An Academy Student's Duty Is To Study - 148
لم تعد روز أخيرًا إلى العاصمة مع جاسبر إلا في وقت متأخر من الليل. كانت تشعر بالقلق من برودة الجو ليلًا. ولكن لحسن الحظ، أعارهم مركز الشرطة عربةً فاخرة.
تنهدت روز مطولاً ما إن جلست في العربة بمفردها مع جاسبر. سألها جاسبر بقلق.
“هل أنتِ بخير؟”
“آه أجل. أنا فقط متعبةٌ قليلًا.”
ابتسمت روز ببعض الحرج ونظرت لجاسبر. استطاعت رؤية الاحمرار الذي لم يتلاشى بعد من زوايا عينيه حتى في الظلام.
لم تتوقع رؤيته والدموع في عينيه اليوم. سار اليوم كله بشكل ما كانت لتتخيله أبدًا.
‘أبدو في حالة سيئة بالطبع.’
كان شعرها مغطًى بالتراب وجسدها مليء بالكدمات. وتلون بإرهاق شديد.
بدا صوت روز ضعيفًا بعض الشيء.
“ستنتهي الحفلة بمجرد أن نصل للعاصمة.”
وحتى وإن وصلوا، لن يستطيعوا دخول الحفلة بهذا الشكل.
“خائبة كثيرًا؟”
“لقد اشتريتَ لي فستانًا جديدًا….”
“لا تقلقي بشأن ذلك. إنه فستان، يمكنكِ ارتداؤه في أي وقت آخر. سيكون هناك دائمًا فرصةٌ أخرى.”
قال جاسبر وهو يمسك بيد روز.
“حسنًا، فقط قولي كلمة واحدة. هل تريدين ارتداءه في الخطبة، أو ربما نقوم بحفل خطوبة بعد التخرج مباشرةً؟ أعتقد أنها فكرة رائعة.”
أطلقت روز ضحكة صغيرة على موقف جاسبر. كانت ممتنةً لأنه حاول تلطيف مزاجها بمزاحه. لم تدرك إلا لاحقًا أنه كان جادًا حقًا في حديثه.
شعرت برغبة شديدة بالنوم. سرعان ما لاحظ جاسبر أن جفنيها يصبحان أثقل.
“اخلدي للنوم إن كنتِ متعبة. سأوقظكِ عندما نصل.”
“لا، أريد الحديث معكَ أكثر……”
أمسك جاسبر بخد روز بيده الخشنة. تردد صوته في العربة الهادئة. كان صوته هادئًا وجميلًا.
“لقد مررتِ بالكثير روز. أي شخص آخر كان سيغمى عليه بالفعل.”
“ممم……”
شعرت روز بحرارة جسد جاسبر تتسلل لها. ومالت نحو جاسبر بلا شعور منها.
شعرت أخيرًا أنه يمكنها الاسترخاء طالما جاسبر بجانبها.
حاولت إجبار نفسها على فتح عينيها، لكن صوت الحوافر المنتظمة وتنفس جاسبر كانا كمهدئ لها لتسقط في النوم.
***
استيقظت روز على يد لطيفة على كتفها. عندما فتحت عينيها ونظرت حولها، رأت أن جسدها كان يتكأ على نافذة العربة.
شعرت بلمسة على رأسها، كان كف جاسبر يمسك برأسها من الجانب لمنعها من الارتطام بالنافذة.
بالكاد استطاعت روز فتح جفنيها لتنظر له، وسرعان ما سمعت صوته المكتوم.
“لقد وصلنا روز.”
“…..العاصمة؟”
شعرت وكأنه قد مرت خمس دقائق فقط منذ غطت في النوم.
ترنحت قليلًا ثم جلست باستقامة. رأت منظرًا مألوفًا في الخارج، كان مدخل أكاديمية بيركلي.
‘جميع المصابيح لا تزال مضاءة.’
كانت نصف المصابيح تُطفَأ دائمًا بعد حظر التجول. ولكن في ليلة التخرج، رُفِع حظر التجوال عن الطلاب المتخرجين. لذا كانت الأكاديمية تعج بالحركة حتى وقت متأخر من الليل.
كان الجميع لا يزالون يتعافون من تعب الحفل الراقص. أرادت روز العودة إلى المهجع بسرعة للتخلص من خيبة أملها.
وبينما كانت تخرج من العربة برفقة جاسبر، التوت قدمها.
سحبها جاسبر بسرعة نحوه، ولكن بعدها جاءت مشكلة أخرى.
“….جاسبر؟”
حملها جاسبر بين ذراعيه وبدأ بالمشي، حدقت روز به بحيرة.
“مهلًا أنزلني جاسبر.”
رغم حديثها، نظر لها جاسبر بنظرة صارمة ثم تحدث.
“روز بيل، أنتِ مصابة.”
“أنا بخير.”
“هراء، أنتِ مصابة وبالكاد تستطيعين المشي.”
“ماذا؟ آه…..”
كانت روز عاجزة عن الكلام للحظات. حتى لو أصبحت علاقتهما معروفة، كان المشي وهي بين ذراعيه محرجًا. وربما يلتقط المصورون والصحفيون صورًا لهما.
لن يهتم جاسبر بمثل هذه الأشياء بالطبع. الشيء الوحيد الذي كان يهمه حقًا كانت حالة روز. كان تعبيره جادًا للغاية.
‘أنا شاكرة. ولكن…….’
احترق وجه روز وسحبت قُبّ رأسها. ثم تمتمت بخجل.
“يمكنني المشي بمفردي.”
“لمَ تمشين بمفردكِ بينما يوجد أمامكِ وسيلة نقل جيدة؟”
“وسيلة نقل……”
لم يكن هناك شخص في العالم يمكن أن يطلق على جاسبر هذا. لكن جاسبر أطلق هذا نفسه بصدر رحب.
“هذه هي فائدة وجود حبيب قوي. استفيدي منها.”
“اقترب موعد خروج الفتيات من الحفل، إن رآني أحدهم……….”
“دعيهم يرون. هذا هو الغرض من الليلة. الإعلان عن علاقتنا.”
خرجت كلمات جاسبر بسلاسة شديدة دون أي تلميح للتردد لدرجة أن روز اقتنعت للحظة. لكن الظهور في الحفلة كشريك أمر، وحملها أمام الجميع أمر آخر.
كان الفرق هو الأسلوب، لكن الغرض من السلوك كان واحدًا.
“لكن هذا مختلف.”
“هل تقولين أنني أسوأ من الحفلة؟”
“إن تفكيركَ بعيد كل البعد عن المنطق.”
وبينما كان الاثنان يتبادلان المزاح، وجدا نفسهما قرب قاعة الرقص حيث يقام حفل التخرج. كانوا يظنون أن الحفلة قد انتهت، لكن صوت ألحان رقصة الفالس كان واضحًا بشكل خافت.
استدارت روز نحو قاعة الرقص بتلقائية وسحبت قبها الذي كان يغطي رأسها قليلًا.
توقف جاسبر الذي كان يسير بهدوء هو الآخر. تمتمت روز بهدوء وهي بين ذراعيه.
“آه تلك الأغنية……”
كانت نغمة مألوفة، وهي “فالس الحب”. الأغنية التي كانت تصدح من صندوق موسيقى المصباح الخاص بجاسبر عندما التقته أول مرة.
كانت تتمنى لو ترقص معه تلك الرقصة.
قالت ذلك في نفسها، لكن بدا أن جاسبر سمعها.
بلحظة، تركها على الأرض برفق وأوقفها أمامه. نظرت روز له بذهول من التغير المفاجئ. كادت تخطو لكنه سرعان ما أمسك بيديها بقوة.
ابتسم جاسبر ثم همس لها.
“أرى أن الحفلة قد طالت، دعينا نرقص.”
“….الآن هنا؟”
أومأ جاسبر برأسه. ولامست يد روز ظهره. تلاصقت أجسادهما بشكل طبيعي وكانت تلك بداية الرقصة.
“أنتِ مصابة، لذا ابقي ثابتة وأنا سأتحرك.”
“لكن…. أنا حتى لا أرتدي ثوبي.”
“ولا أنا.”
“وشعري غير مُسرح.”
“تبدين جميلة.”
قاطع جاسبر كل كلمة من روز بكلمة واحدة. ثم رفعها لتقف على قدميه وبدأ في الرقص.
تحركت أجسادهما بانسجام تام مع الرقصة. ووجدت روز نفسها تتشبث بجاسبر كي لا تسقط.
كانت حركاتهما أبطأ وأقل مرونة من المعتاد، لكنها كانت رقصة في النهاية. في منتصف الرقصة، هبّت الرياح وأزالت غطاء رأسها تمامًا.
لم تستطع روز تخيل كيف يبدو شعرها الفوضوي الآن. لكنها لم تهتم كثيرًا. كان مظهر جاسبر وهو يبتسم لها جميلًا للغاية.
في الواقع، كان جاسبر متعبًا بعض اليوم أيضًا بعد الركض طوال اليوم. لم يكن شعره مصففًا بشكل مثالي، وكانت عيناه حمراوتين، كما تشققت شفتاه من العض المستمر.
ومع ذلك وجدت روز جاسبر في الوقت الحالي أكثر إشراقًا وجمالًا من أي وقت. شعرت بقلبها يفيض. الفستان الرائع، المجوهرات، قاعة الرقص. لم يكن أي من هذا مهمًا.
كانت الموسيقى خافتة وأضئ المكان بمصابيح الشارع بدلًا من الثريات. ورغم ملابسها المتسخة، عندما بدأت بالرقص مع جاسبر، شعرت أنها حفلة مثالية.
فطالما كانت معه، لم تهتم بمظهرها. كان اسم كونواي يجعلها تشعر بأنها أقل، ولكن ليس بعد الآن.
شعرت روز بعينيها تسخنان، أدركت سبب وقوعها في حبه أكثر الآن.
لم يتجاهلها جاسبر أبدًا. كان يقدرها دائمًا أكثر من أي شيء آخر. رغم أنه كان الشخص الذي يقدره الجميع.
عندها، بدأت الأصوات الخافتة للأنغام تتلاشى. نظرت روز إلى جاسبر لتراه ينظر لها حالما انتهت الرقصة.
“جاسبر.”
اقترب جاسبر من وجهها كما لو كان يريد سماعها بشكل أفضل. كانت روز على وشك أن تقول أنها شاكرة من أعماق قلبها، ولكن بمجرد أن رأت وجهه قريبًا، خطت للأمام.
التقت شفاههما في قبلة خافتة. لبضع لحظات، ساد الصمت بينهما.
أخرج جاسبر النفس الذي كان يحبسه ورفع جسد روز دون كلمات. ارتفعت قدما روز عن الأرض قليلًا.
وقبل أن تتمكن من قول كلمة، التقت شفاههما مرة أخرى، والتفت ذراعا جاسبر حول ظهر روز الصغير.
• ترجمة سما