An Academy Student's Duty Is To Study - 150
شائعات انفصال بين ثنائي القرن تثير الجدل.
جاسبر—روز.
أثيرت شائعات ساخنة بين الضابط جاسبر كونواي (22 عامًا، من الحرس الامبراطوري) وروز بيل (22 عامًا، باحثة في معهد الأبحاث الامبراطوري)
فمنذ اعترفا بعلاقتهما منذ ثلاث سنوات والشائعات تظهر عنهما. ولكن هذه المرة، كانت أطول شائعة انفصال استمرت حتى الآن.
لطالما شوهد الثنائي معًا في المناسبات الاجتماعية موضحين مدى عمق علاقتهما. ولكن في الأسابيع الثلاثة الماضية، لم يرهم أي شخص معًا.
تمت ترقية جاسبر كونواي منذ بضعة أسابيع من رتبة نقيب إلى مقدم نظرًا لدوره البارز في استقرار الأمن في العاصمة من خلال مساعدة الشرطة في القضاء على العصابات. أقيم حفل في القصر الامبراطوري، لكن روز بيل لم تتواجد.
قال أحد معارفهما الذي كان زميلًا لهما في الأكاديمية:
“هذا غالبًا بسبب انشغالهما بعملهما طوال الوقت.”
لم يعلق أي منهما على الشائعات.
وبالنسبة لأخبار أخرى، تم الانتهاء بنجاح البارحة من أول اختبار لمحرك المنطاد، والذي أشرفت عليه المهندسة الرئيسية روز بيل. أثارت النتائج ضجة كبيرة في صناعات النقل و……
قامت روز برمي الصحيفة على الطاولة بعد أن قرأت ما فيها بتعبير متجهم. أخذ الامبراطور رشفةً من الشاي ثم تحدث.
“لم أحجب المقال عن قصد.”
“كيف…….”
تنهدت روز للحظة ثم واصلت.
“…كيف يمكن لكل شيء في المقال أن يكون غير صحيح؟”
“هكذا يغار الناس منكِ. ولا فائدة من دحض الأمر على أي حال. عندما تعلنان عن زواجكما بعد شائعات انفصالكما ستكون القصة أكبر بما يكفي لدحض الشائعات.”
“هذا صحيح ولكن……”
“بالمناسبة ألن تبدأ إجازتكِ الممتدة من الغد؟”
“أجل يا صاحبة الجلالة.”
“حظًا موفقًا في الاستعداد للزفاف. واعتني بنفسكِ أكثر، تبدين نحيفة للغاية مجددًا. أنا متأكدةٌ من أن جاسبر سيكون له كلام معكِ.”
“شكرًا لاهتمامكِ جلالتك.”
طأطأت روز رأسها وفكرت بجاسبر. لم تر وجهه منذ حوالي عشرة أيام. كانت محبوسة في مختبرها تعمل على إنهاء تجربتها الأولى.
آخر مرة رأته، جاء للمختبر وألقى عليها التحية. كانت تلك أول مرة تبتعد فيها عن جاسبر كل هذا الوقت منذ تخرجهما.
كانت روز تعيش في مهجع الباحثين في القصر، كان بإمكانها رؤيته متى ما أرادت كونه عضوًا من الحرس الامبراطوري، فقد كان دائم الدخول والخروج من القصر.
ولكن في الآونة الأخيرة، كانت شديدة التركيز على إنهاء التجربة لدرجة أنها نادرًا ما غادرت المختبر. كانت مشغولةً للغاية لدرجة أنها لم تكلف نفسها عناء تناول الطعام. وبالطبع إن عَلِم جاسبر بهذا فسيوبخها.
‘….لا أستطيع أن أصبر لأراه.’
ازدادت خطوات روز سرعة وهي تغادر مكتب الامبراطور. لقد دفعت اشتيقاها جانبًا في محاولةٍ لإنهاء تجاربها وأخذ إجازة.
كانت هذه أول إجازة تأخذها منذ أصبحت باحثة في المعهد الامبراطوري. وخلال هذا الشهر، ستستعد لحفل زفافها.
لم تستوعب الأمر بعد، تساءلت إن كان الأمر حقيقيًا حقًا. ولازالت ستخبر أصدقاءها الذين لم ترهم منذ سنوات بأنها ستتزوج.
‘هذا اليوم آتٍ حقًا.’
كان جاسبر يتحدث عن الزواج منذ كانا في الأكاديمية. كانا يفكران في زواجهمل، لكنها لم يبدآ التخطيط إلا بعد ثلاث سنوات.
كان هناك سبب واحد لذلك، كانت روز بيل مشغولةً لدرجة أنها لم تستطع الراحة لأكثر من يومين.
كان عليها السفر لملكية كونواي للزواج، كما توجب عليها القيام بالكثير من الأشياء الأخرى. أخبرها جاسبر أنه سينتظرها حتى تتفرغ، وهكذا مرت ثلاث سنوات.
كان الامبراطور شخصًا مدمنًا على العمل، وكان معروفًا أنه يستنزف كل موهبة يملكها حتى آخر نفس. حالما دخلت روز المعهد، تم تكليفها بالمشروع البحثي عن المنطاد. ومنذ ذلك الحين وهي تكرس كل وقتها للبحث.
لكن روز وجدت العمل ممتعًا ومثيرًا أكثر من كونه متعبًا. ومع كل الموارد المتاحة والدعم الكامل من الامبراطور، بدا الأمر وكأنه جنة للباحثين.
‘لكنني الآن أريد أخذ استراحة……’
الأسوأ أنها جعلت جاسبر ينتظر طويلًا.
تسارعت خطوات روز بحماس في طريقها لإخبار جاسبر عن إجازتها الممتدة. وبينما كانت متجهةً لمقر الكتيبة الأولى حيث مكتب جاسبر، سمعت صوت مألوفًا ينادي باسمها.
“روز!”
توقفت روز واستدارت نحو صاحب الصوت. لفت انتباهها الزي العسكري الأزرق والمحلى ببعض الخيوط الذهبية. كان جاسبر كونواي واقفًا هناك.
هرعت روز نحوه دون أن تنطق بكلمة. وقف جاسبر ومدّ ذراعاه قليلًا، ثم لف يده حول خصرها رافعًا إيّاها.
وبمجرد أن ارتفعت قدماها عن الأرض، حاوطت روز عنق جاسبر بذراعيها واحتضنته بقوة. شعرت بحرارة جسده ورائحته المألوفة.
وفجأة أدركت أنها افتقدته بشدة، وغمرتها مشاعر جياشة عندما استرخى جسدها المحروم من النوم.
“جاسبر…..”
“كيف حالكِ؟”
رفعت روز رأسها تنظر لجاسبر. بدا أن جسده أصبح أكثر صلابة في الوقت الذي لم تره فيه. كان مظهره يصبح أكثر رجولة كل يوم.
اعتادت على مظهره الآن، لكنها كانت تشعر بالغرابة كلما تراه في زيه الرسمي. لم يعد فتى الأكاديمية أشعث الشكل الذي كان يرتدي زيه بفوضوية.
أصبح جاسبر مختلفًا تمامًا كضابط. اختفت تعابير وجهه أكثر وعُرِف بصرامته مع الرجال تحت إمرته.
ولكن كان من المعروف على نطاق واسع أن الضابط العسكري كونواي كان يلين في حضور حبيبته روز بيل.
فرك جاسبر جبهته على جبهتها برفق ثم أنزلها. نظرت إليه روز وسألته.
“لمَ أنتَ هنا؟ كنتُ في طريقي إليكَ….”
“سمعتُ أنكِ ذهبتِ لمقابلة الامبراطور، كنتُ أنتظر هنا منتظرًا انتهاءكِ.”
اتسعت عينا روز قليلًا، ثم تدلى جفناها.
“اشتقتُ لكَ…..جاسبر……”
ابتسم جاسبر وهزّ رأسه لها.
“ما بكِ؟ لا تعانقينني عادةً على رصيف القصر الامبراطوري، يبدو أنكِ افتقدتني حقًا.”
“افتقدتكَ بالفعل.”
كما قال جاسبر، لم تكن روز لتندفع نحوه وتعانقه بتلك الطريقة هكذا. كانت قد اعتادت على كونها مركز الاهتمام، لكن طبيعتها الخجولة لم تختفِ تمامًا.
كانت تشعر بالإحراج من إلحاح الامبراطور عليها بإظهار المودة مع جاسبر في الأماكن العامة.
لكن اليوم، لم تشعر بأي خجل. شعرت فقط بالرغبة في احتضانه. اندهشت روز من شعورها بعد عدم رؤيته لفترة طويلة.
“الزواج…… أعتقد أنه يجب أن نقوم به قريبًا.”
“ماذا؟”
“إن كنّا نعيش في نفس المنزل فسنرى بعضنا بغض النظر عن مدى انشغالنا.”
حتى لو عادت متأخرًا إلى المنزل عند الفجر، فستظل قادرةً على رؤيته في السرير.
استمع جاسبر لكلمات روز وتصلب للحظة. ثم زمّ شفتيه متحدثًا.
“لنذهب.. للعربة.”
“الآن؟ ألا يجب أن يكون لديكَ عمل؟”
“أنا في إجازة اليوم.”
“ولكن هل هذا ممكن……”
“ولمَ لا؟ لا أطيق صبرًا لأكون بمفردي معكِ.”
أمسك جاسبر بيد روز ومشى مبتعدًا بخطوات سريعة.
تبعته روز وهي تشعر بنظرات موجهة لهما.
نظر الجميع لهما بدهشة نوعًا ما، كانت تلك لحظة وضع حد للشائعات المنتشرة بشأن انفصالهما.
صعد جاسبر لعربة كونواي التي كانت تنتظره، وبينما كانت روز تحيي السائق المألوف، تم سحبها إلى العربة بيد جاسبر المستعجلة.
وبصوت ارتطام، تم إغلاق باب العربة بقوة وحاوطت كفا جاسبر الكبيرتان وجه روز.
“جاس…..آه.”
اصطدمت شفتا جاسبر بشفتيها وأمسكها بإحكام. تفاجأت روز من الحرارة المفاجئة للحظة.
عندما بدأت في مواعدته قبل ثلاث سنوات، كانت تعتقد أنها لن تعتاد أبدًا على تقبيله.
كان لا زال ذلك الخفقان يداهمها في كل مرة، لكنها لم تعد تتجمد بلا حركة. ضغطت روز بشفتيها على شفاه جاسبر.
توقف جاسبر مؤقتًا ثم دفعها للخلف وارتطم ظهرها بالعربة. وضع جاسبر يده خلف رأسها وقربها قبل أن تتمكن من الرد.
كانت نوافذ العربة مغطاة بستائر سميكة داكنة. كان الجو مظلمًا في الداخل عكس الخارج.
شعرت روز بدوار في رأسها، وأحكمت قبضتها على جاسبر لمنع نفسها من الانهيار.
وسرعان ما بدأت العربة التي تحمل ثنائي القرن بالتحرك.
• ترجمة سما