As Long As you Are Happy - 101
‘تبا.’
قام فينترين بابتلاع الشتيمة التي لم يستطع إخراجها من على طرف لسانه.
لم يكن هذا ما خطط له.
‘كنتُ أفكر فقط في دفع ميركيلر قليلاً من الخلف إذا تدخل. هذا كل شيء.’
ولكن الأمور كانت تسير بطريقةٍ غريبة. فميركيلر لم يغادر القصر بسبب إصابة ابنه.
‘لكن لا يمكنني تضييع الوقت هكذا.’
دوقٌ يقتل أحد العامة، بل مريضًا أيضًا.
كانت حقيقةً مروعة وقاسية، ولكن مع مرور الوقت كان من المؤكد أن الصدمة التي يشعر بها الناس ستتلاشى تدريجيًا.
ولهذا السبب نشر الفيكونت فينترين الإشاعات حتى تصل إلى آذان مختلف النبلاء.
‘أأنت الفيكونت فينترين؟’
ألم يأتِ شخص أرفعُ مقامًا مما توقع للبحث عنه؟
حتى تلك اللحظة، كان سعيدًا للغاية بخروج ميركيلر من الصورة، لكنه لم يتوقع أن تسير الأمور بهذه الطريقة.
علاوةً على ذلك، أن يتقدم بهذا الشكل المباشر لم يكن جزءًا من خطته.
لقد أخبر الإمبراطور قبل دخول هذا المكان أن دوره سيكون مجرد مؤيدٍ في الخلف، أليس كذلك؟
كان هذا هو ما طلبه منه حينها، دون شك……
‘سأخبرهم بذلك!’
لكن فينترين سرعان ما استعاد هدوءه.
كان دائمًا الابن الثاني، في موقعٍ غير مميز وغير عادل، لكنه تمكن من الوصول إلى هذا المكان بجهوده الخاصة فقط، دون الاعتماد على قوة أي شخصٍ آخر.
لذا فإن تجاوز أزمةٍ كهذه لم يكن مشكلةً بالنسبة له.
‘بل إنها فرصةٌ لي!’
إذا نجح هذه المرة في عرقلة الدوق وينفريد، فسيحظى باهتمامِ جلالة الإمبراطور نفسه.
مقارنةً بالأيام التي كان ينحني فيها للحصول على استثماراتٍ من بعض النبلاء البارزين، كان هذا الخطر يستحق النتائج المتوقعة منه.
أخذ نفسًا عميقًا ليهدئ أعصابه ثم عبس وجهه بجدية.
“أريد أن أخبركم بما رأيتهُ خلال المهرجان قبل أيامٍ قليلة.”
أخيرًا، الموضوع الذي كان الجميع ينتظرونه.
بدأ الحاضرون يتحدثون فيما بينهم.
الفيكونت بيرسي، الذي كان يضحك حتى قبلَ لحظات، أصبح الآن يحدق في فينترين وقد قبض يديه بقوة.
“أنا كوربين فينترين، قادمٌ من منطقة لويل، وأحد أفراد عائلة الكونت ليونيد.”
عندما ذُكر اسم عائلة فينترين ومنطقة لويل، لم يتعرف الكثيرون على الفور على من يتحدث. لكن بمجرد أن ذُكر اسم عائلة الكونت ليونيد، بدأ الجميع يومئون برؤوسهم.
كانت هذه الفروق في الشهرة.
“كنتُ أقيم في العاصمة مؤخرًا بسبب بعض الأعمال. وخلال هذه الفترة، أقام ولي العهد مراسم المعبد، وشاركتُ في المهرجان.”
رغم أن الحديث التمهيدي كان طويلاً بلا داعٍ، إلا أن الموضوع الذي كان الجميع ينتظرونه جعلهم ينصتون لكلمات فينترين باهتمام.
“وخلال ذلك، ضللتُ طريقي في شوارع العاصمة غير المألوفة لي، وبدأت أتجول في الأزقة. ثم صُدمتُ بما شاهدته.”
وجَّهَ فينترين نظره مباشرة نحو الدوق وينفريد، الذي كان جالسًا بلا حركة.
“رأيتُ الدوق وينفريد بنفسه يدفع مريضًا لتصدمه عربة!”
“……!”
“يا للهول!”
رغم أنهم كانوا يعلمون بالأمر، إلا أنهم تظاهروا بالذهول كما لو أنهم يسمعونه لأول مرة.
“لا أعلم لماذا قام الدوق بمثل هذا الفعل. لكن ما أنا متأكدٌ منه هو أن الدوق قتل المريض. ولم يقدم أي مساعدةٍ أو يتخذ أي إجراءٍ لإنقاذه، بل غادر المكان!”
رفع فينترين صوته بينما كان يتجول بنظره على الحاضرين، متظاهرًا بملامح مفعمةٍ بالظلم والقهر.
“كنتُ خائفًا. و فكرتُ مئات، بل آلاف المرات، في أن أتجاهل الأمر. ولكن! لو أنني تجاهلت ذلك أيضًا، هل سيتمكن ذلك المريض من الراحة بسلام؟ لهذا أخذتُ هذه الفرصة لأتحدث هنا!”
كانت نظراته المليئة بالرجاء تقنع الحاضرين شيئًا فشيئًا.
“أشعرُ بالأسف لاضطراري إلى تقديم هذا الاتهام في الجلسة الأولى للمجلس. ولكن، أرجوكم! تذكروا المظلوم الذي مات بطريقةٍ مأساوية!”
رغم أن مشاعره بدت صادقة، إلا أنها حملت طابعًا آخر من الرجاء.
“كنتُ أعتقد أنها مجرد شائعةٍ، لكنها حقيقةٌ إذًا؟”
بدأ الحاضرون يتهامسون مجددًا، وهذه المرة بدا عليهم الارتباك الحقيقي.
“ولكن، في النهاية، هو مجرد شخصٍ من العامة، أليس تضخيم الأمر مبالغًا فيه بعض الشيء؟”
“لكن أن يُقتل علنًا هكذا، هذا أمرٌ غير معقول…….”
انتشرت الأحاديث بسرعة، وظهرت ثم اختفت.
“عندما يتجرأ نبيلٌ على المخاطرة بسمعته ويخرج ليتهم هكذا، فقد يكون الأمر حقيقيًا، أليس كذلك؟”
“الدوق لا يقول شيئًا عن ذلك…….”
بينما تصاعدت شكوك الناس ووصلت إلى ذروتها، تدخل صوتٌ آخر.
“ما الذي يحدث هنا؟”
تدخل الإمبراطور، وبدا عليه الإحراج الشديد.
“دوق وينفريد، هل هذا صحيح؟”
كانت نظراته التي تحمل الارتباك والشعور بالخيانة واقعيةً للغاية.
من كان ليصدق أن إمبراطور الإمبراطورية بأكملها يمكنه التمثيل بهذه البراعة؟
‘ربما يجب أن أساير هذا المشهد قليلاً.’
“نعم.”
غمر صوت وينفريد قاعة المجلس بثقل.
“هذا صحيح.”
“…..!”
حبس الجميع أنفاسهم دفعةً واحدة، وتبادلوا النظرات بوجوهٍ مصدومة.
حتى كارل لم يكن مختلفًا، فقد كان يعتقد أنه مستعد نفسيًا لأي شيء، لكن أن يعترف هكذا بشكل مباشر؟
كان بإمكانه أن يرى كيف كانت آراء الناس تزداد سوءًا بسرعة.
“كانت هناك أسبابٌ لذلك.”
تدخل كارل في الحديث. لم يكن يعلم ما الذي يفكر فيه لوغان، لكن كان من الضروري وضع حد للأمر في هذه المرحلة.
“ذلك الرجل كان خاطفًا حاول اختطاف الآنسة ليونيد. وكلكم هنا تعلمون أن محاولة اختطاف نبيلٍ من قبل أحد العامة تستوجب الإعدام الفوري.”
“هل لديكَ دليل على ذلك؟”
رد فينترين عليه على الفور.
“إن كان ما يقوله الأدميرال فيدريك صحيحًا، فإن ذلك الرجل يستحق الموت. ولكن كيف!”
رفع فينترين صوته وكأنه هو من تعرض للظلم.
“كيف يمكن لرجلٍ مريض، يحمل حروقًا في جميع أنحاء جسده، أن يختطف نبيلًا؟ أليس كذلك، أيها السادة؟”
بدأ الناس ينظرون إلى بعضهم البعض ويهزون رؤوسهم بالموافقة. فقد بدا كلام فينترين منطقيًا.
لكن كارل لم يتراجع. في مسألةِ الأدلة والشهود، كان واثقًا من عدم خسارته.
“لدينا شهودٌ و يمكن استدعاؤهم في أي وقتٍ للإدلاء بشهاداتهم. وبالمقابل، سأسألكَ، هل لدى البارون أي شهودٍ أو أدلة تدعم بها اتهاماته؟”
“لدي شهود!”
صاح الفيكونت بصوتٍ واثق ومليء بالإصرار.
“لو أنني كنت الوحيد الذي شهد على ذلك الأمر المروع، لكنتُ أشك في عينيّ قبل أن أشك في الدوق. فمهما قال أي شخص، الدوق وينفريد هو بطل الإمبراطورية!”
عند هذا الحد، بدا الفيكونت وكأنه يعاني وهو يغير تعابير وجهه إلى الحزن.
“لكن لم أكن وحدي هناك. هناك شخصٌ آخر كان معي، صديق قديم لي، وسيدلي بشهادته! نعم!”
صاح فينترين بطريقةٍ مبالغ فيها ثم استدار فجأة لينظر نحو كارل.
“ولكن، من هو الشاهد الذي يتحدث عنه الأدميرال فيدريك؟ لا تقل لي……”
اتسعت عيناه بدهشة.
“هل هو من العامة؟”
رد كارل بنبرةٍ هادئة باستغراب.
“وما المشكلة في شهادة العامة؟”
“أها! يبدو أن الأدميرال فيدريك، الذي لم يزر العاصمة من قبل، لا يعلم.”
أصدر فينترين صوتاً مستنكراً وهو يهز رأسه.
“ليس لدي أي اعتراضٍ على وقوف العامة للإدلاء بشهاداتهم. لكن، في الماضي، كان هناك شخصٌ سيئ قام برشوتهم بالمال لتزييف الشهادات.”
“…….”
“لحسن الحظ، تم اكتشاف تلك الحقيقة قبل صدور الحكم، ولكن بعد تلك الحادثة، أصبحت شهادة العامة……ضعيفةً جدًا……”
أخذ فينترين يطوي كلماته بينما ابتسم ابتسامةً خفيفة وهو ينظر إلى كارل.
كان يقصد أن شهادة العامة أقل تأثيرًا بكثيرٍ من شهادة النبلاء، بل بالكاد لها أي تأثير على الإطلاق.
‘أها، لهذا كان واثقًا إلى هذا الحد؟’
عبس كارل بشدة.
لقد مات الجاني، وكل من يمكنهم الشهادة هم من العامة، وحتى هؤلاء كانوا من أصحاب السوابق الجنائية.
مهما قالوا الحقيقة، فإن شهاداتهم ستكون بلا قيمةٍ تقريبًا.
‘ما الذي سنفعله الآن؟’
لحسن الحظ، لم يكن لوغان و إيرينا قد خرجا معًا بملابس العامة إلا في تلك اللحظة بالذات، في الوقت الذي كانا يستمتعان فيه بالمهرجان.
لو حدث ذلك بعد فترةٍ من تحركهم، لكان هناك من تعرف عليهما.
لكنهم بالكاد خرجوا حتى تم اختطافها، أليس كذلك؟
‘إنها مشكلة، إنها مشكلةٌ كبيرة.’
لو كان هناك شخصٌ قوي في الوسط يمكنه التدخل، لكان بإمكانهم على الأقل محاولة مواجهة الموقف.
لكن الآن، لا لوغان ولا هو نفسه كانا يمتلكان أي ميزةٍ يمكنهم الاستناد إليها.
‘لن يتعرض لعقوبةٍ شديدة بسبب قتل شخص من العامة، أليس كذلك؟’
على الأرجح، سيتعرض فقط لغرامةٍ صغيرة.
لكن ما لا يمكن تعويضه هو السمعة التي تضررت، وهي لا تساوي أبدًا بضع عملاتٍ معدنية.
ألم تكن عائلة الدوق وينفريد معروفةً كعائلةٍ بطولية حتى الآن؟
لذلك، من المؤكد أن هناك عواقبٌ إضافية ستترتب……
‘لحظة.’
بينما كان كارل غارقًا في تفكيرٍ عميق لدرجة أنه بدأ يشعر بالدوار، أدرك شيئًا.
‘لماذا أنا فقط من يتكبد عناء التفكير في هذا؟ و لوغان نفسه جالسٌ بهدوء!’
عندما حرك كارل نظره إلى لوغان الجالس بجانبه، اكتشف أنه ابتسم ابتسامةً صغيرة كما لو أنه كان يتوقع هذا الموقف.
‘هذا الشخص!’
كان من الواضح أنه كان يستمتع برؤية كارل في حالةٍ من الارتباك وهو يتراجع.
كان وجهه يلمع وهو يحدق به.
‘متى أصبح هكذا؟’
لم يكن يبدو هكذا عندما كان صغيرًا، فقد كان يبدو شخصاً عاديًا.
بينما كان كارل في حالةٍ من الصدمة، أخيرًا فتح لوغان فمه.
“كوبين فينترين، هل يمكنكَ تحمل مسؤولية كل ما قلتَه الآن؟”
توجهت عينيه الحمراء المتفاخرة نحو فينترين.
“هل حقًا تستطيع تحمل مسؤوليةَ كل كلمةٍ قلتها؟”
سأله هذا السؤال بنظرةٍ حادة، فحبس فينترين أنفاسه للحظة.
لكنها كانت لحظةً قصيرةً فقط.
“بالطبع!”
لم يكن هناك ما يمنعه. على الرغم من أن بعض التفاصيل قد تم تحريفها قليلاً، إلا أن ما حدث كان حقيقة.
بالإضافة إلى ذلك، من كان يقف وراءه هو الإمبراطور نفسه.
“أنا، كوبين فينترين، سأتحمل مسؤوليةَ كل ما قلتهُ الآن.”
“هل هذا صحيح؟”
ابتسم لوغان وهو يواجه فينترين بعينيه.
كانت ابتسامتهُ تحمل شيئًا من الثقة، وكأنه لم يفكر ولو للحظة واحدة في أنه سيهزم.
شعر فينترين بالتردد.
‘ما هذا؟ هل لديه ورقةٌ خفية؟ هذا مستحيل!’
لقد تأكد من كل شيءٍ بنفسه بشأن هذه القضية.
صحيح أن حادثة الاختطاف الخاصةِ بإيرينا كانت حقيقية، ولكن الحقيقة الأخرى هي أن جميع الشهود المحتملين كانوا من العامة.
من ناحيةٍ أخرى، كان لديه دعم من الفيكونت ميركيلر، لذا لم يجب أن تكون هناك مشكلة.
‘لماذا أشعر أن هناك شيئًا غريبًا؟’
________________________________
ايه تكفون اكيد فيه شي يطلعه من ذا المصيبه😭
افضح سناير وكب عفش فينترين ذاه وخلصوا طفشت من السياسه
اشتقت لمومنتاتهم😔
Dana