An Academy Student's Duty Is To Study - 147
كان صوت إيثان واضحًا عبر جهاز الاستقبال.
—من الصعب احتمال رفض التعديلات الآن. لذا من الأفضل أن تتنازل أحيانًا. لا تقسو على نفسك في أيامك الأخيرة كونت، أنتَ لا تريد أن تموت غاضبًا أليس كذلك؟
اتسعت عينا الكونت هندريكس وعض شفته بعصبية. راقب جاسبر تعبيراته وأدرك أن العصر يتغير.
أولئك الذين مثل الكونت، لم يتمكنوا من الصعود إلى مجد أكبر بعد مجدهم السابق سيحاولون التخلص ممن يحاول تحقيق مجد أكبر. كان تجمع اليوم هو القشة الأخيرة لأولئك الذين أرادوا العودة للوراء.
—سأتساهل معكَ إن بصقت كل ما تعرفه عن تجمع اليوم واستقلت من منصبك في المجلس، أهذا جيد؟
“أنا… أنا لا أعلم أي شيء….!”
بدأ الكونت يفقد رباطة جأشه وارتجف جسده. التقط جاسبر سماعة الهاتف ووضعها قرب أذنه.
“أعتقد أن هذا يكفي أخي.”
تنهد إيثان بعمق.
—كنتُ مندهشًا من رسالتكَ جاسبر.
“متى سمعت عن عائلة بلو وود؟”
—منذ وقت ليس ببعيد. لا بد أن الأمور انقلبت بينما كنت بعيدًا.
“ما دمت تعرف ذلك فعُد بسرعة.”
—في الحقيقة، لا يمكنني ذلك لأن قطة شارلوت مريضة.
“ما الذي تتحدث عنه؟”
—مرضت القطة التي كانت شارلوت تربيها في القلعة منذ صغرها. شارلوت حزينة للغاية لذا…. لا يمكنني تركها وحدها. سأبقى هنا حتى الربيع. يبدو أن قرار المجلس قد انتهى على أي حال.
“ماذا؟ إذن سأستمر في التوقيع على الأوراق نيابةً عنك؟”
—أريد منك الاستمرار في القيام بهذا من أجلي، وداعًا.
“لا مهلًا أخي…..!”
أغلق إيثان الخط على الفور، وأطلق جاسبر ضحكة جوفاء من سخافة الموقف. كان يريد من إيثان أن يذهب خلف شارلوت، لكنه لم يتوقع أنه سيتمسك بها لكل هذا الوقت.
ما الذي حدث في قصر أتوود بحق؟ فكر جاسبر في أنه سيستمر في المعاناة كبديل لإيثان لفترة أطول.
الخبر السار هو أنه رغم ابتعاده عن العاصمة، إلا أن تأثيره لم يتخفِ. فبدونه لما استطاع الضغط على الكونت هندريكس.
ونتيجة لمحادثته مع إيثان، أدرك الكونت تأخره تمامًا عن التيار السياسي السائد.
طرق جاسبر على الطاولة لجذب انتباه الكونت المذهول.
“لقد تحركت قوات الأمن بالفعل إلى مكان التجمع وقبضت على إدوين.”
“إيه، لا علم لي بشخص يدعى إدوين……”
“إذا لم تكلم تعلم، فدعني أخبرك. إدوين مطلوب رسميًا بتهمة تسريب أسرار الامبراطورية وخطف المدنيين وتزوير الهويات. إن مقدار التفاصيل التي ستدلي بها عن إدوين ستحدد مستوى العقوبة التي ستقع عليكَ أيها الكونت.”
“…..”
“لقد انتهى الأمر بالفعل كونت. كانت قضية خاسرة منذ البداية.”
ابيضّ وجه الكونت العجوز.
***
ابتلعت روز ريقها بتوتر. بينما كانت تتلقى العلاج وتحظى ببعض الراحة، استدعاها أحد الضباط.
“أريد منكِ الإدلاء بإفادة حول عملية الاختطاف.”
أخبرها أنه تم القبض على إدوين في ضواحي بروتيل. لم تعلم روز من هو بالضبط إدوين أو ما غرضه، شعرت بالكثير من الغموض.
أخبرها الضابط أن إدوين كان يريد تشكيل حزب سياسي جديد لمعارضة النظام الحالي.
‘لهذا السبب احتاج لسلاح جديد. لكن لمَ تم إقحامي بهذا…..’
فكرت روز بينما كانت تتبع الضابط. كانت بعيدة كل البعد عن السياسة. والآن تورطت مع منظمة ما.
‘حمدًالله أني هربت.’
بطريقة ما، شعرت بعدم ارتياح منذ رأت إدوين للمرة الأولى. لم ترد رؤية وجهه مجددًا. لكن كان عليها أن تشهد بأنه هو من اختطفها.
‘لا أستطيع الانتظار حتى أعود للعاصمة….. رغم أني متأكدة من أن الحفلة انتهت بالفعل.’
وصلت روز إلى مركز الاحتجاز حيث كان إدوين. رأته جالسًا بتصلب خلف القضبان.
بدا أكثر خمولًا وإرهاقًا مما كان عليه في القبو. بدا كرجل استسلم لكل شيء. ولم يبدُ خائفًا من من كونه محتجزًا.
“انظروا من هنا.”
لمح إدوين الذي كان جالسًا بلا روح روز، فوقف مقتربًا من القضبان. جفلت روز وتراجعت عدة خطوات للخلف.
سمعت صوت خطوات مسرعة ثم أمسكت يد بساعدها.
“جاسبر؟”
التفت جاسبر إلى الضابط وقد بدا غاضبًا.
“كيف يمكنكَ جلب مصابة هنا بمفردها وطلب منها مواجهة خاطفها على الفور؟!”
لم تكن روز مرتاحة للموقف أيضًا، لكن جاسبر كان غاضبًا بشدة لدرجة أنها بدأت بتهدئته.
“لستُ مصابة حقًا…..”
انفجر إدوين، الذي كان يراقب كل شيء من وراء القضبان، ضاحكًا.
“إذن فقد كان الأمر حقيقيًا.”
تجهم جاسبر واقترب من القضبان. إذا مدّ يده فسيتمكن من الإمساك بإدوين.
تحدث إدوين بصوت خشن.
“مرّ وقتٌ طويل جاسبر. ما رأيكَ بساقي التي شوهتها؟”
“اخرس.”
مع ازدياد المشاحنات في الجو، تقدم الضابط المسؤول إلى الأمام.
“كل ما عليها فعله هو الإدلاء بإفادة موجزة ثم ستذهب. ستملأون بقية إفادتكم في العاصمة…..”
لم يعر جاسبر وإدوين اهتمامًا بكلمات الضابط. وانشغلا بالنظر لبعضهما البعض. في تلك الأثناء أطلعت روز الضابط بسرعة على ملابسات عملية الاختطاف.
أشار الضابط إلى إدوين وسألها.
“هل تعرضتِ لأي عنف من قبله؟”
“آه هذا…”
قبل أن تتمكن روز من الإجابة، تدخل إدوين.
“عنف، ألا تعتقدين أن هذا سخيف روز؟”
“لا تنطق باسمها.”
أجاب جاسبر وهو يقترب من الزنزانة مستعدًا لضرب إدوين.
التفتت روز إلى الضابط ولم تنظر حتى لإدوين.
“لا سيدي. لم يكن هناك عنف وقت الاختطاف، باستثناء المخدر.”
لم يبالي إدوين بتجاهل روز له وراح يثرثر أكثر.
“فهمت. كنتُ محظوظًا للغاية للمسكِ عزيزتي. اتضح أنكِ ساحرة بما يكفي لأسر السيد الشاب الثاني للدوق.”
وفجأة دوّى صوت ارتطام عالٍ أعقبه تأوه من إدوين.
مدّ جاسبر يده عبر القضبان وأمس بياقة إدوين وسحبه نحوه. تم سحب إدوين على الفور وارتطم رأسه بقوة بالقضبان وسال الدم من أنفه.
تفاجأ كلٌ من روز والضابط وتحركا بسرعة نحو جاسبر. أمسك الضابط بذراع جاسبر محاولًا سحبه.
“لا يمكنكَ فعل هذا!”
حاول الضابط سحب جاسبر بعيدًا، لكنه لم يتزحزح من مكانه. بل في الواقع شدد قبضته حول عنق إدوين وتحدث.
“أنتَ….. ما الذي فعلته لروز؟”
سرعان ما تعب الضابط من محاولة إيقافه وابتعد. كانت روز هي الوحيدة التي يمكنها إيقافه.
أمسكت روز بساعده وتحدثت.
“لا بأس جاسبر اتركه. لقد أمسك ذقني فقط، هذا كل شيء.”
انتقلت نظرات جاسبر من إدوين لروز. ضحك إدوين وهو لا يزال يترنح من أثر ارتطام وجهه.
توقف جاسبر مؤقتًا وهو ينظر ليد روز التي تمسك بذراعه. تحركت يده قليلًا وكأنه سيترك إدوين، لكنه سحبه للأمام فجأة وصدم وجهه بالقضبان. وصدى صوت ارتطام مرةً أخرى.
لم يرخي جاسبر يده إلا بعد أن انكسر أنف إدوين. ترنح إدوين ثم سقط وهو يسعل دمًا.
ابتعد جاسبر خطوة للوراء واقترب من روز المذعورة. ثم تمتم بصوت أكثر خفوتًا مما كان عليه منذ لحظات.
“…آسف، كان من المفترض أن أستأذنكِ قبل ضرب شخص ما، لكني نسيت. كنتُ غاضبًا جدًا اليوم.”
هدأ وجه روز وهي تنظر إليه. في العادة كانت ستوبخ جاسبر، لكنها مشاعرها انجرفت عندما سمعت كلمات إدوين.
“نعم تجاهلني بقدر ما تريد، ولكن التاريخ سيثبت فيما بعد أن أمثالك من تسببو بدمار البلاد….. العوام يمشون في الشارع بطبيعية، والنساء تصبحن أباطرة، وكل هذا الهراء…..”
تمتم إدوين وكأنه يتحدث لنفسه. وقد فقد وجهه أي اهتمام. ولم يملك صوته أي إدانة أو غضب.
كان ذلك دليلًا على يأس إدوين وهو ينطق بكلماته. كلن إدوين ببساطة رجلًا جرفته أمواج الزمن بعيدًا جدًا.
زمن سريع التغير. مجتمع مضطرب. فيما سيعرف لاحقًا باسم الثورة الصناعية.
وفي خضم هذه التغييرات، كان البعض مثل إدوين، يجرفهم التيار بعيدًا. بينما سمح آخرون للتيار بأخذهم معه.
لكن روز بيل لم تكن أيًا من هؤلاء. حيث كانت تقف بثبات في وسط التيار كصخرة ثابتة. كانت هي من تغير اتجاه وسرعة المياه التي تتدفق ناحيتها.
حدقت روز في إدوين الذي بدا أنه يمثل كل مصائب العصر القديم ثم تحدثت.
“أنتَ على حق، نحن لا نعرف ما هو الصواب الآن، لكن هناك شيئًا واحدًا مؤكد. لن يهتم التاريخ بكَ كثيرًا.”
“….ماذا؟”
خيّم الصمت على الزنزانة للحظة، ثم تابعت روز حديثها.
“لأنك رجل لم تحقق أي شيء في النهاية.”
“…….”
“سأستمر في عملي بغض النظر عما يقوله أمثالك.”
أنهت روز جملتها ثم استدارت. صدى صوت خطواتها المبتعدة عن إدوين.
• ترجمة سما