As Long As you Are Happy - 102
كان إحساسهُ يحذرهُ منذ البداية.
كان يصرخ منذ قليل بأنه يجب أن يتراجع الآن. لكن التراجع في هذه اللحظة كان مستحيلاً، لأن الكثير من الأشياء كانت على المحك.
خاصةً……
حرك فينترين نظره ببطء نحو الإمبراطور.
كان الإمبراطور يبتسم وكأنه في مزاجٍ جيد، وحين التقت نظراته مع فينترين، اتسعت ابتسامته أكثر.
تلك الابتسامة حملت معاني كثيرة. و فينترين لم يكن شخصاً غبياً لدرجة أنه لا يستطيع قراءة ما وراءها.
“…….”
أخذ نفساً عميقاً ليهدئ نفسه قبل أن يعدل صوته.
“تبدو واثقاً جداً من نفسك.”
ثم تابع فينترين كلامه بهدوء، متظاهراً وكأن الأمر لا يهمه.
‘أليس كذلك؟ قد يكون قد فاتني شيء بالفعل! إذاً، لماذا لا نستمع إلى ما لدى الدوق ليقوله؟’
إذا استمر في عرض وجهة نظره فقط، فقد يتعرض لاحقاً لانتقادات مثل “لم يمنحهُ حتى فرصةً للرد”، وهذا قد يرتد عليه.
“سأسألك سؤالاً.”
على عكس الأدميرال فريدريك الذي ظهر عليه الارتباك بوجهٍ متجهم وكان ينقر على لسانه، كان وجه الدوق وينفريد خالياً تماماً من أي تعبير أو توتر.
“قبل قليل، قال الفيكونت فينترين إن شهادة العامة أقل موثوقية.”
حتى لو كان قد تردد في كلماته، فهذا هو كا ما لديه، أليس كذلك؟
“إذن، هل يمكننا اعتبار تصريح البارون نفسه موثوقاً بالفعل؟”
أومأ لوغان برأسه، فتمايل شعره الأسود مع الحركة.
“هل ورد في قانون الإمبراطورية أن شهادة العامة لا تُعتبر موثوقةً، يا بارون؟”
“……هذا….”
تغيرت ملامح وجه البارون بينترين.
كان من الصحيح أن هناك حادثةً معينة أدت إلى تراجع الثقة في شهادات العامة. ولكن إذا سُئل عما إذا كان ذلك أمراً رسمياً، فإن الجواب سيكون “لا”.
“……لا، ليس كذلك.”
“هكذا إذاً.”
أطلق لوغان تنهيدةً طويلة، وكأنه يريد التأكيد على سماع الجميع له.
“إذاً، يبدو أن البارون بينترين حاول تشويه الشهادة المقدسة بكلامٍ لا أساس له.”
تابع لوغان كلامه بينما يمسح زاوية فمه.
“من المؤكد أن القانون ينص على معاقبة من يلوث الشهادة.”
تحت وطأةِ نظرات لوغان، أصيب فينترين بالارتباك ووجه نظره نحو الإمبراطور، طالباً للمساعدة.
إن استمر الأمر على هذا النحو، فإن محاولته لاتهام الدوق قد تؤدي به إلى أن يُعاقب هو نفسه.
ولكن الإمبراطور لم يكن قادراً على مساعدته. بسبب تصريحات الأدميرال فريدريك والدوق وينفريد قبل قليل، بدأت الأوضاع تتغير تدريجياً.
‘ألا يوجد من يمكنه مساعدتي……؟’
لكن الوضع لم يكن ميؤوساً منه بعد، وإذا ساعده أحد، فربما يستطيع الخروج من هذا المأزق بسلاسة.
نظر فينترين حوله، ولحسن الحظ، تقدم شخصٌ ما إلى الأمام.
“دوق وينفريد، بالطبع كلامكَ منطقي ولا غبار عليه. لكن من الصحيح أيضاً أن هناك حادثةٌ معينة أدت إلى تراجع الثقة في شهادات العامة.”
كان صوت الشخص الذي تدخل هادئاً، وكأنه يهدف فقط إلى توضيح الحقيقة.
“أرجو أن تتفهمَ هذا الموقف.”
“بالطبع أتفهم ذلك. كنت فقط أتساءل عما إذا كان ذلك منصوصاً عليه بشكل رسميٍ أم لا.”
بدا وكأن الأجواء بدأت تميل إلى التهدئة.
‘هل يمكنني الآن أن أطمئن……؟’
“سعادة الدوق.”
في تلك اللحظة، اقترب الفيكونت بيرسي من لوغان، وتحدث بصوتٍ خافت.
“ماذا لو قمتَ باستدعاء الآنسة ليونيد؟ ألن يصمت الجميع إذا نطقت بالحقيقة؟”
كانت إيرينا، الضحية، و هي الشخص الذي يمكنه الإدلاء بالشهادة.
تلك الشهادة كانت ورقةً قاطعة لا يمكن لأحد أن يعترض عليها، وكانت تبدو كآخر ورقةٍ يملكها الدوق.
لذلك، لم يكن غريباً أن يقترح الفيكونت بيرسي ذلك……ولكن……
“……لذا.”
عندما التقت عيناه بعيني الدوق وينفريد، ابتلع بيرسي ريقه بصعوبة.
كان الدوق عادةً يملك تعبيراً محايداً، ولكنه كان يخفي دفئاً واضحاً خلفه.
أما الآن، فتعابيره كانت……
“فيكونت بيرسي.”
تحدث لوغان بنبرةٍ هادئة.
“الآنسة ليونيد ما زالت تعاني بسبب حادثة ذلك اليوم. ألا تعتقد أن استدعاء شخصٍ في حالتها إلى مكانٍ كهذا سيكون تصرفاً غير لائق؟”
“آه، نعم، هذا……صحيح!”
رفع الفيكونت بيرسي صوته دون أن يدرك ذلك، ثم بدأ يهز رأسه بسرعة لدرجة أن عرقه البارد الذي كان يتصبب بدأ يتساقط.
“بالطبع، لا يجب أن يحدث ذلك. بالتأكيد لا يجوز. لقد تسرعتُ في كلامي، سعادة الدوق.”
“لا بأس.”
رغم كلماته هذه، لم يتغير التعبير في عيني الدوق. فشعر بيرسي بقليلٍ من الحزن.
‘لابد أن لديه سبباً خاصاً لذلك.’
رغم أن اللحظة لم تكن مناسبة للتعبير، إلا أن بيرسي كان يكن ولاءً عميقاً للوغان منذ زمنٍ طويل.
ألم يكن هو نفسه الدوق وينفريد الذي كان يجلب دائماً أخبار النصر، وكأنه يسخر من كل الأخبار السيئة المتعلقة بالحرب التي كانت تسبب القلق؟
“أنا أثق بك يا سعادة الدوق……”
“……شكراً لكَ.”
بدت كلمات لوغان وكأنها تعثرت للحظة وهو ينظر إلى بيرسي، الذي كان يحمل في عينيه نظرةً صادقة وبريئة.
عند رؤية ذلك، انفجر كارل بالضحك.
“على أيةِ حال……”
عاد مسار الحديث إلى طبيعته بمجرد عودة الفيكونت بيرسي إلى مكانه.
“إذاً، ماذا سنفعل الآن؟”
تحدث لوغان بنبرةٍ توحي بالتردد، رغم أن ملامحه لم تكن تبدو عليه أي إشارةٍ إلى الحرج.
“كما ذكر الأدميرال فريدريك سابقاً، معظم الشهود لدينا هم من العامة. إذاً، يا بارون، من هو ذلك الصديق الذي تحدثت عنه؟”
تحولت جميع الأنظار نحو الفيكونت فينترين هذه المرة.
“إنه الكونت بايلي ميركيلر!”
عند سماع اسم الكونت، بدأ البعض يهمس فيما بينهم بصوتٍ خافت.
“أليس الكونت ميركيلر ذلك الشخص المعروف بعدالته المفرطة؟”
“بالتأكيد، شخصٌ مثله لن ينطق بشهادةٍ كاذبة.”
رغم المخاطرة باتهام لوغان، تقدم البارون فينترين بشجاعة وقدم الكونت ميركيلر، المعروف بسمعته الطيبة وعدالته، كشاهد.
على الجانب الآخر، لم يكن لدى لوغان أي شاهدٍ قوي أو دليلٍ مادي لدعم ادعائه بوقوع حادثة اختطاف، بل اكتفى فقط بالتصريح بذلك.
و بطبيعة الحال، بدأ الناس يميلون نحو جانب الفيكونت فينترين.
حتى الفيكونت بيرسي، الذي كان يؤمن ببراءة لوغان أكثر مما كان لوغان نفسه يؤمن بها، كان يقبض يديه بشدة بينما ينظر حوله بقلق.
بدت عيناه تتحركان بسرعة في كل اتجاه، وكأنه مرتبكٌ تماماً. لكن لوغان بدا هادئاً، بل إنه حتى كان يبتسم.
“إنه أمر غريب، أليس كذلك، يا بارون؟”
“……ما الذي تعنين؟”
“أنا أيضاً كنت أخطط لاستدعاء الكونت بايلي ميركيلر كشاهد.”
“……ماذا؟”
شحب وجه فينترين تماماً، و كأن الدم سُحب منه.
‘ما الذي سمعتهُ للتو؟’
لا يمكن أن يكون هناك شخصان باسم الكونت بايلي ميركيلر.
“هاها!”
أطلق فينترين ضحكةً صغيرة ساخرة، وفي الوقت نفسه أصبح متأكداً.
‘الدوق وينفريد في موقفٍ صعب!’
لهذا السبب كان يقول مثل هذا الكلام غير المعقول، فقط ليُخرج نفسه من هذا المأزق بأي وسيلة.
“إذا طُلب استدعاءُ شاهد، يمنح قانون الإمبراطورية مهلةَ ثلاثة أيام.”
بمعنى آخر، مجرد القول “أرغبُ بإحضار شاهد.” يكفي لكسب ثلاثةِ أيام إضافية.
“هل تحاول فقط كسب الوقت للتهرب من هذا الموقف، الدوق وينفريد؟!”
صاح فينترين بصوتٍ مرتفع، غارقاً في مشاعر النصر.
“لم أكن أعلم أنكَ من هذا النوع!”
“لن أتركَ هذا المكان.”
على العكس، كان صوت لوغان ثابتاً كما كان منذ البداية.
“فالشاهد موجودٌ هنا بالفعل.”
أشار ببرود نحو الباب. وعندما التفت الجميع، وجهوا أنظارهم إليه.
عندها، نظر الخادم الذي كان يقف أمام الباب إلى الإمبراطور وكأنه يطلب الإذن.
“……افتح الباب.”
بمجرد أن مَنح الإمبراطور الإذن، فُتح الباب على مصراعيه.
و كان الشخص الذي دخل……
“ميركيلر؟”
كان بالفعل الكونت بايلي ميركيلر.
‘لكن، ما الذي يفعله هنا؟’
بالتأكيد كان هو نفسه الذي رفض الخروج من منزله هذا الصباح، مبرراً بأن ابنه مريض.
تقدم ببطء، وكان يرفع كتفيه قليلاً كما لو أنه يشعر بعدم الراحة، وكل خطوةٍ كان يخطوها كانت تتبعها أنظار الجميع، التي كانت ثابتةً عليه.
كانت وجوه الحاضرين مليئةً بالفضول. وهذا منطقي.
لقد تم تقديم شخصٍ واحد كشاهدٍ من قبل شخصين.
“أحيي مجدَ الإمبراطورية.”
بحركةٍ بطيئة، وصل ميركيلر أخيرًا إلى الإمبراطور، وانحنى ببطءٍ تحيةً له.
“كونت ميركيلر.”
كان صوت الإمبراطور هادئاً، وكان من الواضح بأنه يشعر بعدم الارتياح.
“حقاً، هناك أمرٌ غريبٌ يحدث. شخصان يدعيان أمرين مختلفين، وكلاهما أحضراكَ كشاهد.”
ضغط الإمبراطور على صدغيه وكأنه يعاني من صداع، بينما كانت نظرته ثابتةً ومركِّزة.
“حسنًا. قل لنا بوضوح ما الذي رأيته في المهرجان.”
بأمر الإمبراطور، ابتلع الكونت ميركيلر ريقه بصعوبة وبدأ في التحدث ببطء.
‘هل هذا لصالحي؟’
كان فينترين يكرر تلك الكلمات داخل نفسه وهو يعض شفتيه.
‘هل هذا لصالحي؟’
منذ أيام الأكاديمية، كان يعرف أن هذا الشخص لن يكذب في مثل هذه الأمور.
كان دائماً يتحدث عن أهمية التفكير في العامة، وأنه يجب أن يعامل الناس من الطبقات الأدنى بلطف.
لذلك، كان من المستحيل أن يكذب.
“سأخبركم بما رأيته في ذلك اليوم، جلالة الإمبراطور والسادة الحضور.”
كان متأكدًا من ذلك!
“في ذلك اليوم……”
ابتلع ميركيلر ريقه مرة أخرى، وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يطلق الحقيقة بصعوبة.
“ما حدث في ذلك اليوم مع الدوق وينفريد كان حادثًا!”
خرجت تصريحاتٌ مخالفة تمامًا لما شهده الجميع. و فتح فينترين فمه بدهشة وكأن فكه سيتساقط. بينما تجعد جبين الإمبراطور أكثر وبدأت عيونه تُظهرُ الغضب.
“كانت حادثةً مؤسفة، لا شك في ذلك!”
“ما الذي تعنيه؟!”
صرخ فينترين، بعد أن نسيَ حتى المكان الذي هو فيه، و كأنهُ يشعرُ بالظلم.
“ألم نرَ ذلك معًا في الشارع؟! كان الدوق وينفريد، يدفع ظهر ذلك المريض!”
“نعم!”
بينما كان يتصبب عرقًا ويبدو شاحبًا، رفع ميركيلر صوته أيضًا.
“رأيته بعيني! ولكن كان الدوق يحاول الإمساك بظهر المريض!”
“ماذا؟”
تردد فينترين للحظة.
“لنعد إلى ما رأيناه معًا. هل كان يدفعه؟ لا، كان يساعده! كان الدوق وينفريد يمد يده ليوازن مشيةَ المريض.”
بدأت عيون فينترين تتذبذب. كان من الواضح أنه مد يده، ورغم أن ذلك كان قد يبدو كأنه دفع، إلا أنه من زاويةٍ أخرى……
‘……يمكننا أيضًا أن نراه وهو يمسك به……؟’
ها؟ هاه هاه هاه؟
___________________________
وراحت عليك يافينترين✨✨✨
مدري شلون سووها بس كنت شاكة يوم ولي العهد جايه ضيف الي هو ميركيلر😂
والحين خلصنا صح؟ قولوا ايه
Dana