An Academy Student's Duty Is To Study - 153
هرع إيثان مذعورًا حالما رأى شارلوت.
“ما الذي تفعلينه شارلوت؟”
كان جاسبر قد أنهى عمله للتو وكان يرتدي زيه الرسمي. وقفت روز بابتسامة حالما رأته يقترب.
“مرحبًا جاسبر. بوركت جهودك اليوم……”
لكن حديثها لم يُكمل بسبب ذعر إيثان.
“لا، ما الذي ستفعلينه إن انهرتِ؟”
كان إيثان على وشك الإغماء عندما فهم ما يحدث من كبير الخدم. سرعان ما هرع إلى شارلوت حريصًا على إعادتها للغرفة.
أطلقت شارلوت تنهدًا صغيرًا.
“أنتَ تبالغ في حمايتي.”
“حسنًا فقط انهضي بحذر. هل تعانين من غثيان الصباح؟”
“لا، فقط ليس عندي شهية.”
راقبت روز إيثان المتململ باهتمام وهو يحيط كتفي شارلوت بذراعه. بدا وكأنه شخص مختلف تمامًا مع وجود شارلوت.
“بالمناسبة، قلتِ أنكِ تشتهين الطماطم، لذا اشتريت كل الأنواع. هل تشتهين شيئًا آخر؟”
“الطماطم تكفي. لكن حديثي مع الآنسة روز لم ينته بعد…..”
“أنتِ تبدين شاحبةً قليلًا، ربما تعبتِ من الجلوس لفترة طويلة، فلنعد للغرفة.”
تحدث إيثان بنبرة قلقة، ثم نظر لروز. كان نظراته ثاقبة كما لو أنه فكر أن روز قد أتعبت شارلوت.
تقدم جاسبر ووقف أمام روز وهو ينظر لإيثان بغضب.
“ما الذي تنظر له؟”
“هذه ليست طريقة للتحدث مع أخيك الأكبر. أنتَ على وشك الزواج فلتنضج.”
“أنتَ من يجب أن تنضج، لمَ تنظر لروز هكذا؟”
نظرت روز لهما ثم تحدثت بصوت خافت وهي لا تدري ماذا تفعل.
“أنا آسف….”
لكن جاسبر قاطع حديثها.
“لا تعتذري.”
اشتد الجو بين الأخوين وأصبح أكثر قتامة. أمسكت شارلوت بمرفق إيثان وتحدثت بهدوء.
“لقد عرضت عليها المساعدة أولًا لأن هناك الكثير من الأعمال التي يجب القيام بها استعدادًا للزفاف. كيف يمكنني تركها وحدها؟”
“هذا الأمر متروك لجاسبر ليساعدها.”
“كيف له أن يعرف أحدث تصميمات فساتين الزفاف؟ كمضيفة منزل كونواي فبالطبع يمكنني أنا مساعدتها.”
“أنا قلق عليكِ شارلوت!”
“قال الطبيب أني بخير، أنتَ تبالغ في حمايتك.”
“أبالغ في الحماية؟”
فجأة تحول الأمر من شجار بين أخوين إلى شجار بين زوجين. تبادلت روز نظرة محرجة مع جاسبر.
‘أتساءل ما الذي حدث.’
اعتقدت أن شارلوت وإيثان قد أصلحا علاقتهما تمامًا، لكن مثل هذه المشاحنات ظلت موجودة.
لم يسبق لروز أن خاضت مشادة كلامية مع جاسبر، لذا شعرت بالفضول والقلق بشأن سلوكهما.
عبس إيثان وتحدث.
“أنتِ تعلمين أني أقلق عليكِ، لمَ تقولين هذا؟”
“أنا فقط أحاول تهدئتكَ، أنتَ لا تجعلني أرفع ولو إصبع.”
“كنتُ فقط أحاول جعلكِ مرتاحة بأي طريقة.”
“هذا كثير جدًا.”
“هل تقولين أن حبي أكثر من اللازم؟”
“لمَ تستنبط أشياء كهذه، ولمَ أنتَ هنا الآن ولستَ تحضر اجتماع اليوم؟”
“لأنني قلق عليكِ. أخبرتكِ أنكِ دائمًا ستكونين أولويتي، أليس هذا ما أردته؟”
“لا…… لقد طلبت منكَ ألا تتجاهلني، وليس أن تتجاهل كل شيء وتركز عليّ!”
“إذن أنتِ تقولين أني أبالغ؟ قلتِ أنكِ ستفتحين قلبكِ لي فمتى هذا، هل هو خطأي أني لا أستطيع التفكير في شيء سواكِ؟ أنا أحبكِ!”
خرج صوت إيثان مرتجفًا وضعيفًا. شعرت روز وكأنها ترى شيئًا لم يكن ينبغي عليها رؤيته. أمال جاسبر رأسه نحوها وهمس بأذنها.
“لنخرج من هنا.”
“أجل هذا يبدو أفضل….”
تسلل الاثنان بهدوء خارج الغرفة وتركا الزوجين اللذين لا زالا يتبادلان الكلمات المشحونة بالعاطفة، لم يبدُ أنهما لاحظا مغادرتهما.
وبمجرد أن خرجا من الغرفة، أطلقت روز نفسًا طويلًا كانت تحبسه.
“هااااه…….”
تمتمت روز بذهول.
“كان هذا….. مرهقًا.”
أجابها جاسبر بعدم اهتمام معتاد.
“هذا وضع عادي.”
“هل ترى هذا كل يوم؟”
“اعتدت على ذلك. رغم أنه أصبح نادرًا هذه الأيام. هل أنتِ بخير؟”
“نعم، أشعر بقليل من الارتباك فقط…..”
“سأحضر الشاي.”
جلست روز على أريكة في غرفة المعيشة وأخذت بضع رشفات من الشاي ثم شعرت بالهدوء التام. امتلأ هذا الصباح بالكثير من الأحداث.
وبمجرد أن هدأت، تذكرت سؤالًا أرادت أن تسأله جاسبر.
“بالمناسبة، لمَ لم تخبرني أن السيدة شارلوت حامل؟”
“اوه.”
ارتفع حاجبا جاسبر بتكاسل وهو ينظر لروز.
“لقد نسيت.”
“لا، هل هذا شيء يمكن نسيانه…….”
كان تخمين روز صحيحًا، ونظرت له بعدم تصديق. أصبح تعبير جاسبر جديًا فجأة ثم تحدث.
“روز، أعتقد أننا لا يجب أن ننجب أطفالًا.”
“ماذا؟”
فوجئت روز بالموضوع المفاجئ. صدر هذا الكلام من جاسبر كونواي، نفسه الذي سألها إن كانت تحب الأطفال بمجرد أن بدآ يتواعدان.
“يبدو أن الحمل… صعب للغاية. لا أعتقد أن جسدكِ سيتحمل.”
“لا ما هذا، أريد أن أنحب طفلًا…….”
“لا أعتقد أن هناك مكان لطفل في جسدكِ الصغير….. هذا غير منطقي جسديًا.”
“لا ليس كذلك. الأمر ممكن جسديًا تمامًا جاسبر. لو أنكَ درست مادة الأحياء لعلمتَ ذلك.”
“ولكن ماذا إن مرضتِ؟”
كان التوتر باديًا على جاسبر بالفعل. رأت روز فجأة وجه إيثان الذي كان في الطابق العلوي.
الإخوة إخوة بعد كل شيء.
“سيكون إنجاب طفل أمرًا مؤلمًا.”
“نعم سيكون مؤلمًا، لذا دعينا لا ننجب أطفالًا.”
“لكني أريد إنجاب واحد، حتى وإن لم يكن قريبًا. سيكون لطيفًا إن كان يشبهك.”
“لن يكون لطيفًا.”
بدا جاسبر غير متأثر إطلاقًا.
‘همممم.’
فكرت روز للحظة في كيفية إقناعه. بعد كل هذا الوقت الذي قضوه معًا، توصلت إلى بعض الأفكار للتعامل معه.
‘ربما سيقنعه هذا.’
تحدثت روز ببعض التوقع.
“ألا تريد حتى طفلًا يشبهني؟”
ارتسم التفاجؤ على وجه جاسبر بعد أن كان مشوبًا بالقلق.
“….يشبهكِ؟”
“نعم، طفل بشعر أحمر.”
“…….”
“سيكون هذا لطيفًا.”
“…….”
“أليس كذلك؟”
“…..سأفكر في الأمر.”
ابتسمت روز ووضعت فنجان الشاي. بالحكم على الطريقة التي كانت عينا جاسبر تتحرك بها من جانب لآخر، كان من الواضح أنها حققت هدفها.
***
بدا أن الخلافات بين إيثان وشارلوت قد انتهت. ولأجل تخفيف عبء العمل عن شارلوت، أصبح إيثان يشارك في تحضيرات الزفاف، وهذا ما ساعد على تسريع وتيرة العمل.
منحهم هذا مزيدًا من وقت الفراغ للاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع. وفي مساء يوم السبت، ذهب جاسبر وروز للمسرح. وبينما كانا يسيران في بهو المسرح، صدح صوتٌ عالٍ باسم روز.
“روز!”
كانت بريلي لورانس، والتي لم ترهما منذ فترة.
“براي!”
هرعت روز لها وتبعها جاسبر متخلفًا بخطوة وهو يرمق بريلي بنظرة استهجان. جذبت بريلي روز في عناق ثم تحدثت أولًا.
“يا إلهي لقد مرّ وقتٌ طويل منذ رأيتكِ. لقد أصحبتِ أجمل في هذا الوقت!”
أصبحت بريلي امرأة تنخرط في الأعمال التجارية منذ التخرج، مدعومة بثروة عائلة لورانس العميقة. كانت تعشق السفر لذا نادرًا ما تواجدت في العاصمة وجابت العالم في كل فرصة.
أصبحت بشرة بريلي سمراء قليلة بعد كل هذه السنوات من التجوال. قالت أنها تولت مؤخرًا أعمالًا على سفينة فاخرة وكانت تخطط لرحلتها الأولى في غضون بضعة أشهر.
“إذًا لِكَم من الوقت ستبقين في العاصمة هذه المرة براي؟”
“سأبقى حتى موعد زفافكِ. ولنجتمع مع ريبيكا قبل الزفاف، كما لندعوا أديلا!”
ابتسمت روز وهي تومئ برأسها بعد سماع الأسماء المألوفة.
عكس بريلي التي انشغلت بكونها سيدة أعمال، كانت ريبيكا شخصية بارزة في الأوساط الاجتماعية في العاصمة. بدأ الكونت مانيل في التقرب منها العام الماضي، أصحبت علاقتهما قريبة وبدا أنهما على وشك أن يُخطبا.
كانت أديلا قد تخرجت للتو من الأكاديمية. كان هناك شائعات عن خطبتها، لكن لم يكن هناك إعلان رسمي من عائلة بلو وود.
شخصيًا، كانت روز تعتقد أن أديلا موهوبة في مجال الهندسة السحرية بشكل رائع وكانت تأمل أن تستفيد بقدراتها. لكن كان من النادر أن تعمل ابنة عائلة نبيلة، لذا لم تصبح باحثة كروز.
ألقت بريلي نظرة حولها.
“هل تعتقدين أن ريبيكا ستأتي اليوم؟ ألم تسمعي أي شيء منها؟ غالبًا ما تكونان معًا.”
“حسنًا… في آخر مرة سألتها قالت أنها ليست متأكدة.”
“فيمَ كان يفكر كاليب الوغد بحق خالق الجحيم عندما أرسل لريبيكا دعوة؟”
عبست بريلي وهي تتحدث.
كانت مسرحية الليلة من إخراج شركة مسرحية يديرها كاليب سيدور. منذ تخلى كاليب عن وراثة أعمال عائلته وتركها لابن عمه وهو يعيش حياته بحرية مطلقة.
كان يهتم بالفن، وبنى تدريجيًا سمعة قوية كناقد في هذا المجال. وفي العام الماضي أصبح رئيسًا لشركة المسرحية.
‘ولكن أن يقدم دعوة لريبيكا.’
لم يلتقِ كاليب وريبيكا بعد التخرج. كان كاليب غالبًا يعمل في الخارج، ورغم أنه ظلّ على تواصل مع زملائه إلا أنه يتواصل مع ريبيكا مطلقًا. لم يكن الأمر غريبًا حيث كانا منفصلين.
ولكن بعد ثلاث سنوات من الصمت، تواصل كاليب مع ريبيكا فجأة.
• ترجمة سما