As Long As you Are Happy - 127
ماتت؟
‘ماتت!’
“لم أكن أعلم أن الأمر سيكون بهذه السهولة!”
شعرت سناير بفرحةٍ غامرة بمجرد أن تأكدت أن أنفاس إيرينا قد توقفت تمامًا.
‘يا له من أمر بسيط! يا له من شيءٍ سهل!’
لماذا عانيتُ لكل هذا الوقت؟ يا لي من حمقاء!
عندما تذكرت كل المعاناة التي مرت بها، لم تستطع إلا أن تضحك بسخرية.
‘حدثَ هذا أسرع مما توقعتُ، أليس كذلك؟’
حتى عندما أطعمت الطائر الذي كانت تربيه في القصر، لم يكن التأثير سريعًا بهذا الشكل.
على أي حال، هذا أمرٌ جيد، أليس كذلك!
ابتسمت سناير بسخرية.
لا تعرف نوع ذلك الدواء، لكن الرجل صاحب الرداء الذي ظهر فجأةً وسبب لها الكثير من المتاعب، ترك وراءه شيئًا مفيدًا للغاية قبل أن يختفي.
عندما سمعت بخبر وفاته، شعرت بأنها لن تهدأ إلا إذا نبشت قبرهُ وعلقت جثته، لكن بما أنه ترك شيئًا جيدًا كهذا، قررت أن تغفر له بسخاء.
“يا لها من نهايةٍ مثيرة للشفقة، يا آنسة ليونيد.”
دفعت سناير جثة إيرينا الملقاة على الأرض بقدمها.
“نعم، نهايةٌ مثيرة للشفقة. من طلب منكِ التطلع إلى ما ليس لكِ؟”
لو أن إيرينا لم تتجاوز حدودها و ابتعدت عن الدوق وينفريد الذي لا يناسبها، ولم تسبب لها هذا القدر من الإزعاج، ربما كان من الممكن أن تبقى العلاقةُ بينهما مجرد علاقةٍ سيئة فحسب.
“على الإنسان أن يعيش وفقًا لحدوده، أليس كذلك؟ على أي حال، لا يمكنني إلا أن أفهم أنكِ لم تتعلمي ذلك أبداً.”
ارتسمت على شفتي سناير ابتسامةٌ ساخرة.
“لهذا السبب شرحتُ لكِ ذلك بنفسي، لذا إذا عدتِ إلى الحياة مرةً أخرى، فتذكري هذا جيدًا، تذكريه جيدًا!”
كادت سناير أن تنفجر بالضحك، لكنها أمسكت بفمها بشدة لتمنعه.
حان الوقت للتحرك.
رغم أن سناير كان في حالةٍ شبه جنونية من الغضب، إلا أنها كانت واعيةً تمامًا بأنها ارتكبت فعلًا في بالغ الخطورة.
الأمر لم يكن يتعلق بقتل إيرينا، بل بالمكان الذي ارتُكبت فيه الجريمة.
لو لم يكن القصر الإمبراطوري، لكانت الأمور على ما يرام.
ولكن، في نفس الوقت، لو لم يكن هذا المكان، لما وجدت مكانًا يمكن أن يكونا فيه بمفردهما. فإيرينا نادرًا ما كانت تغادر القصر، وحتى إن خرجت، كانت دائمًا تحت حراسةٍ مشددة.
و بعد حادثةِ الاختطاف الأخيرة، زادت الحراسة بشكلٍ أكبر. لذا، لم يكن هناك خيارٌ سوى هذا المكان.
كانت سناير مدركةً تمامًا أن ما فعلته كان جنونًا.
فقد ارتكبت جريمةَ قتلٍ في القصر الإمبراطوري، خلال الحفل الذي استضافته الإمبراطورة، وضد واحدة من الشخصيات الرئيسية في الحفل.
‘لكن، لم أكن لأتحمل الأمر دون أن أفعل هذا!’
لم يسمح الكونت فلورنس لـسناير حتى بمغادرة الغرفة.
في الماضي، كان يسمح لها بالتجول في الحديقة، وحتى بتلقي الرسائل، لكن الآن، حتى أمها وشقيقها الأكبر انقلبا عليها.
بسبب موقف الكونت الصارم، تخلّى حتى أقرب الأشخاص الذين كانوا دائمًا في صفها عنها.
سمعةٌ محطمة، عائلةٌ انقلبت عليها، وأصابع الاتهام الموجهة من الجميع إليها. كل ذلك دفع سناير إلى الجنون.
“كنتُ متأكدةً أن الفرصة ستأتي اليوم!”
لم يكن من الصعب معرفة أن إيرينا كانت تعتبر حفل تقديمها للمجتمع هدفًا كبيرًا لها. ومن الطبيعي أن تَظهر ثغرةً ما بمجرد تحقيق هدفٍ كبيرٍ كهذا.
لهذا السبب أصرّت سناير على حضور هذا الحفل، وأخيرًا جاءتها الفرصة.
لقد رأت إيرينا وهي تذهب إلى الحديقة برفقة لوغان. فانسحبت من القاعه بسلاسة.
لو لم تكن سناير تراقب الشخصين عن كثب، لما تمكن أحد من اكتشافِ ذلك.
‘لكان سيكون من الأفضل لو استطعتُ سماع حديثهما أيضًا.’
لكن لسوء الحظ، فقدتهما للحظة بسبب اصطدامها بشخصٍ آخر. ومع ذلك، انتهى الأمر تمامًا كما أرادت.
كانت تعلم أنهما سيعودان عبر الباب الخلفي أو الباب المستخدم من قبل الخدم، فقد خرجا خفيةً لتجنب الأنظار. فقد كانت تعرف أمور المجتمع الراقي أفضل من لوغان.
فبينما كان لوغان في الشرق وساحات المعارك، كانت سناير تعتبرُ مجتمع النخبة ملعبها الخاص.
بمعنى آخر، كان من السهل عليها توقع تحركاتهما بمجرد مراقبة أفعالهما.
رجلٌ وامرأة خرجا إلى الحديقة سرًا، بعيدًا عن أعين الناس. لو انكشف هذا الأمر، فقد ينجو لوغان من الشائعات، لكن بالنسبة لـإيرينا، سيكون الأمر مدمرًا.
لهذا السبب، كان من الطبيعي أن يعودا عبر الباب الخلفي لتجنب الأنظار.
‘بما أنهما كانا في الخارج، فسيتوجهان إلى غرفة الانتظار أولًا.’
الدخول مباشرةً إلى قاعة الحفل سيجعل من الصعب عليهما إصلاح مظهر ملابسهما المبعثرة أو تدفئة جسديهما المتجمدين. لذلك، من المرجح أن يتوقفا في غرفة الانتظار قبل دخول الحفل.
بحثت جيداً ووجدت أن هذا المكان هو الأقرب.
لهذا السبب اختارت هذا المكان الذي يقع قريبًا من الباب الخلفي الذي يستخدمه الخدم، ولكنه بعيدٌ عن قاعة الحفل.
عادةً، الأشخاص الذين يأتون إلى مثل هذا المكان يكونون برفقة خادمتهم الشخصية أو وصيفتهم. لكن غرفة الانتظار كانت فارغةٌ تمامًا، وهذا كان مثاليًا.
إذا تعرفت إيرينا عليها، فستحاول الهروب فورًا، لذا قامت بإطفاء بعض الشموع في غرفة الانتظار عمدًا، ثم ألقت المزيد من الفحم داخل المدفأة ليزيد من قوة اللهب.
كانت تريد أن تكون الغرفة مظلمةً وأن تكون نيران المدفأة قوية، بحيث يصبح من الصعب رؤية وجهها بوضوح.
وأخيرًا، جهزت كوبًا من الشاي و وضع فيه ذلك الدواء.
ارتدت الباروكة التي أحضرها مسبقًا، ثم انتظرت قدوم إيرينا.
وبعد فترةٍ قصيرة……
“هاه؟”
دخلت أخيرًا المرأة التي كانت تنتظرها إلى غرفة الانتظار.
‘ههه.’
شعرت بفرحةٍ غامرة عندما رأت إيرينا تدخل غرفة الانتظار وهي تُصدر ذلك الصوت البليد.
امتلأت بالإثارة والسعادة!
‘الآن يجب أن أتحرك……’
رغم أنها كانت ترغب في الاستمتاع بهذه اللحظة أكثر، إلا أن الوقت كان يداهمها.
فالشخص الذي أبقتهُ مسبقًا ليشغل الوقت في قاعة الحفل وصل إلى حدوده ولم يعد بإمكانه الاستمرار.
وفوق ذلك، ألم تذكر إيرينا أن الأدميرال كارل فيدريك في طريقه إلى هنا؟
“ولكن حتى لو جاء، سيكون الأوان قد فات بالفعل.”
ابتسمت سناير بسخرية.
صدر صوتُ جر شيءٍ ما، ثم سرعان ما عادت غرفة الانتظار إلى هدوئها.
طق-، طق-.
لم تمضِ سوى لحظاتٍ قليلة من الصمت المطبق في غرفة الانتظار حتى سُمعت طرقاتٌ على الباب.
“الآنسة ليونيد؟”
سُمع صوت كارل وهو يتحدث. و لم يتلقَ أي رد، فطرق الباب بخفةٍ مرة أخرى.
“لقد أحضرت بطانيةً وشرابًا.”
لكن مرة أخرى، لم يكن هناك أي جواب. ففتح كارل الباب بحذرٍ ليجد غرفة الانتظار فارغةً تمامًا.
***
“…….”
في الوقت نفسه، كان لوغان يقف في دفيئةٍ خالية.
كان الإمساك بـإيرينا أمرًا سهلًا. فرغم أنها كانت تركضُ بكل ما أوتيت من سرعة، إلا أنها بالنسبة له كانت بطيئةً للغاية.
ومع ذلك، شعر بأن الإمساك بها الآن لن يؤدي إلا إلى نتائجَ عكسية.
كان يعلم أن إيرينا بحاجةٍ إلى بعض الوقت لترتيب أفكارها……
“….…”
لكنهُ كان يرغب بشدةٍ في الإمساك بها، أراد أن يمسكها ليقول لها أن الأمر ليس كما تظن، ويصرخ قائلاً: “كيف لا تثقين بي؟!”
“هاه……”
لهذا السبب بقي لوغان في الدفيئة.
إذا خرج من هنا، فمن المؤكد أنه سيتبعها لمعرفةِ إلى أين ذهبت.
جلس على حافة أحواض الزهور، و يمرر يده مرارًا على شعره.
رغم أن شعره كان مرتبًا بعنايةٍ قبل خروجه، إلا أنه لم يعد يهتم بكونه مرتباً أم لا.
كانت لديه الكثير من الأسئلة ليطرحها عليها، لكنه لم يسأل شيئًا.
لم يسأل عن مكان وجود الفيكونت فينترين، ولا عن متى بدأت لقاء البارون كيريك وقررت وراثة لقب الكونت. ولا حتى عن قرارها النهائي بالرحيل عنه.
لم يستطع إخراج أيٍ من الأسئلةِ التي كان يحتفظ بها بداخله.
عندما رأى وجهها المليء بالألم وهي تنظر إليه، شعر وكأن أنفاسه قد توقفت.
‘كان من الأفضل أن تأخذ معها هذه العباءة.’
بمعرفة شخصيتها، فهو يعلم أنها الآن مختبئةٌ في مكانٍ ما في الحديقة، و تبكي وحدها.
‘لو كانت قد أخذت عباءتها معها، لكان الأمور أقل قلقًا قليلاً، صحيح؟’
“…….”
بعد لحظةٍ من التفكير، نهض لوغان من مكانه.
لم يكن ينوي البحث عنها بنفسه. بل فكر فقط في إرسال دلفيا أو ريو للبحث عن إيرينا.
لأن الجو بارد، وإذا كانت تبكي وحدها، سيكون الأمر أكثر إيلامًا لها.
نعم، كان هذا هو السبب فقط.
“سيدي!”
عندما خرج من الدفيئة، ركضت دلفيا نحوه بوجهٍ مشوش، وكان عرقها يتصبب في هذا الطقس البارد.
قال بأنه سيذهب إلى الحديقة للتحدث، لكنه لم يخبرها عن ذهابه إلى الدفيئة، فبدت دلفيا وكأنها بحثت عنه لفترةٍ طويلة.
“سيدي، يبدو أنكَ يجب أن تذهب بسرعةٍ الآن.”
“هل هذا بسبب مشكلةٍ تتعلق بـإيرينا؟”
“ماذا؟ هل حدث شيء لـلسيدة إيرينا؟”
ظنت لوغان أن وجه دلفيا هذا كان بسبب اختفاء إيرينا وعدم عودتها، لكنها بدلاً من ذلك نظرت إليه بعينين مفتوحتين بدهشة، متسائلة.
“ألم يكن هذا هو السبب؟”
هزت دلفيا رأسها وهي تمسح جبينها.
“ماذا حدث إذًا؟”
كان يخطط لإرسال دلفيا للبحث عن إيرينا فور سماعه عن الموضوع.
“السيدة هيلبريتون هنا.”
“السيدة؟”
للأسف، لم تُدعى السيدة هيلبريتون إلى هذا الحفل. فهي ليست من النبلاء في العاصمة، ولم تكن من عائلةٍ ذات نفوذٍ قوي.
وعندما شعرت إيرينا بالأسف لذلك، عرض وينفريد إرسال دعوةٍ باسم عائلته، لكنها رفضت العرض برفق.
“في الواقع، كان لدي أمر أرغبُ في القيام به. سأنتظر هنا وأتابع عملي. وأيضًا، لابد من وجود شخص للحفاظ على المنزل.”
إذا كانت السيدة هيلبريتون قد حضرت إلى القصر الامبراطوري الآن، فما هو السبب وراء ذلك؟
“الدوق وينفريد.”
على الفور، وصلت السيدة هيلبريتون مع ريو إلى لوغان.
“هل حدث أمرٌ ما في المنزل؟”
“في الواقع……”
كانت السيدة هيلبريتون قلقةً بشكلٍ غيرِ معهود، و بدأت بالنظر حولها بشكلٍ مشوش، ثم نظرت إلى دلفيا و ريو إشارةً منها إلى أنها تريد التحدث مع لوغان وحده، وعندما نظر ريو إلى الدوق، أومأ لهُ برأسه بلطف.
“سأبقى هنا في الجوار.”
وبعد أن ابتعدا، أخرجت السيدة هيلبريتون شيئًا من صدرها وأعطته لـلوغان.
كان عبارة عن ورقةٍ قديمة ملتفةٍ ومربوطة بحبل.
“ما هذا؟”
“أعتقد أنه يجب عليك أن تشاهد هذا بسرعة. لقد تم العثور عليه في غرفةِ السيدة ليونيد.”
“….…؟”
نظر لوغان إلى السيدة هيلبريتون في انتظار تفسير، و سرعان ما أضافت بسرعة.
“في الواقع، كان هناك كتابٌ استعاره السيدة منّي، ومن ثم احتجتُ إليه اليوم بشكلٍ عاجل. لذلك، وبالاعتذار، دخلتُ إلى غرفتها لفترةٍ قصيرة. وكانت هذه الورقه على الأرض.”
كانت السيدة تشعر بالأسف لأنها دخلت إلى غرفةٍ بغيابِ صاحبها، لكنها لم تكن تنوي النظر إلى ممتلكات الآخرين.
كانت نيتها فقط أن تضع الورقة على الطاولة.
“لكن، يبدو أن الحبل لم يكن مربوطًا بشكلٍ جيد، لذا انحل.”
وبينما كانت تنظر إلى الأشياء المتساقطة على الأرض، كان وجهها عابساً، لكن عندما قرأت ما كان مكتوبًا على الورقة، انتابها الذعر، وركضت على الفور إلى القصر الامبراطوري.
“ما هذا؟”
كانت تبدو كورقةِ عادية من الخارج.
أخذ لوغان الورقة وفك الحبل. وفي نفس اللحظة، بدأ أحد طرفي الورقة يسقط ليكشف عن محتوياتها.
“هذا……”
ما كان بداخلها هو عقدتين من الشعر مربوطةٌ بحبل.
كان الشعر محفوظٌ بعناية كما لو كان غنيمة. وكان لونهما أحمر و ذهبيٌ أشقر.
كانا لونين مألوفين جدًا.
‘شعرٌ أحمر وذهبي، هل يعقل أن يكون هذا……؟”
وجَّهَ لوغان نظره بسرعة إلى الورقة.
و كان مكتوبًا عليها بسطرٍ واحدٍ فقط،
<لقد أوفيتُ بوعدي وأرسلتُ الزوجين ليونيد الى الموت.>
______________________________
هاه؟
هااااااااه؟
إيرينا ماظني فطست دام سناير قال اذا رجعتِ يعني قصدها عطتها من ذاك الدوا الي مع بِن الي يوقف القلب لفترة ثم يرجع ينبض؟ صح؟
المهم ذا الورقه من وين جابتها ايرينا؟ شكل عمها عطاها اياه بالغلط يعني لوغان لقى دليل!
ياااااااس
Dana