As Long As you Are Happy - 116
“لم يبقَ شيء الآن، أليس كذلك؟ سأذهب.”
“هناك واحدٌ آخر هنا!”
اندفعت خادمةٌ كانت منكمشة على نفسها فجأة وركضت بسرعة لتضع قطعةَ غسيل إضافية فوق السلة.
“آه! إنه ثقيل!”
تظاهرت الخادمة التي كانت تحمل السلة بالتعثر بشكلٍ مبالغ فيه، مما أثار ضحكات الآخرين الذين كانوا يشاهدون.
لكن في الحقيقة، كانت الملابس مكدسةً بشكل غير مستقر.
“أوه، ستتعثر إذا استمرت هكذا.”
“بما أنكِ من وضعت القطعة الأخيرة، اذهبي معها.”
“نعم!”
في النهاية، الخادمة التي وضعت قطعة الغسيل الأخيرة انضمت إليها.
بمجرد خروجهما من الغرفة التي كان يستخدمها الخدم للراحة، صمتت الخادمتان تمامًا.
كان الهدوء شديدًا لدرجة أن المزاح والضحك الذي كان يدور بينهما قبل لحظات بدا وكأنه لم يحدث.
‘لم يكن الوضع بهذا الهدوء دائمًا.’
بدت إحدى الخادمتين وكأنها تشعر بالاختناق، فحركت عينيها بملل.
“ممنوع الدردشة أثناء العمل، ولا يُسمح إلا بالكلام الضروري.”
مثل هذه التعليمات كانت شائعةً في أي قصرٍ نبيل. لكن مدى الصرامة في تطبيقها كان يعتمد على صاحب القصر.
بعض القصور كانت تحدد حتى الكلمات المسموح بها، والبعض الآخر كان يسمح بالإجابات عن طريق الإيماء فقط.
لكن هذا لم يكن الحال في قصر وينفريد.
طالما أُنجز العمل بشكلٍ صحيح، كان يُسمح بقدرٍ معين من الكلام، بل وحتى أوقات الراحة والعطل كانت مضمونةً لهم.
“من الصعب العثور على فصرٍ يكون صاحبه غير مهتم كثيرًا بأعماله ولكنه لطيف في الوقت نفسه، أليس كذلك؟”
“على كل حال، كلما ابتعد اهتمام صاحب المنزل، أصبح العمل أكثر سهولة.”
“بالطبع، وجود كبير الخدم الدقيق الذي يراقب كل شيء يجعلنا لا نتهاون في العمل، ولكن مع ذلك……”
“والآن، حتى الآنسة تبدو غريبةً مؤخرًا.”
استحضرت الخادمة صورةَ الآنسة الوحيدة في هذا المنزل.
شعرٌ أشقر ينساب و كأنه يذوب، وعينان زرقاوان تلمعان، وبشرةٌ بيضاء مع وجنتين محمرتين.
عندما رأتها لأول مرة، اعتقدت أنها الدمية التي كانت تلعب بها في طفولتها قد تحولت إلى إنسانة، فدهشت بشدة.
‘وفوق كل هذا، هي لطيفة!’
عادةً، كان النبلاء يعتبرون الخدم مثلها مجرد قطعِ أثاث.
كانت القواعد الصارمة مثل “لا تتحدث أبدًا بلا داعٍ” أو “امشِ على أطراف أصابعك” تُفرض دون سبب.
أما هنا، فقد كان التعامل مختلفًا، حيث لم تكن هناك عقوباتٌ قاسية على الإجابة المفاجئة أو الحركة غير المتوقعة، أو حتى إذا ارتُكبت خطأً كبير أمامهم.
كان من الممكن أن تُطرد دون الحصول على توصيةٍ إذا فعلت شيئًا كهذا.
لكن الآنسة لم تكن كذلك.
“آآآه!”
عندما أصدرت صوتًا صاخبًا وكَسرت المزهرية، لم تقم الآنسة بطردها على الفور.
“هل أنتِ بخير؟”
“…..!”
“أنتِ تنزفين كثيرًا.”
“لا، أنا بخير. آسفة جدًا، آنسة! لقد كسرتُ المزهرية عن طريق الخطأ!”
لكنها، على العكس، كانت قلقةً عليها فقط.
“لا بأس. لنعالج الجرح أولاً. لدي دواءٌ ممتاز، إنه من السيد بارن، وهو فعال للغاية.”
عندما سمعت الخادمة ذلك، كادت أن تقفز من دهشتها.
لقد سمعت بالأمس فقط شكاوي عن كيف أن هذه المنطقة تستخدم أغلى الأعشاب الطبية، لدرجة أن الجميع كانوا يرتجفون خوفًا من إتلاف أي جذرٍ أثناء النقل.
والآن، سيتم استخدام دواءٍ مصنوع من تلك الأعشاب باهظة الثمن عليها؟
هل تنوي خصمه من راتبها لاحقًا؟
“ولكن……هذا دواء ثمين!”
“مهما كان الدواء ثمينًا، فهو ليس أغلى من الإنسان.”
نظرت إلى وجه الآنسة وهي تبتسم، وبدا أنها لا تنوي خصمه من راتبها. عندها هدأت الخادمة.
“أليس كذلك؟”
“نعم، هذا صحيح، آنسة!”
الخادمة، التي أصبحت تمامًا تحت تأثير إيرينا، قامت بدهن الدواء بعناية على يديها ولفهما بضمادة قدمتها لها إيرينا بنفسها قبل أن تعود إلى عملها.
‘لكن في الآونة الأخيرة، يبدو أن الآنسة مريضةٌ قليلاً.’
كما تذبل الزهرة التي لم تتعرض لأشعة الشمس، قلّت كلمات إيرينا تدريجيًا. و اختفى ضحكها شيئًا فشيئًا حتى تلاشى تمامًا، وبدأت منذ وقتٍ ما بالتحديق بصمتٍ من النافذة طوال الوقت.
حتى صاحب القصر، الدوق نفسه، بدا وكأن هناك شيئًا غريبًا بشأنه.
‘كيف أصف الأمر؟ أشعر بالاختناق؟ وكأن كل شيء مغلق؟ أظن أن هناك وصفًا أنسب، لكنني لا أستطيع العثور عليه الآن……’
“هي، هي.”
همست الخادمة التي كانت تحمل السلة.
“في الآونة الأخيرة، ألا تشعرين أن أجواء القصر خانقةٌ بعض الشيء؟”
“……!”
صحيح! كادت الخادمة أن ترفع صوتها دون أن تشعر.
نعم، هذا الوصف دقيقٌ تمامًا.
‘إنه شعورٌ بالاختناق.’
منذ فترة، أصبحت أجواء هذا القصر خانقةً إلى حدٍ كبير.
“الآنسة كذلك، والفرسان أيضًا، وحتى الآخرين……الجميع أصبحوا أقل كلامًا.”
“نعم، نعم! صحيح!”
كادت أن تصرخ بالخارج، لكنها غطت فمها بسرعة وأومأت برأسها موافقة.
فرسان هذا القصر كانوا مختلفين عن غيرهم، حيث كانوا ودودين ولطفاء مع الجميع، بل وكانوا يتبادلون الأحاديث أحيانًا.
لكن، فجأة، توقف ذلك تمامًا.
“وأيضًا، هل لاحظتِ أن السيدة دلفيا لم تعد تظهر كثيرًا هذه الأيام؟ والسيد ريو كذلك!”
“صحيح، لقد اختفوا حقًا في الآونة الأخيرة.”
عندما كان الجو في القصر يصبح كئيبًا، كانت دلفيا دائمًا تتقدم وتغير الأجواء، مما جعلها شخصيةً معروفة حتى بين الخدم. وكان ريو دائمًا يرافقها عن قرب.
لكن منذ فترة، بدأ الاثنان يختفيان عن الأنظار في القصر.
إما أنهما غير موجودين معًا، أو أن أحدهما فقط يظهر.
“ما الذي يحدث هنا بالضبط؟”
أخذت الخادمة التي تحمل السلة نفسًا عميقًا قبل أن تتابع حديثها.
“الأخريات يقلن إن الأمر بسبب حفل ظهور الآنسة الأول.”
“أوه؟ حفل الظهور الأول؟”
علقت الخادمة الأخرى بحماس.
“هذا ليس صحيحًا. صحيح أن حفل الظهور الأول شيءٌ يستحق القلق، لكنه لا يستدعي كل هذا التوتر.”
“صحيح، لقد قلتِ أنكِ ساعدتِ في حفل ظهورٍ أول بأحد القصور من قبل، أليس كذلك؟”
“نعم، فأختي ووالدتي أيضًا تعملان كخادمات.”
على الرغم من أنها كانت صغيرةَ في السن آنذاك ولم تُوظَّف كخادمةٍ رسمية، إلا أنها ساعدت أختها قليلًا في العمل، وكان ذلك كافيًا لاكتساب الخبرة.
“الجميع كانوا مشغولين، لكن كان الأمر ممتعًا لأن الحفل كان لتحضير مناسبةٍ سعيدة. الجميع عملوا بحماس. لم تكن الأجواء خانقةً بهذا الشكل أبداً.”
على الرغم من ضيق الوقت وكثرة المهام، إلا أن العمل كان ممتعًا.
كان من الرائع رؤية القصر يُزين جزءًا تلو الآخر، وكانت رؤية الآنسة وهي تبتسم دائمًا من فرط الحماس مشهدًا جميلًا.
لكن الشيء الأكثر انتظارًا كان المكافأة الخاصة.
“أما هنا الآن، فهو أشبه بـ…… “
ألقت الخادمة نظرة حذرة حولها وهمست.
“أجواءٌ وكأن شيئًا سيئًا على وشك الحدوث.”
“صحيح.”
أومأت الخادمة الأخرى التي كانت تحمل السلة برأسها بثقل.
ربما كان السبب هو تذكرهما للأيام السعيدة والمبهجة التي مر بها القصر سابقًا. بدت الأجواء الحالية خانقةً جداً، ولم تستطع أي منهما التأقلم معها.
خاصةً أن الآنسة، التي كانت تعامل الجميع بلطفٍ دائمًا، أصبحت أقل كلامًا بشكلٍ ملحوظ، مما زاد من قلقهما.
“آه……”
لكن لم يكن بإمكانها التعبير عن قلقها. بدلًا من ذلك، أطلقت الخادمة تنهدًا طويلًا.
“على أي حال، قيل أن حفل الظهور الأول سيبدأ قريبًا، أليس كذلك؟”
عندما أومأت الخادمة الأخرى برأسها، قامت بتعديل السلة التي كانت تترنح باستمرار، ثم أطلقت تنهدًا آخر.
“أتمنى أن ينتهي ذلك بسرعة. حينها ستنتهي هذه الأجواء الكئيبة أيضًا.”
ربما كان ذلك صحيحًا، فالجميع أصبحوا حساسين بسبب حفل الظهور الأول.
وبعد أن ينتهي الحفل، ستنتهي هذه الأجواء الثقيلة.
لكن……
‘ومع ذلك، لا أعتقد أنه سينتهي بطريقةٍ جيدة.’
آه، لكن ما الذي يمكنها فعله حتى لو حاولت؟
“آه، تعالي بسرعة. إذا استمرينا هكذا، سيفوتنا وقت شاي الظهيرة!”
“لا، لا يمكننا أن نفوت الوقت.”
كانت الخادمة تسرع في خطواتها، مركّزة على الحفاظ على موعد الشاي بدلاً من الاهتمام بأمور النبلاء التي لا تستطيع التدخل فيها.
“لم يتبقَ وقتٌ طويل الآن.”
ومع مرور الوقت نفسه، بدأت إيرينا أيضًا تشعر بشيءٍ مشابه.
“صحيح.”
ابتسمت السيدة هيلبريتون وهي تضع فنجان الشاي جانبًا.
“لم أتوقع أن يأتي الشتاء بسرعةٍ هكذا.”
ثم توجهت عيون السيدة هيلبريتون نحو النافذة.
“يبدو وكأن الخريف كان قد أتى للتو، أليس كذلك؟”
“نعم، كما قالت السيدة.”
أومأت إيرينا برأسها بينما كانت تراقب المكان الذي كانت السيدة تنظر إليه.
“لم يكن وقتًا طويلاً، ومع ذلك مرّ الوقت سريعًا.”
كان صوتُ إيرينا يفقد طاقته. فبدت السيدة هيلبريتون تحدق في جانب وجهها بتعبيرٍ هادئ.
‘همم، يبدو أنها تحمل تعبيرًا رأيته من قبل.’
في الآونة الأخيرة، أو ربما منذ بدايةِ الشتاء، أصبحت إيرينا تزداد ضعفًا وتعبًا، ولم يكن من الممكن أن تجهل السيدة هيلبريتون ذلك.
لكنها كانت تعتقد أن ذلك ربما كان بسبب الضغط الكبير. فمن يمكنه أن يتحمل ذلك؟
حفل الظهور الأول في القصر الإمبراطوري، وتحت إشراف الإمبراطورة شخصيًا.
لو كانت هي في مكان إيرينا، لما استطاعت تحمل العبء، لربما أغشي عليها مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.
بل إن التشايبرون* قد أُعلن عنها من قبل السيدة فرانسيس، أليس كذلك؟
*آخر الفصل
منذ بضعةِ أيام، أخيرًا تم تحديد تشايبرون إيرينا.
وكانت السيدة فرانسيس، التي كانت محاطةً بالغموض، هي من ستُشرف على حفل ظهورها الأول.
‘السيدة فرانسيز لم تكن نشطة في المجتمع رغم سمعتها.’
لطالما حاول النبلاء دعوتها، لكن لم ينجح أحد في دعوتها.
كان من النادر أن تظهر إلا إذا دعاها أحد أفراد العائلة الإمبراطورية، ومع ذلك، كانت تغادر سريعًا بحجة أنها بحاجةٍ للاعتناء بالمرضى.
بفضل ذلك، أصبحت سمعة السيدة فرانسيس واهتمام الناس بها في تزايدٍ مستمر.
وكانت هي، التي كانت تحظى بتلك السمعة، قد قررت أن تكون مشرفةَ على حفل الظهور الأول لإيرينا في العاصمة.
‘هل هذا لأن كل شيءٍ مثالي؟’
حفل ظهورٍ أول تحت إشراف الإمبراطورة شخصيًا، وهو شرف عظيمٌ أن تظهرَ لأول مرة في هذا الحفل.
تشايبرون معترفٌ بها من الجميع.
ووراء ذلك كله، عائلة وينفريد ذات القوة المالية الكبيرة.
كان كل شيء مثاليًا، ولا يوجد شيءٌ مفقود في الوضع. لذا، كان من الطبيعي أن تشعر إيرينا بهذا العبء الكبير.
بالطبع، قد يكون الأمر أيضًا بسبب عدم إتمام دراستها.
على الرغم من أنها تعلمت الرقص وآداب المجتمع، إلا أن إيرينا كانت دائمًا ما تبقى في مكتبتها. و كان على مكتبها دائمًا كتبٌ مختلفة.
مثل كتبٍ تاريخية لم تنتهِ من دراستها، وفي بعض الأيام كانت تقرأ كتبًا عن كيفية إدارة الأراضي، وفي أيامٍ أخرى كانت تقرأ كتبًا فلسفية عميقة.
‘لا شك في أنها شخصٌ من أنواع المثقفين.’
كان من الأفضل لو أنها تعلمت المزيد وطورت نفسها.
لكن مع شعورها بالعجلة، كانت تشعر بأن حلمها الذي لم تحققه ربما يمكن أن يتحقق من خلال إيرينا.
“يا سيدة ليونيد.”
أخيرًا، فتحت السيدة هيلبريتون فمها بحذر.
“هل ستذهبين إلى الشرق مع الدوق وينفريد؟”
“آه.”
فتحت إيرينا فمها قليلاً ثم أغلقت شفتيها سريعًا، وصمتت للحظة.
“لا، لستُ متأكدة.”
“ماذا؟”
كان من المتوقع أن تجيب بنعم، لكن من فم إيرينا خرج جوابٌ مختلف تمامًا.
“لا أعرف ما هو الخيار الصحيح، لذلك أنا أبحثِ عنه.”
‘آه.’
عندها فقط، تذكرت السيدة هيلبريتون متى رأت إيرينا في حالةِ التأمل الشديد هذه.
“سيدة هيلبريتون، ما هي السعادة؟“
ألم تسألها هذا السؤال ذات مرة في منتصف الليل أثناء عودتها إلى غرفتها بعد دراسةٍ طوال الليل، وهي تُرافقها في الممر؟
في تلك اللحظة، كانت إيرينا تبدو كما لو كانت تبحث عن إجابةٍ يصعب العثور عليها، تمامًا كما هي الآن.
“لكن.”
ابتسمت إيرينا ورفعت زاويةَ شفتيها.
“أنا أعمل بجدٍ لأجدَ الجواب الذي لن أندم عليه، سيدة.”
راقبتها السيدة هيلبريتون وهي تبتسم بالمقابل.
‘لقد نَمت بالفعل.’
“أتمنى أن تجدين الجواب الذي تبحثين عنه، سيدة ليونيد. فقد نضجتِ بالفعل.”
كان يومًا يشعر فيه المعلم بالفخر.
وبعد فترةٍ قصيرة،
“أسرعوا! إذا استمر الوضع هكذا، سنفوت حفل ظهور آنستنا إيرينا!”
بدأ حفل الظهور الأول لإيرينا.
___________________________________
تشايبرون:
هي زي كلمة وصيفة الشرف بس لازم تكون سيدة كبيره فاهمه وبسمعتها تصير مرافقة البنت الي رايحه لظهورها الأول زي ترا انا اثق فيها وان ذا البنت زينه وكذاته
الخادمات ماخذين ذا الفصل على كتوفهم
ليه ثلاثة ارباعه راح على سوالفهم😭
المهم ايرينا يختي علميني بجوابس منب معلمه لوغان بس علمينيييييييي
Dana