As Long As you Are Happy - 110
“……”
كانت إيرينا تحدق في فينترين.
‘لقد أصبحَ في حالٍ يُرثى لها.’
الملابس التي كان يرتديها كانت فاخرةً بحد ذاتها. لكنها بدت مجعدة وعليها آثار بقعٍ متيبسة في أماكن متفرقة.
‘هناك أيضًا رائحة الكحول.’
بدت رائحة الكحول تنبعث وكأن فينترين قد غرق في بحرٍ من الشراب، حتى أن أدنى حركة لعينيه جعلت الرائحة تزداد وضوحًا.
‘كان في الأصل شخصًا أنيقًا، أليس كذلك؟’
على الرغم من أن لقاءات إيرينا مع فينترين لم تكن كثيرة، إلا أنها كانت كافية لتكوين فكرةٍ واضحة عن شخصيته.
ألم يكن هو ذلك الشخص الذي يرتدي دائمًا الملابس الفاخرة المصنوعة من الأقمشة التي تتجعد بسهولة، ومع ذلك يحرص على ارتدائها بلا تجعيد، و بشكلٍ أنيق تمامًا؟
ولكن أن يصل إلى هذه الحالة الفوضوية……
“قلتُ. أنتِ وحدكِ، أليس كذلك؟”
كان ذلك سؤالًا قد طرحهُ سابقًا. يبدو أنه أصبح قلقًا بسبب عدم وجود إجابة.
عندما ظلت إيرينا صامتة، توقف فينترين فجأة عن تحريك رأسه الذي كان يدور كما لو أنه يراقب محيطه.
“……لماذا لا تجيبين؟”
رأسه كان مائلاً إلى الجانب، لكن عينيه العابستين كانتا تحدقان مباشرةً في إيرينا.
“تكلمي. لا تخبريني بأنك أفصحتِ عن لقائنا للدوق وينفريد!”
ارتفع صوته تلقائيًا، مما دفع إيرينا أخيرًا للتحدث.
“لم أقل شيئًا.”
“حقًا؟ حسنًا، حسنًا. بالطبع هذا ما يجب أن يكون……هيييك.”
أصدر بنترين ضحكةً غريبةً بدت غير طبيعية حتى بمجرد سماعها، بينما كان يراقب محيطه بنظراتٍ سريعة.
يبدو أنه كان يشعر بالقلق بسبب ارتفاع صوته للحظة قبل قليل.
“أحضرتِ المال بالطبع، أليس كذلك؟”
للحظة فقط، ثبتت عيناه المحتقنتان بالدماء على إيرينا.
“أخرجي المال أولًا. لدي مكانٌ أحتاج الذهاب اليه بشدة.”
“…….”
“لماذا لا تجيبين مجددًا؟”
أمال فينترين رأسه إلى الجانب، لكن نظراته بقيت ثابتةً عليها.
“لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟”
“……!”
ارتدَّت إيرينا إلى الخلف بعنف فقد أمسك فينترين كتفيها بكل قوة.
‘هذا مؤلم!’
كان وجهها يتلوى تلقائيًا من الألم. لكن يبدو أن فينترين لم يكن مدركًا حتى أنه أمسك بإيرينا بهذه القوة.
واصل الضغط عليها دون تخفيف.
“أجيبي! لقد قرأتِ الرسالة، أليس كذلك؟ أليس هذا هو السبب في وجودكِ هنا الآن؟”
بالطبع قرأتها.
كانت تتذكر محتوى الرسالة المهترئة التي وصلت قبل أيام، كلمةً بكلمة دون أي خطأ.
كانت الرسالة تحتوي على مكان وموعدٍ محددين وكأن الأمر قد تقرر بشكل أحادي، كما لو كان من الطبيعي أن تأتي إيرينا لتسمع الحقيقة.
وأيضًا،
<أحضري المال. كيسًا ممتلئًا بالكامل بعملاتٍ ذهبية فقط. عائلة وينفريد ثرية، لذا هذا لن يكون مشكلة، أليس كذلك؟>
كُتبت الكلمات بنبرةٍ أقرب إلى الأمر، كما لو أنه يطالب بحقٍ قد كان لديه مسبقًا.
“أجيبي! مالي، أين مالي؟!”
“لم……أحضره!”
صفعت إيرينا بقوة يد فينترين التي كانت تمسك بكتفها.
“ماذا؟”
“لا تسأل وكأنك لم تسمع.”
نظرت إيرينا إلى فينترين الذي كان يحدق بها في ذهول، ثم سخرت منه.
“لقد سمعتني جيدًا، أليس كذلك؟ قلتُ أنني لم أحضره.”
تبدل وجه فينترين فجأة ليغمره الغضب، لكنه سرعان ما تمالك نفسه. فعادت الابتسامة إلى وجهه.
كانت ابتسامةً واثقة و كأنه يعتقد أنه المسيطر على الوضع تمامًا.
“يبدو أنكِ لستِ مستعدةً لسماع الحقيقة بعد. في مثل هذه الأمور، من الطبيعي أن تُظهري بعض الإخلاص، أليس كذلك؟”
كان يتحدث وكأنه يوبخ طالبًا نسي إحضار كتابه.
“ولكن، بالطبع! فأتتِ فتاةٌ يتيمة مشردة عاشت في الشوارع، ما الذي يمكن أن تعرفه؟ بالكاد استطعتِ النجاة ودخلتِ قصر الدوق وينفريد. يا للمسكينة البائسة. في قصرٍ مليء بالقتلة، ماذا يمكن أن تتعلمي غير الذبح؟”
“…….”
“حسنًا، عندما أفكر في الأمر، أجين ذلك الأحمق أيضًا كان بطيء التعلم بشكلً استثنائي. الشيء الوحيد الذي كان يجيده هو التلويح بالسيف أو الابتسام ببلاهةٍ بوجه يبدو ظاهريًا سليمًا.”
جالت نظرات فينترين على إيرينا، وارتفع طرف فمه بابتسامةٍ ساخرة.
“أنتِ مثلهُ تمامًا.”
“…..!”
كانت إيرينا بالكاد قادرةٌ على كبح الكلمات الجارحة التي وصلت إلى حنجرتها.
عضت شفتيها بقوة.
‘لا، لحظة.’
هل هناك سبب يجعلها تتحمل هذا؟
“على أي حال، لن أخبركِ بالحقيقة اليوم. و كل هذا بسببكِ. لو كنتِ قد جلبتِ المال بشكلٍ صحيح، لكنا أنهينا الأمر ببساطة اليوم. تسك، تسك.”
كان فينترين ينقرُ على لسانه مرارًا بينما ينظر إلى إيرينا كما لو كانت قمامةً مثيرة للشفقة.
“النساء في الأصل يجب أن يكن مطيعات ويتبعن كلام الرجال بشكلٍ جيد. أما أنتِ، فلن تتمكني حتى من الحصول على زواجٍ لائق.”
“هاها.”
انفجرت إيرينا ضاحكة. ثم نظرت إلى فينترين بهدوء.
“هل ستكون بخير؟”
ارتفع طرف فمها بابتسامةٍ ساخرة.
كان أسلوب الكلام غير الرسمي غريبًا عليها. شعرت أنها على وشك أن تضيف “سيد” في نهاية الجملة لتكون أكثر رسمية.
لكنها كتمت ذلك. فلم ترغب في استخدام الكلمات الرسمية مع شخصٍ كهذا.
“إذا تزوجتُ، ستُصبح بعيدًا عن لقب الكونت ليونيد، أليس كذلك؟”
قالت ذلك وهي تدفع شعرها خلف أذنها بابتسامة.
حاولت أن تبدو طبيعيةً قدر الإمكان، وأن تعكس ثقةً واسترخاءً في تصرفاتها.
“إذا أصبحتُ كونتيسة ليونيد، هل تعتقد حقًا أنك ستتمكن من التعامل مع الأمر……؟”
التقت عيناها الزرقاوان بعيني فينترين بعدما كانتا تنظران للأسفل للحظة.
كانت نظرةً تحمل سخريةً واضحة.
“بينما أنتَ الآن تزحف على الأرض بهذه الطريقة؟”
“أيتها الوضيعة!”
اندفعت يد فينترين نحو عنق إيرينا، لكنها توقفت قبل أن تلمسها.
“……كغ!”
كان يرغب بشدة في خنقها لتأديبها، لكن لم يكن بإمكانه فعل ذلك. فقد كانت الأنظار مسلطةً عليهما بشكل واضح.
حتى عندما بدأ صوته يرتفع تدريجيًا، بدأ الناس الذين كانوا منشغلين بأعمالهم يلتفتون نحوهم بفضول.
إذا تسبب في فوضى أكبر هنا وجذب الأنظار، سيكون هو الوحيد الذي يدفع الثمن.
خاصةً أنه، منذ انتهاء جلسة المجلس، لم يكن قادرًا على العودة إلى ممتلكاته بسبب المطالبات الكثيرة بتسديد ديونه المتراكمة.
‘تباً، لو أن مشروع منجم الفضة نجح، لما وصلت الأمور إلى هذا السوء!’
في الواقع، لم يكن مشروع منجم الفضة هو العمل الوحيد الذي خاضه فينترين. لطالما كان يندفع للاستثمار في أي عملٍ يسمع عنه بأنه مربح، دون تفكيرٍ أو دراسة.
وبينما حققت بعض الأعمال ربحًا كبيرًا بفضل الحظ، فإن الغالبية العظمى من مشاريعه انتهت بخسائر فادحة أثقلت كاهله.
وفي النهاية، بعدما أصبح غير قادرٍ على تحمل جبال الديون، كان مشروع منجم الفضة هو خياره الأخير.
و على الأقل، كان لمنجم الفضة وجودٌ حقيقي.
فكر فينترين بأنه طالما أن المشروع قائم، فمن المؤكد أنه سيجني المال مقابل الجهد المبذول.
لكن حتى مشروع منجم الفضة، الذي كان آخر أمل له، انهار بسبب مكائد الدوق وينفريد.
أمام سيل المطالبات المستمرة لسداد الديون، لم يكن لديه سوى هذا الجواب.
“سأتوجه إلى العاصمة لبيع ممتلكاتي، وبعدها سأحاول اقتراض ما ينقص. لذا أرجو تمديد المهلة حتى ذلك الحين.”
لكن الحقيقة أنه لم يكن لديه أي ممتلكاتٍ ليبيعها، ولا أحد يمكنه الاقتراض منه. كانت مجرد خطةٍ مؤقتة لا أكثر.
مع ذلك، توقفت مطالبات الديون اليومية مؤقتًا، وفعليًا حصل على متنفسٍ عندما اقترض المال من الكونت ميركيلر.
“هل أنت البارون فينترين؟”
‘ظننت أنني كنتُ سأعيش الآن بعد أن نلتُ رضا الإمبراطور، ولكن……بسبب تلك الجلسة، انتهت حياتي!’
في تلك الجلسة، تم التخلي عنه علنًا، وبفضل انهياره، بدأ الدائنون يدركون أن فينترين لا يملك القدرة على سداد ديونه، ومع مرور الوقت، أصبحوا متأكدين أنهم لن يستردوا أموالهم منه.
‘لقد قالوا أن بعض الناس سيأتون إلى القصر، أليس كذلك؟’
قال البعض إن هناك رجالًا ذوي وجوهٍ شديدة القسوة، ربما استأجروا مرتزقة، يطرقون باب قصره بعنف، ويدخلون الحديقة ليحطموا الأشياء.
بل إن بعضهم هددوا ببيع الخدم وأسرته، بما في ذلك زوجته وأطفاله، كعبيد.
وصلت رسائل مؤلمةٌ من زوجته وابنه يطلبون منه العودة، ويدعونه للعودة إليهم للبحث عن طريقةٍ لتجاوز هذه المعاناة، لكن فينترين لم يعد.
لماذا عليه العودة إلى هناك؟ إلى هذا المكان الخطير؟
‘لقد أطعمتهم وربّيتهم طوال هذه الفترة، ولكنهم لا يستطيعون حتى التعامل مع شيءٍ تافه كهذا ويرسلون فقط رسائل تذمر!’
‘ألم يكن من الممكن أن ترسل زوجتي المال عن طريق بيع شيء ما لمساعدتي في معاناتي عن بُعد!’
‘في البداية، كل هذا لأنهم هم من جعلوني في هذه الحالة!’
‘لأتحمل ثقل دور سيد الأسرة، أليس من الطبيعي أن أعمل بجد لأطعمهم جميعًا؟’
‘لو تزوجت من امرأة أكثر فائدة، لما كنت لأعيش هذه الإهانة.’
وكان أولاده أيضًا بلا فائدة. أولاد العائلات الأخرى بدأوا في كسب المال من الأعمال منذ الصغر، وقد أصبحوا يساهمون في رفاهيةِ آبائهم.
أما زوجته وأطفاله، فكلهم كانوا عديمي الفائدة.
‘لا، الأمر ليس كذلك.’
غير فينترين تفكيره. فعلى أي حال، لن يبقى مع زوجته. كان يخطط لتحميلها جميع ديونه، ومن ثم الطلاق.
بالطبع، سيخبر زوجته أن الطلاق سيكون مؤقتًا بسبب الديون، ولكن……
لن تكون هناك طريقة لمعرفةِ طريقةِ عيشها بعد الطلاق مع هذا الدين الضخم، وما سيكون مصيرها.
كان فينترين يعلم جيدًا كل هذا.
ولكن، ماذا يمكنه أن يفعل؟ في النهاية، يجب أن ينجو هو أولاً.
إذا نجا هو، فإن العائلة ستنجو، وإذا نجت العائلة، فسيكون لزوجته أيضًا مكانةٌ وكرامة.
‘الأبناء، رغم أنهم أبناء، لا بد من التضحية بهم.’
لكن، هل يحتاج إلى الاثنين؟
يجب أن يأخذ الابن الأكبر ليخلفه، أما الثاني فربما يتركه مع زوجته.
أليس هذا أكثر منطقية؟
‘على أي حال، يجب أن أركز على الوضع هنا الآن.’
بينما كان فينترين يغرق في هذه الأفكار، استعاد وعيه بصعوبةٍ وألقى نظرةً حادة على إيرينا.
كان لديه الحقيقة التي سيسلمها لإيرينا، كما أن إيرينا كانت تمتلك المال. أو بالأحرى، كان الدوق وينفريد هو من يملك المال.
لكن عندما رآهم معًا من قبل، بدا أن العلاقة بينهما لم تكن عادية.
إذا كان الأمر ضروريًا، فربما ستغريه بعض الإغراءات للحصول على المال.
“نعم.”
ابتلع فينترين لعابه بصوت مسموع.
الآن، المكان الوحيد الذي يمكنه الحصول فيه على المال هو هنا.
‘حتى لو نقلتُ كل الديون إلى زوجتي وطلقتها، فلن أتمكن من العيش بدون بعض المال.’
‘المهم هو المال.”
امتلأت عيون فينترين بالشره وهو ينظر إلى إيرينا.
‘أولاً، سأحصل على الذهب من الحقيبة الوسطى.’
‘وبعدها سأحصل على بعض المال من الحقيبة الصغيرة عدة مراتٍ لتغطية مصاريفي.’
‘أنا سأتلقى المال، وهي ستعرف الحقيقة. كم هي صفقةٌ مثالية!’
بالطبع، هناك حقيقةٌ أكبر مخفية وراء هذه الحقيقة.
“أولاً، أحضرِ المال.”
ابتسم بنترين ابتسامةً خبيثة.
“الحقيقة التي ستسمعينها هي……”
“بارون فينترين، أنت لن تتلقى المال.”
كان صوتها مليئًا بالثقة، وكأنها تتحدث عن شيءٍ ثابت.
“لن تتلقى حتى سنتًا واحدًا، وستقول فقط ما أريد معرفته.”
ظهرت ابتسامةٌ واثقة على شفتيها. و كانت عيونها الزرقاء تتألق بشكلٍ خطير.
“لأنني سأجعلكَ تتحدث.”
“…..!”
شوهت تعابير فينترين وجهه عندما رأى ابتسامتها.
‘ذلك الوجه، وتلك التعبيرات! إنه يشبه وجه الدوق وينفريد تمامًا!’
____________________________
يعع يع مره يع افكاره خبيثه بالله ذاه واحد يفكر في زوجته وعياله؟ اعوذ بالله بس
ايرينا تقلد وجه الدوق؟ ضحكتني يارب انها اختارت تصدق الدوق في الاخير😭
Dana