As Long As you Are Happy - 109
“واحد، اثنان، ثلاثة.”
ترددت أصوات إيقاع منتظمٍ فوق موسيقى ذات إيقاعٍ سريع.
“جيد، لنقم بدورةٍ واحدة هنا……”
“……!”
كادت إيرينا أن تفقد الإيقاع للحظة.
عندما ألقت إيرينا نظرةً سريعة نحو السيدة هيلبريتون، أومأت السيدة بخفة وكأنها تشير بأنها ستتغاضى عن هذا الحد.
“جيد! لنعد هنا ونقوم بدورةٍ خفيفة. واحد، اثنان، ثلاثة!”
على وقع التصفيق، حرّكت إيرينا قدميها بنشاط. ورغم افتقادها لشريك، مما جعل يدها المعلقة في الهواء تبدو كأنها تفتقر إلى شيء، إلا أن حركاتها كانت أشبه برقصةٍ إلى حد ما.
مع حركات القدم الخفيفة، ارتفع طرف ثوب الشيفون الذي يُرتدى عادةً في الصيف قليلاً ثم انخفض برفق.
دان-!
انتهت الموسيقى مع صوت البوق. و مسحت إيرينا حبات العرق التي تجمعت على طرف ذقنها وهي تتنفسُ بصعوبةٍ قليلاً.
“لقد تطورتِ كثيراً!”
“أجل، صحيح.”
عندما صاحت دلفيا، التي كانت تجلسُ على كرسيٍ و تأكل البسكويت، فأومأت السيدة هيلبريتون برأسها موافقة.
“في البداية كنتِ متوترةً جداً وقلقتُ إن كان ذلك مناسباً، لكنكِ بالتأكيد تحسنتِ كثيراً.”
يبدو أنها تسترجع اللحظات التي تعلمت فيها إيرينا الرقص لأول مرة، فتجمعت دموع في زوايا عيني السيدة هيلبريتون.
كانت إيرينا، التي كانت تتعلم أي شيءٍ بسرعة، تراجع وتتدرب بجد، و قد أظهرت نمواً سريعاً.
“هممم، صحيح!”
كان الرقص مختلفاً قليلاً. و قد بذلت جهداً كبيراً، بل كانت تبذل كل ما بوسعها.
كانت الحركات مثالية تماماً، دون أي خطأ.
“واو! السيدة إيرينا، تبدين وكأنكِ رجلٌ ثلج ثلاثي الطبقات مع عصا خشبيةٍ عالقةٍ فيه و يرقص!”
“هههه!”
انهارت إيرينا تماماً من الضحك بسبب كلمات ليتون، التي لم تحمل أي سوءَ نية.
وهكذا استمر التدريب الذي لا يمكن مشاهدتهُ دون دموع، إلى أن جاء اليوم الذي استطاعت فيه أخيراً أداء رقصةٍ حقيقية.
ومع ذلك، لم تفهم بعد ما يعنيه أن الرجل ثلج ثلاثي الطبقات مع عصا و يرقص.
“يا للراحة……أخيراً……”
لكن حتى بعد هذا الجهد القليل، كانت أنفاسها تتقطع، وخرجت كلماتها متقطعةً من شدة التعب.
كانت إيرينا تتنفسُ بشدة.
“يبدو أنكِ بحاجةٍ إلى تحسين لياقتكِ قليلاً.”
“همم.”
عند تعليق ديلفيا المحبط، أومأت السيدة هيلبريتون برأسها تلقائياً.
“السيدة ليونيد، كيف تسير تدريبات الفروسية مؤخراً؟”
“أنا أتعلمها بجدية!”
أجابت إيرينا وهي تشد قبضتيها بقوة.
لقد بدأت بالفعل تستمتع بركوب الخيل مع إيرين في الآونة الأخيرة. و بالطبع، لم يتعدَّ الأمر ركوباً حول ميدان التدريب أو دورةٍ واسعة حول الحديقة.
“لم أكن أعرف أن الخيول حيواناتٌ ذكية للغاية قبل أن أتعلم الفروسية.”
لطالما رأتها من بعيدٍ فقط، وكان لديها انطباعٌ بأنها مخيفةٌ بسبب حجمها الكبير.
لكن من خلال دروس الفروسية مع إيرين، كانت تتعلم أشياء جديدةٍ كل يوم.
“قال لي الدوق بأنني إذا شعرت بالخوف، فإن الحصان سيشعر بالخوف أيضاً.”
“صحيح. فالخيول ذكيةٌ للغاية لكنها تخاف بسهولةٍ أيضاً.”
بينما كانت دلفيا تلتهم ما تبقى من البسكويت، أومأت برأسها.
“إذا كان هناك شيءٌ خطير أمامها، فإنها غالباً ما ترفض التقدم، كما أنها تفهم مشاعر مالكها جيداً. لذا، هناك خيول تُقلل من شأن أصحابها أحياناً.”
“صحيح، هذا ما يُقال.”
لكن إيرين لم تكن كذلك. فمهما بدت إيرينا سهلةَ المنال، لم تكن إيرين تُقلل من شأنها أو تحتقرها أبداً.
‘ربما لأنها تحصل على مكعبات السكر مني سراً؟’
بدأت إيرينا تدندن بهدوء، مما دفع دلفيا إلى إمالة رأسها بفضول.
“جيد، جيد.”
لكن السيدة هيلبريتون، التي لم تلاحظ ذلك، كانت تواصل الإيماء برأسها.
“كنت قلقةً من أن جدول حفل الظهور الأول مزدحمٌ للغاية، لكن الأمور بدأت تتضح الآن.”
صحيح أنها لم تتعلم العديد من الرقصات، لكنها تعلمت الأغاني الشهيرة والأكثر شعبية في المجتمع الأرستقراطي مؤخراً.
‘في الواقع، كان من الأفضل أن تتعلم خمس رقصات إضافية على الأقل، ولكن بما أن الدوق وينفريد موجود لدعم السيدة ليونيد……’
في الأصل، كان الهدف من حفل الظهور الأول أن تتفاعل مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص وأن ترقص مراتٍ عديدة.
كانت الحفلة أشبه بفرصةٍ لمعرفة من سيكونُ شريكاً للزواج.
‘لكن يبدو أن السيدة ليونيد ستختار الدوق ليكون شريكها.’
إذاً، يكفي أن تتقن رقصةَ افتتاح الظهور الأول والرقصة التي قد تؤديها في منتصف الحفل.
‘لو أن الدوق كان لديه المزيد من الوقت لكان الأمر أفضل.’
لكن لسوء الحظ، كان شريكها شخصاً مشغولاً للغاية، لذا لم تتح لهما الفرصة للتدرب معاً سوى مراتٍ قليلة.
كان هذا مصدر قلقٍ بسيط، ولكنه لم يكن مشكلةً كبيرة.
‘على أي حال، لقد أحرزت الكثير من التقدم، أليس كذلك؟’
لا.
هزت السيدة هيلبريتون رأسها.
‘مجرد خروجها إلى المجتمع النبيل هو إنجازٌ بحد ذاته.’
فحتى وقتٍ قريب، كانت إيرينا محبوسةً في غرفتها بسبب حادثٍ مؤلم.
لكنها استطاعت التغلب على ذلك بنفسها في فترةٍ قصيرة كهذه. كم هو أمر يستحق الإعجاب!
نظرت السيدة هيلبريتون إلى إيرينا بفخرٍ واضح.
لسبب ما، بدت عينا إيرينا مليئتين بالعزيمة. ربما بسبب ما مرت به من صعوبات؟
“سيدة هيلبريتون.”
“نعم؟”
“هل يمكنني تأجيل الدرس بعد غدٍ قليلاً؟”
“بالطبع يمكن، لكن هل هناك أمر ما، يا سيدة ليونيد؟”
سألتها السيدة هيلبريتون بقلق.
فلم يكن من عادةِ إيرينا طلب تأجيل الدروس فجأةً هكذا.
“في الحقيقة، أريد أن أقابل الآنسة هالي. آه! أقصد الآنسة ويلر.”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً خفيفة بطابعٍ مرير.
“لقد كانت تعرف ما حدث لي، وكانت تشعر بقلقٍ شديد علي. أود مقابلتها وطمأنتها.”
“إن كان الأمر كذلك، فمن الطبيعي أن نمنحكِ الوقت لذلك.”
كانت السيدة هيلبريتون على علم بأن الآنسة ويلر قد أرسلت رسائلاً باستمرار لإيرينا عندما كانت حبيسة غرفتها.
بل ولم تكتفِ بالرسائل، بل أرسلت أيضاً الكثير من الأعشاب والنباتات الطبية المفيدة.
<أعلم أن صديقتي ستشعر بالحرج إذا عرفت أنني من أرسلت هذا النوع من الأشياء! لذا، يجب أن يبقى الأمر سراً!>
كان ذلك مرفقاً بملاحظةٍ لطيفة ومرحة.
“هل يعلم الدوق بهذا الأمر أيضاً؟”
كان مالك قصر وينفريد، وهو أيضاً الوصي على إيرينا. ولهذا، كان يتم إبلاغه بجميع مواعيد إيرينا.
“لا.”
هزّت إيرينا رأسها.
“في الحقيقة، اتخذت القرار هذا الصباح فقط، وكنت أنوي إخباره بعد انتهاء الدرس.”
“فهمت. إذاً، هل أخبره أنا؟ كنتُ على أي حال أنوي مقابلته اليوم.”
‘آه!’
بعد أن تحدثت، أدركت السيدة هيلبريتون أنها ارتكبت خطأً.
رغم أنها لم تصرح بذلك علناً، إلا أن من يعيشون في القصر لم يكن بإمكانهم تجاهل الأمر.
عادةً، حتى لو حاول العاشقان إخفاء علاقتهما في مكانٍ واحد، فإن الطيور المارة قد تلاحظ.
وبالأخص في حالتهما، حيث لم يكن لدى الاثنين نيةٌ لإخفاء الأمر.
لدرجة أن حتى الشمعدانات المعلقة على الجدران بدت وكأنها تعرف عن علاقتهما، فلم يكن هناك أحد في القصر يجهل الأمر.
‘سمعت حتى إشاعاتٍ تقول أنه سيقدم عرضَ زواج خلال حفل الظهور الأول. وأنا الآن أعيق فرص لقائهما؟’
تذكرت أنها حين كانت تواعد زوجها، كانت تبذل كل جهدها لرؤيتهِ ولو لمرةٍ إضافية.
“أو ربما على الآنسة نفسها أن-“
“أشكركِ على لطفكِ، سيدة هيلبريتون.”
‘همم؟’
قبل أن تتمكن السيدة من سحب كلامها، أظهرت إيرينا موافقتها.
“في الحقيقة، لدي موعدٌ مع الخياطةِ لاحقاً……وأعتقد أن الوقت لا يكفي.”
“صحيح. اليوم موعد زيارة الخياطة لتصميم فستان الحفل.”
“نعم، لذا هل يمكنني أن أعتمد عليكِ، صحيح؟”
“بالطبع.”
“شكراً جزيلاً، سيدة.”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً أنيقة وجميلة وهي تعبر عن امتنانها.
“سأذهب للاستحمام قليلاً. لقد تعبت من الرقص.”
“اذهبي بأمان. الخياطة ستكون في غرفة الاستقبال بالطابق الأول.”
أومأت إيرينا برأسها كأنها تشير إلى أنها ستذهب لتغيير ملابسها وتوجهت نحو الباب.
“……هناك شيء غريب.”
همست السيدة هيلبريتون لنفسها وهي تحدق في الباب المغلق.
“لا يجب أن يكون هذا أمرٌ غريب. لكن……لما موقفها غريبٌ هكذا؟”
كانت هي من اقترحت الأمر، و إيرينا قبلت الاقتراح.
فكل شيء كان يبدو طبيعياً، ولكن كان هناك شعورٌ غريب.
لا سيما أن إيرينا كانت تتجنب رؤية الدوق، وهذا ما جعل الأمر يبدو غير طبيعي.
“نعم.”
كرانش-!
بينما كانت دلفيا تلتهم البسكويت، نظرت أيضاً إلى الباب المغلق.
“يبدو أن هناك شيءٌ غير مريح.”
“إلى اللقاء!”
كانت الكلمات محملةً بالمشاعر لدرجة أن “إلى اللقاء” بدت وكأنها غريبةٌ بعض الشيء بالنسبة لدلفيا و السيدة هيلبريتون.
***
“لا تكوني مريضةً مرة أخرى!”
“نعم!”
أومأت إيرينا برأسها بابتسامةٍ مشرقة.
“إلى اللقاء، آنسة هالي!”
“الى اللقاء!”
قفزت هالي بسعادة. و حاول الحارس أن يمنعها، قائلاً إنه يشعر بالإحراج، لكنها لم تتوقف عن التلويح بيديها حتى صعدت إلى عربة عائلة ويلر.
‘كما هو متوقع، الآنسة هالي حقاً لطيفةٌ جداً.’
كانت الشخص الذي كلما نظرت إليها، شعرت بطاقةٍ إيجابية، لدرجة أن مجرد رؤية وجهها كان يجعلها تشعر بالسعادة.
كانت صديقتها الوحيدة التي في نفس عمرها.
واليوم، خدعت إيرينا تلك الصديقة.
“…….”
رغم أنها عرضت عليها أن ترافقها حتى القصر عدة مرات، إلا أن إيرينا رفضت العرض باستخدام كذبة أنها كانت تنتظر قدوم الدوق.
بينما كانت تراقب عربة عائلة ويلر تبتعد، ارتدت إيرينا العباءة البنية التي كانت قد خبأتها.
‘لننطلق قبل أن تأتي دلفيا.’
في الوقت الحالي، ذهبت دلفيا إلى العربة مع السائق راندي. وكانا يعتقدان أن إيرينا لا تزال مع هالي.
فمن المستحيل أن تترك إيرينا بمفردها بعد أن تم اختطافها مرة من قبل.
“همم، حسناً سيدة إيرينا. بما أن هناك فرسانٌ آخرين هنا، يعني ذلك أنهُ يمكنني التوجه إلى السيد راندي لفترة قصيرة، سأعود بعد قليل!”
لم تكن إيرينا شخصًا يعتاد على الكذب.
ولكن عندما استخدمت الكذبةَ لمرةٍ واحدة، بدأ يكون له تأثيرٌ أكبر من الحقيقة نفسها.
وبفضل ذلك، تراجع كلٌ من هالي ودلفيا دون مقاومة.
‘أنا آسفة للفرسان ولآنسة هالي.’
بطريقةٍ ما، في يومٍ واحد فقط، كذبت على العديد من الأشخاص.
وبمجرد التفكير في ذلك، شعرت بعدم الارتياح وضغطت على منطقة معدتها.
‘لكن إن لم أفعل ذلك، لن أتمكن من معرفة شيء!’
وهي ترتدي العباءة التي أخفت بها نفسها، بدأت إيرينا تمشي ببطء. و توقفت خطواتها في وسط الساحة حيث كانت تتواجدُ النافورة.
في مكان يتنقل فيه العديد من الناس، لما كانت إيرينا تقف و كأنها تنتظرُ شخصاً هنا؟
“أتيتِ بمفردكِ، أليس كذلك؟”
وصل الشخص المنتظر. وعندما رفعت إيرينا رأسها، ابتسم فينترين الذي بدا وجهه شاحباً.
_____________________________
للااااا لاا يابنت توني اقول اثق فيس يبنت الحلال ليه تروحين له! روحي للدوق يشرح لس احسن من ذاه 😭
عندي أسألة واجد بس ببلعها
اثاريهم كاشفين ان ايرينا والدوق يتواعدون😭😭😭😭😭
كنت حاسه ان دلفيا و ريو و إرن يدرون بس حتى هيلبريتون تدري ✨
و أكيد ليتون آخر واحد يدري😘
Dana