An Academy Student's Duty Is To Study - 145
‘لقد بدت جبانة وقررت أن تتعاون معي.’
لذا كان كل ذلك تمثيلًا.
ارتعشت يدا إدوين وأمسك بساقه المصابة. لو كانت ساقه لا تزال سليمة لربما ما تعرض لهذا الموقف من فتاة صغيرة.
تضخم الشعور بالغضب الذي ظلّ في صدره منذ شهور. وفي كل مرة يشعر بهذا، يزداد عقله تشوشًا.
واسودّت عيناه أكثر عندما جاءه خبر بتجمع الكل في الطابق السفلي من النزل القديم.
توقف الرئيس في منتصف الطريق واستطلع المكان، ثم أومأ إلى إدوين. وقف إدوين مذهولًا ثم مشى قليلًا متكئًا على عصاه.
وبينما كان يشق طريقه إلى أسفل الدرج، خطرت له فكرة جعلته يغضب أكثر.
‘هل يتجاهلونني أيضًا مثل تلك الفتاة؟’
توقف إدوين وارتجف كتفاه بعنف.
كان إدوين قد أمضى حياته كلها يتدرب على المبارزة بالسيف الذي منحه له الامبراطور. ولحسن الحظ، ورث موهبة استخدام جسده من والده.
كان إدوين معتادًا طوال حياته على سحق خصومه بقوته. ولم يعرف سوى عالمًا يعيش فيه الأقوى. أصبح تلقيه الأوامر من الامبراطور أكثر إحباطًا عندما بلغ سن الرشد وأصبح أكبر من الامبراطور نفسه.
كانت مجرد امرأة عجوز كبرت في السن. وكلما كان معها، شعر أنه يستطيع التغلب عليها بالقوة.
لكنه الآن فقد الشيء الوحيد الذي كان يفتخر به، قوته. كان إدوين يعلم أن الآخرين سينظرون له باستخفاف، تمامًا كما كان هو يفعل. وصل إدوين إلى الطابق الأرضي وهو يشعر بالإحباط. حدق به حوالي عشرون شابًا بأنفاس مسلوبة.
“إنه حقًا كالامبراطور السابق…..”
همس أحدهم بصوت منخفض.
“إذن كان الكونت هندريكس على حق في النهاية.”
“حقًا، يبدو كذلك…..”
حاول إدوين تجاهل الهمهمات التي تلج لأذنيه. الآن جاء دوره ليقف على المنصة ويخاطب أولئك الذي تجمعوا لمقابلته. كان عليه أن إقناعهم ليحولهم لقوة سياسية عظمى.
ولكن في اللحظة التي رأى فيها كل تلك العيون وهي تحدق به، تيبس جسد إدوين وأصبح ذهنه فارغًا. نسي كل ما كان يجب عليه قوله.
خيّم الصمت لفترة طويلة للغاية وازداد فضول الحشد. دفعه رئيس صناعات القبة، الذي كان يقف بجانبه، بمرفقه كما لو كان يحثه على المضي قدمًا.
“آه…”
تسارعت نبضات قلب إدوين عندما شعر بالنظرات الباردة الموجهة إليه.
‘جميعهم يشكون فيّ.’
ابتلع إدوين ريقه بجفاف وشعر باضطراب في معدته.
‘لا، لا بأس….. أنا أحد ورثة الدم الملكي…..’
حاول تهدئة نفسه، لكن الأمر لم يفلح. شعر بالغثيان. شعر بطنين في أذنه وأنه لم يعد يسمع شيئًا، كما لو كان يغرق.
ومع ازدياد ذعره، ازدادت وجوه الشباب ،الذين تجمعوا على أمل المشاركة في بزوغ فجر عصر جديد، قتامةً.
***
على الجانب الآخر لبروتيل.
“هاه… آه…”
تأوهت روز وفتحت عينيها ببطء. كان رأسها يخفق حيث اصطدمت بعجلة القيادة بقوة وتشوش عقلها. ولكنها استعادت وعيها ببطء.
“هااا….”
تنهدت روز وضغطت بيدها المرتجفة على جبهتها. نظرت حولها، ورأت أن الضرر كان أقل مما توقعت. أهم شيء أنها كانت لا تزال تتنفس.
تعطلت المكابح ولم تستطع إيقاف السيارة. تسابق عقل روز للتفكير في حل يبقيها على قيد الحياة.
لمحت كومة من القش على جانب الطريق، فحركت عجل القيادة بسرعة واتجهت نحوها. اصطدمت بكومة القش ولم تتوقف السيارة إلا عندما اصطدمت بشجرة.
لم تعمل كومة القش على إبطاء السيارة فحسب، بل امتصت الكثير من الصدمة الناتجة عن الاصطدام بالشجرة.
أدى الاهتزاز العنيف إلى إصابة روز بعدة كدمات في ساقيها وذراعيها. لكنها كانت محظوظة لعدم تحطم النوافذ أو انفجار المحرك.
رفعت روز ذراعها المرتجفة وحاولت فتح باب السيارة والخروج. لكن الباب أبى أن يُفتح.
لم تستطع معرفة ما إذا كان قد انثنى بسبب الاصطدام أو إذا كان هناك قش عالق في مكان ما، ولكن بدا أن الباب مكسور.
أصيبت روز بالذعر للحظة وحاولت الدفع بقوة أكبر. لكنها لم تسمع سوى صوت خشخشة.
“آه…. ماذا أفعل……”
لم تستطع الانتظار لتخرج من السيارة، كانت بحاجة لمعرفة ما حدث من إطلاق نار.
‘و….جاسبر.’
تساءلت وهي مذعورة أكان هو حقًا. كانت تعلم أنه كان احتمالًا ضئيلًا. لكنها شعرت أن الرجل الذي رأته كان هو.
دفعت روز وكافحت للخروج من السيارة. وعندما خارت قواها، انكسر مقبض الباب غير المجدي.
“آه….”
كانت السيارة مائلة قليلًا، لذا أدّى الفتح المفاجئ للباب بجعل روز تهوي جانبًا. لكن جسدها لم يرتطم بالأرض. بل وقع في حضن قوي دافئ.
اصطدم وجه روز بصدر شخص ما. تعرفت عليه على الفور. من حرارة جسمه المرتفعة، رائحته المميزة، عضلاته الصلبة، لم يكن هناك خطأ.
“…..جاسبر؟”
ترنحت روز ورفعت رأسها. حتى في الظلام، استطاعت رؤية عينيه الزرقاوتين بوضوح. كان هو جاسبر.
وقبل أن تتمكن من قول كلمة، شدها جاسبر له وحملها. ذُهِلت روز من التغير المفاجئ في الموقف.
ولكن من موقعها، استطاعت رؤية المرتزقة الذين طاردوها ممددين على الأرض ويتم استجوابهم من قبل الرجال الذي جاؤوا مع جاسبر.
أنزل جاسبر روز عندما كانوا بعيدين عن السيارة.
وقبل أن تتمكن روز من قول أي شيء. التفت يداه الكبيرتان حول وجهها.
فتحت روز فمها لتسأله ما خطبه، لكن شفتيها لم تتحركا.
كان جاسبر كونواي يبكي. كانت دموعه صافية وخشنة. كانت الأصابع المحيطة بخدها ترتجف بشكل مثير للشفقة.
“جا… جاسبر؟”
أمسكت روز بيد جاسبر بدهشة. استمر نحيب جاسبر كما لو أنه سيفقد أنفاسه. لم تره روز بمثل هذا الضعف من قبل، بدا أنه سيتحطم من أقل لمسة.
أطلق جاسبر تنهيدة طويلة وجذب روز لحضنه. لفّ ذراعيه حول جسدها بإحكام قدر استطاعته، وفرك خده على شعرها.
تفاجأت روز، لكنها لم تدفعه بعيدًا. ربتت على ظهره بينما كان يبكي غير قادر على التوقف.
وعندما شعرت بحرارة جسدها، أدركت أخيرًا.
‘أنا…. قد نجوت.’
لقد خرجت من القبو كما خططت. هدأت أعصابها أخيرًا واختفى التوتر من جسدها. داهمها شعور بالراحة والإرهاق الشديد مباشرةً.
ثم سمعت صوت جاسبر المنتحب فوق رأسها.
“ظننتُ أني لن أستطيع العثور عليكِ…….”
بدا صوته هشًا بشدة. كان قلقه وخوفه واضحين من نبرته.
“لو كنتِ… لو كنتِ تأذيتِ حقًا. لا، إن حدث خطأ ما….”
حاولت روز التي كانت بين ذراعي جاسبر إيجاد فجوة لترد على أنينه.
“أنا بخير.”
ترك جاسبر روز ببطء. وتفحص وجهها.
حدقت روز بعينيه الدامعتين للحظة. كانت الدموع تتدلى من أطراف رموشه. كان وجهه جميلًا ومثيرًا للشفقة بشكل غير واقعي.
توقعت أن يقلق جاسبر عليها، لكنها لم تتوقع أن ينفجر باكيًا بمجرد رؤيتها. كانت شفته السفلية لا تزال ترتجف واحمرّت زوايا عينيه.
شعرت روز بقلبها يضيق وحاوطت خد جاسبر بكفيها.
“كنتَ قلقًا؟”
أومأ جاسبر ببطء عند سماع صوت روز الضعيف.
انسابت دموع جاسبر على كف روز.
تحدث جاسبر بصوت خافت.
“كنتُ خائفًا بشدة…. سمعت صوت انفجار فجأة… ظننتُ أنكِ….”
“اوه، كنتُ أنا من صنع القنبلة، لا تقلق.”
تحدثت روز بابتسامة خجلة، وامتلأت عينا جاسبر بالارتباك.
“ماذا؟ ماذا تعنين؟”
“إنها قصة طويلة قليلًا….. ولكن المهم أني لم أتأذى. ولكن، كيف علمتَ أني هنا…..؟”
في تلك اللحظة، عبس جاسبر وأمسك بمعصم روز. تأوهت روز حيث كانت آثار الحبال لا تزال تؤلمها.
“آه….”
“….أنتِ مصابة.”
كان صوت جاسبر خافتًا. وانتهى نحيبه المثير للشفقة في لحظة. ترك جاسبر معصم روز برفق.
“هل تتألمين كثيرًا؟ لقد اصطدمت السيارة بشجرة.”
“لا بأس…. مجرد خفقان بسيط…”
أجابت روز بضعف على أسئلة جاسبر القلقة.
• ترجمة سما