An Academy Student's Duty Is To Study - 149
كانت القبلة الثانية أطول قليلًا. لا بل شعرت أنها أطول قبلة حتى الآن. كانت عينا روز مغمضتان وارتكزت يداها على كتف جاسبر.
شعرت روز بقشعريرة في جميع أنحاء جسدها. كلما طالت مدة بقاءها مع جاسبر، كلما شعرت أنها تفقد وعيها.
انبعث إحساس مبهج من قلبها. كما لو أنها أخيرًا قد حلّت معادلةً كانت تفكر فيها لفترة طويلة.
كان شعور التقبيل جميلًا جدًا. ما جعله لغزًا بالنسبة لها.
مع تلك المشاعر الغريبة التي غطت عقلها، فقدت روز شعورها بالوقت.
لم تعد إلى رشدها إلا عندما سمعت نداءً باسمها من الخلف.
“روز؟ أهذه أنتِ حقًا؟”
انفتحت عينا روز. وامتلأ مجال رؤيتها برموش جاسبر الذهبية.
لكن هذا لم يكن الوقت المناسب للافتتان بجماله، همست روز لجاسبر مبتعدة.
“أنزلني جاسبر.”
فتح جاسبر عينًا واحدة وظهرت نظرة استياء على وجهه. وقفت روز على الأرض ونظرت خلفها.
رأت بريلي تهرول نحوها بينما ريبيكا واقفة وتبدو عليها الدهشة. ولم تكن الوحيدة.
كان الحفل يقترب من نهايته وبدأ الناس بالخروج واحدًا تلو الآخر. احمرّ وجه روز وسحبت قبّها لتغطية رأسها. عندها أدركت أن هناك عددًا غير قليل من العيون تحدق بها.
“آه جاسبر، لقد رأونا.”
شعرت روز بالخجل وتمتمت بشيء ما. لكن جاسبر بدا غير مبالٍ
“فلينظروا، الآن لا يمكن لأحد إنكار علاقتنا.”
“أنتَ……آه!”
نظرت روز إلى جاسبر وكادت تبدأ بالجدال معه، لكن بريلي قاطعتها باحتضانها.
“ما الذي حدث بحق خالق الجحيم؟ كنتُ قلقةً للغاية! ظننتُ أن جاسبر يعرف مكانكِ لكنكِ اختفيتِ دون أن تخبريني حتى! ولم تتأتي للحفلة مطلقًا!”
سارت ريبيكا نحوهم وتعانق ثلاثتهم. كانت روز محشورةً بين ريبيكا وبريلي.
“آه حسنًا، الأمر فقط…..”
قبل أن تتمكن من إكمال حديثها، تمتمت ريبيكا بصوت منتحب.
“كنتُ آمل أن نستمتع كلنا سوية… بحفل التخرج….”
شعرت روز بالاختناق من العناق الشديد من صديقتيها، لكن شعرت بالدفء الشديد في قلبها. شعرت أنها قد عادت حقًا إلى الأكاديمية بأمان.
لم تكد تبعد عن صديقتيها حتى استقرت كف كبيرة على رأسها، كانت كف جاسبر.
“اتركيها.”
كانت كلمات جاسبر موجهةً لبريلي التي كانت تداعب روز وتحدثها. ثم التفتت ونظرت لجاسبر.
“نحن لم نتناول الطعام بسبب قلقنا على روز لكنكَ كنتَ تقبلها هنا أيها اللص!”
احمرّ وجه روز من كلمات بريلي.
‘هذا صحيح لقد رأوني…..’
كانت قد قدمت إعلانًا للتو عن علاقتها بجاسبر أمام زملائها. وليس بطريقة تقليدية كمرافقته في الحفلة. بل بطريقة مرتجلة غير تقليدية.
بينما كان جاسبر وبريلي يتجادلان، كانت ريبيكا تنظف الغبار من على شعر روز.
“ما الذي حدث لكما بحقٍ روز…. لمَ أنتِ بحالة مزرية؟”
“حسنًا….. الأمر معقد نوعًا ما…..”
ابتسمت روز بحرج، ستستغرق بعض الوقت لتسرد كل ما حدث اليوم.
وكزت ريبيكا روز بإصبعها في جانبها.
“لقد كنتِ مثيرةً للغاية منذ قليل روز.”
“آه…. اممم.. إذن.. هل قضيتم وقتًا ممتعًا في الحفلة؟”
“كيف يمكننا الاستماع بالحفلة بينما كنتِ أنتِ وجاسبر مختفيان؟ كانت الحفلة فوضوية بعض الشيء. وليس نحن فقط، بل كان الجميع مستغربًا لعدم ظهور الشخصيات الرئيسية.”
“حقًا؟”
“أجل! يجب أن أقيم مأدبة في منزلي روز، ويجب عليكِ الحضور!”
ابتسمت روز بضعف وأومات برأسها.
عندها اقترب جاسبر الذي كان يتجادل مع بريلي وقال بصوت اتضح فيه نفاد صبره.
“لا روز، يجب علينا إقامة حفل خطبتنا في أقرب وقت.”
“…هاه؟”
“أحتاج لإعلانٍ أكثر رسمية.”
لم تظن روز أنه كان جادًا بشأن الخطبة، وشعرت بالذهول. بينما تمتمت بريلي بسخط.
“هل تظن أنها لكَ أيها الوغد؟”
“هل هي لكِ إذن؟”
“لولاي لاستغرقتما 500 عام آخر لترتبطا، أنتَ ناكر للجميل…..”
أطلقت روز ضحكة صغيرة وهي تشاهد جاسبر وبريلي يتجادلان كالمعتاد. كان جسدها ثقيلًا، لكنها شعرت أن عقلها كان خفيفًا للغاية.
منذ بضع ساعات، كانت خائفةً من فقدان حياتها. والآن، هي محاطة بأشخاص تحبهم ويحبونها.
***
تم الموافقة على تعديل قوانين النبالة بمعدل تصويت 61% في مجلس الشيوخ.
الموجة الرجعية.
هل رئيس حزب الرجعية هو ابن شقيق الامبراطور حقًا؟ موقف العائلة الامبراطورية.
في غرفة الانتظار خلف المنصة يوم التخرج، كانت روز تتصفح العناوين الرئيسية بسرعة.
كانت تأمل في أن الكلمات المطبوعة ستخفف من توترها.
كما خططت. مُنِحت لقب طالبة الشرف وكانت ستستلم شهادة تخرجها اليوم. حقيقةُ أن طالبة الشرف لأكاديمية بيركلي كانت فتاةً من عامة الشعب كانت أخبارًا كبيرة.
حظيت روز بالكثير من الاهتمام الإعلامي في الآونة الأخيرة. واليوم، حضر الكثير من المراسلين لتغطية الحدث.
‘أنا متوترة……’
تنهدت روز ووضعت الصحيفة على الطاولة. فركت أصابعها معًا لتهدأ قليلًا.
في الحقيقة، كانت روز لا تزال تشعر بعدم الارتياح في الأماكن العامة. لكنها كانت تعلم أن الاهتمام الذي تتلقاه كان طبيعيًا، وكانت تحاول التأقلم معه.
بعد اعتقال إدوين، اهتزّت الامبراطورية بشكل لم يحدث من قبل. لم يُخفِ الامبراطور أن إدوين كان ابن أخيه. بل كشف عنه وعن كل ما فعله.
فقد حاول بيع تكنولوجيا الامبراطورية إلى شركة خاصة واختطف فتاة مدنية. لم تكن سمعة إدوين جيدة، وتراجعت حركة الحزب الرجعي بشكل واضح.
كما أن خطاب إدوين عن القيم التقليدية والنظام الطبقي فقد مصداقيته بشكل كبير.
لكن كان هناك احتجاجات من حين لآخر للإفراج عنه، حيث لم تُعلن عقوبته بعد.
ولكن مع مرور الوقت، أصبح الرأي يقف مع الامبراطور. الأهم من ذلك أن مجلس الشيوخ أقر بتعديل قوانين النبلاء.
كانت قصة روز بيل مناسبةً تمامًا لإثارة الناس. وحقيقة أنها كانت تنحدر من عائلة كانت تكافح لأجل تغطية نفقاتها جعلتها علامةً للعصر الجديد.
كان هناك أناس لا يزالون يشعرون بالغرابة والانزعاج، لكن عدد مؤيديها قد زاد بشكل واضح. في بعض الأحيان كان هناك أناس يتعرفون عليها عندما تسير في الشارع.
وعندما تم الكشف عن أنه حبيبة جاسبر كونواي، أصبحت من مشاهير العاصمة.
‘لم أقصد أن أكون…..مشهورة للغاية…..’
كلما شعرت بمعدتها تتقلب، تتذكر روز نصيحة الامبراطور. كان عليها أن تثابر لتصنع لنفسها اسمًا وتأثيرًا.
هدّأت روز نفسها، وسرعان ما حان دورها على المنصة.
“آنسة روز، من فضلكِ اخرجي من هنا.”
اتبعت روز خطوات الموظف لتخرج إلى المنصة في القاعة المليئة بالخريجين.
أخذت روز نفسًا عميقًا وسحبت الستائر. اتجه عدد لا يحصى من العيون نحوها. شعرت بالبرد للحظة وكادت تقف في مكانها.
ثم تعرفت على الوجوه الموجودة في الصف الأمامي.
جاسبر، بريلي، ريبيكا…. وببطء، خفّ توترها.
“روز!”
أطلقت روز ضحكة صغيرة عندما سمعت صوت بريلي وهي تصرخ رافعةً يدها لها. بدت ريبيكا محرجةً بعض الشيء، ولكنها لوّحت لها بهدوء.
نظرت لجاسبر الذي كان يجلس بهدوء بجانبهما. حدق جاسبر في روز دون حديق ثم أومأ برأسه للحظة.
كانت عيناه الزرقاوتان مليئة بالثقة.
فجأة بدأت ساقا روز المتجمدتان بالحركة، واتجهت إلى حيث يقف عميد الأكاديمية.
جفلت لا إراديًا عندما انطلق وميض من إحدى كاميرات الصحافة. لكنها ظلّت واقفةً بشموخ وفخر. قُدمت لها شهادتها مع كلمة تهنئة قصيرة أعقبتها موجة من التصفيق والوميض.
ضاقت عينا روز وابتلعت ريقها. حان دورها لتستدير وتواجه الجمهور.
‘لا يمكن أن أكون خائفة……!’
تمالكت روز نفسها وواجهت الحشد.
تذكرت فجأة حفل الترحيب في سنتها الأولى بصفتها طالب شرف. ورغم أنها حظيت باهتمام كثير، إلا أنه لم يكن بنفس الاهتمام الآن.
كان الاهتمام ممزوجًا بنظرات باردة المرة السابقة، كان هناك أوقات ظنّت فيها أن تلك النظرت لن تتغير.
‘….الأمر مختلف.’
شعرت روز أن النظرات الموجهة لها الآن كانت أكثر دفئًا. كان هناك بعض النظرات المستاءة، لكن الغالبية كانت فضولًا ودعمًا.
أمسكت روز شهادتها بإحكام ثم تحدثت ببطء.
“لقد تعلمت الكثير في بيركلي، ليس فقط مواد علمية، بل وتعلمتُ كيفية التعايش مع الناس…..”
نظرت إلى صديقاتها وجاسبر.
“للمرة الأولى، حظيت بأصدقاء، وأناس يؤمنون ويهتمون بي حقًا.”
كانت قد خططت لقول شيء ما عندما صعدت على المنصة لكنها لم تستطع تذكر أي شيء، لذا تركت الكلمات تخرج من فمها بتلقائية.
“لذا في النهاية….. في النهاية ليس لدينا خيار سوى العيش سوية، في عالم لطيف مع بعضنا. بغض النظر عن ماذا نكون أو ماذا نفعل….. لأن الحقيقة هي أننا جميعاً نحاول البقاء على قيد الحياة حيثما كنا وكيفما كنا.”
أخذت روز نفسًا قصيرًا ثم نطقت بآخر كلماتها.
“لقد كنتُ سعيدة بشدة…. شكرًا لكم.”
***
بعد انتهاء حدث التخرج، ودّع الجميع بعضهم ووعدوا بالالتقاء قريبًا. كان هذا الوقت لرؤية عائلاتهم.
لكن جاسبر بقي مع روز وعدّل لها قبعة تخرجها المنحنية قليلًا.
عندما انتهت المراسم أخيرًا، شعرت روز بالاسترخاء على الفور.
تحدثت روز بصوت ضعيف.
“ألم يعد اللورد إيثان بعد؟ وماذا عن حدث التخرج….”
“أخبرته ألا يحضر.”
“لماذا؟”
“يبدو أنه أحرز أخيرًا تقدمًا.”
“مع السيدة شارلوت؟”
احمرّ وجه روز وهي تسأله.
مكث إيثان فصل الشتاء كله في شمال الامبراطورية، على أمل لم شمله مع شارلوت. انتشرت الشائعات في الدوائر الاجتماعية كلها، كانت إيثان كونواي واقعًا بشدة لشارلوت أتوود.
لكن يبدو أن إيثان لم يهتم بسمعته، كانت تلك هي المرة الأولى التي اهتم فيها بشيء غير العمل.
هزّ جاسبر كتفيه وأجاب.
“تقريبًا…. سمعت أن قطة شارلوت قد تعافت وأنها أصبحت أفضل.”
“قطة؟”
“لا أدري، أيًا ما كانت، فقد انتهى الأمر. سيعود في وقت ما الشهر المقبل.”
“هذا جيد…..”
“روز، الوقت الآن ليس الوقت المناسب للقلق على أخي، ألا يجب أن تقلقي عليّ؟”
“هاه؟”
“انظري، أطراف أصابعي باردة.”
زمّ جاسبر شفتيه ومدّ يده لروز. كانت يد جاسبر الدافئة دائمًا باردة كالثلج. شهقت روز وضغطت روز على أطراف أصابعه بقوة.
“هل أنتَ متوتر لهذه الدرجة؟”
“بالطبع أنا كذلك. إنها المرة الأولى التي أقابل ليها والدتكِ.”
“إنه مجرد إلقاء تحية جاسبر. لا بأس.”
حضرت والدتها اليوم للأكاديمية لتهنئتها على تخرجها. كانت آنا تعيش في الضواحي على بعد 30 دقيقة بالعربة للعاصمة.
لم تنتقل والدتها وحدها، بل جاء معها إخوتها وجدتها إلى هناك.
كان منزلًا استأجرته روز من أموال جائزتها. كان قديمًا لذا كان سعره منخفضًا. وبمجرد إصلاحه أصبح جيدًا للغاية.
كانت روز ستعيش هناك بعد انتقالها من مهجع الأكاديمية وقبل انتقالها للمعهد الامبراطوري. كان من المريح كون عائلتها تعيش في مكان بالقرب منها.
كان انتقال العائلة إلى العاصمة جزئيًا من أجل روز، لكنه كان أيضًا لأجل محاكمة طلاق آنا وجورج.
تقدمت آنا بطلب رسمي للطلاق من جورج.
ستكون عملية طويلة تتضمن العديد من الترحال للمكاتب الحكومية في العاصمة.
فلم يكن الطلاق سهلًا في امبراطورية لبتي، وكان من المتوقع أن تستغرق العملية وقتًا طويلاً. لكن روز كانت تأمل في أن تنجح والدتها وتنفصل عن جورج مرةً واحدة وللأبد. حتى يتمكن باقي أفراد العائلة من العيش في سعادة دائمة.
لكن روز سمعت تنهدًا محبطًا يخرج من جاسبر. شعرت روز بالذعر وحاولت تدفئة أصابعه بيديها.
“ليس عليكَ التوتر كثيرًا جاسبر. إن كان الأمر كثيرًا عليك…. لمَ لا تعود أولًا؟”
جعّد جاسبر جبينه وهزّ رأسه مباشرةً.
“لا، أريد مقابلتها اليوم. أنا فقط متوتر. لن يُسمَح لي بالزواج منكِ إن لم أترك انطباعًا أوليًا جيدًا.”
عبست روز ببعض الإحراج.
“هل فكرت لهذا الحد بالفعل؟”
أخذ جاسبر نفسًا عميقًا وأمسك بيد روز بقوة.
“هذا يكفي، فلنذهب.”
أطلقت روز ضحكة صغيرة وهي تنظر لجاسبر الذي الذي بدا متوترًا للغاية كما لو كانا ذاهبين لمعركة.
‘طالما أني موافقةٌ فستوافق أمي.’
كانت روز تعلم أن آنا تضع سعادتها دائمًا في المقام الأول. وكانت سعادة روز بيل هي وجودها مع جاسبر كونواي.
أمسكت روز بيد جاسبر وسارت معه خارج قاعة التخرج. إلى حيث سيبدآن حياتهما الجديدة.
<النهاية>
• ترجمة سما
خلصت؟
….آه
اوك معرفش بعيط ليه اول رواية اخلصها وبجد انا كنت بحبهم اوي، من اقرب عيالي لقلبي جدا 😭😭😭😭😭😭😭
اتمنى تكونوا استمتعتم زي م انا استمتعت وانها كانت رواية خفيفة لطيفة عليكم ♥️
اشوفكم في الفصول الجانبية قريبًا 🙈