An Academy Student's Duty Is To Study - 151
في اليوم الأول من الإجازة، توجه جاسبر وروز أولًا إلى منزل عائلة روز.
كان هناك أربعة أشخاص في المنزل، حيث كان أخ روز ريتشارد يعمل في الجمهورية. لذا كان هناك أمها آنا، جدتها دورا، شقيقها دينفر، وأختها الصغرى إيلي.
كانت العائلة تعيش براحة شديدة عكس ما كانت عليه قبل بضع سنوات. كانت روز ترى أن الأمور تسير بشكل رائع منذ طلاق والديها. فلطالما كان جورج منذ البداية لا يملك حضورًا في العائلة.
لم تسمع روز أخبارًا عنه منذ سنين. آخر مرة رأته كانت قبل عامين عندما تمت دعوتها إلى أكاديمية بيركلي لإلقاء محاضرة التخرج.
بطريقة ما سمع جورج الخبر وكان ينتظرها عند بوابة الأكاديمية.
“عزيزتي، لا يمكنني العيش بعد الآن، عليكِ مساعدة والدكِ حسنًا؟ قد أكون انفصلتُ عن أمكِ، لكننا لازلنا مرتبطين بالدم.”
كان هذا بعد أن أفلست عصابة العلامة الحمراء.
عوقبت العصابة لتورطها في الحركة الرجعية وفقدت سلطتها ثم أغلقت المصنع معلنةً إفلاسها.
انتقل جورج من المصنع وأصبح بلا مأوى يتنقل فقط من مكان لآخر. حاول الحصول على بعض المال من روز التي أصبحت أكثر شهرة، لكنها تجاهلته تمامًا. لم تتحدث معه وكأنها لا تعرفه على الإطلاق.
ومع وجود حرس الأكاديمية، لم يتمكن جورج من الاقتراب منها.
“روز…. روز أرجوكِ!”
تلاشى صوته المتوسل وهي تبتعد. لم تُرِد أن يكون لها علاقة بجورج مطلقًا وإن كانا يملكان نفس الدم.
رأت اليأس في عينيه وهو يفقد أمله الأخير، لكن الغريب أنها لم تشعر بأي شفقة.
بعد ذلك بفترة، سمعت أن وزارة الأمن العام قررت نقل العديد من المشردين في العاصمة إلى الإصلاحيات كخطوة لمساعدتهم على تأهيل أنفسهم. وبدا أن جورج قد غادر العاصمة في ذلك الوقت.
‘سيملك حياته الخاصة.’
في الواقع كانت تشك في أن جورج سيتم إعادة تأهيله حقًا. كان إنسانًا لا يملك أي إرادة للتغيير رغم أنه قد مُنِح عدة فرص من قبل.
لم ترد روز أن تسمع أخبارًا عنه حتى وفاته، كي يستمر السلام في العائلة.
***
في غرفة معيشة مريحة بدأ يظهر عليها القِدم. جلس جاسبر باستقامة مواجهًا عائلة روز. كانت إيلي أصغرهم تراقبه وعيناها تومضان.
“واو….. أنتَ تضيء حقًا كلما رأيتك.”
“شكرًا إيلي.”
ابتسم جاسبر بخفوت لكلمات إيلي. كادت روز تصاب بالفواق بسبب غرابة جاسبر. لم تصدق أن جاسبر استطاع إظهار ابتسامة لطيفة كهذه لشخص غيرها.
‘…أنتَ تتصرف هكذا مجددًا.’
لم تكن هذه المرة الأولى التي يقابل فيها جاسبر عائلة روز، فقد التقاهم عدة مرات بالفعل.
في كل مرة، كان يتظاهر بالأدب والتهذيب لإثارة إعجاب عائلة روز. وبدأ يتحسن في ذلك حتى تعلم كيف يكون لطيفًا جدًا.
في الحقيقة، لطالما وجدت آنا أنه من الصعب التعامل معه. كان هذا رغم حقيقة أنه وروز قد تبادلا النذور بالفعل.
لم يقيما حفل الزفاف لأن روز كانت مشغولة للغاية، لكنهما تعهدا بحبهما لبعضهما أمام ثلاثة شهود. لذا فقد كانت علاقتهما متينة وزواجهما أكيدًا.
ومع ذلك، لم تشعر آنا بالراحة مع ابن الدوق، استغرقها الأمر شهورًا حتى تستطيع مناداة جاسبر باسمه.
نظرت آنا إلى جاسبر بهدوء.
“إذن هل ستبدأ في التحضير لحفل الزفاف مع روز بجدية؟”
“نعم.”
“حسنًا، لقد أتى ذلك اليوم بالفعل. من فضلكَ اعتني بروز، جاسبر.”
“إذا كان هناك أي شيء يدور في ذهنكِ من فضلكِ أخبريني.”
كان تعبير وجه جاسبر نقيًا كنقاء ثيابه، ارتشفت آنا من فنجان الشاي قبل أن تجيبه.
“ما دمتما مغرمان ببعضكما لهذه الدرجة فماذا الذي يمكنني قوله…. أنا فقط أتساءل ما إذا كانت ابنتي سترتاح في الدوقية.”
فهمت روز مشاعر آنا المعقدة، فقد سمعتها عدة مرات.
“مع دعم الامبراطور لكما فلا يوجد ما يمنعكما من الزواج. ولكن لا أعلم هل ستكونين بخير إن بقيتِ في دوقية كونواي أم لا. أخشى أن تعاني هناك وحدكِ، وأنتِ لستِ ممن يظهر ذلك………”
كانت آنا محقةً بشأن قلقها. ففي النهاية كان إيثان قد عارض الزواج بشدة.
لكن روز لم تكن قلقة. كان تظن نفسها لا تستحق عائلة كونواي في يوم من الأيام، ولكن ليس بعد الآن.
ازدادت ثقتها بنفسها بعد أن صنعت اسمًا لها كباحثة في المعهد الامبراطوري. كما أن سلوك إيثان قد تغير أيضًا.
قد لا تكون روز ابنة عائلة نبيلة أو ثرية، وقد لا تملك مهرًا ضخمًا، لكنها امتلكت سمعة خاصة.
“سأخبركِ يا أمي عندما يكون الأمر صعبًا، لا داعي للقلق. ولكن…. ستكون الأمور على يرام، أشعر أني أعلم كيف أكون سعيدةً الآن.”
كانت الإجابة هي إحاطة نفسك بالأشخاص الجيدين والابتعاد عن السيئين. ولكن بلا عزل النفس بعيدًا.
عندما استرجعت ذاكرتها للوقت الذي قضته في الأكاديمية، فاللحظات التي مرت بها في عامها الأخير لا تُنسى. تغير كل شيء عندما كونت صداقات ووقعت في للحب لأول مرة.
أدركت أنه لا يمكنها تحقيق السعادة بمفردها، مهما رغبت في ذلك. الواحد منا بحاجة لشخص يثق به، يرشده، أحيانًا يسند ظهره، وأحيانًا أخرى يقف بجانبه.
وضعت روز يدها على ظهر يد جاسبر بينما تجلس بجانبه، فأمسك جاسبر بيدها برفق بحركة تلقائية.
ابتسمت روز بإشراق وتحدثت كما لو أنها تقطع وعدًا.
“سنكون سعداء بالتأكيد.”
***
بعد الاستمتاع بالعشاء الذي أعدته آنا، صعد جاسبر للطابق العلوي مع روز. كانت تلك هي المرة الأولى التي يبيت فيها جاسبر في منزل روز.
لم يكن حفل الزفاف قد تم بعد، لذا كان لكل منهما غرفة منفصلة. توقفا أمام غرفة الضيوف التي من المفترض أن ينام فيها جاسبر.
“روز……”
تمتم جاسبر ولمس ظهر يد روز. تفاجأت روز من الحرارة التي لامستها ونظرت له.
“لمَ يداكَ ساخنتان للغاية؟ هل أكثرت أنتَ ودينفر من الشرب؟”
“طلب مني صهري الثاني الشرب معه، أنا لستُ ثملًا.”
خارجيًا بدا جاسبر بخير، فقط باستثناء وجهه المحمر والتواء لسانه.
“أنا سعيدةٌ لسماع ذلك ولكن…..”
تحدث جاسبر وهو يلقي نظرة خاطفة على روز.
“من الجميل الجلوس على طاولة مفعمة بالحيوية.”
“اعتقدتُ أنك ستواجه وقتًا عصيبًا مع طرح الجدة للكثير من الأسئلة.”
“لا لقد كان الأمر لطيفًا. كلهم يحبونكِ كثيرًا.”
واصل جاسبر بصوت منخفض وأصابعه لا تزال ملتفة حول يد روز.
“في الواقع لم يكن الأمر هكذا دائمًا، ولكن مع تحسن الوضع لم يعد علينا أن نكون حساسين أو نثير أعصاب بعضنا……”
منذ حوالي سنتين، بدأت آنا ودينفر بإعادة فتح مزرعة ألبان، قاموا ببناء مزرعة ووظفوا شخصين أو ثلاثة. وقاموا بإدّخار المال التي كسبته روز لنفقات المعيشة.
والآن أصبحت الأسرة مزدهرة تمامًا دون الحاجة لدعم من روز. كان حالهم ميسورًا بما يكفي لإرسال إيلي للدراسة في الأكاديمية.
‘لو لم يساعدني جاسبر وتركت الأكاديمية….’
تساءلت عمّا إذا كانت ستعيش هذه الحياة الآن.
ستجعلهم ديون جورج أكثر بؤسًا. ارتجفت من مجرد التفكير في ذلك، وشعرت بالامتنان لجاسبر.
عرضت روز أن تدفع له رسوم الدراسة التي دفعها له بعد أن كسبت ما يكفي من المال، لكن جاسبر لم يقبل.
“ستكون أموالي لكِ بعد الزواج على أية حال.”
كانت إجابته ذكية.
ارتسمت ابتسامة عفوية على وجه روز عندما فكرت في ذلك. وتسلل احمرار طفيف إلى وجهها.
حبس جاسبر أنفاسه وحدق بها للحظة، ثم تحدث بصوت خافت.
“….روز.”
“نعم؟”
“ستذهبين إلى غرفتكِ أليس كذلك؟”
نظرت روز إلى جاسبر بتساؤل كما لو كان يسأل عمّا هو واضح.
“أعتقد ذلك..؟”
بمجرد سماع إجابة روز، أحنى جاسبر رأسه وأطلق تنهيدة طويلة.
“ما الخطب جاسبر؟”
“لا، لا شيء. تصبحين على خير. أراكِ غدًا.”
رفع جاسبر رأسه لروز وأعطاها ابتسامة خافتة. حمل وجهه نظرة لا يملكها إلا عندما يكون محرجًا أو منزعجًا.
أوقفته روز عندما بدأ بالسير نحو غرفة الضيوف.
“ما الذي يزعجكَ جاسبر؟”
“لم أكن لأقول أني منزعج، أنا فقط مندهش من مدى صبري.”
“ماذا؟”
“أنتِ تضايقينني حقًا……..”
تمتم جاسبر بهمس لنفسه، ثم وفجأة انحنى وطبع قبلة سريعة على شفاه روز.
رمشت روز مندهشةً من القبلة المفاجئة.
قام جاسبر بالتمسيد على شعر روز وهمهم بهدوء.
“سأصبر حتى يوم الزفاف، لم يتبقَ الكثير من الوقت.”
“ماذا……”
“لا أطيق الانتظار لأنام معكِ في نفس السرير.”
“آه.”
احمرّ وجه روز عندما أدركت فجأة ما كان يتحدث عنه جاسبر. كان يتحدث عن عيشهما معًا. بمجرد أن يصبحا زوجين، بالطبع سينامان معًا، ثم…….
‘ثم ماذا؟’
ابتلعت روز ريقها. لم تكن قد فكرت في أي شيء غير التقبيل حتى الآن. شعرت ببعض التوتر والخوف بشكل غامض.
كانت متأكدةً من أن جاسبر كان كذلك أيضًا.
“…. ه..هل كنتَ تتراجع؟”
نظرت روز إلى جاسبر بتعبير حائر. فانفجر جاسبر ضاحكًا على سخافتها.
“ظننتُ أنني سأموت من كثرة التحمل.”
زمّت روز شفتيها وازداد احمرار وجهها.
“أتعلمين روز، أنتِ تميلين للتفكير بي بلطف شديد.”
“هاه……؟”
“أعني.. حتى وإن، فأنا أحبكِ بهذه الطريقة.”
قبّل جاسبر خد روز ثم ودعها مجددًا.
“طابت ليلتكِ.”
حتى بعد دخول جاسبر، ظلّت روز واقفةً في الردهة لفترة من الوقت تحاول تهدئة نفسها.
• ترجمة سما