An Academy Student's Duty Is To Study - 158
في وقت متأخر بعد مغادرة ريبيكا والكونت مانيل.
كان جاسبر وروز جالسان على السرير معًا كما العادة قبل النوم. كانت روز تشرب الشاي مستندةً على صدر جاسبر بينما هو يمسد على شعرها.
ومع اقتراب انتهائها من فنجان الشاي، كان قلقها يتفاقم أكثر. كيف يجب عليها بدء الحديث عن الموضوع؟
‘ماذا أفعل…..؟’
بعد التفكير لفترة طويلة، وحينما كادت تنتهي من فنجانها، أغلقت عينيها وتحدثت باندفاع في نفس واحد.
“جاسبر، أنا حقًا أريد طفلًا……!”
“…. هاه؟”
صدح صوت متفاجئ من خلفها. كان من المثير للدهشة طرح الموضوع الرئيسي فجأة بعد صمت طويل.
“ما الذي تقصدينه؟”
رغم ذهول جاسبر، إلا أنه أخذ فنجان الشاي من يد روز ووضعه على الطاولة. خفضت روز رأسها ولعبت بأصابعها.
“لا أعتقد أنكِ تقصدين إغوائي.”
ضحك جاسبر ولف ذراعيه حول خصر روز. كان وجهه قريبًا من وجهها حيث ستراه بمجرد إدارة رأسها.
“كنتِ تتصرفين بغرابة في الآونة الأخيرة… اتضح أن هذا بسبب الطفل.”
“هاه.. كيف علمت؟”
اتسعت عينا روز بتفاجؤ.
“ألم يكن يجب أن ألاحظ؟”
“……..”
“آسف. في الواقع لقد فكرتُ أن أفعالكِ كانت لطيفة للغاية لذا لم أتفاعل.”
خفضت روز عينيها قليلًا.
“إذن…. مادام لا توجد مشكلة، لمَ لا تريد إنجاب طفل…..؟”
كانت تعابير روز تصبح غائمة أكثر فأكثر مع استمرار حديثها.
“همم.”
نظر جاسبر لروو بهدوء ثم أدار جسدها نحوه لتصبح أمام عينيه.
“ليس الأمر أنني لا أحب ذلك حقًا.”
“….حقًا؟”
“أنا فقط لا أشعر بالحاجة لذلك.”
“لماذا؟”
هزّ جاسبر كتفيه قليلًا.
“لأن الأمور على ما يرام كما هي الآن، لا أرى سببًا لتغير أي شيء. كما أشعر أنكِ تواجهين وقتًا عصيبًا، جسدكِ ضعيف للغاية.”
“أنا، لقد أصبحت أقوى! لقد ازداد وزني كثيرًا!”
اعترضت روز بخجل تنفي كلماته.
بعد رؤية غثيان الصباح الذي عانت منه ريبيكا، شعرت بالقلق بطبيعية. ولكن عندما فكرت في كون جاسبر بجانبها، تبددت مخاوفها بسرعة.
قبّل جاسبر جبين روز برقة ثم أكمل حديثه.
“إن حظينا بطفل، فالوقت الذي أقضيه معكِ سيقل. هو قليل بالفعل بسبب الهندسة السحرية.”
“هذا صحيح…. أنا آسفة جاسبر….”
خلال المراحل النهائية من تطوير المنطاد، كانت روز مشغولة بشدة بحيث لم تستطع سوى التركيز على المشروع. عندما لاحت قتامة على وجه روز، أمسك جاسبر بخديها بين يديه.
“لم أقل ذلك لتشعري بالذنب.”
“……”
“أنا أعلم كون شخصيتكِ هكذا وأحبها.”
“جاسبر….”
كانت نبرة روز مليئة بالعاطفة وأسندت وجهها على كف جاسبر. رغم أن جاسبر قال ذلك من قبل عدة مرات، إلا أن قلبها كان يؤلمها في كل مرة.
تحدث جاسبر بهدوء وهو ينظر لها بينما تفرك خدها على يده.
“أشعر بالرغبة في فعل ما تريدينه.”
“حقًا….؟”
“يحدث هذا كثيرًا. ولازلت أشعر بالدهشة في كل مرة. أن أكون قادرًا على رعاية شخص آخر غير نفسي هكذا.”
كان تعبير جاسبر جادًا ولم تظهر مودة على وجهه أو غيرها، لاكن نبرته كانت مليئة بالصدق.
“هل يمكنني حب شخص آخر بهذه الطريقة مجددًا؟ حتى وإن كان طفلي فلا أعلم.”
“جاسبر…..”
“ولكن ما دمتِ ترغبين في إنجاب طفل، فلنفعل ذلك.”
“لا، لا أحب أن تقول هذا عن غير اقتناع. يجب أن تكون تلك رغبتك جاسبر. لأنك والده……..”
“لن أكون أبًا جيدًا.”
“لمَ تعتقد ذلك؟”
“لم أكبر وأنا أشاهد أبًا جيدًا.”
تدلت حواجب روز بحزن. كان من الصحيح أن دوق كونواي كان أبًا باردًا. رغم أنه أصبح أقل برودًا بعد كبره في السن.
“وكما قلت، لا أعلم إن كان هناك أي عاطفة متبقية داخلي لأمنحها لشخص غيرك. لستُ شخصًا حنونًا جدًا.”
“هذا غير صحيح! أنتَ دافئ وحنون للغاية!”
عندما تحدثت روز وعيناها مفتوحتان على مصرعيها، أطلق جاسبر ضحكة خافتة.
“حقًا… أنا جادة…..”
“روز، أنتِ الوحيدة التي تفكر بي بهذه الطريقة.”
“لا! أنتَ فقط بخيل بالتعبير عن مشاعرك، لكنكَ شخصٌ لطيف بشدة!”
نطقت روز بكلماتها في نفس واحد لعدم رغبتها في التراجع عن هذا الموضوع.
“أنا متأكدة من أنك ستكون أبًا جيدًا!”
أطلق جاسبر ضحكة وعبث بشعر روز بيديه.
“أعتقد أني أفتقر للعديد من النواحي. أليس استنتاجكِ عاطفيًا للغاية؟ يجب على الباحثة الكبيرة أن تكون عقلانية في تفكيرها.”
نظرت روز لجاسبر وهو يعبث بشعرها.
“هذا استنتاجي الذي توصلت إليه بعد العيش معكَ لسنوات، أنتَ لستَ باردًا مطلقًا!”
صحيح أن جاسبر كان جادًا جدًا خارج المنزل، ومع ذلك، كان هذا خارجياً فقط. رغم كونه صارمًا مع مرؤوسيه، إلا أنه عندما يكون هناك خطر فهو يكون في الطليعة. كان إحساسه بالمسؤولية قويًا جدًا. كان يعلم كيف يساعد الضعيف ولا يتجاهل الآخرين كما لم يكن متفاخرًا أو مغرورًا.
منذ زواجها وروز تعتقد أنها لم تخطئ أبدًا بزواجها من جاسبر. بالطبع قد كان رائعًا خلال أيام دراسته بالأكاديمية، ولكن مع مرور السنين كانت شخصيته تصبح أفضل.
كانت سعيدة جدًا لدرجة أنها أرادت التباهي بزوجها في كل مكان…..!
ارتفعت حرارة وجهها وهي تفكر بذلك ثم تحدثت.
“أنا متفهمة أنك متردد كونكَ لم تجرب أبدًا شخصية الأب التي تفكر فيها، ولكن هذا الأمر نفسه بالنسبة لي.”
“…….”
“هل الأشخاص الذين نشأوا في أسر مثالية وحدهم من يستطيعون أن يصبحوا آباء مثاليين؟ لستُ متأكدة، بل أعتقد أنهم قد يواجهون نقصًا يستطيع سده فقط من جربه. بالطبع سيتطلب الأمر الكثير من الجهد. ولكن، كل شيء يتطلب في حياتنا يحتاج لبذل جهد أليس كذلك؟”
تحدثت روز بما يدور بذهنها ثم توقفت لتأخذ نفسًا عميقًا. كان جاسبر ينظر لها بهدوء ورأسه مائل قليلًا.
‘… هل كنتُ متحمسةً جدًا؟ هل شعر وكأني أدفعه برأيي أكثر من اللازم؟’
وحالما كادت روز تغرق في قلقها، اقترب جاسبر منها وقبّل جبينها وتحدث بخفوت.
“أنتِ صادقة في كل ما تفعلينه.”
“…. هل تكره ذلك؟”
“لا، بل لهذا السبب وقعتُ بحبكِ. هذا ما أحبه في روز بيل كونواي.”
عانق جاسبر روز بلطف وظلّ هادئًا لبعض الوقت. لم تتحدث روز بشيء وانتظرته ليتكلم.
وسرعان ما تمتم جاسبر بصوت منخفض.
“دعينا نحظى بطفل.”
“حقًا؟”
“لم أكن واثقًا من كوني سأصبح أبًا جيدًا… ولكن حسنًا، أعتقد أنه سيكون من الجيد إن خُضنا في هذا معًا.”
شعرت روز بنبض قلبه حيث كانا يتعانقان.
تحدث جاسبر وهو يبعد روز بلطف بعد أن كانت بين ذراعيه.
“لكنني لستُ جيدًا في التعبير عن مشاعري مثلكِ روز، لذا خذي زمام المبادرة وأخبريني دائمًا.”
“…….”
“لأنني لن أنسى أبدًا شيئًا تقولينه.”
ابتسم جاسبر بهدوء وشعرت روز بكم أنه كان محبوبًا بشكل لا يصدق بعد أن أظهر جانبه الضعيف.
وشعرت بقلبها ينبض بشكل أسرع.
‘م… ما هذا؟’
لقد أربع سنوات منذ زواجهما، ولكنها شعرت بالعاطفة والحب كما لو أنها تقع في الحب مجددًا. كان الرجل أمامها لطيفًا جدًا، وفي كل مرة تستوعب أنه زوجها، تسيطر عليها عاطفة شديدة.
‘يا إلهي….. أنا أحبه!’
الشعور بالقلق تجاه إنجاب طفل بسبب عدم تأكدكَ من أنكَ ستحبه بدرجة كافية كان يعني أنه كان يفكر بكونه والدًا. أحبت روز كيف أنه كان صارمًا وفكر بعناية.
وأحبت جاسبر الذي قرر أن يتخذا خطوة سويًا. كان رأسها مليئًا بالأفكار التي جعلتها تريد معانقته بشكل أكثر إحكامًا.
• ترجمة سما
كتاكييييت 🐥