As Long As you Are Happy - 133
‘……لقد مُت؟’
كان هذا محتوى غير متوقع. فاسترقت إيرينا السمع بحذرٍ إلى حديث الشخصين.
“الآنسة ليونيد، توفيت؟”
“نعم، أليس هذا أمرًا مفرحًا يا سيد نورمان؟”
“مُفرح؟!”
صرخ السيد نورمان في فزع، لكنه أغلق فمه على الفور.
تحقق بعناية مما إذا كان هناك أحدٌ في الجوار، ثم بدأ يتحدث مرة أخرى.
“……حتى لو قلتُ أنني سأدعمك لتصبح الكونت التالي لعائلة الكونت ليونيد، لم أفكر ولو للحظة واحدة بأنني أرغب في وفاة تلك الآنسة.”
رغم أن صوته أصبح منخفضًا، متأثرًا بالوضع، إلا أنه لم يستطع كبت مشاعره الحقيقية.
“بغض النظر عما يقوله الآخرون، أليسر الآنسة إيرينا هي ابنة السيد آجين والسيدة لارا؟ لو لم يكن الشخص الذي اختارته كحبيبٍ هو الدوق وينفريد……”
توقف الكلام فجأة بطريقةٍ غير طبيعية.
ساد الصمت، لكن كلًا من إيرينا و فينترين كانا يعرفان ما سيُقال بعد ذلك.
“هل كانت تنوي تنصيب ذلك الشخص الذي اختارته كالكونت ليونيد؟”
“لا تصف الآنسة بمثل هذه الكلماتِ القذرة، أيها السيد الشاب.”
“آه، صحيح، صحيح. إنها ابنة أخي، أليس كذلك؟”
رافقت الضحكة الساخرة حديثه.
“أجل، إنها طريقةٌ جيدة. عندما يكون الوريث الوحيد فتاة، فما من خيارٍ آخر حقًا.”
“….…”
“ولكن بما أنني الابن الشرعي والوريث الحقيقي، هل هناك حاجةٌ إلى ذلك؟ بالإضافة إلى أن لدي بالفعل ولدين، أليس كذلك؟ لا يوجد أي خطر من زعزعة الأمور. أوه”
اتسعت عينا فينترين وكأنه تذكر فكرةً جيدة.
“كان يجب أن أُزوج ايرينا من أحد أبنائي بدلًا من ذلك، أليس كذلك؟ بهذا كانت الروابط العائلية ستصبح……أقوى، أليس كذلك؟”
“سيدي!”
صرخ نورمان في النهاية، غير قادرٍ على كبح غضبه.
“إذا قلت هذا النوع من الكلام مرة أخرى، فلن أجد خيارًا سوى التراجع عن دعمي لك.”
“حسنًا، حسنًا.”
رفع فينترين يديه كما لو كان يشير إلى أنه لن يتحدث أكثر، ولكن السخرية ظلت واضحةً على شفتيه.
“إذاً، ما الذي تعنيه بقولك أن تلك الآنسة قد توفيت؟”
“حسنًا……”
عاد الحديث إلى البداية. وازدادت الابتسامة الساخرة على شفتي فينترين.
“لأنني رأيتها بعيني!”
بدأ فمه بالاتساع تدريجيًا، كاشفًا عن أسنان الصفراء. وبدأ بياض عينيه يتحول إلى الأحمر مع اندفاع الدم من عروقه بسبب الحماس.
“لقد رأيتُ ذلك بنفسي، بعيني هاتين!”
“ما الذي رأيته بالضبط……”
“رأيت إيرينا ليونيد وهي تموت.”
“……؟”
“على ما يبدو، لم تكن ابنةُ أخي تفتقر إلى الأعداء غيري. لكن إحدى السيدات حاولت تسميمها بوضع السم في الشاي. و كانت متنكرةً بطريقةٍ ما، وبالنسبة لفتاة نشأت في رفاهية، فقد دبرت الأمر بشكلٍ لا بأس به.”
قهقه فينترين بضحكةٍ مبالغٍ فيها.
“لقد كانت تتحرك بشكلٍ مربك، مما جعل الأمر صعبًا بالنسبة لي. لكن! لم يكن هذا ما فعلتهُ. أنا فقط أردت أن أخبركَ أنني رأيت كل شيء! أجل، في البداية حاولت أن تضع شيئًا في الشاي لتسممها. لكن هل تعلمُ من كانت المستهدفة؟ إنها ليست سوى ابنة لارا، التي كانت تُعرف بذكائها منذ صغرها، والتي كانت تُلقب بالعبقرية!”
“……..”
“بمجرد أن ارتشفت رشفةً واحدة، اكتشفت الأمر فورًا! وقالت، هذا ليس شيئًا يجب تناوله! أو ربما شعرت بمذاقه السيئ؟ هذا ممكنٌ أيضًا! رغم أن هناك قولًا بأن الأشياء الضارة تكون حلوة المذاق، إلا أن هذا لا ينطبق دائمًا، أليس كذلك؟”
كان يتحدث بسرعةٍ شديدة.
نظر نورمان إلى غينترين وكأنه لا يفهم تمامًا ما يقوله الآن، لكن بدا أن فينترين لا ينوي مراعاة الخادم العجوز. بل زادت حماسته وبدأ يتحدث بسرعةٍ أكبر.
“لقد بصقته على الفور! يا له من أمر مؤسف بالنسبة لي حينها! لكن تلك الآنسة ليست عاديةً أبدًا. دون أن ترتبك، أمسكت بشعر ايرينا وأدخلت الزجاجة في فمها! فشربت بعض الرشفات لكنها حاولت المقاومة على طريقتها. ومع ذلك، لم يكن لذلك أي جدوى. فبعد فترةٍ قصيرة، انهارت تمامًا! كان الأمر يشبه ما حدث مع الجرو الذي كنتُ أربيه عندما مات!”
فجأة، توقف كلامه مرة أخرى. و تحركت عيناه بتوترٍ قبل أن يطلق ضحكةً صغيرة.
“حتى طريقة التخلص منها كانت مشابهة. أحضروا امرأةً وبدأت بسحبها جرًا. يبدو أنهم حاولوا التصرف بذكاء، حيث وضعوها على قماشٍ لتجنب ترك آثار واضحة يمكن أن تقود إلى دليل. أجل، ذكيةٌ جدًا! بهذه الطريقة، يصعب تتبع العلامات والآثار. ولكن أين وصلت في قصتي؟ آه! أجل، هل ذكرت أنها أدخلت الزجاجة في فمها؟! لكنها كانت تقاوم! حتى أن يدي تعرقت من ذلك!”
كانت قصة فينترين فوضوية وغير مترابطة. لكن مع مرور الوقت، بدا أن نورمان بدأ يدرك ما يتحدث عنه.
لا، لقد أدرك ذلك منذ البداية. لكنه استمر في الاستماع على أمل أن يكون مخطئًا، متسائلًا، هل من الممكن أنكَ بقيتَ تشاهدُ فقط؟ هل حقًا؟ إنها ابنة أخيه بعد كل شيء!
ولكن مع كل كلمة، أدرك أكثر فأكثر أن أمله كان مجرد وهم.
“ثم وضعوها على قطعة قماشٍ وجرّوها معًا. حسنًا، عمليًا، كان هناك شخصٌ واحد يقوم بالسحب. ومع ذلك، تركوا وراءهم الكثير من الآثار! حتى لو كانت المرأة الأخرى أكثر دقة في تحركاتها، فإن الغبي الذي استأجروه لم يكن يستطيع أن يفعل شيئًا أفضل. لذلك تدخلت قليلًا للمساعدة في تنظيف الفوضى. و ذلك الشخص، مثل الطفيلي، جعلته يضل الطريق عن قصد.”
‘فهمتُ الآن.’
عضت إيرينا على شفتيها بإحكام. فقد كانت سناير والمرأة يسحبون جسدها المغمى عليه ببطءٍ فوق القماش.
رغم أن الوقت الذي استغرقوه كان طويلًا، إلا أن المسافة التي قطعوها كانت قصيرة. و ظلت تتساءل لماذا لم يتمكن أحد من العثور عليها حتى الآن.
‘إذاً، كان فينترين هو من تسبب في إضاعة الأدميرال فيدريك.’
“حسنًا، لم أفعل شيئًا كبيرًا. فقط ألقيتُ بعض الكلمات هنا وهناك كي أجعل بعض الأشخاص يوقفون الأدميرال.”
لكن حتى هذا التأخير البسيط كان كافيًا. فقد تمكنت سناير والمرأة من تسليمها إلى أشخاص آخرين.
لو أنها لم تستيقظ في ذلك الوقت……كيف كان حالها سيكون الآن؟
هل كانت ستحترق وتُقدم قربانًا أمام سناير؟
“…….”
دفعت إيرينا رأسها لتنفض عنها تلك الأفكار المروعة.
‘تماسكي. لم يكن الوقت مناسبًا للغرق في تلك التخيلات.’
كان عليها التركيز على هذين الشخصين.
“لقد تم الأمر بسلاسة. بالطبع، لم أستطع التأكد حتى النهاية لأنني كنت مضطرًا للقاءكَ، لكنني كنت واثقًا من أنها لن تتمكن من العودة حية!”
ارتفع صوت ضحك فينترين، في حين ازداد شحوب وجه نورمان تدريجيًا.
“هل تقول أنك كنت شاهدًا على مقتل الآنسة ليونيد ولم تفعل شيئًا؟!”
كان صوته مليئًا بالألم واليأس.
“كيف يمكنكَ التواطؤ في التستر على هذا، يا سيدي؟!”
“اصمت!”
صرخ فينترين بصوتٍ أعلى.
“ماذا ستفعل إن تم اكتشاف الأمر؟ تبا لك.”
نظر إليه فينترين بازدراءٍ وهو ينقر بلسانه بإحباط.
قبض نورمان يديه بشدة، محاولًا كبح غضبه.
“……لا يمكنني السكوت عن هذا.”
“ماذا؟”
“قلتُ أنني لن أستطيع الاستمرار معكَ بعد الآن.”
رفع نورمان رأسه عاليًا.
“لن أدعمكَ بعد الآن، أيها السيد الشاب. كما أنني أسحب وعدي بمحاولة كسب دعم الآخرين لك.”
كان نظره نحو فينترين باردًا، ولكنه حمل أيضًا ندمًا خفيفًا.
‘لم أكن أعلم أنك بهذا الشكل. كيف يمكن أن أختار شخصًا كهذا؟’
كان هذا ما يعبر عنه بوضوح.
“…….”
لم تكن إيرينا الوحيدة التي شعرت بذلك. حتى فينترين، الذي كان يحدق في نورمان بذهول للحظة، شعر به.
ثم تحدث بابتسامةٍ ساخرة.
“تسحب دعمك؟”
ضحك مرة أخرى، ضحكةً منخفضة ومزعجة، تتردد بصوت غريب.
“جرب ذلك.”
“……؟”
“جرب أن تقول أنك ستسحب دعمك لكوبين فينترين! ماذا سيقول الآخرون حينها؟ ‘آه، السيد نورمان! لقد خنت الآنسة ليونيد طوال هذا الوقت لأنك كنت متحالفًا مع شخصٍ كهذا؟ أنت، الذي لطالما كان معروفًا باتخاذ القرارات الصائبة والعادلة؟ يا للعجب، حقًا! ستسمع كلامًا كهذا فقط، وستتعرض للإهانة والإشارة إليكَ بأصابع الاتهام!”
“إن كان ذلك عقابي على أخطائي، فعلي أن أتحمله كما يجب. أنا لستُ خائفًا.”
“حقًا؟ لستَ خائفًا؟ ولكن هذا الأمر سيخيفك، أليس كذلك؟”
اختفت الابتسامة فجأة من وجه فينترين، وحل محلها تعبيرٌ بارد.
“تلك المرأة ماتت، وإذا تمت معاقبتي أنا أيضًا، فلن يبقى هناك وريثٌ حقيقي لعائلة الكونت ليونيد.”
“……!”
“أليس هذا هو السبب الذي جعلكَ تقبل بما حدث عندما تعرضتُ للإهانة حتى أمام الإمبراطور؟”
“هذا……”
“لطالما كانت عائلة ليونيد تعاني من قلة الورثة، أليس كذلك؟ ولهذا السبب لم يستطع والدي التخلي عني بالكامل. أما الأقارب؟ تقصد أولئك الذين هم أقارب بالاسم فقط؟”
تحركت عينا فينترين وكأنه يفكر في الأمر.
“دعنا نرى……ما هي درجة القرابة الأقرب بيننا؟ علينا العودة خمس أجيال على الأقل، ثم التحرك أفقيًا لمسافة طويلة حتى نجد شخصًا كهذا، أليس كذلك؟”
كان يعني أن أقرب الأقارب بالكاد يُعتبر قريبًا حقيقيًا.
ارتسمت على شفتيه مرة أخرى ابتسامةٌ مائلة مليئة بالسخرية.
“إذا كنتَ موافقًا على ذلك، فتفضل.”
تحرك فينترين بشكل مبالغٍ فيه ليبتعد عن طريق نورمان.
“اذهب، واقطع سلالة عائلة الكونت ليونيد.”
لم يستطع نورمان التحرك. و ظل واقفًا في مكانه، مطأطئٌ الرأس، ووجهه شاحب تمامًا.
“ربما سيحب والدي ذلك! سيراقب من السماء، ويرقص فرحًا وهو يرى ذلك اليتيم الذي رباه منذ صغره وهو يتسبب في نهاية سلالة عائلتنا!”
استمرت سخرية فينترين دون توقف، بينما لم يستطع نورمان الرد ولو بكلمةٍ واحدة. و كان رأسه لا يزال مطأطئًا.
‘يبدو وكأنه على وشك البكاء.’
نظرت إيرينا إلى وجه اللورد نورمان.
هل يمكن لشخص واجه عواصفَ الحياة كلها أن يبدو بهذا الشكل؟
‘حان الوقت للعودة.’
بدا أنها سمعت كل ما يمكن سماعه.
في البداية، عندما صادفت هذين الشخصين هنا، شعرت بالخوف من أن يتم القبض عليها.
‘لكن اتضح أن هذا كان حظًا جيدًا.’
بفضل ذلك، استطاعت إيرينا أن تعرف ما حدث عندما فقدت وعيها. كما حصلت على شاهدٍ لإثبات جريمة سناير.
بالطبع، لن يكون من السهل أن يتحدث فينترين عن ذلك. لكن هناك عدة طرقٍ لفتح فمه.
الآن، كان عليها العودة إلى قاعة الرقص لإبلاغ الجميع بأنها في أمانٍ والاستعداد لما هو قادم. لكن لم يكن بالإمكان التحرك الآن.
رغم أن الرجلين كانا في محادثةٍ غير رسمية، إلا أنه كان من السهل أن يلاحظا أي حركةٍ من جانبها، لأنها كانت قريبةً جدًا.
“ماذا أفعل؟ جسدي يؤلمني بشدة.”
“أنا أيضًا.”
“……!”
لم تكن تدرك أنها قد أصدرت صوتًا حتى. و عندما التفتت بسرعة، كان هناك رجلٌ يبتسم لها.
رجل لم تتحدث معه من قبل، لكنه كان شخصًا تعرفه.
كان……الأمير، ولي العهد.
________________________________
انا ابي لوغان يطلع:
الأمير: سلااااام
المهم شكل نورمان ذاه غبي بس نقدر نستفيد منه دامه ماوافق على الجريمة اما فينترين ذاه خلاص قدهو في قبره لو يمسكه لوغان😘
والحين الامير سمع كلش يعني خلاااص باقي لوغان يشوف ايرينا😔
Dana