As Long As you Are Happy - 104
“……ماذا قلتِ الآن؟”
شحبت ملامح إيرينا تمامًا بسبب كلمةٍ واحدة.
“قلتِ أن الدوق وينفريد في مأزق؟”
“ألم تكونِ على علمٍ بذلك؟”
تفاجأ زوجا البارون كيريك بردة فعل إيرينا هذه، وبدا الارتباك واضحًا على وجهيهما.
“كنا نظن أنكِ على علمٍ بذلك. فقد كان الأمر منتشراً للغاية.”
عند كلمات البارونة كيريك، هزت إيرينا رأسها بخفة إلى الجانب.
“لم أكن أعلم.”
كانت حركة رأسها صغيرةً للغاية لدرجة أنه لو لم يتحرك شعرها، لما أمكن ملاحظة أنها هزته.
“حقًا، لم أكن أعلم.”
ولكن اليد التي أمسكت بمقبض فنجان الشاي شدّت قبضتها بقوة.
“لم أخرج من المنزل مؤخرًا على الإطلاق……”
لم يكن هذا فقط، بل إنها حتى تجاهلت تمامًا كل الأخبار التي وصلت إليها.
خشية أن تتذكر الألم الذي عانته عندما اختُطفت، تجنبت إيرينا عن وعي ودون وعي الشائعات القادمة من الخارج.
وأدرك أفراد وينفريد ذلك، فالتزموا الصمت كذلك.
بفضل ذلك، استطاعت إيرينا أن تمضي أيامها دون معرفة حتى طرفٍ من الشائعات التي هزّت العاصمة.
وها هي الآن.
“……لم أكن أتوقع أن الدوق في مأزقٍ بسببي.”
كانت تعرف بشكلٍ عابر أن بِن قد مات، حيث سمعت بذلك عرضًا. ولكنها لم تكن تعلم كيف مات، أو لماذا مات.
لم يخبرها الدوق بالأمر. بالطبع، حتى لو أخبرها، لم تكن لتستوعب ذلك حينها.
في ذلك الوقت، كانت مشغولةً بالتعافي من صدمة الاختطاف، و بالكاد كانت قادرةً على تهدئة نفسها.
‘كم هذا مخجل.’
بينما كانت هي مستلقية براحة على السرير، تتلقى مواساة الآخرين، لم تكن تعلم حتى في أحلامها أن الدوق كان يعاني من تلك الشائعات السخيفة.
لم تكن لتتخيل أن الأمور ستؤول إلى هذا بسببها هي، وليس أي شخصٍ آخر.
و ها هي الآن. علمت الآن فقط أن الاجتماع الذي يُعقد اليوم في القصر الإمبراطوري قد دُعيَ إليه الدوق بسبب الشائعات السخيفة عنه، وأنه ربما يكون في مأزقٍ بسببها.
وقد علمت بذلك وهي في مطعمِ الفندق الآمن والمريح.
“…….”
عضّت إيرينا شفتيها بقوة حتى انتشر طعم الدم السميك داخل فمها.
“سيدتي!”
بينما كان البارون كيريك يستدعي الموظف ليطلب قطعةَ قماشٍ نظيفة بعد أن فوجئ بما حدث، نهضت إيرينا من مكانها.
كانت مستعجلةً لدرجة أن فنجان الشاي الموضوع على الطاولة المستديرة أصدر صوتًا طفيفًا.
“عليّ الذهاب الآن.”
“سيدتي……”
“لا يمكنني البقاء هكذا.”
ارتفع صوتها دون وعي، مما جذب أنظار الموجودين في المطعم نحوها.
“سيدة……”
حاول البارون مجددًا منعها.
“المكان الذي يُعقد فيه الاجتماع الطارئ هو القصر الإمبراطوري. لا يمكن دخول القصر لمن ليس لديهم تصريح الدخول.”
بمعنى آخر، لن تتمكن من الذهاب.
“أنا أعلم ذلك. لكن لا يمكنني أن أجلس مكتوفةَ اليدين هكذا.”
كانت إيرينا تدركُ ذلك في عقلها أيضًا.
القصر الإمبراطوري ليس مكانًا يمكن الذهاب إليه بسهولة، خاصة الجزء الداخلي حيث يُعقد الاجتماع.
كان مكانًا لا يمكن دخوله دون مساعدةِ أحد، وأولئك الذين يمكنهم مساعدتها كانوا بالفعل قد دخلوا وتركوها بالخارج.
لذا، ما كان عليها فعله الآن هو البقاء هادئةً في القصر، و تمني سلامة الدوق، هذا كل ما يمكنها فعله.
لكن……مع ذلك……
‘أنا الضحية في هذه القضية!’
أليس من المفترض أن تكون شهادتها هي الأكثر أهميةً في الوضع الحالي؟
تصلّبت ملامح وجه إيرينا.
“إنها مجرد شائعاتٍ سخيفة نشرها بعض الحمقى. ستظهر الحقيقة في الاجتماع، لذا لا تقلقي كثيرًا.”
“هذا صحيح، سيدتي. الدوق رجلٌ صادق، وسيثبت براءته بلا شك.”
بدأ الزوجان البارون كيريك بمحاولة تهدئة إيرينا بصدق.
كانت تعابيرهما تعكس خوفهما من أن تزداد حالتها سوءًا، أو أن تفقد وعيها مجددًا، أو تصاب بأذى وتضطر للعودة إلى غرفتها.
“……هل حقًا سيكون الأمر كذلك؟”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً مريرة.
لو كانت بشخصيتها التي وصلت حديثًا إلى قصر الدوق، لربما كانت ستصدق تلك الكلمات اللطيفة.
‘صحيح! الدوق بريء، لن يُعاقب بسبب شائعات سخيفة كهذه. لذا، لا بأس……’
هذا ما كانت ستقوله.
ولكن لم يعد الأمر كذلك الآن.
لقد عرفت الكثير من الأشياء لتفكر بسذاجةٍ هكذا. وأبرز ما عرفته أن أفراد العائلة الإمبراطورية لا يتحركون بسهولة، وأن أعداء الدوق لن يفوتوا هذه الفرصة.
‘ما مدى أهميةِ هذه الشائعات لدرجة أن جلالة الإمبراطور يعقد اجتماعًا غير دوري بسببها؟’
انخفض صوت إيرينا.
“البارون، هل يمكننا وصفُ الوضع بكلمة ‘اتهامٍ باطل’؟”
“…….”
“يبدو أنه يجب عليّ الذهاب.”
استدارت إيرينا مباشرة.
“هل يمكن أن تحضرَ لي معطفي؟”
عندما طلبت ذلك من الموظف الذي كان يحمل قطعةَ القماش النظيفة، أومأ برأسه متفاجئًا ثم تحرك بسرعة ليُحضر معطفها.
“سيدتي!”
ركض البارون، الذي لم يكن قد ارتدى معطفه بعد، خلف إيرينا على عجل.
“الدوق سيكون بخير.”
“كيف يمكنكَ أن تكون واثقًا من ذلك، أيها البارون؟”
“حسناً، هذا……”
توقف البارون ونظر إلى إيرينا.
“الدوق وينفريد هو بطل الحرب، رجلٌ اجتاز حدود الموت عشرات المرات.”
كانت كلماتهُ مليئةً بالثقة لدرجة أن إيرينا لم تستطع الرد.
لكن هذا غير صحيح.
الدوق ليس ذلك الرجل القوي والمهيب الذي يتحدثون عنه. إنه شخصٌ لا يزال يعاني من كوابيس الحرب، شخصٌ يتألم، و يعاني، و يضطرب بسببها.
“…….”
عند مغادرة قصر وينفريد، لم يكن هناك أحد يعرف تلك الحقيقة.
لا أحد يعلم.
“إذاً……”
هذه هي الحقيقة.
“عليّ الذهاب.”
لم يكن هناك يد تقدم المساعدة سوى يدها. فالجميع يظنون بهِ كما يظن البارون.
“سيدتي!”
“أنا آسفة!”
رفعت إيرينا صوتها وهي تسرع في خطواتها.
“سأعتذر لكم مجددًا لاحقًا!”
فقد تعلمت أن مغادرة المكان فجأة دون استئذان أمرٌ غير لائق.
وبينما قدمت اعتذارها، خرجت إيرينا مسرعةً من الفندق. و عند الباب الأمامي للفندق، لم يكن هناك أحد.
كان هذا متوقعًا. فقد علم السيد راندي، سائقُ عائلة وينفريد، أن إيرينا ستنتهي بعد بضعِ ساعاتٍ فقط.
“هل يجب أن أبحث عن عربةِ أجرة؟”
نظرت إيرينا بسرعةٍ حولها بقلق. كان عليها أن تجد عربةَ أجرة وتتوجه إلى القصر الإمبراطوري.
بعد الوصول إلى القصر، كانت تخطط للتوسل إلى أحد فرسان العائلة الإمبراطورية أو الحراس. لتخبرهم بأنها الضحية، وأن ما حدث كان نتيجةً لاختطافها.
كانت ستتوسل لساعاتٍ لو لزم الأمر، طالبةً أن يسمحوا لها بقول كلمةٍ واحدة فقط.
صرير عجلات-!
بينما كانت تركض نحو الساحة، غير متأكدةٍ حتى من مكان وجود عربات الأجرة، توقفت عربةٌ أمامها.
كانت العربةُ مطليةً بلونٍ أزرق داكن، وفتحَ نافذتها رجلٌ بملامح كئيبة وأخرج رأسه.
“أعتذر، لكنني سمعت الحديث الذي دار في مطعم الفندق.”
“لا، لا داعي للاعتذار. لقد كنتُ أنا من رفعت صوتي.”
بصوتها العالي، كان من الطبيعي أن يسمعها من لا يرغب حتى بذلك.
لكنها لم تستطع فهم نية الرجل الذي فجأة بدأ هذا الحديث، فتراجعت خطوةً للخلف بحذرٍ وهي تراقبه.
“من فضلكِ، لا تكونِ حذرةً للغاية. أنا لدي نفس الهدف الذي لديكِ.”
“أتقول نفس الهدف؟”
“نعم.”
أومأ الرجل الذي كان يربط شعره البني الأحمر الطويل إلى الوراء برأسه بخفة.
“يجب أن أقدم نفسي أولًا. تشرفت بلقائكِ، أنا أوسطن فيدريك، الابن الأكبر لعائلة فيدريك. وأنا الأخ الأكبر لكارل.”
ابتسمَ قليلاً وهو يذكر اسم أخيه الأصغر. في نفس اللحظة، اختفى الحذر من وجه إيرينا.
“أنتَ ابن عائلة فيدريك الأكبر.”
تذكرت إيرينا أن شعار عائلة فيدريك، الذي يشبه شكل الحوت، كان محفورًا على العربة. و كان لون شعره ولون عينيه مشابهين أيضًا، وعندما نظرت عن كثب، بدا شكله العام مشابهًا أيضًا.
“لكنني كنتُ أظن أن فيدريك الأكبر كان في مقاطعة فيدريك……”
لكنها لم تستطع أن تريح حذرها تمامًا بعد.
عندما رأى أنها ما زالت مشدودة، تنهد الرجل بعمق، بل وتنهد طويلاً جدًا.
“نعم، كنتُ هناك، لكن ذلك الشخص تسبب في مشكلة.”
بدت عليه علاماتُ الغضب، حيث شدّ فمه بشدة.
“……جئت هنا مؤخرًا من أجل معالجة هذا الموضوع. و يبدو أن الشائعات قد انتشرت بشكل واسع. لكن يبدو أنكِ لم تعلمي عندها إلا الآن.”
استمر فيدريك الأكبر في سحب شيءٍ صغير من جيبه.
“آمل أن يساعدكِ هذا في إزالة شكوكك.”
عندما فتحه، كان بداخله صورة لعائلة فيدريك.
كان كارل يبتسمُ ابتسامةً طفولية كما لو أنه أصبح صبيًا للتو، بينما كان فيدريك الأكبر يبدو وكأنه متعب، حيث خفض نظره كما لو أنه بالغٌ في السن.
عندما تأكدت إيرينا من الصورة، قامت على الفور بتعديل تصرفاتها.
“أعتذر على شكوكي، سيد فيدريك. أنا إيرينا ليونيد من عائلة ليونيد.”
“أنا أعلم.”
‘هل يعرفني؟’
رمشت إيرينا بعينيها بدهشة.
“كان كارل يكتب الكثير عنكِ في رسائله، بالإضافة إلى موضوع لوغان.”
“عنّي؟”
“نعم، ولهذا السبب توقفتُ هنا بشكلٍ غير لائق وأغلقت الطريق. رغم أنني كنت وحدي، إلا أنني شعرت بقربٍ كبيرٍ منك.”
تذكّر فيدريك الأكبر رسائل أخيه الأصغر التي كان يرسلها، فابتسم ابتسامةً خفيفة قبل أن يغلق فمه فجأة.
“في الواقع، كنتُ على وشك التوجه إلى القصر الإمبراطوري أيضًا. لنفس سببك، آنسة ليونيد.”
لم يكن الدوق وينفريد هو الوحيد الذي دخل قاعة الاجتماع. ألم يدخل الأخ الأصغر الذي لا يمكنه أن يراه إلا كطفلٍ في عينَيه، إلى هناك أيضًا؟
كان فيدريك الأكبر قلقًا من أن أخاه قد يسبب فوضى وهو يحاول الدفاع عن وينفريد في القاعة.
“كنتُ أحاول أن أتحمل، وأتيت إلى الفندق لتناول الطعام……لكنني كنت أشعر أنني لن أستطيع البقاء هادئًا، لذلك قررت التوجه إلى القصر الإمبراطوري. و لحسن الحظ، هناك مكانٌ شاغرٌ في العربة. هل تودين الذهاب معي؟”
“نعم!”
أجابت إيرينا بحماس، ففوجئ الرجل قليلاً وفتح عينيه على مصراعيهما، ثم ضحكَ ضحكةً خفيفة، وكأنه يجد الأمر ممتعًا.
“أنتِ كما في الرسائل تمامًا.”
فتح فيدريك الأكبر باب العربة على مصراعيه.
“حسنًا. إذاً، دعينا نتوجه إلى القصر الإمبراطوري.”
فجأة، امتلأ وجهه الذي بدا ضعيفًا بالحيوية. و ابتسم ابتسامةً واسعة، وكشفت أسنانه البيضاء.
“هل تريدين أن نخلقَ بعض الفوضى؟”
عندما رأته إيرينا، فكرت في شيء واحد فقط.
‘آه، إنه حقًا شقيقُ الأدميرال فيدريك.’
______________________________
اهل كارل كلهم فلاوين الظاهر هم النبلاء الوحيدين العاقلين في ذا الامبراطورية 😭😭
كارل شعره افتح من شعر اخوه بس في النهايه اللون يتشابه بس عاد المؤلفه ماحبت الا انها تقول انه مره متشابه تبي تسبب لنا عمى الوان
البارون والبارون توء توء خيبوا ظني تخلونها تطلع لحالها؟ طيب وين فرسان أي شي!
صحححححح وين دلفيا؟😭😭😭😭😭😭
Dana