي شكرًا لأمثالي، يا كونتيسة.”
“لا بأس.”
أخذت إيرينا المعطف بابتسامة.
“من فضلك أخبرني بالكثير مستقبلاً، يا سيد نورمان.”
وبذلك، ضمنت السيد نورمان.
___________________________________
وناسه
ولي العهد الظاهر اول مره يتم سفهه 😭 بيطلع مصدوم مايدري وش يقول
زين انه هطف وعارف ان ايرينا للوغان يعني ماظني انه بيصير طرف ثالث
Dana