As Long As you Are Happy - 100
“شكرًا لكم جميعًا على قدومكم.”
كان صوت الإمبراطور الذي أعلن بداية الاجتماع في غايةِ الهدوء.
“إذاً، فلنبدأ الاجتماع غير الدوري.”
سار الاجتماع بسلاسةٍ أيضًا.
“مع قدوم الشتاء، لنبدأ أعمال البناء بحيث يتمكن المزارعون من كسب المال حتى خلال فصل الشتاء……”
“أما بالنسبة لقنوات تصريف مياه الأمطار تحت الأسوار، فقد تم الانتهاء من إصلاحها منذ بضع سنوات، لذا دعونا نبني جسورًا جديدةً أو نقوم بتعزيز الجسور القديمة……”
“نرغب في إنشاء خزان مياهٍ كبير إضافي في إقليمنا مييول لمواجهة حالات الجفاف، ونأمل الحصول على إذن جلالتك……”
لم تُطرح سوى القضايا التي انتهى النقاش بشأنها أو تم التوافق عليها مسبقًا، كانت تُذكر وتُزال من النقاش سريعًا.
وكان من بينها بعض القضايا المتعلقة بإقليم دوقية وينفريد.
“من المتوقع أن يتم نقل كمياتٍ كبيرة من المواد إلى إقليم وينفريد مستقبلاً، لذا نرغب نحن بإنشاء جسرٍ إضافي على النهر لتسهيل نقل الموارد.”
“حسنًا.”
أومأ الإمبراطور برأسه بينما كانت عيناه تركزان على الوثائق المتعلقة بذلك، وهو يرتدي نظارته أحادية العدسة.
“الأولوية القصوى لإمبراطوريتنا في الوقت الحالي هي إعادة إعمار المنطقة الشرقية.”
كانت نظراته خلف عدسةِ النظارة تحمل قدرًا كبيرًا من الجدية.
“يجب ألا يكون هناك أي نقصٍ في هذا الأمر.”
“نعم، جلالتك. سننفذ ذلك دون أي مشاكل.”
“جيد، والآن ننتقل إلى البند التالي……”
صدح صوت الإمبراطور في قاعة المجلس.
كان لوغان يراقب كل تلك المشاهد بصمت. و في تلك اللحظة، وخزه كارل بمرفقه في خصره.
“هيه.”
همس كارل بصوتٍ منخفض بحيث لا يسمعه سوى صديقه الجالس بجواره.
“مهما نظرتُ إلى الأمر، أليس هذا مجرد اجتماعِ مجلسٍ عادي؟ لا يوجد نقاش، لكنه يختلف عما تخيلته.”
أومأ لوغان برأسه موافقًا.
كان كلامه دقيقًا.
باستثناء الإحساس وكأنهم يظهرون للآخرين القضايا التي طُرحت وكيف تم التعامل معها، لم يكن هناك ما يبدو غريبًا في الاجتماع.
ومع ذلك……
“ولهذا السبب يبدو الأمر أكثر غرابة……”
عبس كارل. بينما كان الجميع يتحدثون ويجدون حلولاً، ظل الاثنان فقط صامتين.
“هل يخططون لإظهارنا كالعاجزين؟”
نظر كارل حوله.
“لو كنا نعلم ذلك، لكان بإمكاننا إعداد قضية المفاوضات مع لوبرك والتحدث بشأنها.”
في ظل هذا الوضع، بدا الأمر وكأنهم صامتون لأنهم لم ينجزوا أي شيءٍ يُذكر.
كان ذلك تناقضًا واضحًا مع كلام الإمبراطور عن ضرورةِ إعادة إعمار المنطقة الشرقية.
“ربما يكون الأمر مجرد استعراضٍ للهيمنة أو محاولة للحد من نفوذنا.”
ضيّق لوغان حاجبيه.
لم يكن هو ولا كارل من النبلاء المركزيين، مما يعني أنهما لا تربطهما علاقات بمعظم الحاضرين.
كما أن وجودهما في العاصمة قد يثير قلق بعض الأشخاص الحاضرين هنا.
إضافةً إلى ذلك، كان لوغان لا يزال صغير السن لتولي لقب الدوق، وكان كارل، بصفته الابن الثالث، لا يُفترض أن يكون حاضرًا في مثل هذا المجلس.
وفوق كل ذلك، كان كلاهما يحملان لقب “أبطال الحرب”، وهو أمر أثار استياء الإمبراطور وبعض النبلاء المركزيين.
“تسك.”
نقر لوغان لسانه بضيق.
كانوا يشعرون بالانزعاج منهما، لكنهم كانوا يتجنبون مهاجمتهما في المجالات العسكرية أو التجارية خوفًا من رد انتقاميٍ سريع.
في هذه الفرصة، بدا أنهم يستغلون دعم الإمبراطور للتصرف بهذا الشكل.
“كم هو تصرفٌ دنيء.”
“هاه……”
كان وجه كارل عابساً. و مرر يده عبر شعره إلى الخلف بغيظٍ واضح.
“هذا حقًا تجاوزٌ للحدود……”
نظراته الباردة التي غمرتها مشاعر الغضب اجتاحت الحاضرين.
“أثناء الحرب، كانوا يتحدثون عن ضرورةِ حماية العاصمة أو حماية عائلاتهم، لكنهم لم يرسلوا جنديًا واحدًا أو حتى كيسًا واحدًا من الحبوب…… هم مجرد جبناء.”
ارتفعت أصوات أسنانه وهو يطحنها بشدة، مما دل على مدى غضبه.
“لكن، على الأقل يبدو أننا لسنا بلا حلفاء تمامًا.”
ابتسم لوغان بخفة، وفي نفس اللحظة نهض أحدهم فجأة.
“جلالتك!”
كان ذلك البارون بيرسي، الذي كان يتحدث معهم قبل بدء الاجتماع، ووجهه كان قد احمر غضبًا في ذلك الوقت، لكنه الآن أصبح شاحبًا قليلاً.
“بما أننا نعقد هذا الاجتماع، ما رأيكم في مناقشة مسألة المفاوضات مع لوبرك أيضًا؟”
كانت مفاوضات لوبرك تُدار بشكلٍ أساسي من قبل ولي العهد، و الدوق وينفريد، والأدميرال فيدريك.
وبما أن ولي العهد لم يكن حاضرًا، فمن الواضح أن المناقشة ستتمحور حول لوغان و كارل.
كان الأمر واضحًا للجميع بأنها خطوةٌ لدعم هذين الشخصين تحديدًا.
وكدليلٍ على ذلك، خيّم جوٌ من البرود على القاعة التي كانت مفعمةً بالحيوية قبل لحظات.
“هل هو بخير؟”
سأل كارل لوغان بقلق.
“على الرغم من أن البارون بيرسي ينتمي إلى النبلاء المركزيين القدامى، إلا أن نفوذه ليس قويًا، أليس كذلك؟”
“بالطبع لن يكون بخير بخير.”
ما إن أنهى لوغان كلامه حتى قاطع أحدهم حديث البارون بيرسي.
“ألا ترون أن مثل هذه القضية المهمة تستحق أن تُناقش بتأنٍ وجهدٍ في المجلس الدوري بدلاً من هذا المجلس غير الدوري؟”
“هذا صحيح.”
وكأنهم كانوا ينتظرون من يشق الطريق، ظهر شخصٌ آخر مباشرةً ليؤيد الكلام.
كان الرجل الذي تعرض للتوبيخ بالكلمات من كارل قبل قليل هو من تحدث الآن.
“وفوق ذلك، فإن الشخص الذي بذل أكبر جهدٍ في المفاوضات ليس سوى ولي العهد نفسه. فهل يمكننا مناقشة الأمر بدون حضوره؟”
“أوه، بالطبع لا!”
ابتسم الرجل ابتسامةً ماكرة وهو ينظر إلى لوغان و كارل.
“لا أقصد أن جهودكما غير كافية. تفهمان قصدي، أليس كذلك؟ أنا أقول هذا من نوايا حسنةٍ فقط!”
عند سماع كلماته، ارتسمت على شفتي الإمبراطور ابتسامةٌ غريبة. كانت شبيهةً بابتسامته السابقة، لكنها بدت أعمق وأكثر صدقًا هذه المرة.
“بالطبع أفهم.”
لكن تلك الابتسامة تلاشت فور أن فتح لوغان فمه.
“كيف لي أن أسيءَ فهم مشاعر الكونت دينو الذي كان يشعر بالأسى بينما كان يطرد اللاجئين من الشرق خلال الحرب؟”
“……!”
لم يتوقع الكونت دينو أن يتم تذكره، فبدت ملامحه متجمدة.
“أحم!، لم يكن وضعنا جيدًا في ذلك الوقت، ولهذا اضطررنا لاتخاذ مثل ذلك القرار. صدقني، كنتُ أشعر بالكثير من الأسى أثناء اتخاذه.”
أومأ لوغان برأسه وكأنه يتفهم الأمر.
“رغم أن حقول القمح في إقليم دينو كانت في أوج موسمِ الحصاد، إلا أنه قد تحدث حوادث تؤدي الى أن تعاني من نقص في الغذاء. أنا أتفهم ذلك.”
الآن، لم يتوقف وجه الكونت دينو عند الجمود، بل أصبح مشوهًا من شدة الانزعاج، وكانت شفتاه ترتعشان وكأنه على وشك الرد.
“لماذا يبدو وجهه هكذا؟”
تحدث كارل مع نفسه مجددًا.
بالطبع، كان يتحدث لنفسه، لكن الجميع كانوا يسمعون.
“من المعروف أنه خلال مواسم الحصاد الوفير يتم تخزين الحبوب للاستعداد للمواسم السيئة. إذًا، هو رجل يتبع القواعد الأساسية فقط. وقد قلت ذلكَ بنوايا حسنة، أليس كذلك؟”
“اهمم.”
أصدر لوغان صوتًا صغيراً وكأنه يؤيد كلام كارل.
لكن سواءً كان في المرة السابقة أو الآن، لم يكن هناك شخصٌ واحد في القاعة صدّق أن النوايا كانت حسنة.
بل فهم الجميع الكلام على أنه اتهامٌ مباشر بأن الكونت دينو كان قاسيًا لدرجة طرد اللاجئين، وعاجزًا عن مشاركة فائض الطعام.
بدأ الحاضرون الذين علموا الآن بأمر طرد اللاجئين من قبل الكونت دينو يتهامسون فيما بينهم، وأُلقيت عليه نظراتٌ مليئة باللوم والانتقاد.
“…….”
كان الكونت، الذي تلقى كلماتهِ معكوسةً عليه، يحدق بغضب في لوغان و كارل بينما كان جسده يرتجف. لكنه لم يستطع قول المزيد وأغلق فمه في النهاية.
“يكفي من الأحاديث الجانبية.”
عندها فقط، تدخل الإمبراطور بوجهٍ صارم. و ابتسم لوغان بخفة.
“جلالتك.”
لم يكن ينوي إنهاء الأمر هنا.
“في الواقع، لدي تقريرٌ إضافي بخصوص مسألة المفاوضات مع لوبرك.”
“….؟”
نظر الإمبراطور إليه بعيونٍ متفاجئة.
“تقريرٌ إضافي؟”
كانت قضية المفاوضات مع لوبرك من الأمور ذات الأهمية الكبرى بالنسبة للإمبراطور، وكان يتلقى تقارير مستمرةٍ عنها.
‘حتى صباح اليوم لم يكن هناك أي جديد، فلما الآن؟’
‘أيمكن أن يكون هناك شيء غير متوقع؟’
“هل زاركَ أحدهم للتو؟”
“نعم، جلالتك.”
ابتسم لوغان.
“لقد وقعتُ للتو على وثيقة استعادةِ الأراضي من لوبرك.”
“…….هل تعني حقًا؟”
نهض أحدهم فجأة.
“هل تقصد العاصمة القديمة للإمبراطورية؟”
“نعم، هذا صحيح.”
امتلأت قاعة المجلس بالدهشة والصدمة بعد كلام لوغان.
“لقد فقدنا مدينةَ تاشاريا، التي كانت العاصمة الأولى للإمبراطورية ونقطة انطلاقها، لصالح لوبرك منذ مئات السنين.”
قال لوغان ذلك وهو يُخرج من جيبه ظرفًا سميكًا مليئًا بالرسائل.
“ما لم نتمكن من استعادته على مدار السنوات الماضية، تمكنت من استعادته الآن.”
وكانت لوبرك هي نفسها التي أشعلت الحرب بسبب نقص الحبوب.
الحرب التي بدأت من أجل الوفرة أدت إلى تدهور الوضع المالي في لوبرك، وفي النهاية، تكبدوا الهزيمة.
وفي هذه الأثناء، اضطرت لوبرك إلى دفع تعويضاتٍ ضخمة بسبب ديون الحرب.
‘كانوا يشعرون بالإحباطِ من ذلك’
إذا استمروا في تحمل هذه الديون بالكامل، كان من الواضح أن البلاد ستنهار في غضون سنواتٍ قليلة.
أمام وفد لوبرك المنهار، قدم لوغان طلب استعادة مدينة تاشاريا.
قال أنه إذا تم إعادة تاشاريا، سيُخفضُ جزء من التعويضات.
‘و قد استغرق الأمر وقتًا طويلاً للتفكير.’
هل كانت هذه النقطة هي الوحيدة التي يمكن للإمبراطورية أن تستفيد منها؟ أم أن التخفيض الجزئي للتعويضات بدلاً من الإعفاء الكامل هو ما جرح كرامتهم؟
‘صمدت لوبرك أكثر مما كنتُ أتوقع.’
لكنهم ربما اعتقدوا أن فقدان الشرف والكرامة أفضل من انهيار البلاد، ولذلك وقعوا في النهاية.
“هذا هو اتفاق استعادة الأراضي الذي أرسل إلي هذا الصباح.”
مشي لوغان نحو الإمبراطور وأخرج رسالة، مكتوبٌ عليها “إلى: الدوق لوغان وينفريد”.
تجمدت وجوه الإمبراطور وبقية النبلاء عند رؤية ذلك.
إرسال لوبرك هذه الوثيقة السرية إلى الدوق وينفريد، وليس إلى ولي العهد، كان بمثابةِ إشارةٍ إلى أن لوغان كان الشخصية المركزية في هذه المفاوضات.
“……لماذا لم تخبرنا بهذا في وقت سابق، دوق؟”
قال الإمبراطور ذلك مبتسمًا، لكن شفته كانت ترتعش.
“أعتذر على المفاجأة، جلالتك.”
انحنى لوغان بخفة، ثم رفع زاوية فمه مبتسمًا.
“كنت أظن أنه سيكون كافيًا أن أذكر ذلك في المجلس المقبل، بما أن المجلس سيُعقد قريبًا. لكن لم أتوقع أن يكون هناك تناقضٌ في الوقت، خاصةً بعد أن فتحتَ أنتَ يا جلالتك هذا المجلس.”
اختفت الابتسامة من شفتي الإمبراطور في لحظة، وفي الوقت نفسه، أصبحت نظراته تجاه لوغان باردة.
كما أن جو المجلس أصبح أكثر برودة، وكانت الابتساماتُ الوحيدة هي التي تزين وجه كارل و الفيكونت بيرسي.
“……أفهمُ ذلك. سأتقبل الخبر السار الذي جلبته، دوق.”
أومأ الإمبراطور برأسه، وكانت عيونه تلمع بنظرةٍ باردة.
“ما هي النقطة التالية؟ أوه، صحيح! كان هناك شيءٌ قاله لي البارون فينترين.”
توجهت نظرات الإمبراطور بدقة إلى فينترين.
“هل يمكنكَ النهوض والتحدث؟”
مع تلك النظرات الحادة التي كانت مسلطةً عليه، فكر فينترين في شيء واحد. بأنه إذا أخطأ هنا، فقد يواجه غضب الإمبراطور بشكل مباشر.
____________________________
مارل ماخذ الوضع لعب ما كأنهم في مجلس نبلاء 😭
النبلاء هنا كل مره يعلموني انهم بهايم اكثر واكثر فيه اشياء واجد مزعجتني كأنهم مهابيل لاسمعوا شي صدقوه وحقودين واتحداهم يتصادقون وع
Dana