As Long As you Are Happy - 128
كان خطاباً يُؤكد الموت.
قام لوغان بسرعة بقلب الورقة إلى الخلف. و كانت الصفحة الأولى تحتوي فقط على هذه العبارة، لكن الصفحات التالية كانت تصف الأحداث. و أوضحت كيف مات هؤلاء الأشخاص.
ربما كان ذلك لإثبات أن هذا الشعر يعود حقًا للزوجين ليونيد.
‘هل أنا الناجي الوحيد من معركة فيدان؟’
بالطبع، في ذلك الوقت كان هناك عددٌ قليل من الناجين، لكن الإصابات التي تعرضوا لها كانت خطيرةً لدرجة أن كل واحد منهم لفظ أنفاسه الأخيرة واحدًا تلو الآخر.
‘إذا أضفنا المدنيين، فعددهم كان بالعشرات……’
ما هو مكتوب الآن على هذه الورقة، وهذا الشعر، ليست شيئًا يمكن للمدنيين الحصول عليه. لا أنا ولا المدنيون يمكنهم ذلك.
إذن، من يمكنه كتابة مثل هذا المحتوى؟
‘إنهم أتباع لوبرك.’
اشتدت قبضته على الورقة.
كان ذلك دليلًا واضحًا وصريحًا على الخيانة، لكنه في الوقت نفسه دليلٌ ضعيف.
“سيدي.”
شد ريو ملامحه وخفض صوته.
“هل يمكن أن يكون الشخص الذي أوصل هذا……البارون كوبين فينترين؟”
“ربما.”
الخائن أعطاها لإيرينا.
لو وصلنا النقاط التي تبدو غير مترابطة، فإن الشخص الوحيد الذي يتبقى هو كوبين فينترين. هو فقط من يمكنهُ إعطاؤها هذا.
“ولكن لا أعتقد أن هذا يمكن أن يكون دليلًا على الخيانة. ليس لدينا دليلٌ على أن البارون فينترين هو من تلقى هذا.”
كان السبب في تردد ريو الواضح هو هذا بالتحديد.
“لا يمكننا إثبات أن فينترين حصل على هذا مباشرةً من لوبرك.”
“ماذا لو أدلت الآنسة إيرينا بشهادتها لاحقًا؟”
“حتى لو فعلت، فلن يكون لذلك تأثيرٌ كبير.”
عبس الدوق وينفريد وهو ينظر إلى كومة الأوراق والشعر.
“لأنه ببساطة يمكنهُ الادعاء بأنه حصل على ذلك من مكانٍ آخر.”
‘اشتقت إلى أثرِ يا أخي، وأردت بشدة معرفة كيف مات.’
‘تجولتُ في كل مكان وتعبت حتى وجدت هذا بصعوبة بالغة. وكل ما فعلته هو إخبار ابنة أخي بذلك! و بصراحة، لا أعلم إن كان هذا الشعر يعود إلى أخي أو إلى زوجته، الكونتيسة ليونيد.’
‘ولا أعلم إن كان هذا المحتوى حقيقةً أم كذبًا، ولم أتحقق منه حتى قبل أن أريه لابنةِ أخي.’
‘هذا خطأي بلا شك.’
‘لكن! كل ما أردته هو سماع أي شيء عن أخي، فقط لأنه عائلتي!’
‘إن كان هناك من يلام، فيجب عليكم لوم الدوق وينفريد الذي يخفي تفاصيل معركة فيدان، وليس أنا!’
بالتأكيد، هذا ما سيقوله، أليس كذلك؟
كان صوت كلمات فينترين الصاخبة يتردد بوضوحٍ في أذني لوغان منذ الآن.
عبس لوغان وهو يضغط على زاوية عينيه بإحكام.
“أولًا، يجب أن نذهب إلى السيدة إيرينا.”
كان عليه التحقق مما إذا كانت قد حصلت على هذا من فينترين أم لا.
هذا هو الأهم الآن.
“أين هي السيدة إيرينا؟”
“أليست برفقتكَ يا سيدي؟ كنا نظن أنها معك.”
“لقد غادرت أولًا. أليست في قاعة الحفل أو في غرفة الانتظار؟”
“لم تكن هناك.”
هزّت دلفيا رأسها.
“تحققت من قاعة الحفل وغرفة الانتظار بالكامل قبل أن آتي، لكنها لم تكن موجودة.”
عبس لوغان مرة أخرى.
‘أيمكن بأنها لاتزال جالسةً في إحدى زوايا الحديقة و تبكي؟’
ظننت أنها بالتأكيد دخلت إلى الداخل بعد مرور وقتٍ طويل.
‘لو كنتُ أعلم أن هذا سيحدث، لكنت أمسكت بها.’
كان يجب أن أخرج إلى الحديقة وأطلبَ منها البقاء في مكانٍ دافئ.
“على أي حال، دعونا نتحقق من الحديقة. ربما تكون تحت شجرةٍ كبيرة يمكن الجلوس تحتها، أو عند النافورة.”
كان دائما ما يراقب إيرينا في كل مرةٍ تقرأ فيها كتابًا في الحديقة. فحتى مع إغماض عينيه، كان بإمكانه تخمين مكانها بدقة.
“رغم الإزعاج، حاولوا عدم طلب المساعدة من الآخرين، واعتمدوا قدر الإمكان على رجالنا فقط……”
“لوغان!”
فجأة، سمع صوتًا يناديه من بعيد. و توقف لوغان عن إعطاء التعليمات وأدار رأسه.
“لوغان!”
كان كارل يجري باتجاهه، ولكن مظهره كان غريبًا.
حتى لحظةِ خروجه من قاعة الحفل، كان شعره مرتبًا بعناية، لكنه الآن بدا فوضويًا. وكان العرق يتصبب من جبينه.
لكن ما لفت الانتباه أكثر كان وجهه الشاحب و رداؤه الخارجي الذي يحمله بيده.
كان كارل، بمظهره، يعلنُ بوضوح أن شيئًا سيئاً قد حدث.
ولم يكن هناك سوى سببٍ واحد يجعله في هذه الحالة، وهو البحث عن لوغان في ذعر كهذا.
“هل حدث شيءٌ لإيرينا؟”
تصلّب وجه لوغان.
“الأمر هو……”
اقترب كارل، وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يشرح الموقف.
لقد صادف إيرينا تبكي في الحديقة بالصدفة. و تحدث معها لبضع كلمات، ثم اصطحبها إلى غرفة الانتظار.
“ولكنها اختفت.”
قطب كارل جبينه.
“ذهبتُ لإحضار بطانيةٍ وشاي، وعندما عدت، كانت غرفة الانتظار فارغة تمامًا.”
“…….”
“سألتُ كل الفرسان الذين كانوا يحرسون المكان، والخدم الذين كانوا يتجولون بالقرب، لكن لم يرَ أحد الآنسة إيرينا.”
لقد اختفت تمامًا وكأنها تبخرت في الهواء. لكن كان هناك شيء واحدٌ فقط أثار الشك، و لم يكن كارل متأكدًا إذا كان ذلك يُعتبرُ كدليلٍ أم لا.
“هل سألت الآخرين في قاعة الحفل؟”
أومأ كارل برأسه بوجهٍ متجهم. و لم يضف شيئًا، لكن المعنى كان واضحًا بما فيه الكفاية.
“هاه.”
أطلق لوغان زفيرًا قصيرًا. وفي نفس اللحظة، توتر جميع من حوله باستثناء السيدة هيلبريتون.
فهذا التعبير كان مألوفًا لديها من أيام الحرب.
“سنعود أولًا لمقابلة جلالة الإمبراطورة.”
بمجرد أن أنهى كلامه، بدأ لوغان في التحرك، وتبعه الجميع تلقائيًا.
“الأدميرال فيدريك.”
كانت السيدة هيلبريتون، التي كانت تكاد تجري لتلحق بخطواتهم السريعة، تنادي الأدميرال فيدريك بصوتٍ منخفض من خلفهم.
“هل سنبحث عن السيدة ليونيد بعد مقابلة جلالة الإمبراطورة؟”
“نعم، في النهاية، صاحبة هذا القصر هي جلالة الإمبراطورة. وللبدء في البحث، نحتاج إلى إذنها.”
“هذا يعني أننا سنجدها بسرعة.”
على وجه السيدة التي كانت شاحبةً منذ لحظات، بدأ الأمل يعود تدريجيًا.
“جلالة الإمبراطورة ستسمح لنا باستخدام الفرسان الملكيين والخدم والعاملين لمساعدتنا في البحث، أليس كذلك؟”
“على الأرجح، لن يكون الأمر كذلك.”
“ماذا؟”
سألته السيدة هيلبريتون بدهشة، غير مصدقةٍ ما سمعت.
“ماذا تقصد بذلك؟”
“جلالة الإمبراطورة قد تسمح بالبحث، لكنها لن توفر أي دعمٍ من الفرسان الملكيين أو العاملين في القصر. بل على العكس، ستطلب منا البحث بشكلٍ هادئ ودون إثارة الانتباه.”
“لماذا؟!”
رفعت السيدة هيلبريتون صوتها للحظة، متجاهلةً كل آدابها، لكنها سرعان ما غطت فمها بيدها، مصدومةً من تصرفها.
ابتسم كارل بمرارةٍ وكأنه يتفهم رد فعلها.
“هذا لأننا في القصر الامبراطوري، وأيضًا، حاليًا يقام حفلٌ نظمته جلالة الإمبراطورة بنفسها.”
“…….”
“وفي مثل هذه الظروف، إذا اختفت بطلةُ الحفل التي أقامت اليوم أول ظهورٍ رسمي لها في المجتمع……”
“إذاً، يمكن تحميل المسؤولية على العائلة الامبراطورية وجلالة الإمبراطورة.”
أومأت السيدة هيلبريتون برأسها ببطء و هي تكمل كلماتِ كارل، وكأنها فهمت الآن الوضع تمامًا.
“من الطبيعي أن يواجه صاحب القصر مشكلةً إذا اختفى أحد الضيوف داخل قصره.”
ولكن المشكلة تكمن في أن صاحب القصر هو من العائلة الامبراطورية.
“الإمبراطور الحالي كان يرغب دائمًا في أن تبدو العائلة الامبراطورية كاملةً ونموذجية.”
ولقد بذل الكثير من الجهد لإظهار هذه الصورة. على الرغم من أن حالته الصحية تدهورت مؤخرًا، مما جعل هذه الصورة تتلاشى تدريجيًا.
“من المؤكد أنه لن يقبل بأي شيءٍ قد يسيء إلى هذه الصورة.”
لذلك، سيطلب معالجة الأمر بهدوء. وإذا لم يتمكن من ذلك……
“قد يقوم بدفن هذه القضية في النهاية.”
فالشخص المفقود ليس من النبلاء المركزيين، وليس من الأيتام الصغار أيضًا.
وأيضًا، ألم يكن فينترين قد مزق عائلة الكونت ليونيد عندما كان يسعى للجلوس على عرش الكونت؟
لذلك، لم يكن هناك من يرفع صوته دفاعًا عن إيرينا.
فقط لوغان.
فهمت السيدة هيلبريتون الوضع بالكامل، فعضّت على شفتيها بشدة، و تجمد وجهها.
كانت يديها المرتبطتين ترتجفان.
“…….”
نظر إليها كارل وهو يبتسم بسخرية.
“لكن لا داعي للقلق كثيرًا، سيدة.”
أشار بإيماءةٍ إلى لوغان الذي كان يمشي أمامهم، وهو يغمز بعينه.
“على الأرجح سيتمكن الدوق وينفريد من جلب بعض الأشخاص من عائلته. كما تعرفين، فرقة البحث التابعة لعائلة وينفريد تعتبر الأفضل في القارة.”
ثم ابتسم كارل مجددًا بابتسامةٍ ماكرة وأشار إلى نفسه بإصبعه.
“وبالتأكيد، لن تبقى عائلة الماركيز فيدريك مكتوفي الأيدي. رجالي تحت إمرتي هم الأفضل في عمليات البحث.”
ربما كانت كلماته قد أضفت بعض الراحة على السيدة هيلبريتون، إذ أصبح وجهها أكثر إشراقًا.
لكن فيدريك لم يكن يشاركها نفس الشعور.
‘لكن، حتى السماح لنا بالبحث لا يزال غير مؤكد.’
إذا كان بإمكانهم جلب فرقة البحث التابعة لعائلة وينفريد وفيدريك، لما كانوا بحاجة إلى مساعدة العائلة الامبراطورية على الإطلاق.
لكن من الذي سيسمح لهم بالتفتيش في القصر الامبراطوري؟
على الأرجح، سيقتصر الأمر على السماح بالبحث في غرفة الانتظار، و الممرات، والحديقة فقط.
حتى جلب فرقة بحثٍ كاملة لن يكون متاحًا، بل ربما سيسمحون فقط ببعض الأشخاص للتحقق.
تململ كارل متذمرًا.
“من الذي سيوافق على ذلك؟”
“آااه!”
“……هل أنتِ بخير؟”
بينما كان كارل يمشي بخطى ثابتةٍ نحو قاعة الرقص، اصطدم شخصٌ ما بشدة في كتفه.
صرخت هذه الشخصية و كادت أن تسقط، لكن كارل أمسك بها بسرعة.
“أعتذر، لم أكن أركز على الطريق……أأنتِ الآنسة سناير فلورنس؟”
“……أدميرال فيدريك؟”
“أوه، قد أتيتِ إذًا.”
“هل أتيتُ إلى مكانٍ لا يُسمح لي بالقدوم إليه؟”
اعتدلت سناير في وقفتها، ورفعت تنورة فستانها بحركةٍ مفاجئة، ثم نظرت إلى كارل بنظرةٍ حادة.
“عائلة فلورنس ليست من العائلات الضعيفة التي لن تُدعى إلى حفل تقيمه جلالة الإمبراطورة!”
بينما كان كارل يبدو في حيرة من تصرفاتها، قالت ساينور تلك الكلمات بغضب.
“لا، ما كنت أعنيه هو أنني سمعت أنك ِكنت مريضةً مؤخرًا.”
“حقًا؟”
عندها فقط بدا أن كلمات سناير قد أصبحت أكثر اعتدالًا.
“نعم، منذ أن كنتِ صغيرة، كان لديكِ مشاكل صحية.”
رغم أنه لم يكن اللقاء بينهما كثيرًا، إلا أن كارل كان قد صادف سناير في قلعة وينفريد عدة مرات.
في كل مرة، كانت تظهر وهي تتابع لوغان أو تجلس على كرسيٍ بلا حيوية.
“هل حالتك الصحية أفضل الآن؟”
“نعم، تحسنتِ كثيرًا.”
كان صوتها ممزقًا لدرجة أنه كان من الواضح أن كلامها كان مجرد كلامً فارغ.
“ولكن، لا أعتقد أنني سأتمكن من التحمل حتى نهاية الحفل. فقررت المغادرة الآن. لم أستطع الرقص ولو لمرةٍ واحدة، كنت طوال الوقت أجلسُ في الزاوية وأصابني ألم في ظهري.”
تذمرت سناير دون أن تدرك.
“إذا لم تكونِ مشغولة، يمكنني مرافقتكِ حتى حيث تتواجد عربتكِ.”
“لا داعي.”
أدارت سناير رأسها بسرعة.
“رأيتكم منذ قليل، كان أخي لوغان……لا، كان الدوق وينفريد يخرج بوجهٍ غاضب، يبدو أن هناك شيئًا حدث. لماذا لا تذهب و تتحقق، أدميرال فيدريك؟ لا أعتقد أنني سأغضب من شيء كهذا.”
“احترسي في طريقكِ.”
بعد هذه الكلمات الوداعية الخفيفة، مرت سناير بجانب كارل. و كان كارل على وشك أن يلف رأسه ليذهب مرة أخرى، لكن……
‘ماذا؟’
توقف نظره على شيءٍ ما، و في نهاية رؤيته كان هناك شيءٌ غريب.
وبالتحديد، كان هناك شيءٌ في داخل تنورة سناير، داخل الفستان.
عندما دارت سناير فجأة، كان هناك شيء ما داخل تنورتها.
لم يكن الأمر يتعلق بالتنورة الداخلية المعتادة. فما ظهر داخل تنورة سناير لم يكن طبقة الفستان الداخلية المعتادة، بل كان فستانًا آخر تمامًا.
وأيضًا، كان هناك شيءٌ آخر مرئي.
“سناير فلورنس.”
توقف كارل عن المشي.
“أيمكنكِ التوقف؟”
______________________________
اخيرا بدوا يدورونها
المهم سناير المجنونه حاطه فستان ايرينا داخل فستانها؟ يعني ايرينا وينها ووش لابسه ياحماره!
لوغان بعد كذا خلاص حلال قىٌل سناير😘
Dana