As Long As you Are Happy - 107
“لقد كنتُ مخطئاً في تفكيري.”
تحدث لوغان ببطء.
“ظننتُ بأنه يمكنني التعامل مع الأمر بنفسي. و اعتقدت أنه سيكون من الأفضل أن أحلّه بهدوءٍ ثم أخبركِ بما حدث.”
“…….”
“لكن لم يكن الأمر كذلك.”
أمسك بيدي إيرينا.
“أنا آسف.”
“……من الآن فصاعداً، لا تفعل ذلك.”
ردّت إيرينا بصوتٍ خافت وهي تخفض رأسها.
“إذا حدث أي شيء، عليكَ أن تخبرني به بالتأكيد.”
“سأفعل.”
“عدني، أرجوكَ، عدني بذلك.”
“حسناً، أنا أعدكِ.”
رغم أن تكرار الطلبات كان من الممكن أن يكون مزعجاً، إلا أن لوغان أجاب على كل سؤالٍ دون استثناء. عندها فقط، ابتسمت إيرينا مطمئنة.
“إيرينا.”
سألها لوغان وهو يمسح برفق الزاوية الحمراء من عينيها بإبهامه.
“أنت أيضاً لا تخفينَ شيئاً عني، صحيح؟”
تفاجأت إيرينا بالسؤال المفاجئ ورفّت بعينيها قليلاً، ثم أومأت برأسها في النهاية.
“نعم.”
لامست شفتاه جبينها بخفةٍ ثم ابتعدت.
“هذا يكفي.”
ابتسم لوغان.
“هل نعود الآن إلى القصر؟”
“ماذا عن الأدميرال فيدريك و شقيقه؟”
“أعتقد أنهم سيجدون طريقهم بأنفسهم.”
كارل، الذي جاء مع لوغان، سيُترك وحيداً في القصر الإمبراطوري، لكن ذلك لم يهمه.
سواء انتظر شقيقهُ الذي يلتقي بالإمبراطورة ليركب معه في العربة، أو استقل عربةَ شخصٍ آخر، أو حتى مشى على قدميه، فهذا ليس من شأنه.
‘من الأساس، لماذا عليّ أن أقلق بشأن شخصٍ لديه قدمان سليمتان؟’
“كارل سينتظر السيد فيدريك ثم يغادر معه.”
لكن لوغان كتم كل هذه الأفكار وقدم إجابةً ناعمة لإيرينا.
“لا يمكننا أن نعيق لقاء الأخوين بعد فترةٍ طويلة.”
عندما قدم سبباً مقنعاً، عندها فقط ارتخت ملامح وجه إيرينا.
“صحيح، لقد مضى وقتٌ طويل منذ أن التقيا، لا بد أن لديهما الكثير ليتحدثا عنه. كنت على وشك التدخل بينهما دون أن أدركَ ذلك.”
“لا بأس، يمكن أن يحدث ذلك.”
أجاب لوغان بإيجاز، منهياً تماماً الحديث عن كارل و شقيقه.
“إذاً، هل نعود الآن؟”
“نعم.”
ابتسمت إيرينا وأومأت برأسها.
“لنعد إلى قصر وينفريد.”
***
“……ماذا؟”
خرج كارل من قاعة المجلس بعد مرورِ بعض الوقت على مغادرة الاثنين.
فبعد أن أنهى الإمبراطور الجلسة، اندفع من تبقى من الحاضرين نحو كارل.
“سيدي الأميرال! هل يمكنكَ، من فضلكَ، أن تتحدث بشكلٍ جيد مع الدوق وينفريد عني؟”
“أنا لم أقل شيئاً، لم أقل أي شيءٍ على الإطلاق!”
كانوا نفس الأشخاص الذين وقفوا منذ البداية في صف فينترين، وأطلقوا كلماتٍ جارحة بحق إيرينا.
ولكن الآن، بعد أن انقلبت الأمور تماماً، بدا أنهم قلقون بشأن العاصفة القادمة.
“أليس من الأفضل أن تخاطبوا الدوق وينفريد بأنفيكم مباشرةً بشأن هذا الأمر؟”
“……أوه، هاها، لكن الدوق قد عاد الآن، أليس كذلك؟”
هذه كذبة.
كانت نظراتهم المتوترة تدل على أنهم كانوا سيتحدثون إليه حتى لو كان لوغان موجوداً.
على الأرجح كان الأمر أسهل بالنسبة لهم أن يتحدثوا معه بدلاً من مواجهة الدوق نفسه.
“سأحاول التحدث معه، لكن لا تعلقوا آمالاً كبيرة. كما تعلمون جميعاً، الدوق وينفريد عنيدٌ إلى حد ما.”
و هذه أيضاً كانت كذبة.
لم يكن ينوي إيصال أي شيءٍ للوغان. لأن محاولة نقل الرسالة قد تجعل نظرات ذلك الرجل تصبح أكثر حدةً تجاهه.
“أوع، سيدي الأميرال!”
“نرجو منكَ أن تهتم بالأمر، أرجوك!”
رغم معرفتهم بأن كارل يكذب، لم يكن أمام النبلاء خيارٌ سوى التمسك به أكثر. وبعد عناء، استطاع بالكاد الإفلات منهم.
“لوغان……؟”
“……الدوق وينفريد؟”
لا أحد.
“الآنسة ليونيد؟”
حتى عند النظر في الاتجاه الآخر، لا وجود لهما.
“…….”
في النهاية، استدار كارل و نظر إلى قاعة المجلس. و كان الجميع قد غادروا بالفعل واستقلوا عرباتهم.
“…….”
وهكذا، اضطر كارل إلى البقاء وحيداً في عزلةٍ قاتمة، حتى جاء أوسطن، الذي أنهى لقاءه بالإمبراطورة، ليهتم بأخيه الأصغر.
***
كانت تكذب.
بعد عودة الاثنين إلى قصر وينفريد، حدثت بعض الفوضى.
فبفضل إرن، علم فرسان عائلة وينفريد متأخرين بما حدث في المجلس، فاندفعوا إليه جميعاً.
انتهت الفوضى بسرعةٍ وبلطف، وعاد لوغان وإيرينا إلى غرفتيهما بعد الانتهاء من تناول العشاء.
ثم غرق في التفكير.
لماذا كذبت عليَّ إيرينا؟
حدّق لوغان في غروب الشمس عبر النافذة مع تقطيبِ حاجبيه.
كان هناك شيءٌ مختلف عن المعتاد بلا شك.
كان يعرف عادات إيرينا عندما تكون متوترة. لم تكن فقط تعض على شفتها السفلى، بل غالباً ما كانت تقبض يديها بشدة أو تمسك بطرفِ ثوبها بقوة.
وقد فعلت الشيء نفسه هذه المرة أيضاً.
كانت تمسك يديها كما لو كانت ترجوا، وتحركهما كما لو كانت تقبض قبضتيها، ولم تستطع بسط يديها بشكلٍ صحيح طوال الوقت في القصر الإمبراطوري.
ومع ذلك……
عندما أمسك بيديها في وقتٍ سابق، لاحظ أن آثار الأظافر كانت واضحةً على كفٍ واحد فقط.
كانت علامات الأظافر الخافتة على كفها تبدو وكأنها كانت تمسك بشيءٍ في يدٍ واحدة.
كان ذلك ما أثار فضوله ودفعه إلى سؤالها عما إذا كانت تخفي شيئاً.
“…….”
استعاد لوغان ذكرى إيرينا عندما قالت أنها لا تخفي شيئاً.
أخذت لحظةً من الصمت، و كانت رمشاتُ عينيها مفرطة.
ألم تكن كل تلك الأمور دليلاً على أن إيرينا كانت تكذب؟
علاوةً على ذلك، أثناء تناول العشاء عندما سألها عما تحدثت عنه مع البارون كيريك وزوجته، غيرت الموضوع بهدوء.
“لماذا؟”
لماذا تكذب عليه وتحاول إخفاء شيءٍ ما؟
وما الذي كان في يد إيرينا اليوم، ومن الذي أعطاها إياه؟
‘ظننتُ بأنها ما إن تسمعُ من البارون و البارونة كيريك عني، فسوف تنشغل بالقلق عليَّ ولن تفكر في شيءٍ آخر.’
لكن ذلك لم يكن صحيحاً.
على العكس، بدا أن أفكار إيرينا كانت تتجهُ إلى مكانٍ آخر.
“……تسك.”
نقر لوغان على لسانه بخفة.
وفي نفس اللحظة، كانت إيرينا غارقةً في تفكيرٍ مشابه.
‘لما كذبتُ على الدوق؟’
بدت إيرينا قلقة وهي تتجول في غرفتها.
تجولت حول الأريكة عدةَ مرات، ثم نظرت نظرةً سريعة نحو الدرج كما لو كانت تراقب المكان، ثم تقدمت ببطءٍ نحو الدِرج وفتحت آخر صندوقٍ فيه.
ما خرج منهُ كان ورقة.
لقد كانت ورقةً قديمة ورقيقة، ومع أنها كانت هشة، كانت قد أمسكت بها بشدة لدرجة أنها تمزقت قليلاً.
وعندما فتحتها بحذر، ظهرت الكتابةُ عليها.
أغمضت إيرينا عينيها بإحكام، ثم فتحت عينيها قليلاً وبدأت تقرأ.
كانت رسالة.
رسالةٌ من شقيقٍ ذهب إلى الحرب يرسلها إلى شقيقه.
<إلى الأخ كوربين، ربما تكون هذه الرسالة آخر رسالةٍ أرسلها إليك.
على الرغم من أنني أدرك أن الرد على رسائلي قد أصبح نادراً في السنوات الأخيرة، وأتوقع ألا يصلك أيٌ منها، إلا أنني آمل بشدة أن تصلكَ هذه الرسالة.
بالطبع، أعلم أن هذا ليس خطأك! فقد دمرت قوات لوبرك العديد من الطرق التي تربط مكانك بهذا المكان. و أصبح من الصعب على الجنود المدربين جيداً عبور تلك الطرقِ المدمرة.
لذا، ما يجب أن أتمناهُ ليس أن أتلقى رداً، بل أن تصل هذه الرسالة إلى يديكَ بأمان.
أنا، كأخ، أدركُ هذه الحقيقة المهمة متأخراً قليلاً، أخي كوربين أنتَ عزيزٌ علي!
كيف حال إيرينا؟ هل هي بخير؟ هل ابنتي الصغيرة التي لم أتمكن من رؤيتها بشكلٍ جيد، ابنتي و ابنةُ لارا، بصحةٍ جيدة؟>
ترددت إيرينا فجأة.
لم تتمكن من قراءة المزيد، وألقت بالرسالة بعيدًا بعد أن مزقتها. و أصبح تنفسها سريعًا وعميقًا.
على الرغم من أن اسم الشخص الذي أرسل الرسالة لم يكن مكتوبًا، إلا أنه من خلال محتوى الرسالة، يمكن لأي شخص أن يعرف من الذي أرسلها.
كان والدها.
كانت هذه رسالةٌ تشبه الوصية التس أرسلها والدها إلى البارون فينترين.
“لماذا أعطاني فيننترين هذه الرسالة؟”
كان قلبها ينبض بسرعة.
عندما كانت تخرج من قاعة المجلس، وكان فينترين يقفُ بجانبها، أجبرها على أخذ شيءٍ ما في يدها.
ثم همس في أذنها.
“تعالي إليّ. سأخبركِ بالحقيقة التي يخفيها الدوق.”
ثم ابتسم لها بتلكَ الابتسامة وكأنها كانت دليلاً على شيءٍ ما وهي تمسك بالرسالة بشكل غير إرادي.
نظرت إيرينا إلى الرسالة الممزقة، ثم تنهدت عميقًا وأغلقت عينيها بإحكام.
ثم جلست على الأريكة وبدأت تقرأ باقي الرسالة ببطء.
<العملية هذه خطيرةٌ للغاية.>
كانت الرسالة مليئةً بالكلمات التي تحمل الألم والندم، وفي نفس الوقت، كان والدها يكتب كأنه كان يتوقع موته، مع بعض العبارات التي تحمل نوعًا من السخرية الذاتية.
ثم دخلت جملةٌ واحدة إلى عينيها.
<أخي العزيز، أنا و لارا قد ارتكبنا خطيئةً كبيرة في حق إيرينا. فالآباء بالنسبة للأطفال مثل الأكسجين. ولكن بسبب جشعنا، تركنا إيرينا، فما أعظم هذه الخطيئة؟
لذا، أنا و لارا اتخذنا قرارًا واحدًا. واحدٌ منا يجب أن ينجو.>
“……ماذا؟”
<بأي وسيلة كانت، يجب أن ينجو شخصٌ واحد على الأقل ليعود ويطلب المغفرة من إيرينا.
لذا، هنا فقط، سأتنازل عن مبادئي. بصراحة، بما أننا شاركنا في هذه الحرب طوال هذه المدة، أعتقد أننا قد قدمنا ولاءنا بما فيه الكفاية.
حتى وإن كنا سنخون قائدنا وبلدنا، لكن بما أحدنا على الأقل سيعود إلى إيرينا، فلا بأس في ذلك.>
بقيَ الحبر على الورقة لفترةٍ طويلة، وكان الحبر قد انتشر بشكلٍ دائري.
<……سنعود، سأعود، أو لارا، سنعود إلى ابنتي. أقسمُ بهذا.>
‘كان يريد أن يعود.’
كان والدها يحاول العودة بكل هذه اليأس.
‘لماذا؟……لماذا؟ لماذا لم تتمكنوا من العودة؟ لماذا؟’
“…….”
رفعت إيرينا رأسها بسرعة.
وفجأة، سقطت دمعةٌ بشكل متسارع، وأبعدت الرسالة بصعوبة. ثم تركت دموعها تنهمرُ بحرية.
بدأ عقلها يعمل بسرعة.
‘ما الذي قالهُ لي الدوق في المرة السابقة؟’
“الاثنان شاركا في الحرب ضد لوبرك، ولقيا حتفهما في ساحة المعركة.”
لكن هناك شيءٌ آخر قاله، أعتقد أنه تحدث عن والديَّ في ذلك الوقت، قال شيئًا آخر.
‘آه!’
“……في ساحة المعركة، تلقيتُ معروفًا كبيرًا من الكونت و الكونتيسة ليونيد.”
رددت إيرينا كلمات الدوق بنفس الطريقة التي قالها بها.
‘معروف، ما هو دلك المعروف؟’
ما هو المعروف الذي تلقاهُ لدرجة أنها هي التي أصبحت يتيمه و تتنقل بين أحياء الفقراء، تم البحث عنها بشدةٍ هكذا، وتم رعايتها بهذه الطريقة المخلصة؟
‘بالتأكيد لم يكن معروفًا عاديًا.’
نعم، على سبيل المثال.
“……هل كان يعني أن والديَّ ماتا بدلاً من الدوق؟”
‘هل ماتا والدي حقًا؟ هل كان من الضروري أن يموتا ليحصلَ على هذا المبرر ليعاملني بهذه الطريقة؟’
كانت دائمًا تفكر بأن هذا قد يكون هو الحال. لكن عندما قرأت هذه الرسالة، بدأ شكها الصغير يكبر.
‘إذا كان والديَّ قد قررا البقاء على قيد الحياة لدرجة أنهم تخلوا عن مبادئهم، لماذا ماتا كلاهما؟’
“…….”
بدأت أطراف أصابع إيرينا التي كانت تداعب شفتيها ترتجف.
وفي نفس الوقت، سمعت في رأسها صوت البارون كيريك الذي سمعته في النهار.
“سيدتي، ألم تقرري بعد بأن تصبحِ الكونتيسة ليونيد؟”
__________________________________
لااا لااااااااااااااع الا سوء الفهم مابيه😭 اتحمل فطسة وحده من الشخصيات ولا سوء الفهم
ودي لوغان يسرح لها حبه حبه بدون مايحط نفسه هو الغلطان تكفى الا ذي الحركة
هماك تبيها لك ؟ قلها بطريقة تصير انت ضحيه فيها وترحمك واقعدوا سوا✨
كارل يوم طلع من القاعه:
Dana