As Long As you Are Happy - 118
“الدوق وينفريد.”
وقفت الكونتيسة فرانسيس التي كانت تجلس بجانب إيرينا.
“هل جئتَ لرؤية الآنسة ليونيد؟”
“نعم، لدي هديةٌ أرغب في تقديمها قبل بدء الحفل.”
“رائع.”
وقعت عينا الكونتيسة فرانسيس على الصندوق الذي يحمله الدوق وينفريد.
“يا لهذا الموقفِ الجميل.”
رفرفت السيدة بعينيها.
“لكن و كما تعلم عادةً، لا يُسمح بلقاء أشخاصٍ من عائلة أخرى قبل حفل تقديم الفتيات.”
كان صوتها يحمل نبرةَ مزاح، فيما ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتي لوغان.
“لذلك، أعددت شايًا وحلوى في الغرفة المجاورة، على أمل أن تغضي الطرف عن الأمر.”
“شاي وحلوى، إذًا.”
“صدفةً، حصلتُ على أوراق شايٍ ممتازة من دالتون، أما الحلوى فهي خبز مُضاف إليه ثمار ريني.”
اتسعت عينا الكونتيسة فرانسيس بدهشة عند سماع كلمات الدوق وينفريد.
“يا إلهي، يا إلهي!”
صفقت الكونتيسة فرانسيس بيديها بحماس.
“أوراق شايٍ من دالتون وخبزٌ بثمار ريني! لقد أعددت لي ما أحب، فلا يمكنني رفض ذلك.”
هزت رأسها كما لو أنها لم يكن لديها خيارٌ آخر.
“تصادف أنني كنت أفتقد طعم شاي دالتون، وبفضلك، سأتمكن من الاستمتاع به مجددًا. شكرًا جزيلًا، الدوق وينفريد.”
“لا داعي للشكر. بل إنني أنا من يشعر بالشرف لأنني أستطيع أن أقدم الشاي للسيدة.”
انحنى لوغان بخفةٍ كإشارة احترام. ربما لأن مظهره كان أشبه بلوحة فنية، ضحكت الكونتيسة فرانسيس بصوت عالٍ.
“حسنًا، سأذهب لتناول كوبٍ من الشاي فقط. عليكما أن تكتفيا بالحديث، لا شيء أكثر، مفهوم؟”
لوحت بيدها بمزاح ثم غادرت الغرفة.
و أخيراً، تنهد لوغان بهدوء.
“لسبب ما، أشعر بالتوتر في كل مرة ألتقي بها.”
“……حتى الدوق يشعر بالتوتر؟”
رمشت إيرينا بعينيها.
على الرغم من أنها شاهدت العديد من جوانب شخصيته حتى الآن، إلا أنها لم تره متوترًا من قبل.
“بالطبع أشعرُ بذلك.”
ضحك لوغان بخفة.
“أنا أيضًا إنسان، في النهاية.”
“كنت أظن أن الدوق لا يتوتر أبدًا.”
كانت تعتقد ذلك بصدق.
في أي مكانٍ وأي وقت، كان دائمًا يبدو كما لو أنه يقف شامخًا بلا أي اهتزاز. أليس هذا هو الدوق وينفريد بطل الحرب؟
“مستحيل.”
اقترب لوغان ببطء، ومد يده ليمسد بأصابعه خصلات شعر إيرينا المتدلية.
انسابت خصلات شعرها الذهبي بين أصابعه المغطاةِ بالقفازات السوداء بخفة، فيما تعمقت الابتسامة على شفتيه.
“…….”
عبثت إيرينا بأصابعها، وكأنها شعرت أنه ينبغي أن تقول شيئًا……
“أشعر وكأنني لم أركَ منذ فترةٍ طويلة.”
“بالفعل لقد مرت فترةٌ طويلة. لقد كنتِ مشغولةً للغاية في الآونة الأخيرة، أليس كذلك؟”
تحدث فجأة بصيغةٍ رسمية، مما جعل الأمر يبدو وكأنه يُلقي اللوم عليها.
حاولت إيرينا كبح شفتيها التي كادت تخرج عن سيطرتها في تعبيرٍ ساخط.
“……وأنت أيضًا كنتَ مشغولًا للغاية، دوق.”
ومع ذلك، لم تستطع منع الكلمات المتذمرة من الخروج.
“بصراحة، الدوق دائمًا مشغول، أليس كذلك؟ أنا كنتُ مشغولةً قليلاً فقط مؤخرًا.”
لو أراد الحقيقة، لقد كنان مشغولة……وأيضًا كانت تتجنبه، ربما قليلاً.
عندما تذمرت إيرينا، ابتسم لوغان بخفة.
“يبدو أنكِ شعرتِ بالكثير من الإهمال خلال هذه الفترة.”
“……إهمال؟ بالطبع لا، لم أشعر بذلك أبدًا.”
“أظن أنكِ شعرت بذلك.”
ظل لوغان محافظًا على ابتسامته بينما فتح الغطاء عن الصندوق الذي كان يحمله.
“سامحيني، أرجوكِ؟”
داخل الصندوق كان هناك عقدٌ مذهل بجماله. في وسطه يلمع ياقوتٌ أزرق كبير، تحيط به يواقيت صغيرة وألماس منتظمة في شكل يشبه أوراق الأشجار.
كان مشهد العقد وكأنه خرج من حكايةٍ خيالية أو من قصر ملكي، مما جعل إيرينا تفقد كلماتها، ولم تستطع سوى أن ترمش عينيها بدهشة.
“حتى أنني جلبتُ معي هذه الرشوة.”
أمال لوغان رأسه قليلًا وهو ينظر إلى إيرينا.
“لا يعجبكِ؟”
“لا، الأمر ليس أنه لا يعجبني، بل……”
ثبتت إيرينا عينيها على العقد.
“ألا تعتقد أنه……مبهرٌ جدًا؟”
“ليس كثيراً.”
بدت نبرةُ لوغان غير راضية وكأنه يعني ما يقول.
“كنت سأفضّل أن يكون أكثر بهرجة. لو كان لدي المزيد من الوقت، لكنتُ أحضرتُ ياقوتةً أكبر. أما الألماس، فقد كنتُ محظوظًا لأنني وجدتُ أحجارًا ذات جودةٍ عالية في مكانٍ قريب.”
لكن، بدا العقد كبيرًا بما فيه الكفاية بالفعل. وبقليلٍ من المبالغة، كانت الياقوتة المركزية تبدو أكبر من عرض إصبعين من أصابع إيرينا.
حتى أن هناك بعض الألماسات المحيطة و التي كانت بألوانٍ غريبة بعض الشيء.
‘هل هذه ألماساتٌ حقًا؟’
“إنها……وردية اللون؟”
“هل أعجبكِ؟”
أومأت إيرينا برأسها دون أن تشعر.
“لم أكن أعلم بوجود أحجار كريمةٍ وردية اللون.”
“إنه ألماسٌ وردي. أليس اللون جميلًا؟”
“نعم.”
لم تكن تعرف أن الألماس يأتي بألوانٍ متنوعة. كانت تعلم أن الياقوت والروبي ليسا مقتصرين على الأزرق والأحمر فقط، لكن لم تتخيل أن الألماس يمكن أن يكون ورديًا أيضًا.
‘إنه جميل.’
كانت تعتقد أن إضافةَ المزيد من البهرجة قد يكون مبالغًا فيه، ولكن العقد أمامها الآن، بكل أحجاره الكريمة، كان يبدو متناسقًا بشكلٍ مدهش. و ربما كان السبب هو التصميم الذي يشبه أوراق الأشجار.
حدقت إيرينا في العقد كأنها مسحورة.
رأى لوغان ذلك، وارتسمت على وجهه ابتسامةٌ راضية.
“إنه لكِ.”
التقط العقد بيده، وأصدر صوتًا خفيفًا بينما ارتفع في الهواء. تبعت عينا إيرينا حركته بشكلٍ طبيعي.
“سأقدمه لكِ.”
مع حركة العقد، ظهر وجه لوغان.
شعرت إيرينا بيدها تلمس العقد الرفيع من اللؤلؤ الذي كانت ترتديه حول عنقها. و كان ذلك العقد قد اختارته بناءً على نصيحة السيدة هيلبريتون و دلفيا، حيث كان بسيطًا ومناسبًا للفستان، وسعره معقول بالنسبة لها، ولكنه بدا جيدًا في نظر الآخرين.
العقد الذي اختارته بنفسها……
بهدوء، انزلق عقد اللؤلؤ الأبيض من عنقها، وصعد على بشرتها البيضاء قبل أن يوضع على الطاولة.
وفجأة، أخذ العقد الفاخر مكانه حول عنقها الفارغ.
“إنه جميل.”
ألقى لوغان نظرةً عليها عبر المرآة بعد أن وضع العقد.
“نعم، إنه جميل. و يناسبكِ تمامًا.”
“هل……هل يناسبني حقاً؟”
تساءلت إيرينا وهي تعبث بالعقد بلا وعي.
“أليس مبهرجًا للغاية؟”
هز لوغان رأسه نافيًا.
“بالعكس، إنه يناسبكِ تمامًا. أي شخص سيراه سيعرف أنه ملككِ. إنه ياقوتٌ مطابق تمامًا للون عينيك.”
‘حقًا؟’
كانت الياقوتة المثبتة في العقد مشابهةً تمامًا للون عيني إيرينا.
بعد أن سمعت ذلك من لوغان، شعرت وكأن العقد صُنع خصيصًا لها.
“…….”
تجولت نظرات إيرينا للحظة نحو عقد اللؤلؤ الذي وُضع بإهمالٍ على الطاولة، ثم انخفضت عيناها مرة أخرى.
بعدها، أومأت برأسها بابتسامةٍ صغيرة.
“شكرًا لكَ. إنه يعجبني حقًا.”
ابتسم لوغان بدوره، وكأنه يرد على ابتسامتها.
بدت أطراف عيني إيرينا حمراء قليلاً، كما أن ردها أسعد لوغان. لكن ابتسامتهُ تلاشت بسرعة.
“في الحقيقة، كنت أرغب في إعطائكِ إياها في وقتٍ أبكر. على الأقل قبل أن يبدأ حفل الظهور الأول بعدةِ أيام.”
تتبع نظر لوغان العقد بعينيه.
“كنتُ أريد أن نكون الجوهرة أكبر وأكثر بريقًا، وأن أقدم لك شيئًا أكثر قيمة.”
“لكن، يبدو أن هذا جيدٌ أيضًا.”
على الرغم من قلة الوقت الذي كان لديها لتطوير ذوقها في المجوهرات، إلا أن إيرينا استطاعت أن تعرف على الفور أن كل حجرٍ في العقد كان من أعلى جودة.
جمع مثل هذه الأحجار الثمينة معًا لصنع عقدٍ مثله كان يتطلب وقتًا ليس بالقليل.
“لا أفهم لماذا تقول أنه ليس كافيًا.”
“…….ذلك لأن….”
تردد لوغان لوهلة نادرًا ما حدث ذلك، حيث أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يكمل حديثه.
“ذلك لأنه هديةٌ من الكونت و الكونتيسة ليونيد لكِ.”
“…..؟”
فجأة، لماذا تم ذكر أسماء والديها الراحلين هنا؟
نظرت إيرينا إلى لوغان كما لو كانت تطلب تفسيرًا.
“كان الكونت و الكونتيسة ليونيد يتحدثان كثيرًا عن هذا الموضوع.”
“لابنتنا! سنعطيها إياهُ بالتأكيد! في حفل الظهور الأول، سنعطيها عقدًا جميلًا جدًا، جميلًا جدًا! نعم، مثلما في القصص الخيالية، عقد كبيرٌ وجميل!”
“يا إلهي، يبدو أن زوجي في حالةِ سكرٍ شديدة.”
“أعتقد أن على السيدة لارا أن تتركه يشرب أكثر قليلاً، أليس كذلك؟ كم كأساً انهاهُ بالفعل؟”
“أوه، دلفيا! هذا مشروبٌ بطعم الشعير! هل تسميه مشروبًا؟”
“استمعوا لي! أنا حقًا سأعطيها عقدًا جميلًا! شكلهُ؟ مثل الياقوت! مثل لون عيني ابنتنا، حجرٌ أزرق، مع ألماس! شيء يمكن أن تراه في القصور الملكية! ابنتنا يجب أن تحصل عليه!”
“أوه، لا، يا سيدتي! سيتعب السيد إذا استمر على هذا الحال!”
“……بالتأكيد، ستعجبها هذه الأشياء، أليس كذلك؟”
“…….”
بعد أن استمعت إيرينا إلى حديث لوغان، تحركت شفتيها دون أن تنطق بكلمة.
في الماضي، كانت تشعر بالاستياء لأن فينترين قد تخلى عنها. لكن الآن لم يعد الأمر كذلك.
……كيف يمكنه أن يتمكن من توقع ذوقي؟
هو لا يعرف شيئًا عني، ويعتقد أنني سأحب هذا أو أنني سأضحك على هذا.
يمكنهم فقط أن يتخيلوني. لأنهم والديَّ، وأفراد عائلتي الوحيدين.
‘……كيف يمكن أن نكون جهلاء هكذا عن بعضنا البعض؟’
كيف يمكن لعائلةٍ يجب أن تعرف بعضها أكثر من أي شخصٍ آخر أن تكون هكذا، لا تعرف عن بعضها شيئًا؟
كيف يمكن أن تكون هذه المسافة بيننا مليئةٌ بالحنين والاستياء رغم اننا لم نجتمع الا لمرةٍ واحده؟
‘حتى لو كانت كذبة، كان ينبغي أن يكتبوا لي واحدة.’
إذا كان لابد من الألم والحنين، كان من الأفضل أن يمنحوني عزاءً حتى لو بالكذب. بأنهم سيعودون، و أننا سنلتقي.
“…….”
عضّت إيرينا على شفتها بشدة كي لا تبكي. كانت تشعر أن دموعها ستنهمر إذا خففت حذرها ولو قليلاً.
ثم، اقتربت حرارةٌ دافئة وأحاطت بها.
“لا بأس.”
كانت يدٌ كبيرة تطبطب عليها بحذر.
“لا بأس. أنتِ الآن بخير، إيرينا.”
صوتٌ عميقٌ مليء بالصدق، وضربات قلبه المتسارعة، كان ذلك عزاءً لها.
كلما فكرت مئات، بل آلاف المرات، كان الجواب واحدًا.
“دوق.”
مدّت إيرينا ذراعيها وأمسكت بلوغان. لم تكن تعلم إن كان سيحتضنها أم لا، لكنها شعرت به يتجمدُ قليلاً.
“الطلب الذي وعدتني بتحقيقه……”
تمتمت إيرينا وهي تدفن وجهها في صدر لوغان.
“يجب أن تفي به. يجب عليكَ ذلك.”
لم يستغرق الجواب وقتًا طويلًا.
“نعم.”
شعرت إيرينا بقوةِ ذراعيه التي كانت تحتضنها.
“سأحقق أمنيتكِ بالتأكيد.”
ثم، فتحت إيرينا عينيها عندما تتابعت كلماته.
“بالمقابل، عليكِ أن تخبريني بسركِ. كل السر الذي تخفيه.”
“…….”
“على سبيل المثال، أين هو البارون فينترين الذي اختفى فجأة؟ وأيضًا……”
رفعت إيرينا رأسها ونظرت إلى لوغان.
كانت يده تلمس خدها ببطء، كما لو كان يخطُّ عليها شيئًا.
“هل قررتِ مع البارون كيريك أن تخلفِ الكونت ليونيد؟ يجب أن تخبريني بكل شيء.”
كانت عيونه الحمراء تنظر إليها ببرود.
لبضع لحظات، استمرت إيرينا في النظر إلى تلك العيون، ثم أجابتهُ بلا تردد.
“نعم، سأخبركَ بكل شيء.”
__________________________________
ببرود؟ ليه؟ وش صااااير؟؟
كنت متفائله فيهم بس الحين لا ذاه ولا ذاه انا ابي اشوف النهايه وارتاح 😭
Dana