As Long As you Are Happy - 111
‘تلك النظرة التي تحتقرني!’
ارتجف فينترين بشدة. و كانت ذكرياتٌ مزعجة تعود إلى السطح.
في الحقيقة، لم يكن يرغب في الاعتراف بذلك. ولكن ما شعر به البارون فينترين عندما رأى الدوق وينفريد لأول مرة كان…..
“أنا لوغان وينفريد.”
كان شعورًا عارمًا بالهزيمة.
الجسد، و المظهر الخارجي، بل وحتى طريقة الكلام والتصرفات.
كل تفصيلٍ صغير، وحتى العيون الحمراء، كانت تمتلك قوةً طاغية تهيمن على الآخرين.
التعليم الذي تلقاه بشق الأنفس على مدى سنوات طويلة، و المعرفة التي حفظها حتى نزف أنفه، و الملابس والمجوهرات التي استخدمها لإخفاء بنيته الهزيلة…..
كل ذلك كان عديم الجدوى مقارنةً بالقوة التي ولد بها ذلك الرجل.
كانت الإنجازات التي بناها فينترين على مدى عقودٍ أقل من ذرات الغبار.
‘هاه……اعتقدت أنني تخلصت منها أخيرًا.’
من ذلك الإحساس المألوف بالهزيمة، لقد اعتقد أنه تخلص منه بالكاد عندما تخلص من ذلك الوغد، أجين ليونيد.
“أريد مقابلة إيرينا ليونيد.”
لم أتوقع أن يظهر مجددًا شخص يجعلني أشعر بهذه الإهانة والعار!
كنتُ أحاول أن أُبعد ذلك الوغد أحين، وبأي طريقةٍ فعلتُ ذلك! ثم يظهر وينفريد، وليس أي شخصٍ آخر؟!
عض فينترين على أسنانه بغضبٍ داخلي.
“اغغك!”
ثم ابتسم بسخرية.
“هه.”
لأنه حتى هذا الشخص سيُخدع بكذبته.
“ابنةُ أخي الصغيرة……للأسف، ماتت بسبب الحمى……”
لكن شعوره ذاك لم تدم طويلًا. فسرعان ما اكتشف وينفريد الحقيقة، وأخذ إيرينا تحت جناحه، وبدأ يضيق الخناق عليه شيئًا فشيئًا.
وفي خضم هذه المشاعر المتزايدة من الهزيمة والدونية، حتى تلك الفتاة امتلكت نفس النظرات!
وكأنها وُلدت كنبيلةٍ بحق، وكأن أمثالي لا يرقى حتى إلى مستوى أقدامها!
“لماذا تنظرين إليّ بهذه الطريقة؟!”
صرخ فينترين بصوت عالٍ. فتفاجأ الناس ونظروا إليه.
“ماذا……ماذا هناك؟”
“هو يبدو مشبوهًا من قبل.”
بدأ الناس يتهامسون حوله.
‘تباً!’
تراجع فينترين قليلًا. فلم يكن بحاجةٍ إلى جذب الأنظار إليه، خصوصًا مع وجود سببٍ آخر يجعله حذرًا من أعين الناس إلى جانب مطالبته بسداد ديونه.
كان السبب هو العقاب.
التهمة الموجهةُ إليه كانت نشر شائعاتٍ كاذبة عن الدوق وينفريد والسيدة الشابة ليونيد.
وعلى الرغم من أن العقوبة لم تُحدد بعد، إلا أنه كان يتمتع بحريةٍ محدودة للحركة. لكن مع ذلك، لم يكن عليه أن يلفت الأنظار إليه.
الإمبراطور نفسه كان ينتظرُ الفرصة لمعاقبته، وإذا تم كشف أي تحركٍ له، فقد تُلفق له تهمٌ إضافية.
‘كيف علي التصرف في هذا الوضع؟!’
“أعتذر.”
صدح صوتُ إيرينا الهادئ.
“عمي ليس في حالةٍ صحية جيدة.”
كان يكفي ظهور ابتسامةٍ خفيفة بالكاد تُلاحظ، وصوتها العذب الذي يجذب الانتباه بلا إرادة، وشعرها الذهبي اللامع المتدلي تحت الرداء.
بذلك فقط، تمكنت إيرينا من كسب تعاطف الناس بسهولة.
“نعتذر لإخافتكم.”
ومع اعتذارها المهذب، ارتسمت الابتساماتُ تلقائيًا على وجوه الناس.
“أوه، هذه الفتاة الصغيرة تعاني كثيرًا.”
“حسنًا، إذا كان مريضًا، فهذا ممكن.”
“حقًا، يبدو مريضًا بمجرد النظر إليه.”
“…..!”
ضغط بينترين على رداءه بإحكام ليغطي نفسه، لكنه لم يستطع إخفاء شعوره العارم بالعار.
‘هذا……العامي……!’
في الظروف العادية، لم يكن هذا الشخص التافه، الذي لم يكن ليتجرأ حتى على النظر إليه، ليجرؤ على تقييمه!
“هل تريدين أن أدلكِ على مكان طبيبٍ جيد؟”
“لا، لا داعي، شكرًا.”
ابتسمت إيرينا بلطفٍ للرجل الذي أظهر اهتمامًا زائدًا. و احمر وجه الرجل على الفور.
“إذا احتجتِ إلى أي شيء، فقط أخبريني بذلك. يبدو أنكِ قد تواجهين صعوبةً في نقل المريض. أنا أعمل في هذا المتجر القريب.”
“أشكرك.”
وبالرغم من أنه ظل يختلس النظر عدةَ مرات كما لو كان مترددًا، إلا أنه في النهاية عاد إلى المتجر بعد أن تلقى توبيخًا من شخصِ آخر.
“……اغغك.”
في تلك الأثناء، كان فينترين يرتجف بشدة من الغضب.
إلى أي حال بائس وصلت؟
“هل رأيتَ ذلك؟”
عندما تلاشى اهتمام الناس مرة أخرى، فتحت إيرينا فمها لتتحدث.
“السلطة الحقيقية ليست بيدكَ. إنها بيدي أنا.”
تلاقت نظرات إيرينا الزرقاء مع فينترين.
“ماذا سيحدث إذا صرختَ هنا، ولو لمرةٍ واحدة؟”
ابتلع فينترين ريقه بصعوبة.
ما الذي سيحدث؟ سيعاد ما حدث قبل قليل، وربما أسوأ.
بل قد يعتقد البعض أن العم المجنون يحاول إيذاء ابنة أخته، وسينقضون عليه في الحال، ويدعون الحرس.
وإن حدث ذلك، فسيتم القبض عليه دون أن تتاح له حتى فرصةُ الهرب.
“لا يمكن أن يكون……”
نظر بينترين إلى إيرينا وكأنه أدرك شيئًا فجأة.
“أنتِ……هل حسبتِ كل هذا؟ هل تعمدتِ دفعي إلى رفع صوتي لخلق هذا المأزق لي؟”
لم تُجب إيرينا، بل اكتفت بالابتسام. وكانت ابتسامتها تلك إجابةٌ كافية.
“من الأفضل ألا تتهاون.”
قالت إيرينا ذلك بهدوء، وهي تنظر إلى فينترين الذي كان يرتجف بشدةٍ وكأنه فقد القدرة على الكلام من الصدمة.
“لدي خطةٌ أفضل.”
تابعت كلامها بنبرةٍ واثقة.
“أن أعلن أنك تخليتَ عني.”
“……!”
“تُرى، ماذا سيحدث حينها؟”
رفعت إيرينا نظراتها وكأنها تتساءل ببراءة.
“ما العقاب الذي سيناله عمٌّ تخلى عن ابنةِ أخيه التي عهد بها إليه فارسٌ في الحرب؟”
ثم ارتسمت على وجهها ابتسامةٌ مشرقة.
“ألا تتساءلُ عن ذلك، عمي؟”
“……!”
هذه الفتاة المقيتة!
عض فينترين على أسنانه في تلك اللحظة.
ماذا سيحدث؟ سيكون مصيره السقوط إلى الهاوية!
لا، يجب أن يمنع هذا بأي ثمن.
بدأ العرق البارد يتدفق على ظهر فينترين.
كان يعتقد أنه في أسوأ حالاته بالفعل، لكنه كان مخطئًا.
إذا تم الكشف عن هذا، فسيكون حقًا بلا أمل في العودة.
“أ…..أنا……”
كانت صوته يرتجف بشكلٍ مؤسف لدرجة أنه كان يشعر بالشفقة على نفسه.
“إذا تم الكشف عن أنني……تخلّيت عنكِ، ف……فستكون نهايتكِ أيضاً!”
“…….”
“ها! حتى أنتِ ستكون نهايتكِ حينها، النهاية! فتاةٌ نشأت في الأحياء الفقيرة مثل الفأرة! من سيعترف بكِ كنبيلة؟!”
كان يظن أنه بهذا سيخيفها.
“عندما تظهرين في المجتمع، سيتعرض لكِ الجميع بالسخرية! لن يرغب أحد حتى في التحدث إليكِ! حتى لو كنتِ موجودة، سيعاملكِ الجميع وكأنكِ لا شيء، سيحاولون تجاهلكِ.”
‘هل فهمتِ؟ مخيف أليس كذلك؟ حتى مجرد تخيلكِ في الزاوية، تودين الموت من شدة الرعب، أليس كذلك؟
لذا، تراجعي. تراجعي بسرعة!’
“لا يهمني.”
“ماذا-؟”
انقطعت كلمة فينترين عند الحديث، وأخذ يرمقها بدهشةٍ وكأنه لا يصدق.
“لا يهمني إن لم يُعترف بي.”
على النقيض من ذلك، كانت نبرة إيرينا هادئةً تمامًا. و لم يكن هناك أي ترددٍ في عينيها.
“حتى لو سخروا مني، حتى لو لم يتحدثوا إلي، حتى لو تجاهلوني. هذا لا يهمني.”
ابتسمت إيرينا مجددًا.
“لقد نشأتُ بالفعل في مثل هذا التجاهل.”
لم تكن إيرينا قد عاشت في قاع الأحياء الفقيرة فحسب، بل كانت قد جربت بالفعل كل ما ذكره فينترين.
لقد عاشت في نفس التجاهل الذي تحدث عنه، أكلت، نامت، عملت، بكت، ثم بكت مرة أخرى، و هكذا كانت هي حياتها.
“هذا ليس تهديدًا بالنسبة لي.”
وعلاوة على ذلك، حتى لو تجاهلها الجميع، فإن الدوق وأفراد عائلة وينفريد سيحتضنونها بحرارة.
كان لديها من يؤمن بها.
كان لديها من يثق فيها.
و كان هذا الشعور يبعث على الطمأنينة.
بالنسبة لإيرينا التي لم يكن لديها أبدًا أي دعم، كان الدوق وينفريد بمثابة العائلة بالنسبة لها.
‘لذلك، يجب أن أفعل ذلك. يجب أن أقترب من الدوق بطريقةٍ حقيقية.’
تذكرت الإحساس الغريب الذي شعرت به سابقًا، الشعور غير المريح، و الغموض، وكذلك السر الذي كان يخفيه.
كان يبدو أنها لا تستطيع الوقوف بجانب الدوق حقًا إلا إذا فهمت هذا.
“بارون فينترين.”
لتحقيق ذلك، كانت مستعدةً لتجاوز ما كانت تخشاه.
“هل ستقول الحقيقة؟ أم ستجد نفسكَ في حبل المشنقة؟”
كانت مستعدةً للتغيير.
“اتخذ قراركَ الآن.”
***
“……سناير.”
دخل السيد الشاب فلورنس إلى غرفة سناير، وألقى نظرةً حزينة على شقيقته الصغرى التي كانت مستلقيةً على السرير.
“هل تخطيتِ وجبة الطعام مرة أخرى اليوم؟”
جلس بجانب السرير وبدأ يمسح شعرها، حيث سُمِع صوت البكاء الخفيف من وجهها المخبأ في الوسادة.
“سناير، أختي الحبيبة. أنا أعلم أن قلبكِ مكسور. لكن، هل بإمكانكِ على الأقل أن تأكلي؟”
“أخي……”
عندما توسل شقيقها، رفعت سناير وجهها الذي كان مدفونًا في الوسادة جزئيًا. وكانت عيناها منتفختين من كثرة البكاء.
“أنا مظلومة، أخي.”
شهقت سناير بصوتٍ مبحوح.
“لم أفعل ذلك. تلك الفتاة كانت هي من فعلت ذلك، لماذا يلومني والدي؟ لماذا؟”
“سناير.”
ربت السيد فلورنس على ظهر سناير بحزن.
“لكن في هذه المرة، كان يجب أن تُعاقبي.”
“……أخي!”
“كيف سمحتِ لأحد الخدم أن يسرق ممتلكات عائلة وينفريد؟”
كان وجه شقيقها صارمًا وجادًا عكس ماكان عليه قبل قليل.
“حتى لو كنتِ تحبين الدوق وينفريد وتريدين الحصول على حبه، فهذا ليس مقبولًا.”
نعم، هكذا تحولت الأمور.
هرب المجرم الرئيسي، جايسير، متزوجةً وغادرت العاصمة، واختفى الرجل الذي كان يرتدي العباءة البنية.
وفي هذا الوقت، اكتشف الكونت فلورنس ما يحدث بين الدوق و سنايز أثناء فترة قداسة المعبد، فاستجوب ابنته. وكانت على وشك الكشف عن كل شيء.
أما كانا التي كانت قد أُرسلت لتسوية الأمور، فقد اختفت مثل الرياح، تاركةً وراءها رسالةً واحدة.
وفي النهاية، تم تسوية الأمور هكذا.
“كيف يمكنكِ سرقة ممتلكات الدوق ومحاولة استخدام سحرٍ غريب عليها!”
“لا!”
“حتى لو كنتِ تعتقدين أن خطوبتكِ ستنتهي الآن، كيف يمكنكِ أن ترتكبي مثل هذا الفعل؟!”
“حقًا، هذا سوء فهم!”
كانت القصة قد أصبحت عن سناير التي لم تستطع مقاومة الحب فاستعانت بصديقةٍ لها وخادمة لسرقة ممتلكات الدوق، ولكن تم اكتشافها.
ورغم أنها كانت حادثةً صغيرة مقارنةً بما كانت تفعله في الأصل، إلا أنها كانت فضيحةً كبيرة لدرجة أنها أثرت على سمعة عائلة فلورنس.
“الآن فهمت لماذا ظهر الدوق بتلك الطريقة في المعبد!”
في ذلك اليوم، تلقت سناير أكبر عقابٍ في حياتها، عقابًا لم تتعرض له من قبل. وكان أفراد عائلة فلورنس يحاولون الاختباء خوفًا من انتشار الشائعات.
وفي وسط هذا كله، وصلت كلمةٌ ما إلى أذن سناير.
“سمعت أن السيد والسيدة يفكران في إرسال الآنسة إلى المعبد لتصبح كاهنة؟”
“حقاً!”
هل سيُرسلونني إلى المعبد؟
عندما سمعت هذا، شعرت سناير وكأن الأرض تحت قدميها انهارت.
فستانها الفاخر، غرفتها التي كانت باردةً في الصيف ودافئةً في الشتاء، و الأطعمة الفاخرة التي كانت تصل إليها من كل أنحاء العالم.
هل سيُرسلونها إلى مكانٍ يجب أن تتخلى فيه عن كل ذلك؟
فيما بعد، اكتشفت أن هذا كان مجرد حديثٍ عابر بين والديها، لكن الصدمة والغضب لم يهدآ بعد.
‘كانا……’
بصوتٍ متقطع، دفنت سناير وجهها مجددًا في الوسادة، وهي تعض على أسنانها بغضب.
‘سأقتلها.’
كانا، وابنةُ ليونيد هما الذاني جعلاني أصل إلى هذا الوضع!
سأقتلهما بالتأكيد!
_________________________
يسسسسس ايرينا بنتي عاقله يعني كذا مافيه سوء فهم ههعههههههععععع✨✨✨✨✨✨
سناير؟ ضحيه؟ احسن نكته سمعتها اليوم
Dana