As Long As you Are Happy - 132
“ما هذا……ايتها اللعينة!”
بالطبع، لم ينهَر الرجل المسنّ فورًا كما كان يُتصوَّر أو يُشاهَد. ولكن خطواته أصبحت متزعزعةً وكأنه يشعر بدوار.
نظر بعينين متوترة مليئةً بالغضب، وكأنه يهدد إيرينا.
“هل تعتقدين أنني سأدعكِ وشأنكِ؟”
“لا، بل أنا من لن تدعكَ وشأنك!”
بووم-!
رنَّ صوتٌ حادٌ آخر تردد في المكان، و هذه المرة لم يكن من خلف الرقبة بل من الأسفل.
“…..!”
سقط الرجل مغشيًا عليه بينما فتح فمه من شدة. و عندها فقط أطلقت إيرينا الزفير الطويل الذي كانت تحبسه.
‘هل……هل انتهى الأمر؟’
نعم، لقد انتهى. لقد نجحَت.
شعرت بقواها تخور، وأرادت فقط أن تجلس على الأرض وتأخذ استراحة قصيرة. لكن لم يكن هناك وقت لذلك؛ ألم يقل أحدهم أن هناك شخصًا آخر؟
“…….”
ألقت إيرينا نظرةً حولها، ثم أمسكت بالرجل المغشي عليه وبدأت تجرّه لتضعه فوق عربةٍ يدوية.
قامت بفرد ظهرهِ الذي كان منحنيًا وألقت فوقهُ قطعةَ قماشٍ لتغطيته.
‘على الأقل، لن يلاحظه أحد بسهولة عند النظر.’
كانت الليلة مظلمة، وكانت ملامح الشخص الممدد بالكاد واضحة. لكن كان من الواضح أن الشخص العائد سيكشف كل شيء بمجرد أن يرفع القماش.
‘ماذا أفعل؟ كيف يمكنني التصرف؟’
نظرت إيرينا حولها بعينين قلقَتَين، ثم رفعت القماش مرة أخرى.
“لابد أن هناك شيئًا……”
فتّشت جيوب الرجل المغشي عليه، ووجدت كما توقعت، سكينًا صغيرًا.
‘أمثال هؤلاء دائمًا يحملون شيئًا كهذه معهم.’
ابتلعت إيرينا ريقها، ثم قصّت خصلةً من شعرها.
كان شعرها ذهبي اللون، يلمع بهدوء حتى تحت ضوء القمر، مما يجعله ملفتًا للنظر.
ثبّتت الخصلة أسفل جسد الرجل بإحكام بحيث تكون واضحة، وجعلتها تنسدل من تحت القماش حتى تُرى بسهولة، ثم أعادت تغطية الرجل بالقماش.
‘أظن أن هذا يكفي.’
جسد غير واضح الملامح، وأسفلهُ خصلاتٍ طويلة من الشعر الذهبي المتدلية.
‘حتى لو لم يعرفوا هويتي بدقة، فمن المؤكد أنهم تلقّوا وصفًا لمظهري.’
عندما يعود الرجل الآخر ويرى خصلات الشعر الذهبي المتدلية، سيطمئن.
‘لكن ربما عليّ القيام بشيءٍ إضافي……لمزيدٍ من التأكيد.’
‘هل هناك طريقٌ آخر؟’
بينما كانت إيرينا تتفحص المكان من حولها مرة أخرى، سمعت صوت خشخشةٍ قادمًا من الجهة الأخرى.
كان أحدهم يقترب.
سارعت إيرينا لتخفي نفسها تحت الشجيرات. و اصطدمت وضُرِبَت بجسدها على الحجارة الموضوعة للزينة، مما تسبب بخدوش في أماكن متفرقة، لكنها لم تكن في وضعٍ يسمح لها بالقلق بشأن ذلك الآن.
“هاه، يا له من وقتٍ عصيب.”
بمجرد أن زحفت أسفل الشجيرات، سمعت صوتًا.
“أين ذهب ذلك العجوز؟”
هذه المرة كان الصوت لرجلٍ شاب. لحسن الحظ، لو كان هذا الشخص مكان الرجل الأول، لما تمكنت من السيطرة عليه بهذه السهولة.
“هل خرج بالفعل عبر مخرجٍ آخر؟……أشعر بنعاسٍ شديد لدرجة أنني سأنام على الأرض.”
تبع ذلك صوت تثاؤبٍ ثم صوت حكٍّ متكرر. بعد ذلك، بدأ الرجل يتحرك.
و بدأ صوتُ خطواتٍ ثابتة يتردد في المكان،
تاك… تاك… تاك.
”….…”
توقفت قدم الرجل مباشرةً أمام إيرينا.
كانت رائحتهُ كريهة، وحذاؤه قديمٌ و بالي، من النوع الذي اعتادت رؤيته كثيرًا عندما كانت تعيش في الأحياء الفقيرة.
“لنرى……هل هذا هو الهدف؟”
كانت قدماه الكبيرتان تدوران حول العربة بشكلٍ عشوائي وكأنه يتحقق مما حوله.
“هممم.”
كما توقعت إيرينا، دفع الرجل خصلة الشعر الطويلة المتدلية بقدمه عدة مرات.
‘هل نجحت؟’
ثبّتت إيرينا نظراتها بقلقٍ على قدمي الرجل. وبعد أن دفع العربة بقدمه بضع مراتٍ أخرى.
“حسنًا، حان الوقت للمغادرة.”
بدت خطواته وكأنها متجهةٌ بعيدًا، لكنه فجأة توقف مرة أخرى.
“لا، انتظر.”
عاد بخطواته نحو العربة، مما جعل قلب إيرينا يكاد ينفجر من مكانه. و كان صوت نبضاتها قويًا لدرجة أنها خشيت أن يُسمع صوته.
“يقولون إنها جميلة جدًا، أليس كذلك؟”
”……!”
كان صوتًا مُقرفاً، مليئًا بالخبث والقذارة.
“لمَ لا ألقي نظرةً لأتأكد بنفسي؟”
انحنى الرجل وبدأ يمد يده نحو القماش. و أمسك بطرف القماش وبدأ برفعه ببطء. كان وجه الرجل العجوز المغشي عليه على وشك أن ينكشف.
‘لا، لا يمكن!’
إذا كشف القماش أكثر، فسينكشف كل شيء. لم تستطع إيرينا السماح بحدوث ذلك.
”……!”
بسرعة، مدّت يدها من تحت الشجيرات والتقطت حجرًا صغيرًا كان بالقرب منها، ثم ألقت به بعيدًا بكل قوتها.
تاك-!
صدر صوتٌ عالٍ عندما اصطدم الحجر بشيءٍ ما. فتوقف الرجل فجأةً عن رفع القماش، ونظره اتجه نحو مصدر الصوت.
“ما، ما هذا؟”
سقط القماش الذي كان قد رفعه قليلاً، ليعود ويغطي وجه الرجل العجوز بالكامل من جديد.
تنفست إيرينا الصعداء دون أن تدرك ذلك.
“تشه……”
تمتم الرجل بغضبٍ واضح، ثم أمسك بمقبض العربة وسرعان ما اختفت الغابة.
‘انتهى الأمر……’
حتى بعد اختفاء الرجل بفترةٍ طويلة، بقيت إيرينا تحت الشجيرات قبل أن تخرج زاحفةً بحذر.
الآن هي بأمان. وبمجرد أن شعرت بذلك، بدأ جسدها يرتجف كما لو كان شجرةٌ تهزها الرياح.
‘أشعر بالبرد……’
لم تكن تشعر به قبل لحظات، لكن بمجرد أن خف التوتر، اجتاحتها برودةٌ مفاجئة.
أماكن جسدها التي تعرضت للكدمات أثناء جرّها، والجروح التي أصابتها أثناء زحفها تحت الشجيرات، أصبحت الآن مؤلمةً للغاية لدرجة أن الدموع كادت تنهمر من عينيها.
كانت متعبة، و مرهقة، و مجروحة، وكل ما أرادته هو أن تسقط جالسة.
‘لا، لا يمكنني ذلك.’
بخطواتٍ مترنحة، حاولت إيرينا النهوض. و كان حذاؤها العالي يؤلمها بشدة، فخلعته وبدأت تمشي حافيةَ القدمين على الطريق الترابي.
‘عليّ العودة……’
إذا عادت إلى قاعة الحفل، ستكون سناير هناك، لكن على أي حال، لم يعد بإمكانها فعل أي شيءٍ لها الآن.
٬هناك الكثير مما يجب فعله بعد العودة. أولًا، تهدئة الأشخاص الذين أصابهم القلق بسبب اختفائي. ثم إبلاغ الدوق بما حدث والحرص على القبض على سناير. وأيضًا، يجب أن أظهر رباطة جأشٍ أمام عائلة البارون كيريك و التابعين لعائلة الكونت ليونيد.’
عليها أن أثبت لهم أن مثل هذه الأمور لن تؤثر عليها بأي شكل. فالتصرف بذكاء وإظهار الشجاعة سيجعلهم يقتربون أكثر إلى صفها……
”……آه.”
توقفت خطوات إيرينا المثقلة بالهموم فجأة. و وجدت نفسها تقف لوحدها في أحد أركان حديقة القصر الامبراطوري.
كانت تقف حافيةَ القدمين على الأرض الباردة، و ترفع يديها مرارًا لتمسح وجهها.
كان هناك وجهٌ واحد خطر ببالها.
شخص تود رؤيته بشدة.
”…..”
مسحت إيرينا دموعها التي انسابت على خدها، ثم تابعت خطواتها بصعوبة. و من بعيد، لمحت قصرًا مضاءً بأضواءٍ زاهية.
‘ربما يكون هذا هو القصر الذي تُقام فيه الحفلة.’
جعلت من ذلك الضوء وجهةً لها، وواصلت السير نحوه، حتى بدأت تسمع خطواتٍ قادمة من بعيد.
‘من هذا؟’
عاد إليها التوتر الذي خفّ عنها قليلًا قبل لحظات، وأصبحت حواسها أكثر تيقظًا.
من المحتمل أن يكون شخصًا خرج من القصر للبحث عنها. لكن ماذا لو كانت سناير؟ أو الرجل الذي كان يجر العربة قد عاد ليبحث عنها؟
‘عليّ أن أختبئ.’
قررت أن تراقب الوضع أولًا قبل أن تتخذ أي خطوة. فاختبأت خلف شجرة، وركّزت كل انتباهها على صوت الخطوات المتجهة نحوها.
‘ما هذا؟ الأمر غريب……’
كانت الخطوات بطيئة ومسترخية على نحوٍ غريب.
لو كان الشخص يبحث عنها حقًا، فمن الطبيعي أن تكون خطواته متسارعةً وهو يركض في كل اتجاهٍ بحثًا عنها.
لو كان الرجل أو سناير قد عادا، لكانا يتحركان بسرعةٍ مع محاولة إخفاء صوت خطواتهما قدر الإمكان.
لكن الشخص الذي كان يقترب الآن لا ينطبق عليه أي من هذه الصفات.
من الواضح أن المكان الذي كانت فيه إيرينا ليس من الأماكن التي يمر بها الناس عادةً. و لو كان الوقت نهارًا، ربما كان هناك بستاني يعمل في الحديقة، لكن الوقت الآن هو الليل.
في مثل هذا الوقت، لا عمال القصر، ولا الضيوف، ولا حتى أفراد العائلة الامبراطورية لديهم سبب ليكونوا هنا.
بحذر، أخرجت إيرينا رأسها قليلًا لترى من يقترب. و كان شخصًا تعرفه.
‘السيد نورمان؟’
كان أحد الأشخاص الذين التقت بهم سابقًا في قاعة الحفل، وقد أتى مع البارون كيريك.
رغم أنه لا يحمل لقبًا نبيلًا، إلا أنه عمل لفترةٍ طويلة لدى عائلة الكونت ليونيد، وله نفوذٌ قوي داخلها.
‘لماذا يكون شخص كهذا هنا؟’
لم يكن يبدو بأنه في طريقه للعودة إلى مكانٍ ما، إذ لم يكن هناك عربةٌ أو أي أشخاصٍ آخرين حوله.
‘لا يجب أن يكون هذا الشخص هنا بعد الحفلة.’
لحسن الحظ، فهمت الإمبراطورة جيدًا وضع إيرينا كعضوٍ معترف بها في عائلة الكونت، وسمحت لها بدعوة بعض الأشخاص إلى القصر. و كان السيد نورمان واحدًا منهم.
رغم أنه كان قادرًا على دخول القصر بضمان إيرينا، كان هناك شرط ألا يغادر القصر أثناء الحفل.
وقد تعهد بذلك، حتى أنه أقسم باسم عائلته. فما الذي يفعله هنا؟
“هممم!”
توقف السيد نورمان في مكانٍ قريب من الشجرة التي اختبأت خلفها إيرينا.
“كهممم!”
بدأ السيد نورمان يسعل بخفة بشكل متكرر، وكأنه يُخبر شخصٍ ما بوجوده، وأخذ يتلفت حوله.
من حركاته والنظرات التي كانت تتحرك هنا وهناك، كان واضحًا أنه يشعر بالتوتر. وفي نفس اللحظة، سُمِعَ صوتٌ من مكان قريب، حيث كانت إيرينا مختبئة.
”…..!”
تفاجأت إيرينا من الصوت وركعت مختبئة.
“هاهاها.”
وكان الصوت يأتي من الشجيرات القريبة منها.
‘هل هو البارون فينترين؟’
ربما كان لوغان يعتقد أن إيرينا قد أخفت فينترين في مكانٍ ما، ولكن في الحقيقة لم يكن الأمر كذلك.
كما قالت إيرينا في الساحة، لم تقدم أي معلوماتٍ قيمة إلى فينترين. لكن أكبر معروف قدمته إيرينا لعمها كان أنها استمعت إلى كل ما قاله ولم تسلمه إلى الشرطة.
ومع ذلك، كانت إيرينا تراقب فينترين دائمًا بدعم من الكونت كيريك، وكانوا يعلمون أن فينترين كان مختبئًا في مكانٍ ما في العاصمة بعد هروبه.
‘لكن كيف ظهر الآن؟ و هنا؟’
“أوه، لم أرك منذ وقتٍ طويل، السيد نورمان.”
تحدث فينترين أولاً.
“نعم، لم نلتقِ منذ فترة، أيها السيد الشاب.”
رد نورمان بلهجةٍ رسمية.
“كُح، أيها السيد الشاب! منذ متى سمعت هذا اللقب؟ دعني أفكر، على الأرجح هذ أول مرةٍ منذ أن سرق مني اللقب ذلك الرجل!”
”……”
“لماذا تبدو هكذا؟”
سمعت إيرينا صوت فينترين وهو يضحك بخبث.
“أنت الذي التزمتَ الصمت بعد ما حدث لإبنة اخي، أليس كذلك؟ وكنت تظن أنها يمكن أن تتعامل معي فقط لأنها ابنة الرجل الذي كنتَ تتبعه!”
“…….”
على الرغم من أن السيد نورمان كان يقف بزاويةٍ بحيث لم يكن وجهه مرئيًا، إلا أنه كان من السهل ملاحظة استياءه.
“لو كانت هي ابنة الكونت، لكنتَ دعمتها بكل تأكيد.”
“نعم! كنتُ سأفعل ذلك.”
صوت يد فينتيرين وهو يصفع خد نورمان تردد في الجو.
لم تكن الصفعة مؤلمةً نظرًا لأن يده لم تكن مشدودة، ولكن من المؤكد أنها كانت مزعجة.
“لكن انظر، سواء كان الاب أو الابنة، سواء كان الأكبر أو الثاني! ليس هم من يقررون ذلك، بل أنا من يقرر!”
ضحك فينترين بشكلٍ غريب مجددًا، بينما لمعت عيناه بحقد.
“لكن على أي حال، الحياة جيدة، أليس كذلك؟ بما أنكَ على قيد الحياة، فإن الفرص تأتي إليك في كل وقت! أما تلك المرأة الميتة، فلن تحصل على مثل هذه الفرصة!”
“ماذا تعني بهذا الكلام، أيها السيد الشاب؟”
سأله نورمان بقلقٍ بعد أن شعر بشيءٍ غير طبيعي، فابتسم فينترين بشكلٍ مشؤوم.
“إيرينا ليونيد قد توفيت للتو.”
______________________________________
ايرينا الي فطست عنها ذي تسمعك يالدلخ
مجنون جالس يقول كلام متضارب
يقول ان ايرينا مب بنت اخوه صدق عشان كذا مادعمها بس هو قايل قبلها انها بترجع لانها بنت ابوها
ثم الحين يستانس عشانها فطست وانها نفس اخوه؟
مجنووووون
Dana