As Long As you Are Happy - 129
“……لماذا؟”
هل تم اكتشافي؟ هل لاحظ شيئًا؟
نظرت سناير بحذر إلى وجه كارل، لكنها لم تستطع قراءة أي شيء من وجهه البارد والخالي من التعبير.
كان ذلك هو الوجه التي كانت ممتنةً له في طفولتها، فعندما كان لوغان يتجاهلها أو يحاول إبعادها، كان كارل يتدخل بابتسامةٍ ويصلح الوضع.
لكن الآن، لم يعد الأمر كذلك.
ظهرت ابتسامةٌ مخالفه و لم تكن سناير قادرةً على فهم ما وراءها، فشعرت بتوترٍ شديد.
“آوه، الأمر ليس هنالك أي مشكلة.”
قال كارل ذلك وهو يمرر يده على مؤخرة رأسه مبتسمًا.
“يبدو أنني يجب أن أوصلكِ إلى العربة. فمظهركِ لا يبدو جيدًا على الإطلاق.”
“.……”
كيف يمكنها رفض عرضه؟
كانت سناير تبحثُ عن طريقةٍ بعينيها.
كيف يمكنها الرفض، بحيث يتوقف كارل محاولة مرافقتها؟
“حسنًا، الأمر هو……”
حبست سناير أنفاسها للحظةٍ قصيرة وهي تحاول إخراج الكلمات التي حضّرتها للرفض.
“نعم، آنسة فلورنس.”
تدخل فجأة لوغان بشكلٍ غير متوقع.
‘ماذا؟ ألم يكن قد تجاوزنا؟’
“ أنتِ تبدين حقاً متعبة.”
ألقى لوغان نظرةً متفحصة على سناير ببطء، مما جعل سناير تحبس أنفاسها مرة أخرى للحظةٍ قصيرة.
“أتمنى ألا ترفضي مرافقته. فإذا انهرتِ في الطريق، فلن أتمكن أنا أو الأدميرال فيدريك من مواجهة الكونت فلورنس.”
“….…”
منذ متى بدأ بالاهتمام بي هكذا؟
‘الرفض سيكون صعبًا مع كل هذه الأنظار.’
قطبت سناير جبينها. فقد كان من الطبيعي أن تتركز الأنظار عليهما مع وجود شخصين في مركز الاهتمام.
إذا رفضت أكثر من ذلك، فمن المؤكد أن الكلام غير الضروري سيبدأ.
“……حسنًا.”
ابتلعت سناير كلمات الرفض التي كانت على وشك الخروج ومدّت يدها نحو كارل.
“لكن رجاءً، تفهم إذا كنتُ قليلةَ الكلام. فأنا حقًا أشعر بتوعك.”
“بالطبع، هذا أمرٌ مفروغ منه.”
ابتسم كارل وهو يمسك بيد سناير، ثم استدار لينظر إلى لوغان وفرسانه.
“يمكنكَ إكمال عملكَ أولاً. سأقوم بمرافقة الآنسة فلورنس إلى العربة وأعود.”
في تلك اللحظة، غمز كارل بخفة بعينه، ثم أومأ لوغان برأسه قليلًا.
بعد أن التقت عيناه مع سناير للحظةٍ وجيزة، استدار بهدوء وابتعد.
‘هل يمكن أن يكون حقاً قد لاحظ شيئًا؟’
دقات قلبها كانت تتسارع. و شعرت وكأن أنفاسها أصبحت ثقيلة.
“يجب أن نتحرك سريعًا.”
“…..!”
“يبدو أنكِ لستِ بخيرٍ بالفعل، آنسة فلورنس.”
“طبعًا!”
لا يمكن أن ينكشف الأمر!
تصنعت سناير المبالغة في رد فعلها. و شعرت أن هذا التصرف وحده قد يخفي ما فعلته.
“لقد كنتُ أشعر بالتعب طوال الأيام الماضية. ربما……إنها نزلة برد؟”
“حقًا؟ هل كنت تشربين شيئًا دافئًا؟”
تماشى كارل معها بخفة وهو يسير بجانبها.
طوال الطريق إلى العربة، و كما طلبت سناير منه، التزم كارل الصمت. لكن هذا الصمت نفسه كان كافيًا ليُشعر سناير بالاختناق.
على الرغم من أن المسافة لم تكن طويلة، الا أن سناير شعرت وكأن شيئًا يخنقها باستمرار.
“….…”
حاولت بشدةٍ مقاومة رغبتها في قضم أظافرها. مع كل خطوةٍ تخطوها، و شعرت وكأن عرقًا باردًا يتصبب منها.
‘مع ذلك، لا أشعر بالندم.’
إذا استطاعت تجاوز هذه اللحظة، وإذا تمكنت من تحمل الشكوك لفترةٍ قصيرة، فستتمكن بعد ذلك من استعادة مكانها الطبيعي.
‘نعم، أنا لم أرتكب أي خطأ!’
‘لقد أعطيتُ فقط عقابًا صغيرًا لشخص لا يعرف حجمه ويحاول الطمع في ما ليس له، أليس كذلك؟’
رفعت سناير رأسها عاليًا، متظاهرةً بثقة وكأنها لم تفعل شيئًا خاطئًا.
“….…”
نظر كارل إليها للحظة بابتسامةٍ خفيفة.
“لقد وصلنا.”
يبدو أن أحدهم قد أبلغهم مسبقًا، فقد كانت العربة المزينة بشعار عائلة فلورنس تقف أمام المدخل.
كانت عربةً بيضاء، وبجانبها كان السائق في مكانه، كما كانت هناك امرأةٌ تبدو وكأنها خادمةُ سناير تنتظر أمامها.
و كان هناك صندوقٌ كبير محمّل في الخلف، مليءٌ بالأمتعة المختلفة.
“هناك الكثير من الأمتعة، أليس كذلك؟”
قال كارل ذلك وهو يلقي نظرةً خاطفة على الصندوق المحمل في الخلف.
و حاولت سناير الرد بأكبر قدر من الهدوء.
“أنتَ تعلم ذلك، أليس كذلك؟ كم من الأشياء تحتاجها حفلات القصر الامبراطوري. من الطبيعي أن تحضر فستانًا إضافيًا على الأقل، تحسبًا لأي طارئ!”
لقد ارتكبت خطأً.
بدا صوتها غاضبًا أكثر من اللازم وكأنها تدافع عن نفسها. فنظرت إلى كارل بعينيها لتراقب رد فعله.
“نعم، نعم.”
لكن كارل لم يُظهر أي اهتمامٍ خاص، بل اكتفى بالابتسام بهدوء وهز رأسه.
“الجميع يعلم أن الآنسة سناير فلورنس هي زهرةُ المجتمع الراقي الأولى.”
شعرت بالارتياح. و يبدو أنه لم يأخذ الأمر على محمل الجد.
مع ذلك، علي أن أكون أكثر حذرًا.
ثم أشار كارل إلى المرأة الواقفة بجانب العربة.
“وهذه، هل هي خادمتكِ؟”
“آه، نعم. مرحبا أيها السيد!”
انحنت الخادمة التي كانت ترتدي رداءً بنيًا صغيرًا بسرعة لتقديم التحية.
“يبدو أنها ليست نفس الشخص الذي رأيته من قبل……”
“من قبل؟”
رغم تعهدها السابق بتخفيف صوتها، جاء رد سناير بحدةٍ واضحة.
“أظن أنني رأيتكِ في السوق المرة الماضية برفقة شخصٍ آخر. كانت بشعرٍ وردي، وكان مظهرها مميزًا، لذلك أتذكرها……”
“لقد هربت!”
لم تستطع سناير كبح غضبها وصرخت بصوت عالٍ.
“تلك الخائنة! بعد كل ما فعلتهُ من أجلها، خانتني وهربت!”
ارتفع صوتها المرتعش أكثر، مما جعل الضوضاء تكاد تخترق آذان من حولهم.
“كيف فعلت هذا لي؟ أنا من رفعتها إلى ذلك المكان!”
ارتبكت الخادمة والسائق من حدة غضبها، بينما بقي كارل هادئًا تمامًا، وكأنه لم يتأثر.
“يا الهي، إنها فتاةٌ سيئة حقًا. إن التقيتُ بها، سأوبخها بشدة.”
“يجبُ ذلك.”
كان صوت سناير قد أُجهد من الصراخ، ولم تعد قادرةً على إصدار صوتٍ سوى همساتٍ خافتة.
أمسكت عنقها، وهي تتنفسُ بصعوبة.
“إذًا سأعود الآن. آه؟ أوه، يا إلهي!”
بعد صوتٍ بدا غير طبيعي قليلًا، تبعته ضوضاء صاخبة. استدار الجميع، بما في ذلك السائق، و الخادمة، و سناير التي كانت على وشك ركوب العربة، ليروا ما حدث.
كان الصندوق الذي كان محمّلًا في مؤخرةِ العربة قد سقط، ويتدحرج الآن أمام الأدميرال فيدريك.
“لقد سقط فجأة……؟”
تحدث كارل بنبرةٍ متفاجئة، بينما ركض السائق بسرعة إلى المكان.
“أعتذر بشدة! يبدو أن الحزام لم يكن مثبتًا بشكلٍ صحيح أثناء الترتيب سابقًا.”
كانت من مسؤولية السائق الاهتمام بهذه الأمور. وهذا يعني أنه إذا تسبب سقوط الصندوق في إصابة أحد، فسيكون هو المسؤول عن التعويض.
“ما الذي تفعله!؟”
كان من الطبيعي أن تصدر سناير هذه الصرخة الغاضبة.
“هل كنتَ على وشك إصابة الأدميرال فيدريك؟”
“أعتذر، آنستي!”
انحنى السائق بعمقٍ وهو يعتذر بخجل.
“أعتذر حقًا. هذا خطأي بالكامل. أعتذر، سيدي الأدميرال.”
ظل السائق العجوز ينحني مرارًا لـسناير و كارل، معتذرًا بخجل.
“لا بأس، لا بأس.”
رفع كارل يديه وهو يبتسم ابتسامةً مشرقة.
“أنا بخير، ولم أصب بأي أذى. آنسة فلورنس، لا تكوني قاسيةً جدًا. ينبغي علينا أن نتحلى باللطف مع من هم أدنى منا، أليس كذلك؟”
“……طالما أن الأدميرال يقول ذلك.”
أدارت سناير رأسها بغضب واضح.
“رتب كل شيء بسرعة وابدأ في تحريك العربة!”
“نعم، نعم، آنستي. شكرًا لكَ، سيدي الأدميرال.”
بدأ السائق الذي كان ينحني باستمرارٍ بجمع الأغراض التي سقطت، وإعادتها إلى الصندوق. وتأكد هذه المرة من ربط الحزام جيدًا، وفحصه عدة مرات قبل أن ينحني مرة أخرى.
“سأنصرف الآن……”
“انطلق بسرعة!”
“نعم، نعم!”
صعد السائق بسرعةٍ إلى مقعد السائق وبدأ يقود الخيول. و سرعان ما ابتعدت العربة عن الأنظار.
نظر كارل للحظة إلى العربة البعيدة، ثم مرر يده على شعره.
“همم.”
ثم ظهرت ابتسامةٌ ساخرة على وجهه.
***
“اذهب أولًا. سأقابل بعض الأصدقاء وأعود.”
“لكن آنستي……”
“فقط اذهب! من فضلك”
كانت الخادمة الجديدة هي من وجهت هذه الكلمات الحادة للسائق الذي كان قلقًا بشأن ترك سناير وحدها في الشارع.
“آنستي لديها ما تخططُ، لهذا السبب هي تطلب ذلك.”
“لكن……”
“وأنا أيضًا سأبقى هنا، لذا لا داعي للقلق كثيرًا.”
هل من المفترض أن يكون الأمر هذا مُطمئن؟
نظر السائق إلى سناير بقلق، لكنها كانت صامدةً وأغلقت فمها بعناد.
“حسنًا، فهمت.”
في النهاية، لم يكن أمام السائق سوى أن يومئ برأسه.
“إذا احتجتِ شيئًا، يمكنك مناداتي في أي وقت، آنستي.”
“عندما أحتاج للرحيل، سأستقل عربةَ صديقي، لذا لا توجد مشكلة.”
كانت هذه إشارةً له بأن يتركها وشأنها.
حتى عندما كانت مريضةً كثيرًا في صغرها، كانت تميل إلى أن تكون حادةً في حديثها، لكن لم تكن بهذا الشكل من قبل.
ابتلع السائق لسانه وهو يصعد إلى العربة. وقال لنفسه أنه يجب أن يكرر عرض المساعدة عدة مرات قبل أن يغادر.
‘لماذا لم يأتِ بعد؟’
بينما كان العربة تتحرك، كانت سناير واقفةً في الشارع، مغطيةً وجهها بالرداء، وتحرك عينيها في كل اتجاه.
‘لماذا لم يأتِ بعد؟!’
كان قلبها ينبض بشكلٍ غير طبيعي منذ فترة، وكأن شيئًا غير مخططٍ له كان سيحدث.
منذ أن قال كارل أنه سيرافقها، أو بالأحرى، منذ أن سقط الصندوق، لم يتوقف صوت نبضها عن الوصول إلى أذنيها.
كان الحزام مثبتًا بإحكام.
‘لقد شاهدتُ السائق وهو يثبت الصندوق بعد أن أخرج الفستان، أليس كذلك؟’
لا يوجد سببٌ لسقوط هذا الصندوق سوى أنه كان قد سقط عمدًا بواسطة كارل فيدريك.
‘حتى أنه أظهر اهتمامًا بالخادمةِ قبل قليل.’
سأل عن الخادمة الجديدة، ثم نظر بخبثٍ إلى الوجه الذي كان مغطى بالرداء.
‘كان يبحث عنها.’
كان يبحث عن إيرينا ليونيد.
‘وكان يشك فيَّ!’
‘لذا ربما كان يعتقد أن الخادمه قد تكون إيرينا ليونيد متنكّرةً في زي خادمة، ولهذا تحقق منها عمدًا، وأفلت الصندوق ليرى ما بداخله!’
اليوم، كان الصندوق الذي جلبته سناير كبيرًا بما يكفي ليحتوي على شخصٍ دون أي مشكلة.
لذا، من الطبيعي أن يكون ذلك مشبوهًا.
“لحسن الحظ.”
كانت قد ارتدت الفستان، وكانت الباروكة التي استخدمتها سابقًا مخفيةً داخل العربة مسبقًا.
أما إيرينا، فقد تم تهريبهما بواسطة شخصٍ آخر!
الآن، كل ما عليها فعله هو انتظار وصول ذلك الشخص.
نظرت سناير بعينيها المتقلبتين الى المكان. ولكن في الطريق الهادئ الذي لا يوجد فيه سوى القليل من الناس، لم يكن هناك صوتٌ لأقدام قادمة.
كان من المفترض أن تلتقي بالشخص الذي اخذ إيرينا هنا وتستلمها، فلماذا لم يصل؟
عضت سناير أصابعها بقلق.
‘هل تم القبض عليه؟’
لا، إذا كان الأمر كذلك، لكان قد أعطاها ذلك الشخص إشارةً عندما رأته سابقًا.
‘هذا بسبب الحراسة المشددة في القصر الامبراطوري، فالخروج يستغرق وقتًا طويلا، و كل ما علي فعله هو الانتظار.’
“إذا انتظرت هنا لفترةٍ قصيرة، يمكنني إنهاء كل شيء.”
“عذرًا للمقاطعة.”
لقد وصل!
“جئتُ مع البضاعة التي كان يجب تسليمها.”
“لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟ هل تعرف كم انتظرت……؟!”
لكن كلمات سناير انقطعت فجأةً عندما رأت من هو الذي يقف أمامها.
كان أحد فرسان وينفريد يقف عند مخرج الزقاق.
ومن خلفه ظهره……
“كما توقعت، كانت أنتِ.”
كان الدوق لوغان وينفريد.
__________________________________
طيب وايرينا وينها؟
المهم اشوا مسكوا سناير خلاص قطعوها وسلموها طلبية بيتزا لاهلها غير كذا مافيه
وبسرعه وين بنتي 😭😭😭😭
صح تذكرت هالي وينها بين كل ذاه، شكلها سكرت مع خويها😂
Dana